و كذلك كان حسين قاسياً وقسوة على الكافرين والمنحرفين، فكان على الأكبر حليف والدهِ، صارماً لا يلين.
و كذلك كان حسين قاسياً وقسوة على الكافرين والمنحرفين، فكان على الأكبر حليف والدهِ، صارماً لا يلين.
كان حسين ثائراً وثورة يأبى الضيم عزيز النفس،
وكان نجله مثله ولا يختلف عنه شديد التمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حريصاً جداً على الجهاد المصيري.
- كما تجذب الارض قطرات المطر ...يجذب حُب الحسين قطرات دمي , فتسير بين عروقي , وتنتظم في قلبي كعيون وآبار ... لتنفجر دموعا حارّة وثورة حرّة , في سبيل الحق واهله .
- كيف نلام ... وهوى الحسين عين المودة والهيام "قل لا اسألكم عليه اجرا الاّ المودة في القربى".
- حب الحسين في اعماق القلب الذي انطوى فيه العالم الاكبر ...لن تصل اليه وتقوى عليه جحافل التكفير ومن بجرمهم يَفخر
الحُسين , تاريخ وحضارة ومستقبل
الحسين , وجود وخلود وقيامة
الحسين , مشروع ومسار وهدف
الحسين , نهج وعقيدة وفكر
الحسين , أمامة وقيادة وولاية
الحسين , قرآن وانجيل وتوراة
الحُسين , محبة وفضيلة واخلاص
الحُسين , طهر وفداء وشهادة
الحُسين , جمال وكمال وحياة
وحيدًا بين الأزقة , وظلام الليل كان حالكا يمشي وسطها بنور الله , أوصدت الأبواب خوفا من قدومه , ربما خجلوا من النظر إليه ففضلوا أن ينطووا على أنفسهم , أما من الخارج كانت السكك موحشة وكأن البيوت قد خلت من أهلها , وكأن كرم الضيافة العربي فضّل الاستثناء ليلتها , البعض أسكتته دراهم الأمير , والآخر أسكته الخوف من سيفه , اختلفت الأسباب لكن الكل أجمع على خذلانه , أعياه التعب ....
تعب السير
تعب الصيام
تعب الليل
كانت هناك دار صغيرة جلس عندها , لم تختلف كثيرا عن تلك الدور الموحشة فكلها كانت تتشابه , خرجت منها عجوز نظرت إليه بشيء من الريب , هل يا ترى
هو فقير لا مأوى له؟؟
تمعنت فيه وبملابسه وإذا آثار النعمة بادية عليه
فقالت : أجد فيك نُبل الملوك وهيبة الأنبياء , فما وقوفك على باب داري ؟
تعجبت العجوز من طلبه أكثر من تعجبها من وقوفه , لم يطلب أكثر من شربة ماء .
شرب الماء أراد أن يرحل ولكن ....
إلى أين ؟؟
إلى أي سكة ؟
إلى أي دار ؟
أعيته الحيلة فبقي جالسا عند دار تلك المرأة وكله وحدة , ويأس , وانكسار .
يبدو أن إنهاكه جعله مصرا على الجلوس عند باب الدار
خرجت إليه العجوز ثانية واستشاطت غضبا ولم يكن حولها رجل مهيب أو سلاح فتاك .
لكنها تفوهت بكلمة جعلت من هذا الصنديد يرتعد ويقف على قدميه ويهم بالرحيل
قالت : (لا أحل لك) الوقوف على داري .....
ذلك هو موﻻي سفير الحسين
مسلم ابن عقيل ( عليه السلام)
في بقعة ما من الصحراء كان الغبار يتطاير والرقاب كذلك ....
حينما كنا نسمع صهيل الخيول وجلجلة الرجال واستعدادهم لإيقاد نار الحرب وحسم الأمر
خرج لهم بشيبته الشريفة ونور يسعى بين جنبيه وشيء من الانكسار بدا على أنفته الهاشمية, رفع يديه أمامهم كان عليها شيئا بالكاد كان يُرى ......
يبدو أنه طفل رضيع ....
تكلم بكلام منعني من سماعه صراخ الرجال واختلافهم , بالكاد سمعت بعضه , كل ما فهمته منه أنه يطلب للصغير ماءً , لم أجد أن الأمر يحتاج لكثير من النقاش كما يفعل بقية الحمقى الآن , اقتربت قليلا وبخطوات متباطئة... سرعان ما تحولت - لسبب ما - إلى ركض نحوه , ربما كما يفعل المشتاق الذي يرغب بالتكفير عن ذنبه
أردت أخذ الرضيع ولكن ...
ولكن .....
فار من رقبته شيء ما لم أستوعبه إلا متأخرا , بدا لي كأنها نافورة حمراء سرعان ما سكنت
وسكنت في مكاني .
فيض من الحب الحسيني أنتثر هنا فـلامس قلوب المخـبتين
وكان ولا يــزال قلبي أحداها ,
هــل من مــزيد ....!!!
وكان الإمام الحسين حسيناً بجميع حسنيات الإسلام، وكان نجله علي الأكبر علياً رفيع المقام، يحذو حذو أبيه، حذو الحقائق بعضها وراء بعض.. ولو أن رجالاً وشباباً عاشوا مع الحسين عليه السلام بعض الوقت وبعض العمر لما انفكوا عن تأثيره الرسالي الخطير، فكيف يكون تأثر نجله به اذن؟ وكيف ستكون طبيعة الأثر والآثار وهو فلذة كبده، المنحدر من شامخ صلبه الطاهر؟ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ.
أما والدته فهي السيدة ليلى الثقفية، وهي عربية الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكل البقاع العربية.