هل الانسان هو العاقل الوحيد؟
هل الإنسان هو العاقل الوحيد في الكون !؟ سؤال نسأله لأنفسنا كثيراً خاصة عندما يقع أمام أعيننا مشهدا أو سلوكا لحيوان أو طائر أو حشرة أو حتى ميكروب، يكون خارجاً عن مألوف ثقافاتنا ومعتقداتنا ومستغرباً صدوره من كائن لا يعقل ولا يشعر بمن حوله ولا يعرف حتى من هو؟، ولماذا هو هنا؟، وكيف حدث له هذا !؟
عالم الطيور عالم مليء بالقصص والحكايات والنوادر، عالم كله ذكاء في ذكاء، حمام يرسل الرسائل إلى أقصى الأرض ثم يعود إلى بيته مرة أخرى دون أن يضل الطريق، غربان تفكر وتحلل وتأخذ القرارات، ببغاوات تتكلم وتتعلم الحساب، هداهد غاية في الذكاء، أمومة طاغية، صداقات، ولا تعجب، أيضاً محاكمات لمن يخطئ وقانون عقوبات يطبق بكل صرامة تصل فيه العقوبة لحد الإعدام ونتف الريش والنفي من مدينة الطير، وهناك من يضحي بعمره لأجل بيته وأسرته ومنها ما يقوم بالحراسة أو الاستطلاع، وأشياء مدهشة، تجعلك ترجع معي إلى تساؤلنا الأول، هل يمكن أن تعقل هذه الكائنات؟ فمن أين جاءها هذا العلم والقدرة على التحليل!!؟.
الحشرات أيضاً كائنات تتمتع بقدر عالي من الذكاء والقدرة الذهنية وحسن التصرف في المواقف الصعبة، إن بعضها يعتبر معلماً للإنسان، فتتميز الحشرات وخصوصاً طائفة النمل والنحل بقدرات خارقة على البناء، فمساكنها في غاية الفن والعمارة وتستخدم فيها أفضل وسائل الراحة والآمان، إن مساكنها تشهد لها بتفوقها على غيرها في علم الهندسة، ليس ذلك فحسب بل إنها تتمتع بالمعيشة في مجتمع متحضر للغاية يفتقر إليه معظم سكان الأرض من البشر، فلديها نظام صارم في العمل والمواصلات، حتى حروبها - التي تشنها بعضها على بعض - منظمة جداً، فهناك قادة وجنود وطاعة للأوامر ووضع للخطط وغير ذلك، الحشرات لديها قدرة عالية على التمويه والخداع للهروب من الأعداء، وهذا ما جعلها تمثل 20% من الكتلة الحيوية على كوكب الأرض، لقدرتها العالية في الحفاظ على حياتها وبقائها.
الميكروبات ليست أقل من المخلوقات التي ذكرناها ذكاءً وفطنة، فستدهش إذا علمت أن للميكروبات لغة تخاطب، ولكل جنس منها لغته الخاصة به، والأكثر دهشة أن بعض أفراد أجناس الميكروبات يعملون كمترجمين ينقلون لغة أجناس أخرى إلى لغة بني جنسهم،
، كما أن للميكروبات وسائل رائعة في الدفاع عن نفسها، وما المضادات الحيوية التي نستخدمها في علاجاتنا إلا أحد هذه الوسائل، كما أنها تسبح وتهاجر في أسراب كما يحدث في عالم الطيور والحيوان تماما بتمام.
هذا عن الكائنات الحية، فماذا عن الجمادات؟ فالماء يتفق العلماء على انه ليس كائنا حيا، ووحدة بناءه هي الهيدروجين والأكسجين، وهما عنصران يوجدان بالطبع في كل كائن حي لكن لا يشكلان بمفرديهما كائناً حياً على الإطلاق.
ويقول الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله: قد يقول بعض الناس: هل الجماد يحس؟ وهل تريدون أن تفهمونا أن الجماد يبكي ويضحك؟ نقول لهم أقرءوا قول الحق في سورة الدخان الآيات ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) ، وهكذا نعرف أن الجماد له عواطف وأنه يبكي وإن كنا لا نسمع بكاءه،
راق لي