خلصت دراسة بريطانية حول النساء الأكثر جمالاً في العالم إلى أن المرأة السعودية تحتل الموقع الثالث في هذه القائمة، وذلك وفقاً لعدد من المعايير،
حيث أشارت الدراسة إلى أن المرأة السعودية تتمتع بالرقة والخجل معاً، والاهتمام بالمظهر والتمسك بالجذور، ورغم هذا ما زالت النظرة إلى الجمال تثير الجدل، فليست هناك قواعد راسخة أو معايير ثابتة له سواء من وجهة نظر الرجال أو السيدات أو حتى خبراء التجميل، بل إنها تتغير بتغير الأزمنة.
مهندس: افتقاد الأنثى روحها الجميلة يحولها إلى «تمثال شمع»
موظفة: لا بد من توافر الخلطة السحرية التي تمزج بين الشكل والجوهر
جراح تجميل: الهوس بجراحات التجميل يعني اهتزاز الثقة بالنفس!
خبيرة اجتماعية: البيئة أساس اختلاف أذواق النّاس في الجمال
لينا الحسن: الثقة بالنفس خطوة أساسية في عالم الجمال!
الفنان يوسف الخال: نسبية الجمال لتبرير البشاعة!
في البداية يرى شريف محمد «جامعي من مصر»: «من حيث الشكل هناك خطوط عريضة للجمال يتفق عليها الجميع، فإذا رأيناها في فتاة أو سيدة أسَرتنا وأطلقنا عليها وصف «الجميلة»،
فمن منّا لا يحب العيون الواسعة والشعر الأملس الناعم والقوام الفارع الممشوق والوجه المستدير والوزن المثالي؟،
نجمات السينما
ويتفق معه في الرأي عماد عادل «طالب جامعي» من مصر ويضيف: «نسبة كبيرة من الشباب العربي لا تريد الارتباط بفتاة ممتلئة أو سمينة أو بدينة فغالبنا يريدها رشيقة، بيضاء البشرة،
أنيقة في مظهرها أو بمعنى أدق مثل نجمات السينما العربية أو العالمية، ربما نختلف في بعض التفاصيل، ولكن بالطبع هناك مواصفات عامة للجمال نتفق أو نتوافق عليها».
تمثال شمع
أما أحمد محمد «مهندس» مصري فله رأي آخر، إذ يقول: «إذا توافرت كل مقاييس الجمال في أنثى وافتقدت الروح الجميلة، صارت مثل تمثال من الشمع أي «جمال بلا روح»، قد تكون هذه الفتاة جاذبة بشكلها،
ولكن عند الاقتراب منها والتعامل معها يحدث التنافر»، مضيفاً: «أعرف صديقاً لي تزوج من زميلة لنا وكانت على قدر كبير من الجمال، ما جعلها فتاة أحلامنا جميعاً، ولا أبالغ أننا حسدناه كثيراً على زواجه منها، ثم كانت المفاجأة أنهما انفصلا قبل مرور شهر واحد من الزواج وسط دهشة الجميع، وعندما سألناه عن السبب أجاب «وجدتها بلا روح»!.
دور المشاهير
بينما تقول الشاعرة بلقيس الشميري «28 سنة»: «مقاييس الجمال تختلف باختلاف الأشخاص والأذواق، فما يراه البعض جميلاً قد لا يراه الآخرون كذلك، فهناك عوامل عدة تتحكم بهذه الرؤية منها العمر والثقافة والجنس،
فمثلاً لو نظرنا عامل العمر نجد النظرة تختلف من جيل لآخر ومن ذائقة لأخرى، لذلك نلاحظ اختلاف في خطوط الموضة وصيحات التجميل التي تتحكم إلى حد كبير بهذا الاختلاف، وتكوين هذه الرؤية لدى البعض،
وتختلف بعض المعايير مثل المعايير الشكلية أما المضمون فهو ثابت في غالب الذوائق الرفيعة، ولكن المشاهير يلعبون دوراً في تحديد معايير الجمال، على سبيل المثال كانت «باريس هيلتون» ملكة جمال في السابق، واليوم حلت محلها «كيم كارداشيان»، طبعاً بكل تأكيد هم لهم دور فعال في تحديد خطوط الموضة».
