مَن هو ألفرد نوبل؟
(دي برس) ولد ألفرد نوبل في مدينة ستوكهولم في السويد عام 1833 وهو الابن الرابع لعائلة متواضعة بين ثمانية أولاد. كان والده عمانوئيل يعمل في صناعة الآلات والأدوات وهو أول مَن اخترع صناعة الخشب الرقائقي. وكان ألفرد بارعاً في دراسته لا سيما في الكيمياء واللغات، إذ كان يجيد العديد منها : الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية والروسية.
انتقل ألفرد نوبل مع عائلته إلى سانت بيترسبورغ في روسيا عام 1842، حيث تعلم الكيمياء على يد البروفسور نيكولا زينن. وعندما بلغ عمره ثمانية عشرة عاماً، توجه إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسة الكيمياء لمدة أربع سنوات، وهناك عمل لفترة قصيرة مع جون أريكسون. وبعد عودته إلى السويد مع والديه، عمل نوبل على دراسة وصناعة المتفجرات والاستخدام الآمن لمادة النيتروجليسيرين.
كانت أسرة نوبل تدير مصنعاً للأسلحة، وحصل أنه في 3 سبتمبر 1864 حصل انفجار في مصنع العائلة في منطقة هيلينبورغ في ستوكهولم جراء استخدام ألفرد نوبل لمادة النيتروجليسيرين، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص من بينهم شقيق نوبل الأصغر إميل. لكن هذا الحادث وحوادث طفيفة أخرى لم تمنع ألفرد نوبل من العمل على صناعة متفجرات أكثر أمنا واستقراراً.
اكتشف نوبل أنه عند مزج النيتروجليسيرين مع مادة ماصّة خاملة يصبح أكثر أماناً وملاءمة للاستخدام، وأسمى هذا الخليط "الديناميت" الذي حصل على براءة اختراعه عام 1867، فأقدمت الشركات الكبرى على شراء هذه المادة لاستخدامها في البناء والمناجم وإنشاء شبكات النقل والمعدات العسكرية، وانتشر استخدام الديناميت في جميع القطاعات في العالم أجمع.
في بادئ الأمر، أراد نوبل تسمية اختراعه " مسحوق السلامة نوبل" لتحسين إسم وصورة شركته من حوادث التفجير الخطيرة، لكنه في النهاية أبقى على إسم "ديناميت" التي تعني "السلطة" باليونانية.
سمح هذا الاختراع لنوبل وعائلته بجني ثروات طائلة جراء إنشاء المصانع واستثمار حقول النفط الغنية على بحر قزوين، إذ قام بإنشاء عشرات المصانع والمعامل في اكثر من عشرين بلداً، كما أنشأ أيضاً 90 مصنعاً للأسلحة على الرغم من اعتقاده بالسلم، وهكذا أصبح من أكبر أثرياء العالم.
قبل وفاته بعام واحد، في 27 نوفمبر 1895 وقعّ نوبل وصيته الأخيرة في النادي السويدي النروجي في باريس، مانحاً الجزء الأكبر من ثروته بما يعادل 94 بالمائة منها لتأسيس جائزة نوبل التي تمنح سنوياً لخمسة أشخاص من الذين يقومون بإنجازاتٍ واختراعات مميزة في الكيمياء والفيزياء والطب والأدب والذين يعملون من أجل السلام في العالم.
أراد ألفرد نوبل من اختراعه الديناميت المساعدة في حفر المناجم وتشييد الأبنية بما فيه خير للإنسان والبشر، لكن بدلاً من ذلك استخدمت هذه المادة في الحروب. وعندما تبين له خطأ مقصده، قرر نوبل استثمار ثروته في مشاريع يعود ريعها السنوي لكل مَن أفاد البشرية في مجالات متعددة وساهم في نشر السلام.
توفي ألفرد نوبل عام 1896 في مدينة سان ريمو في إيطاليا، ودُفن في مدينة ستوكهولم مسقط رأسه في السويد، لم يكن متزوجا ولم يكن له ولد لكنه ترك وراءه جائزة خلّدت إسمه وذكراه على مدى الأجيال.