لم يكن موسماً سيئاً أبداً لفالنسيا على صعيد الدوري الإسباني وحتى على صعيد كأس ملك إسبانيا، فصحيح أن اللوس تشي مازالوا في نفس المركز الذي احتلوه في الموسم الماضي (المركز الثالث) إلا أن ذلك في حد ذاته يعتبر شيء طيب بالنظر للاستمرار في بيع أكثر من نجم بالفريق كخوان ماتا وخواكين سانشيز.
لكن الشيء الجيد هو أن الفريق مازال محافظاً على فارق ليس بالكبير بينه وبين كبيري إسبانيا وهو ما قد يسمح له بإنهاء الليجا وهو قريب منهم أو ربما تحدث معجزة ونجد تراجعاً ما في نتائج الريال والبرسا ووقتها قد نجد البلانكونيجروس يناطحونهم.
لكن على صعيد دوري الأبطال، أحبط فالنسيا مشجعيه بخروج مفاجئ من دور المجموعات رغم أن كل الترشيحات كانت تصب في صالحه للتأهل رفقة تشيلسي، لكن نتائج في جولة الذهاب بالبطولة أدت إلى وقوعه في مواجهة صعبة بستامفورد بريدج أودت به للدوري الأوروبي.
فالنسيا (أغسطس 2011 - يناير 2012)
الإيجابيات - نقاط القوة
الجديد هذا العام هو أن أداء فالنسيا تحسن كثيراً خارج أرضه، فبات الفريق قادراً على في أوقات كثيرة على الفوز وفي ملاعب ليست بالسهلة أو ربما العودة في النتيجة أحياناً بعد التأخر وهذه كانت أمور لم تكن موجودة كثيراً في اللوس تشي في العامين الماضيين.
- من يتابع مباريات فالنسيا باستمرار سيدرك ويلاحظ جيداً أن هناك شيئاً إضافياً هذا الموسم في الفريق .. الفريق بات أكثر امتاعاً وأكثر قدرة على التهديد بشكل مستمر كما أنه من الواضح جداً أن هناك أسلوب لعب ظاهر جداً والكثير من الجمل التي تتكرر في كل مباراة ما يبين حجم العمل الذي يقوم به أوناي إيمري مع لاعبيه.
هناك عامل هام ساهم في هذا الامتاع وهو إيجاد فالنسيا أخيراً للاعب يستطيع القيام بدور صانع اللعب بطريقة المهاجم المزور وهو جوناس.
- بعد سنوات من البحث عن خليفة روبيرتو أيالا وإيهام مشجعي فالنسيا بأن "السابقين" قادرون على حمل لواء الأرجنتيني، أخيراً عثر البلانكونيجروس على ضالتهم متمثلة في الفرنسي المغربي عادل رامي الذي نجح في قيادة دفاع فالنسيا كأفضل ما يكون فتحسن أداء الخط الخلفي لفالنسيا كثيراً خصوصاً مع الثبات الواضح في التشكيلة والتناوب الوحيد بين لاعبين مميزين هما جيريمي ماثيو وجوردي ألبا بدون الإخلال بالمنظومة.
كما أن تحسن أداء دافيد ألبيلدا في خط الوسط المدافع ساهم بشدة في صلابة دفاعات فالنسيا مقارنة بالمواسم السابقة.
- صحيح أن موسم روبيرتو سولدادو الماضي لم يكن سيئاً إلا أنه كان مازال يحتاج للاستمرارية ولتطوير أدائه والانسجام مع الفريق أكثر.
هذا حدث في هذا العام ونجح سولدادو في ذلك وتمكن فالنسيا من العثور على من يترجم له فرصه الكثيرة التي يصنعها بنسبة نجاح كبيرة جداً.
