بسم الله الرحمن الرحيم
يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
و قال تعالى
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً
صدق الله العلي العظيم
في بداية الامر نهنيئ صاحب العصر و الزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء
في مناسبة ذكرى عيد الغدير الأغر
أعاده الله على جميع الموالين بكل خير
لما انتهى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من آخر حجَّةٍ حَجَّها ، قَفلَ راجعاً إلى المدينة المنورة ، وحينما انتهى موكبه إلى غدير خَم هبطَ عليه أمين الوحي يحمل رسالة من السماء بالغة الخطورة .
وكانت هذه الرسالة تحتم عليه بأن يحطَّ رِحالَهُ ليقوم بأداء هذه المهمة الكبرى ، وهي نصب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ومرجعاً للأمة من بعده ( صلى الله عليه وآله ) .
وكان أمر السماء بذلك يحمل طابعاً من الشدَّة ولزوم الإسراع في إذاعة ذلك بين المسلمين .
فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية :
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) المائدة : 67 .
فقد أُنذِرَ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنه إن لم ينفِّذ إرادة الله ذهبت أتعابه ، وضاعت جهوده ، وتبدَّدَ ما لاقَاهُ من العناء في سبيل هذا الدين .
فانبرى ( صلى الله عليه وآله ) بعزم ثابت وإرادة صلبة إلى تنفيذ إرادة الله ، فوضع أعباء المسير وحَطَّ رِحاله في رمضاء الهجير ، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك .
وكان الوقت قاسياً في حرارته حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه لِيَتَّقِي به من الحَر .
ثم أمَرَ ( صلى الله عليه وآله ) باجتماع الناس ، فَصلَّى بهم ، وبعد ما انتهى من الصلاة أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً ، ففعلوا له ذلك .
فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين - فيما يقول المؤرخون - مِائة ألف ، أو يَزيدونَ على ذلك .
وأقبلوا بقلوبهم نحو الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليسمعوا خطابه ، فأعلن ( صلى الله عليه وآله ) ما لاقاه من العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية إلى الحياة الكريمة التي جاء بها الإسلام .
كما ذكر ( صلى الله عليه وآله ) لهم كَوكَبَة من الأحكام الدينية ، وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، ثم قال لهم : ( انظُروا كَيفَ تُخَلِّفُوني في الثقلين ) .
فناداهُ منادٍ من القوم : ما الثقلان يا رسول الله ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) :
( الثقل الأكبر كتابُ الله ، طَرفٌ بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ ، وَطرفٌ بِأَيديكُم ، فَتَمَسَّكُوا به لا تَضلُّوا ، والآخر الأصغر عِترَتي ، وإنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ نَبَّأَنِي أنَّهُمَا لن يَفتِرقا حَتى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض ، فَسَألتُ ذلك لَهما رَبِّي ، فلا تُقَدِّمُوهُمَا فَتهلَكُوا ، ولا تُقَصِّرُوا عَنهُمَا فَتَهلَكُوا )
ثم أخذ ( صلى الله عليه وآله ) بيد وَصيِّه وباب مدينة علمه الإمام علي ( عليه االسلام ) لِيَفرضَ ولايته على الناس جميعاً حتى بَانَ بَياضُ إِبطَيْهِمَا ، فنظر إليهما القوم .
ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) صوتُه قائلاً :
( يَا أَيُّهَا النَّاس ، مَنْ أولَى النَّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم ؟ ) .
فأجابوه جميعاً : اللهُ ورسولُه أعلم .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) :
( إنَّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولَى بهم من أنفسِهِم ، فَمن كنتُ مَولاه فَعَلِيٌّ مَولاهُ ) .
قال ذلك ثلاث مرات أو أربع ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) :
( اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ وَعَادِ مَن عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَن أَحبَّهُ وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ ، وانصُرْ مَن نَصَرَه واخْذُل مَن خَذَلَهُ ، وَأَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيثُ دَار ، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ ) .
وبذلك أنهى ( صلى الله عليه وآله ) خطابه الشريف الذي أَدَّى فِيه رسالة الله ، فَنَصَّبَ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ، وأقامه عَلَماً للأمة ، وقَلَّدَهُ مَنصب الإمامة .