معطيات الزمن
فيما اعتبرت ليندا مظلوم «ربة منزل 34 سنة» أن الجمال نسبي ويخضع لعدة عوامل وظروف وأذواق، قائلة: «من أراها جميلة وجذابة قد يراها غيري عادية وأقل من عادية، وبالعكس من أجدها عادية أو متوسطة الجمال قد تسلب لب البعض الآخر،
كما إن الجمال يتغير مع معطيات الزمن، فقديماً كانت المرأة ممتلئة القوام تعتبر هي الجميلة والمرغوبة، أما الآن فهي منبوذة واحتلت المرأة النحيلة ذات القوام الرشيق الصدارة».
ستار الحجاب
أما عبدالرحمن الفيفي «مهندس 25 سنة» فيقول: «إنه يحتاج إلى إبراز التعاليم الإسلامية التي تحث على الحجاب والولوج تحت ستار الحجاب بعدها يأتي تحديد الأجمل مع مراعاة هذا الشي وليست هناك نساء دول معينة أجمل من غيرهن بشكل ملفت جداً، فالخالق واحد ولكن قد تكون الجذور والأصول مختلفة».
نجمات هوليوود
وتعبر الأديبة لينا هويان الحسن 27 سنة عن رأيها بقولها: «في الخمسينات كانت مارلين مونرو أول من رسم ملامح الشقراء بأحمر شفاه ناري، وحواجب بلون أغمق من الشعر. وبعد ذلك بريجيت باردو،
ومع كاترين دونوف شاع نمط الجمال البارد الهادئ تماماً مثل ملامح وجهها الجليدية، ورأيي الشخصي أن الرشاقة والنحافة هي الخطوة الأولى نحو الجمال إضافة إلى طريقة انتقاء الملابس والماكياج، لكني أركز على أن الصفة الأساسية التي يجب أن تمتلكها أي امرأة لتكون جميلة عندما تثق بنفسها».
جمال الجوهر
بينما يقول خلف الحربي «49 عاماً»: «الجمال نسبي وهو زائل لا شك، ولكن يبقى جمال الجوهر والروح والرقي بالفكر يستمر مع المرأة مهما تقدم بها العمر».
التفاوت موجود
وتتفق معه أشواق الحمد «25 عاماً» التي تقول: «الجمال يتفاوت، وما أراه أنا جمالاً يراه غيري عادياً والعكس صحيح، لذا لا توجد امرأة قبيحة».
رؤية واحدة
أما هنية الشافعي «خمسينية» فتحدثت عن الجمال في يومنا الحاضر قائلة: «ممكن البنت التي يراها كل الناس حلوة جداً، شخص واحد يراها عادية،
وممكن البنت التي يراها كل الناس قبيحة، واحد فقط يراها حلوة، الجمال شيء نسبي منذ عشرات السنين لم تختلف الرؤية برغم اختلاف مقاييس الجمال».
رؤية فردية
في حين يقول المهندس أسامة نور القصاص «28 عاماً»: «الجمال جزء منه يتفق عليه الناس بينما يختلفون على جزء آخر، فهناك أشياء يجمع الناس على جمالها وأشياء العكس، ويظل للرؤى الفردية تأثير مختلف».
معيار الذوق
وبالنسبة إلى المهندس مساعد فرج «27 عاماً» يقول: «الجمال حكم نسبي غير مقيّد بقواعد أو شروط ويخضع للذوق، ممكن أنت تراها حلوة وأنا أراها العكس»!.
القبح مرفوض
في حين عبر الإعلامي محمد أبو عبيد عن رفضه لتعميم الأمر قائلاً: «الجمال نسبي، لكن أن تعمم القبح على فتيات مجتمع بأكمله فهذا مرفوض».
نظرة خاصة
وكانت للإعلامي مشعل القحطاني أيضاً نظرته الخاصة حول موضوع الجمال، حيث روى قصته في البحث عن الجمال قائلاً: «كم لي من السنين أبحث عن معنى الجمال أو تحديداً تعريف مفهوم الجمال، وصلت إلى أنه أمر نسبي بين فرد وآخر لكن بعضهن تمتلك جمالاً لا يطاق ولا يوصف».
وجهة نظر
وهناك وجهة نظر للإعلامي عبدالعزيز محمد القاسم فيما يمكن أن يزيد الشخص جمالاً عن الآخر يعبر عنها قائلاً: «إن الله جميل يحب الجمال والجمال ليس مطلقاً ولكنه نسبي».
تبرير البشاعة
وبما أن الفنان يوسف الخال يُعد واحداً من أكثر نجوم الشاشة العربية وسامةً فوجب علينا أن نتوقف عند منظوره عن جمال المرأة، حيث عبر عن وجهة نظره قائلاً: «الجمال ليس نسبياً أبداً، الجمال جمال.