- أخيراً تمكن إيمري هذا العام من إيجاد أكثر من بديل كفء في أغلب الخطوط ما منحه قدرة ومرونة عالية على المداورة بين اللاعبين، والأهم أنه بات قادراً على تهديد أي لاعب على مكانه وإشعاره بالخطورة كما حدث مع بابلو هرنانديز على سبيل المثال بعد أن أقصاه الجزائري سفيان فيجولي بموهبته الكبيرة. السلبيات - نقاط الضعف
- مازال فالنسيا يعاني من نقطة ضعف كلفته الأمرّين في المواسم الماضية، ألا وهي عدم قدرته على حسم اللقاءات وقت تفوقه والدخول في متاهات تكلّفه الكثير عندما تنقلب الأحوال خلال اللقاء.. فما الفارق بين لقاءي شالكة وليفركوزن في ألمانيا ؟ - صحيح أن أوناي إيمري واضح الجهد والشخصية على لاعبيه، لكن لا يمنع هذا أنه عاجز تماماً عن الفوز على الكبار. فلم يسبق لإيمري أن فاز على فريق عملاق والقاعدة لم تتغير هذا الموسم إذ تعادل مع البرسا وتعادل مع تشيلسي ثم خسر من البرسا وخسر أمام تشيلسي وأغلبها كانت لقاءات قدم فيها فالنسيا أداءً جيداً ما يعني أن اللاعبين كانوا في حالتهم الطبيعية.
- يعاني فالنسيا بشدة أمام الفرق البارعة في الهجمات المرتدة ووضح ذلك في لقاءات كليفركوزن وريال مدريد وكذلك عندما اعتمد فياس بواش على الهجمات المرتدة أمام فالنسيا نجح تشيلسي فيها ببراعة.
الأفضل: روبيرتو سولدادو
الأسوأ: برونو سالتور
هناك الكثير من المميزين في فالنسيا هذا الموسم كجوناس وألبا وماثيو ورامي وفيجولي، لكن سولدادو يعتبر نجم الفريق بحق ومعه تمكن الفريق من تتويج أفضليته في لقاءات عديدة لانتصارات. سولدادو تشعر بخطورته دائماً رغم لعبه وحيداً في الأمام كما أن لياقته تسمح له باللعب لـ90 دقيقة بنفس الكفاءة لذلك اخترناه نجماً للفريق في نصف الموسم.
البعض يتساءل عن هذا الظهير الذي نافس فيه فالنسيا برشلونة للظفر به من ألميريا واتضح أنه لا يستحق كل هذا الاهتمام .. برونو ظهير دفاعي بحت ولا يهاجم بكفاءة لكن هذا الموسم فشل أيضاً في تقديم أداء دفاعي جيد وكان كارثي في المباريات القليلة التي لعبها فاستحق لقب الأسوأ.
المفاجأة السارة: عادل رامي
المفاجأة السلبية: بابلو بياتّي
الأكيد أن جوناس وفيجولي كانا مفاجأتين سارتين لعشاق اللوس تشي، لكن الدولي الفرنسي كان أهم مفاجأة للفريق هذا العام .. فقد ساهم بقوة في ضبط دفاع الفريق والتغطية على أخطاء زملائه خصوصاً فيكتور رويز كما لا ننسى قدراته الهجومية البارعة في التمريرات الطويلة الدقيقة والكرات الهوائية التي أحرز منها أهدافاً.
لم يتوقع أشد المتشاءمين أن يقدم "شبيه ميسي" هذا الأداء السيء .. بابلو بياتي قدم من ألميريا ليلعب أساسياً لكن أداءه في بداية الموسم كان مزرياً فتسبب في خسارته لمركزه ولا يبدو أنه سيستعيد من جديد في القريب العاجل، فرغم إصابة كناليس إلا أن خيار اللعب بجوردي ألبا أو ماثيو في هذا المركز بات المفضل لإيمري وحتى عندما لا يختارهما يشرك فيجولي أو هرنانديز في مركز الجناح وكل هذا بسبب أداء الأرجنتيني.
يمكن القول أن موسم فالنسيا يعتبر جيداً حتى الآن، وتبقى مواجهاته مع ريال مدريد وبرشلونة في الدوري والكأس مهمة جداً له إن أراد المنافسة على احدى البطولتين أما مركزه الثالث فيبدو في المتناول بالنظر لفارق المستوى بينه وبين مطارديه.
المصدر : موقع جول.كوم النسخة العربية
رد مع اقتباس
