بشوق عارم وأنفاس لاهثة بصوت مرتجف ونبرات وآلهة أنشدت:
ونادت بي الأشواق مهلاً فهذه
منازل من تهوى رويدك فانزل
يردد الليل والصمت والقمر والنجوم صدى صوتها تناثرت حروفها كشظايا روحها فوق ذرى الأشجار وأمواج النهر..
نسمات ندية تحمل رائحة أشجار البرتقال وزهور الياسمين ملأت صدرها فانتشت لها روحها ...سارت خطوات قليلة ..مدت بصرها ..مئات الأبصار وتكون أمام الشط ..ذاك النهر الجميل بوداعته وسحره وجماله وفتنته ماأشد شوقها إليه بل ما أشد شوقه إليها..ليس الآن فالظلام سيحرمها لذة الاستماع وحلو المناجاة وسحر اللقاء ..ستعود إليه ربما غداً...
تسارعت نبضاتها انتابها إحساس مبهم غريب..شعور لم تعرفه من قبل ..أتراهها كانت حياة ضياع ؟ ...تيه؟... فاضت مقلتاها ..ما أجمل أن تروي هذه الارض من عبراتها...ما أروع أن تسقيها ذوب روحها عصارة فؤادها ..هنا تستطيع أن تستنشق آخر نفس ..هنا ستكون نهايتها ببداية جديدة لحياة أخرى (حياتها الأبدية)
ولكن آلآم البعد والفراق ولوعة الشوق والحنين ..؟معاناة القلق والخوف ؟ لم تستطع أن تترجم كل أحزانها وأشجانها بلغة الأرقام والحرف ؟.. تطايرت كلها مع رياح الحياة لم يتبقَ لها شيء سوى صحائفها المطوية في سجل النسيان وذكرياتها الدفينة في قاع الذكريات......
بقلم :FLOWER'S MOON