النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

قصة الرغبة في القتل

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 620 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ^_^
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 38,683 المواضيع: 6,944
    صوتيات: 16 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 11582
    مزاجي: الحمد الله
    أكلتي المفضلة: الدولمة
    موبايلي: ون بلاس
    مقالات المدونة: 3

    قصة الرغبة في القتل

    ننظر إلى بعضنا بريب��ة. اآلن ال رغبة لي في القتل.
    اآلن ال رغب��ة له في الهروب. أنا أس��تعد للخروج بعد
    قلي��ل. سأس��رق لحظة متع��ة. في الحض��ن الغريب
    سأمحو الضجر الذي أصابني بالتجاعيد وبالخوف من
    الموت وبذلك اإلصرار على القتل.
    - أمي أنا خارجة.
    - انتظري...
    أمس��ح باقي الماء، أرفع تباني بس��رعة. عندما أخرج
    تك��ون ابنت��ي ق��د أغلقت ب��اب البي��ت وراءه��ا. هي
    مس��رعة دائم��ا، تريد أن تصل إلى م��كان ما. حاولت
    مرات أن أخبرها أال مكان نصل إليه. نحن نمشي في
    متاه��ة ال متناهية. لماذا تس��رعين -ووحده الموتُ،
    بعيدا في األمام، أدعو اهلل- أمامكِ؟
    أري��د أن أتجم��ل. أدخل غرفة ابنت��ي. أبحث في علبة
    ماكياجه��ا. وأم��ام مرآتها، أجلس على الكرس��ي. لم
    يع��د وضع الماكي��اج أمرا ممتعا. ابنت��ي تضعه لتبرز
    جمالها، لتزيده نضارة. ليقال لها:
    - أنت ال تحتاجين ماكياجا...
    أن��ا أضع��ه ألخف��ي الضج��ر الذي س��كن ف��ي جلدي
    حتى ترهل وش��اخ. ثالث��ون عاما وأنا أقت��رف الزواج
    كخطيئة. من��ذ الصب��اح األول وأول الزغاريد المهللة
    بالحي��اة الجديدة. حياة ممل��ة. نظرت إلى وجه زوجي
    الطيب واكتأبت. س��أقضي باق��ي العمر معه ! حملت
    ثالث مرات. ابنتي كانت الكبرى. تش��بهني، يقولون.
    ُ تشبهني... أنظر إليها فال أجدني. تَنظر إليّ وال ترى
    نفسها. أكمل وضع الماكياج بلمسة أحمر خفيف على
    الش��فتين. أعرف أن ابنتي ذهبت لتقابل خطيبها. قد
    تأتي باكية مثلما فعلت قبل أسبوع.
    - اتركيه.
    - أمي، عمري سبع وعشرون سنة. من سيتزوجني؟
    - هن��اك رج��ال كث��ر، أن��ت أجم��ل منه وأذك��ى. أنت
    تعملين، لماذا تتزوجين؟
    - أمي...
    ال نتفق. هي تريد الس��جن. أنا أري��د المتعة. ثالثون
    عام��ا، أنظ��ف البي��ت، أطب��خ، أفت��ح جس��دي بنفس
    الطريقة لذات الرجل في ذات السرير. زوجي الطيب...
    قال لي صباحا وهو يستعد للسفر إلى الجنوب:
    - هل تحتاجين شيئا؟
    ُ كنتُ أعد المال الذي وضعه في يدي. لم أعد القبالت
    على وجهي. كان قد نسي أن يُقبّلني مودعا.
    - أجلب تمرا جيدا.
    قلت ذلك بحكم العادة. هو س��يجلب تمرا وحنة وربما
    قليال من الزعفران بحكم العادة أيضا.
    - ال تس��محي للولدين أن يعودا متأخرين مساء، قال
    وغادر البيت.
    بحك��م العادة، أقفلت الباب وراءه وذهبت إلى ش��رفة
    المطبخ ألراه يركب س��يارته وينطلق بعد أن يرس��ل
    تحيته في الهواء... ث��م وقد وصل بي الضجر قصيا،
    قررتُ أن أغير عادتي.
    جلس��ت على مقعد الحمام، أس��مع ص��وت الماء الذي
    أفرغه. قلت لزوجي قبل أسبوعين، إن زليج البيت في
    حاجة للتغيير. هناك حشرات تسكن في فراغاته.
    - سنغيره في إجازتي القادمة...
    ه��ا أنا أعرف برنامج اإلج��ازة القادم. لن يكون عاديا.
    ل��ن نذهب إل��ى نفس البحر مع نف��س األصدقاء. لن
    يجلس مع الرجال على طاولة مجاورة لطاولة نجلس
    عليها نحن زوجاتهم في نفس المقهى، لنتحدث عن
    أطفالنا الذين صاروا ش��بابا والذي��ن نفتقد حاجتهم
    إلينا.
    أغطي شعري بمنديل يناسب باقي مالبسي. وضعت
    الحج��اب ألش��به صديقات��ي. أقصد زوج��ات أصدقاء
    زوجي. لن أنظف اليوم. لن أقتل. لن أطبخ .
    ال أعرف هذا الجزء من المدينة. سائق سيارة األجرة،