فأقبل المسلمون يهرعون وهُم يُبَايِعُون الإمام علي ( عليه السلام ) بِالخِلافَة ، وَيُهَنِّئُونَهُ بِإِمْرَةِ المُسلمين .
وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أُمَّهَات المؤمنين أَنْ يَسُرْنَ إِليهِ وَيُهَنِّئْنَه ، فَفَعَلْنَ ذلك .
وعندها انبرى حَسَّان بن ثابت فاستأذن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بتلاوة ما نظمه من الشعر ، فأذن له النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال حَسَّان :
يُنَادِيهُمُ يوم الغَدير نَبِيُّهُم ** نَجْم وأَسمِعْ بِالرَّسُولِ مُنَادِياً
فَقالَ فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم ؟ ** فَقَالوا وَلَم يُبدُوا هُنَاك التَّعَامِيَا
إِلَهَكَ مَولانَا وَأنتَ نَبِيُّنَا ** وَلَم تَلْقَ مِنَّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً
فَقالَ لَهُ : قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي ** رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً
فَمَنْ كنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه ** فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً
هُناكَ دَعا : اللَّهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ ** وَكُنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً
......
لماذا نوالي الأمام علي عليه السلام : -
هذا ما قاله الرسولٍ صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في حق الإمام علي (عليه السلام) وهذه منها : -
1- (عنوان صحيفة المؤمن حب علي)
2- (لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي)
3- (حامل لوائي في الدنيا و الآخرة علي)
4- (أمرني ربي بسد الأبواب إلا باب علي)
5- (الصدّيقون ثلاثة مؤمن آل ياسين و مؤمن آل فرعون و أفضلهم علي)
6- (من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي فليتول من بعدي علي)
7- (نادى المنادي يوم القيام يا محمد نعم الأب أبوك ابراهيم و نعم الأخ علي)
8- (لكل نبي وصي و وارث و وصيي و وارثي علي)
9- (اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي)
10- (خلقت من شجرة واحدة أنا و علي)
11- (أعلم أمتي من بعدي علي)
12-(زينوا مجالسكم بذكر علي)
13- (أقضى أمتي علي)
14- (براءة من النار حب علي)
15- (من كنت مولاه فمولاه علي)
16- (لم يكن لفاطمة كفؤ لو لم يخلق الله علي)
17- (أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي)
18- (أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما و هو علي)
19-(لا يجوز على الصراط أحد إلا مؤمن بولاية علي)
20- (أشقى الأولين و الآخرين قاتل علي)
21- (أنا المنذر و الهادي من بعدي علي)
22- (علي الصديق الأكبر)
23- (علي الفاروق بين الحق و الباطل)
24- (علي كفه و كفي في العدل سواء)
25- (علي أخي في الدنيا و الآخرة)
26- (علي خير البشر فمن أبى فقد كفر)
27- (علي باب حطّة من دخله كان مؤمنا)
28- (علي إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره و مخذول من خذله )
29- (علي إمام المتقين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين)
30- (علي منزلتة مني كمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي )
31- (علي حقه على الأمة كحق الوالد على ولده)
32- (علي مع القرآن و القرآن مع علي)
33- (علي و شيعته هم الفائزون)
34- (علي باب علمي و مبين لأمتي ما أرسلت له)
35- (علي حبه إيمان و بغضه كفر)
36- (علي قسيم الجنة والنار)
37- (علي مثله في الناس كمثل قل هو الله أحد في القرآن)
38- (علي حبيب بين خليلين بيني و بين ابراهيم)
39- (علي من فارقه فقد فارقني و من فارقني فارق الله)
40- (علي مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن من بعدي)
41- (علي أحب خلق الله إلى الله و رسوله)
42- (علي حبه حسنة و لا تضر معها سيئة)
43- (علي ذكره عبادة و النظر في وجهه عبادة)
44- (علي بمنزلة الكعبة)
45- (علي مني مثل رأسي من بدني)
سلام الله عليك يا امير المؤمنين يا علي يا وصي الهادي (ع)
علي الدُرُّ والذهب المصفى
وباقي الناس كُلُهُم تُرابُ
جعلكم الله من الموالين لأمير المؤمنين
عليه السلام
وممن يشفع لهم هو و أولاده الاطهار