وإلا الإنسان بأنانيته ما كان ليعترف بجمال أي شخص آخر غير نفسه، بمعنى آخر النسبية بالجمال هي لتبرير البشاعة!».
سؤال وجواب
من جانبه، يقول المستشار الأسري والاجتماعي د.عبدالله التميمي: «سألني رجل يرغب الزواج، هل الجمال نسبي بين النساء؟ قلت هناك جمال غير ظاهر، لا يراه كل واحد وهو جمال خفي لا يراه إلا الزوج، وهو المطلوب».
اندثار الطبيعي
ومن جهتها، تقول الكاتبة وفاء أبو هادي «23»: «كل منا ينظر إلى الجمال بمقياس يختلف عن رؤية الآخر، لكن لو تحدثنا عن الجمال الخارجي وميزته بالخليج فقد لا ننصف هذا المحور، فكل بلد له ميزة دون غيره،
أما عن الخليجيات فقد امتزن بالبشرة الحنطية التي حازت إعجاب كثيرين زيادة تحملها لمناخ الطقس والعيون السود التي تغزل بها الشعراء،
وبالطبع يختلف جمال بلد عن آخر وحسب مقاييس الناس».
مذاهب وألوان
وإذا ذهبنا إلى شهد محمد «طالبة بالمرحلة الثانوية من مصر» نجدها تقول: «الجمال نعمة من الله ولكن معاييره ليست ثابتة، نعم هناك مقاييس لا أحد يختلف عليها في الجمال ترتبط بتفاصيله سواء كانت في الملبس أو الأناقة أو حتى في جمال الوجه»،
وذكرت: «من الخطأ أن يظن البعض أن الجمال محصور في المظهر العام فللجمال مذاهب وألوان، لا يمكن حصرها في شكل واحد، وبالتالي فإن الحكم عليه بأنه متغير أمر صحيح ودقيق».
عبث البحث
فيما ذهبت الإخصائية النفسية نوال الهوساوي بالأمر إلى منطقة أكثر حساسية، قائلة: «إن العنصرية دليل على عدم الرضا بالمقسوم»،
وتابعت: «حصر الجمال في البياض والقبح بالسواد يجعل العمر ينقضي بحثاً عن ملامح شقراء بعيون زرقاء وجلد أبيض عبثاً».
مواصفات ثابتة
وبالنسبة إلى منة خير الله «طالبة جامعية» تقول: «الرجل الشرقي له مواصفات ثابتة في المرأة الجميلة تأتي في معظمها شكلية،
تضاف إليها الشياكة والأناقة وحسن المظهر وخفة الظل والدلال، أما مسألة جمال الروح فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد الجمال الشكلي أو العقلي».
هوس الرشاقة
بينما ترى نيرمين سيد «طالبة بالمرحلة الثانوية من مصر»: «المعايير الشكلية للمرأة الجميلة تتغير من عصر إلى عصر، فقد قرأت أنه منذ 50 عاماً كان الرجل العربي يبحث عن المرأة البيضاء السمينة،
أما الفتاة الرشيقة فكانت خارج حساباته، أما اليوم فالوضع تغير وأصبحت الرشيقة فتاة أحلام شباب اليوم، وهذا ما أنعش مراكز التخسيس وصالات الجيم وعيادات جراحي التجميل، بعد أن أصيبت الفتاة والمرأة العربية بهوس الرشاقة»، مضيفة: «أنا مع مقولة «الجمال نسبي».
خلطة سحرية
أما هايدي عبدالعزيز «موظفة من مصر» فتقول: «معايير جمال المرأة التي لا يمكن الاختلاف حولها تكون معنوية، فأي ملامح للجمال الحسي يمكن أنّ يختلف عليها الإنسان، بدليل أن هناك رجالاً يحبون الفتاة الشقراء صاحبة الشعر الأصفر،
والبعض يموت في صاحبة البشرة الخمرية والشعر الأسود ولكن ما لا يختلف حوله هو الجمال النفسي والأخلاقي، لهذا من المهم أن تتوافر الخلطة السحرية للجمال التي تمزج بين المعايير الشكلية والصفات الجوهرية أو المعنوية».
فتاة تملأ العين
من جانبه، يرى الحاج فريد عثمان «على المعاش من مصر»: «مقاييس الجمال تتغير من زمان لآخر، فمن كان يراها البعض جميلة في الماضي ربما يراها البعض قبيحة الآن»، مضيفاً: «عندما قررت الارتباط أوصيت أمي أن تبحث لي عن فتاة «تملأ العين» يعني بيضاء وسمينة،
وكنت أتباهى بها، فقد كانت الفتاة النحيفة غير مرغوبة في عصرنا، وعندما أنجبت رزقني الله بفتاتين ورثتا «سمنة» أمهما، ولاحظت أنهما كانتا غير راضيتين عن وزنهما بل لاحظت أيضاً تقدمهما في السن دون زواج،
وبضغط من زوجتي أجريت لهما عمليات تجميل للتخلص من الوزن الزائد من وجهة نظرهما، وفوجئت بعد ذلك بطابور من العرسان للفتاتين فأدركت فعلاً أن مقاييس الجمال اختلفت، ولو أن بناتي ولدن في عصري لتهافت عليهما العرسان».
الرشاقة حلم المرأة الجميلة
يقول رئيس الجمعية المصرية لجراحات التجميل د.أحمد عادل نور الدين: «لا شك أن الرشاقة أصبحت عنواناً للمرأة الجميلة،
ولهذا فإن غالب السيدات والفتيات يتجهن إلى عمليات التجميل، لتحقيق حلم الرشاقة عن طريق شفط الدهون الزائدة في أجسامهن، وأحياناً ما يسمى بنحت الجسم بمعنى القضاء على «الديفوهات» أو الزوائد الدهنية في أماكن معينة من الجسم خاصة مناطق الخصر والأرداف والمؤخرة،
أيضا تتردد على عيادتي سيدات يرغبن في تصغير الأنف من حيث الحجم أو تضييق فتحاته وتصغير الأذنين وزراعة الشعر وهي من الجراحات التجميلية المنتشرة حالياً»،
مضيفاً: «بعض الفتيات يخرجن عن المعتاد، فيربطن بين الجمال وتقليد بعض المشاهير، ولكن معظمهن يرغبن في التجميل حتى يحظين بإعجاب الشريك».
مزيد من الثقة
تقول اختصاصية الجراحة التجميلية د.ميادة هنيدي: «يسعى كثير من الناس ومن كل الطبقات والمستويات لإجراء تجميل في جزء معين من الجسم، فهذه العمليات تكون أحياناً لكسب مزيد من الثقة بالنفس،
وأحياناً حاجة نفسية ملحة، فالجمال والإحساس بالرضا عن النفس يحسن الأداء ويجعل صاحبه يتأقلم مع المجتمع، وهناك فهم خاطئ للجراحة التجميلية، فكثير من العمليات التي نقوم بها تحت بند التجميل هي جراحات ضرورية، فمثلاً عمليات شد الصدر تكون أسبابها آلام في الظهر،
وهناك إزالة الأورام والحروق وآثار الحوادث وعمليات شد الجفون ليست جمالية بحتة، لأن انسدال الجفون قد يؤثر في الرؤية، وهكذا تصبح العملية وظيفية وليست تجميلية، وكذلك كل عمل جراحي فيه نسبة من النجاح أو الفشل، ولكن في التجميل المعادلة نسبية وهي تعتمد على ثلاثة عوامل،
أولاً الاستقطاب أو التشخيص الصحيح للحالة، ومهارة الجراح، وتجارب المريض، وأخيراً العناية التي يمكن أن تقدم بعد العمل الجراحي، وتقيد المريض بالتعليمات الطبية».
قضية نسبية
تقول أستاذة علم الاجتماع د.سامية خضر: «قضية الجمال نسبية وتختلف من بيئة لأخرى ولا توجد مسلمات، فما أعتبره قبيحاً يعتبره البعض جميلاً، وربما أستحسنه إذا ما انتقلت للحياة في مكان آخر»،
مضيفة: «اختلاف الأذواق التي على أساسها يقيم النّاس، قضية الجمال ترتبط في الأساس بالبيئة، وربما تختلف من الحضر إلى الريف، وهذا الاختلاف يرتبط بالبيئة، فقديماً كان يعتبر وما زال أنّ العيون الواسعة والأنف الصغير مصدراً للجمال، لأنّ الحيوانات مثل الخيول والغزلان كانت تمتاز بذلك».
وأكدت أن بعض البيئات يتخيلن أنّ الجمال مثلاً محصور في البدينات ومجتمعات أخرى ترى الجمال بمنظور آخر، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بصيغة واحدة وارتباطه دائماً يكون بالبيئة.
روتانا