أرسلت إليك للسماح لي في إرسال خطابات حب !.
ولكني لم أتذكر وقتها أني أجهل الكتابة وفنونها .. أجهل النحو والصرف .. أجهل المبتدأ والخبر
محاصر دائماً بين الأقواس .. دائماً ما تستوقفني الفصلة والنقطة وأدهش عندما ينتهي بي المطــــاف
أمام علامة تعجب بعد كلمة حب !.
في هذا الزمن أصبح الحب يثير علامة التعجب .. وربما قريباً يصبح إحدى العجائب !.
أنا يا حبيبي أجهل كل شئ عن كتابة الخطابات الغرامية وصياغة الكلمات الرومانسية وتعطيرها
أجهل كيف أرتب الكلمات وأزينها كي أدفع بها الدم إلى وجنتك معشوقي .. ولا أدرك كيفية تحويل
المشاعر إلى حروف حتى أكون لكَ كلمات الحب التي أتمناها وتستحقينها والتي تعبر عن الحب الهادر
داخلي .. ولا أدري كيف أصنع من الكلمات عقداً ترتدي حول عنقك أو تاجاً فوق رأسك .. ولا أدري
كيف أختصر الحب على ورقة صماء مرشوشة بالحبر الأخرس !.
وليت الأمر توقف إلى هذا الحد
ولكن الحقيقة الأخرى أني أجهل العشق وفنونه .. أنا مازلت تلميذاً يتهجى حروف الحب الأولى ..
يجهل كيف يعامل ذكر طاغي الحُسن .. جميل الروح .. هادئ الطباع مثلك .
يجهل كيف يمنح يده الحرية أن تتشابك مع يدك دون أن ترتعش أناملي !.
لا أستطيع أن أفسر علاقة إشراقة الشمس بإبتسامتك ولا نور الصباح بعينيك ولا سواد الليل بجدائل شعرك
لا أستطيع أن أعلل كيف تأتي الحياة معك وترحل معك !.
ولا أستطيع أن أجد مسمى عِلمي لتلك الحالة التي تنتبني عندما تتفوهي بكلمات الحب !.
ولا أستطيع أن أختار الإجابة الصحيحة من الخيارات ( أحبك جداً – أحبك كثيراً – أحبك كثيراً جداً )
فجميعها أقل مما أشعر به !.
ولا أستطيع أن أعقد مقارنة بينك وبين تلك التي كتبتها من قبل على أوراق الشجر .. فلقد أتيتَ أروع مما وصفت .. أجمل مما رسمت .. أصدق مما كتبت .. أنتي لم يكتبك أحد من قبل !.
كلها يا حبيبي أمور تستعصى على جاهله مثلي !.
حاولت أن أتعلم وأن أقتبس العلم من القصائد أو كتب الحب .. قرأت تاريخ الحب والعاشقين منذ أن
عرف الناس الحب .. ولقد أزعجني جداً وأدهشني أن قصص الحب واحدة وكلام الحب واحد وقصائد الحب متكررة ! .. والعشاق تائهون حائرون يرددون كلاماً ليس من قلوبهم !.
أنا لا أريد أن أكون ببغاء يردد كلاماً لشعراء لم يعرفوا معنى الحب .. شعراء يكتبون ليقال عنهم شعراء فقط !. جميع العشاق متشابهون وأنا أحب التميز .. أنا انثى متمرده أريد أن أجدد الحب الذي لم يتغيير منذ أن وضع على هذه الأرض .. انثى متمرده مثلي ورجل إستثنائي مثلك لا بد أن يكون لنا حباً إستثنائياً لم يتداوله بعد أرباب الِشعر والرواية !.
ولكني مازلت جاهلاً للحب .. كل ما أعلمه أني أحبك .. أحبك فقط
كل ما تعلمته أن ح + ب = حب !.
فهل تقبل على ذلك ؟!.
مما راق لي
تحياتي