تتغلّبُ الوحدةُ على اللوحاتِ والألوانْ
وتنهزمُ الكُتُبُ أمام لهيبِ الأحزانْ
أُفٍّ لزمَنٍ تسودُ الغربةُ فيهْ
عجقةُ ناسٍ بلا جدوى
لكلِّ مواطنٍ وطنٌ خاصّْ
أيُّ وطنٍ هذا المُجزَّأُ الى أوطانْ؟
هم ما استطاعوا أن يفهموكِ
لا بل لم يشاؤوا أنْ يفهموكِ
يرجُمونكِ باللعَناتِ كلَّ يومٍ
ولأنّكِ لستِ منهم هم كفَّروكِ
لأنّكِ أنثى ذات حضورٍ هاجموكِ
هم غنمٌ يقودُهم كبشٌ بقرونْ
لا يفقهونَ شيئاً ولا يتعلّمونْ
يُذبحونَ فُرادى ولكنْ لا يشعرونْ
لأنّكِ لستِ منهم كفّروكِ
ربّما يُريحُكِ في وحدتِكِ البُكاءْ
يُبكيكِ الحظُّ العاثرُ
يُبكيكِ أنّكِ لستِ منهمْ
تقولُ الريشةُ أنّكِ غاضِبة
ويقولُ اللونُ أنّكِ عاتِبة
اللوحةُ تشابُكٌ وتناقضاتْ
الأسودُ فيها ليلٌ بلا قمرْ
الأحمرُ فيها دمٌ مسفوكْ
البُنّيُّ ترابٌ مُصابٌ بالتصَحُّرْ
والأصفر فيها أوراقُ خريفْ
إنِي أرى في اللوحة نقطةً بيضاءْ
ثغرةٌ صغيرةٌ في الجدارْ
دعِ الضوءَ يدخُلُ يا سيدتي
لعلّي أشطبُ وحدتكِ
لعلّي أُعيدُ الفرحَ الى لوحتِكِ !!
*************************
حسن رمضان