أصيب مواطن مصري بصدمة كبيرة عندما علم بالصدفة أن زوجته أُجريت لها عملية تحويل الجنس، وذلك بعد سبعة أعوام من زواجهما.وأنصت سيد لحديث رجلين استقلا سيارته (تاكسي)، وراحا طوال الطريق يرويان حكاية قديمة عن جارهما سعيد الذي أُجريت له عملية تحويل الجنس بعد 15 عاما من ولادته، ليكتشف السائق أن هذا الشاب هو زوجته سعيدة.
وكشف القدر لسيد السر الذي أخفته عنه زوجته منذ حضرت من بلدتها في وسط الدلتا للإقامة في القاهرة، ذلك السر الذي كشفه الراكبان اللذان يحضران إلى القاهرة للمرة الأولى في حياتهما من بلدتهما في محافظة الغربية، يتذكران ثالثهما الذي أجبره عالم الأنوثة على الابتعاد والرحيل مع أسرته إلى القاهرة للاختفاء وسط الزحام.
تمنى الرجلان أن يلتقيا بصديق الصغر وهما في طريقهما من محطة القطار إلى وزارة الصحة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بسفرهما إلى الخارج للعمل في إحدى الدول العربية.
سعيد فتحي، كان اسم الصديق الذي ذكره الراكبان في حديثهما وهما يطالعان الوجوه من خلف زجاج السيارة الأجرة التي يستقلانها، يبحثان بينها عن صديقهما ليثيرا العديد من الشكوك والتساؤلات لدى سيد، فزوجته تدعى سعيدة فتحي؛ وتنتمي عائلتها لنفس البلدة التي ذكرها الرجلان.
دون أن يدري وجد سيد نفسه مثل المحقق يوجه الأسئلة واحداً تلو الآخر لراكبيه؛ عله ينفي المخاوف التي تولدت بداخله، لكن للأسف جاءت جميع الإجابات لتأكدها، ومع كثرة الأسئلة بدأت علامات الاستفهام ترتسم على الرجلين عن سر اهتمام السائق بحكايتهما.
حاول سيد تبرير اهتمامه بأن القصة التي يسمعها مثيرة جذبت انتباهه، لكنه فشل في إخفاء علامات التوتر التي بدت عليه، ليصل الرجلان إلى مقصدهما وهما في حيرة من أمر هذا السائق.
فجأة تحولت الدنيا إلى ظلام في وجه سيد، فلم يعد أمامه أي بارقة أمل في أن يكون هذا الشاب الذي ودع رجولته لا علاقة له بزوجته، فكافة التفاصيل تنطبق عليها، اسم والديها وعدد أشقائها وأسماؤهم، حاول أن يطرد هذا الهاجس من أمامه؛ لكن صورة زوجته الرجل كانت تظهر له في كل طريق يسلكه.
اضطر سيد لركن السيارة وجلس في أحد المقاهي يحاول أن يتدبر أمره مع هذا الرجل الذي يعيش معه منذ سبعة أعوام وهو لا يعرف حقيقته، يصب على نفسه اللعنات، فكيف كان مغفلا إلى هذه الدرجة.
محاكمة قاسية عقدها سيد لنفسه وهو يجلس يحتسي أكواب الشاي والقهوة واحداً تلو الآخر، يفكر كيف كانت والدته رافضة لهذه الزيجة بفضل التكوين الجسماني لزوجته الذي يشبه الرجال، إلا أنه أصر عليها بعد زيجته الفاشلة بابنة خالته التي لم تستمر سوى ثلاثة أشهر.
كانت سعيدة بمئة رجل كما يقولون، فقد وقفت بجوار سيد في جميع المواقف الصعبة التي مر بها، فعندما مرضت والدته، ورغم علمها بأنها لا ترغب فيها زوجة لابنها، ذهبت إليها واهتمت بها حتى صعدت روحها لملاقاة خالقها، وعندما تعرض زوجها لإصابة جراء حادث سير خرجت هي للعمل في المنازل لتسدد ديونه.
محاسن كثيرة تذكرها سيد لزوجته دون أن تشفع لها أمام حالة الغضب؛ التي تملكته وهو يتذكر كيف كان مغفلا، فدفع حساب المشروبات التي تناولها خلال ثلاث ساعات وانطلق مثل الوحش الكاسر يبحث عن فريسته لينقض عليها.
لم تكن الفريسة إلا سعيدة التي فوجئت بثورة زوجها وهو يقتحم المنزل ينهال عليها بالضرب المصحوب بالسباب واللعنات؛ دون أن تعرف ما الذي حدث ليفعل معها ذلك.
وبصعوبة بالغة، استطاع والدها الذي حضر من منزله المجاور بعد استغاثة الجيران به لينال هو الآخر نصيبه من السباب واللعنات، وسط حالة ذهول من الجميع مما يحدث. كلمات سيد التي وجهها إلى والد سعيدة كانت كفيلة بأن تجعله يدرك بأن زوج ابنته اكتشف السر، الذي كان يخفيه طيلة تسعة أعوام.
اصطحب الأب ابنته وتوجه إلى منزله عاجزاً عن التفكير، وبعد لحظات عصيبة قرر ألا يتخاذل هذه المرة في التعامل مع الموقف ويهرب من واقعه كما فعل في الماضي، خاصة أنه لم يقترف أي جريمة يهرب منها.
اصطحب الأب ابنته وتوجه بها إلى أحد المستشفيات ليحصل على تقرير طبي بالإصابات التي لحقت بها من فعلة زوجها، وتوجه إلى قسم شرطة الشرابية وحرر محضرا باعتداء زوج ابنته عليها بالضرب المبرح.
أمام تقرير طبي بالإصابات وشهادة مجموعة من الجيران، كان على رجال الشرطة أن يتحركوا لإلقاء القبض على سيد غريب (زوج سعيدة) تنفيذا للقرار الصادر من النيابة بضبطه وإحضاره.
تحول سيد من ضحية خدعة مثيرة إلى متهم يواجه عقوبة بالحبس في واقعة اعتدائه على زوجته، فأخرج ما في جعبته من أسرار ليروي كيف خدعته زوجته وأخفت عنه ماضيها الذكوري حتى عرفه بالصدفة.
ورغم حجم المأساة التي كان يعيش فيها، إلا أنه لا يملك دليلاً واحداً على أن زوجته لم تصارحه بماضيها، ليبقى مدانا أمام القضاء يستجدي عطف الجميع بصرخاته وهو يردد « زوجتي رجل ».