    يخبرن��ي أن الطق��س جميل وأن الزح��ام أمر عادي.
    أريد هذا الزحام، ألنصهر بين الجموع. ال أحب الزحام
    عادة، عندما أذهب للتسوق أو ألقص شعري أو ألهنئ
    قريب��ة بمولوده��ا الجدي��د. أنا أس��مع الصم��ت جيدا
    وأس��تمتع عادة به. ف��ي البيت، أش��عر بخلل مكابس
    الكهرباء وأنابيب الماء، والنوافذ واألبواب، وس��اكنيه؛
    المزاج المعكر لزوجي، الس��يجارة الثانية البننا األول،
    ْ الحِل��مُ القلق ألخي��ه وكل نزالت الب��رد والهرمونات
    البنتي.
    ف��ي ه��ذا الج��زء م��ن المدين��ة، ذات اله��واء الثقيل،
    وذات األرصف��ة المكتئب��ة. أن��زل من س��يارة األجرة
    وأل��ج العمارة كأنن��ي أزور س��اكنيها دائم��ا. ال مجال
    للت��ردد اآلن وعيون الن��اس المتوثب��ة للحظة هروب
    من الضج��ر، تبحث عن فضيحة. ليس الطابق األول.
    ليس الطابق الثاني. أقف أمام الباب رقم خمس��ة. أنا
    وزوجي وأطفالنا الثالثة، خمسة، أفكر قليال ثم أرمي
    الفكرة فتنزل��ق بعيدا على الدرج بينم��ا أطرق الباب
    طرقتين. أنا والمتعة، اثنين ال غير.
    ق��ال زوج��ي لنش��تري حاس��وبا. األوالد كب��روا
    وس��يحتاجونه. كان ق��د ضمن��ي كعادت��ه، وعندم��ا
    اس��تعاد أنفاسه، اس��تدار ناحيتي فعلمت أن فكرة ما
    قد طرقت بباله. أنا فكرت بالغبار الذي س��ينزل على
    شاشته ولوحة مفاتيحه، كيف أمسحه؟
    - ربما لسنا في حاجة إليه بعد...
    - بلى. ستكون مفاجأة جيدة لهم.
    في البداية كنت أمس��ح الغبار برفق عن الحاس��وب.
    كل ي��وم كن��ت أه��ز الري��ش حول��ه حتى أتأك��د أنه
    نظيف تماما. ثم الحظت آثار األصابع على الشاش��ة،
    فمس��حتها بث��وب مبلل. ث��م أكل أحدهم بس��كويتا
    وهو جالس أمام الحاسوب، فنفضت لوحة المفاتيح،
    قلبته��ا وضربته��ا ضربات خفيفة حت��ى وقعت قطع
    البس��كويت صغي��رة عل��ى الطاول��ة. كان زوجي قد
    راودت��ه فكرة إدخال خط أنترن��ت منذ بعض الوقت،
    عندم��ا أرتني ابنت��ي صور صديقاتها على شاش��ته.
    ث��م علمتني طريقة اس��تعماله. زرت دوال كثيرة وأنا
    جالس��ة على الكرس��ي في الممر الم��ؤدي إلى غرف
    األطفال حيث طاولة الحاسوب. ثم سئمت...
    الس��جن هو هذا الفائض من الح��ب: أبي الذي وافق
    عل��ى زواجي المبك��ر. أمي التي جعلت عرس��ي أكبر
    ع��رس ش��هده الحي. زوج��ي ال��ذي لم يتذم��ر ألنه
    سيستيقظ كل صباح ليراني. أطفالي الذين يكبرون
    سريعا ليخففوا عني ثقل رعايتهم.
    ُ المتع��ة ه��ي الرقص عل��ى الجمر المش��تعل: فتِحَ
    الباب على عجل وامتدت يد قوية لتجرني إلى الداخل
    ثم أغلقت الباب، وقال صوت خافت:
    - أهال بك.
    ه��ذا البيت نظيف ج��دا، فكرت. لم تعجبن��ي ألوانه؛
    األخض��ر الزيت��ي وأزرق البحر، وهن��ا وهناك بعض
    األبيض كأنه غيوم تائهة. استدرتُ إليه...
    في المس��اء قالت ابنت��ي إن خطيبها قد وافق على ما
    طلبت��ه منه بخصوص أث��اث البيت، ث��م توقفت عن
    الكالم وهي تتطلع إلى وجهي:
    - كم أنت جميلة بالماكياج يا أمي !
    رفع الولدان عينينهما عن طعامهما ونظرا مبتسمين
    إلي.
    - أنت أجمل األمهات، قال فتاي القلق دائما.
    - كنتُ ضجرة، فقلتُ ألجرب...
    عندما دخلت إلى الحمام ذاك المس��اء، كان الصرصار
    ما يزال س��اكنا ف��ي نفس الركن إلى جانب مغس��لة
    القدمين. وقد كنت قد استرجعتُ الرغبة في القتل.

  2. #2
    أميري علي ونعم الأمير
    صــديـقــات روحــي
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,586 المواضيع: 371
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2379
    مزاجي: الـــحــمـــد الـــلــه
    المهنة: طالبة
    أكلتي المفضلة: القاسمة الله
    موبايلي: تاب 3
    آخر نشاط: 20/November/2017
    مقالات المدونة: 1
    مبدعة بالاختيار يسلموووو

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال