قافلة (لا عنف الشعرية) تدعو السياسيين من الديوانية لسماع صوت الضمير حفاظاً لوحدة العراق وسلامة شعبه

قافلة (لا عنف الشعرية) تدعو السياسيين من الديوانية لسماع صوت الضمير حفاظاً لوحدة العراق وسلامة شعبه


2014/10/14 22:44

المدى برس/ الديوانية
طارت حمامات السلام البيضاء من نينوى والأنبار إلى بصرة السياب، تحمل على أجنحتها قلوب شعراء ومثقفين وأغصان الزيتون في دعوة "مخلصة" لإشاعة الحب والسلام بدل الدمار والموت الذي ينشره أصحاب "رايات الشر السوداء"، آملاً بأن يسمع السياسيون ومن "يقفون على التل" الرسالة ويعون دلالاتها قبل فوات الأوان.
ويقول الشاعر الديواني، خالد جميل الموسوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "شعراء العراق اجتمعوا في البصرة تحت ظل السياب، وحملوا صدق الإحساس والانتماء لوطن أثقل بجراحات الزمان، ورفعوا رايتهم بيضاء تحت عنوان قافلة لا عنف الشعرية"، ويشير إلى أن "القافلة مرت بذي قار عند نصب الحبوبي، حيث انضم شعرائها لينطلقوا سوية صوب المثنى، ويصلون اليوم، إلى ديوانية الحسكة، مواصلين رحلتهم صوب بابل الحضارة ومنها إلى بغداد العروبة والشموخ والاباء، لصد أصحاب الرايات السوداء، التي تحمل الموت شعار باسم الدين وهو من أفعالهم براء".
ويعد الموسوي، أن "قافلة لا عنف الشعرية، خير مثال على أن القلب العراقي ما يزال نابضاً برغم كثرة الجراح وعمقها، وأن للمثقف والشاعر دورهما الكبير في نشر الوعي المناهض للدمار والقتل والدماء، وتعزيز مفاهيم التسامح والتعايش السلمي لضمان وحدة العراق أرضا وشعبا"، ويدعو السياسيين إلى "سماع صوت المثقفين ورسالتهم وتغليبها على لغة العنف والتطرف لحماية وحدة البلاد واستقرارها".
من جانبه يقول أحد منظمي قافلة (لا عنف الشعرية)، الشاعر والأكاديمي، حسين القاصد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "داعش استغل جهال القوم ليصدر أفكاره المسمومة، بتناقض بقاء المثقف في برجه العاجي متفرجا وكأن الامر لا يعنيه، فولدت الفكرة بالنزول إلى الشارع للتواصل مع الجمهور ونشر الأفكار المضادة لتفويت الفرصة على المراهنين على بقاء المثقف صامتاً إزاء ما حدث ويحدث كل يوم في مدن العراق".
ويوضح القاصد، أن "دور المثقفين كبيراً ورسالتهم مهمة لتعزيز روح المواطنة والمحبة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي سعى القادمون من وراء الحدود إلى طمره"، ويبين أن "انطلاق القافلة الشعرية من البصرة وصولاً إلى بغداد في السابع عشر من تشرين الأول 2014 الحالي، لتسليم رسالة المدن التي مرت بها، التي خط فيها صدق مشاعر وأحاسيس أبناء الشعب الواحد في محافظات الوسط والجنوب، تحت ظل المتنبي، إلى أحبتنا شعراء الموصل وصلاح الدين والأنبار وباقي المحافظات التي تعرضت إلى الهجمة البربرية".
ويدعو الشاعر أدباء العراق إلى "الالتحاق بالقافلة لنبرهن للعالم أجمع أن رسالتنا الإنسانية البيضاء، قادرة على نشر الفكر والوعي وتعزيز حس الانتماء والمواطنة، بالضد من لغة العنف والسلاح التي تنادي بها الجماعات المسلحة في أرجاء الوطن".
من جهته يذكر عضو اللجنة التحضيرية لقافلة (لا عنف الشعرية)، الشاعر نديم نعم الجابري، من محافظة ذي قار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "القافلة التي اعتمدت على تمويلها من أعضائها دون السماح لأي جهة حكومية أو سياسية بتبنيها، نعد فيها قصائدنا في الطريق بين المحافظات، لنكتب ونلقي ما كتبنا في كل مدينة نمر بها، لنترجم ايماننا بالحياة ونحمل شعارنا "لا عنف"، وسيلة وغاية وهدف".
ويتابع الجابري أن "محطتنا في مدن أور والوركاء الاثرية، حملت شعارا مضافا لشعار القافلة، لتجاهل الحكومة المتعمد للحضارة العراقية، واليوم من الديوانية مدينة الطيبة والكرم، التي فتح لنا أبنائها جميع أبوابهم وكل منهم يدعونا للمكوث عنده، وما لمسناه فيهم من تفاعل يؤكد على أن العراق شعب حر واحد، لن ينطلي عليه مخطط التقسيم، الذي زج بلغة السيف والدم والقتل".

ويتابع الشاعر أن "رسالتنا تعدت جغرافية المكان، وحملتنا ينفذها زملائنا في عدة دول بالتزامن مع تحركاتنا، من خلال اقامتهم إلى الأماسي الشعرية الداعية للسلام والمحبة والتسامح، ونبذ العنف والتطرف والقتال، لإيمانهم بدورهم ومسؤوليتهم تجاه الوطن وشعبه حتى وإن كانوا في المهجر".
جاء ذلك خلال وصول قافلة (لا عنف الشعرية)، القادمة من البصرة متوجهة إلى بغداد، التي تضم مجموعة من شعراء العراق وتدعو لنبذ العنف ونشر مفاهيم السلام في البلد.
وكانت قافلة (اللاعنف الشعرية)، التي دعا إليها عدد من شعراء العراق، انطلقت من محافظة البصرة في (الـ11 من الشهر الجاري)، لتمر بالمحافظات الجنوبية والوسطى لتحط رحالها في شارع المتنبي بالعاصمة بغداد، على أمل حضور عدد كبير من النخب الثقافية والادبية والسياسية الجمعة المقبل.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3140845