من أهل الدار
ام علي
تاريخ التسجيل: July-2011
الدولة: العراق
الجنس: أنثى
المشاركات: 70,417 المواضيع: 17,968
صوتيات:
164
سوالف عراقية:
12
مزاجي: حسب الزمان والمكان
المهنة: ربة بيت
أكلتي المفضلة: المشاوي
موبايلي: XR
سوق الندافيين طراز معماري يهودي مازال يمثل جزء من العادات والتقاليد لأبناء مدينة النا
الغد برس/ ذي قار: ارث مازال يمثل جزءا من حكايات الزمنِ القديم بعاداته وطقوسه منذ أربعينات القرن الماضي، سوق الندافيين "في مدينة الناصرية مركز محافظةِ ذي قار 380 كم جنوب العاصمة بغداد" واحد من الشواهد التي تحتفظُ بذاكرة الماضي لسوق الناصرية الكبير.يقول عباس إبراهيم وهو أحد تجار سوق الندافيين، لـ"الغد برس"، إن "سوق الندافيين الذي أنشا في أربعينات القرن الماضي كان سنتر المدينة آنذاك ضمن سوق الناصرية الكبير المقسم الى عدة أسواق"، مضيفا أن "السوق كان يستقبل الزبائن من كل صوب وحدب لاسيما أبناء الريف الذين كانوا يتوافدون لشراء الافرشه القطنية، موضحا ان مايميز السوق كان مجاورا لسوق السيف لبيع وشراء الحنطة والشعير الأمر الذي يجعل ابناء الريف يتوافدون إليه للتبضع وشراء الحاجيات بعد حصولهم على مردود مالي من بيع المحاصيل الزراعية".البناء العمراني لسوق الندافيين بين التراث والزواليذكر عباس إبراهيم، أن "التوصيف العمراني للسوق في السباق عبارة عن سقوف مقوسة بنيت على يد مجموعة من اليهود وكانت الأقواس هي الطراز السائد في بناء المحال التي كانت تشيد بواسطة جذوع الأشجار مع التراب والطين، لكن بمرور الزمن اندثرت معالمه العمرانية ولم يبقى منها سوى الأقواس في بعض المحال التي هي عرضة للسقوط نتيجة لعمرها الذي تجاوز عشرات السنوات".تجار سوق الندافيين الثلة الباقية في ديمومتهيقول عباس ابراهيم، إن "تجار السوق هجروا في بدايات الثمانينات الى إيران "أي قرابة الـ 70 % من تجاره" من قبل النظام السابق بحجة أنهم غير عراقيين فلم يبقى إلا مجموعة من التجار، مضيفا بعد هجرة اغلب تجار الندافة جاء أشخاص تولوا المهنة وبدأت تتطور بيدهم شيئا فشيئا، موضحا أن مايميز تجار سوق الندافة القدامى عن غيرهم أنهم لقبوا بالمهنة لتصبح جزءا متوارث من حياتهم، فيذكر" أنا مازالت الى اليوم ألقب بـ(عباس النداف) وأنا معتز باللقب والمهنة رغم انقراضها لكنها تعد جزء من هوية تاريخي".العلاقات الاجتماعية عادات وتقاليد مستمرةيبين عباس النداف، أن العلاقات الاجتماعية بين تجار سوق الندافيين كانت طيبة جدا، ويستشهد قائلا، عندما تحدث حالة وفاة عند احد ابناء عائلة أو أقارب الندافيين ترى الجميع يغلقون محالهم لمواساة صديقهم، وحتى في الأفراح ترى الجميع يتواصل مع بعضهم البعض، أما في المناسبات الدينية لاسيما أيام عاشوراء فالسوق يغلق بالكامل وتقام مراسيم العزاء بإقامة المجالس الدينية وتوزيع مختلف الأكلات على الفقراء في المحلة التي تقع فيها السوق".الإقبال على منتجات القطنية رواجا يفوق السابقيضيف النداف، أن "الرواج على السوق في الوقت الحاضر أكثر من السابق بعد تحسن الحالة المعيشية للمواطن وخاصة بتزايد حالات الزواج لذا ترى السوق مكتظ بزبائنه بشكل كبير لشراء مختلف أنواع الاحتياجات المنزلية"، موضحا "في الوقت الحاضر بدء الإسفنج يفوق الطلب على القطن كونه ارخص لكن الاخير يحتاج الى تجديد بندافته سنويا، ففي فصل شتاء يتحاج الفراش القطني الى ندافه جديدة كونه ينزل الى مستوى حاد من سمكه".وأشار إلى أن "الإقبال على فراش القطن قليل لكن مازال هناك من يقتنيه لميزته الصحية لاسيما أنه يفيد لعلاج الفقرات"، مبينا "نحن صناعتنا لا تقتصر على نوع معين فتشمل المقعد والفراش واللحاف ولكن الأكثر إقبال على المفروشات القطنية الغطاء ومقعد النوم ويكون شراء ابناء الريف أكثر من المدينة كونهم متمسكين بالتراث القديم".مهنة الندافة دخلت الحداثة بأصالة أدواتهاويقول باسم جواد وهو أحد الندافيين، "تعتمد مهنة الندافة على المهارة اليدوية بتلك الأدوات البسيطة القديمة التي لم يدخل من الحداثة عليها شيء سوى بعض المكائن الكهربائية إلا أنها بقيت تعتمد في الكثير على أدواتها السابقة"، مضيفا أن "الفراش ومقعد النوم وبعض الأغطية جل مايمثل بضائع الندافة التي يختلف رواجها من فصل الى أخر إلا أن الصيف يمثل موسم انتعاشها".صناعة المفروشات القطنية مهارة وذوقويذكر،باسم النداف، "نأتي بالقطن المستورد بعد يبعه من قبل تجار بغداد على تجار الناصرية لنشتري مقدار مانحتاج لصناعة فراش نوم أو مقعد أو غطاء ويكون الوزن حسب طلب الزبون"، مستشهدا بمثل "يكون الطلب من قبل الزبون بمقدار ثمانية أو عشرة كيلوات غرامات لصناعة الفراش والذي يسمى شعبيا الجودليه، وبعد تحديد الوزن تبدأ عملية تشطيبه بالعصا ومن ثم نفرش القطن ونلبسه قماش"، مضيفا أن "هناك أنواع من القطن تستخدم في صناعة المفروشات منها مايسمى لوكا أول ابيض ، ثاني اسود ، الشرائحي ،أ بو الخيط وطن اسود سوري ويعد لوكا أول ابيض هو الأكثر طلبا".ويشير إلى ان "صناعة المفروشات القطنية لم تختلف عن السابق حيث كنا نستخدم سابقا الكوز الذي هو عبارة عن عودين من الخشب لكن في الوقت الحاضر تطور وأصبح ماكنة كهربائية تستخدم لتنيعم القطن".ورغم اندثار الكثير من المهن إلا ان سوق الناصرية الكبير مازالت أسواقه معالم شاخصة بعنوانين تعددت مسمياتها لكنها لم تختلف في أصالتها وتراثها.