ترقرق دمعهُ حينَ الفراقِ
يغالبهُ التحجُّرُ في المآقي
كأنثال الأزاهير اللواتي
تُطلُّ على شجيراتٍ وِراقِ
كنهداتِ الخمائل في سوارٍ
كزرعٍ قد تسنبلَ في اتِّساقِ
تموَّج فاستعان بجَذعِ نخلٍ
فمن يهوى على قدمٍ وساقِ
أبادلهُ عُسَيلَ الثغرِ شوقاً
إلى قُبَلٍ وأرياحِ العناقِ
فكيف أعيبُ هجراً عن شموسٍ
وأطفحُ بالرعودِ وبالبُراقِ
وإني كيفما لاقيتُ منهُ
شحوبَ مودَّةٍ ودمٍ مراقِ
فيؤلمني حصارٌ أنت فيه
وتقتلني حراحات الفراقِ
وكم من خمرة ذاقت شفاهي
فليس كخمرهِ حلو المذاقِ
وعانقتُ المرايا مثل ظلِّي
ففي لمساتِ كفَّيهِ احتراقي
وما خُضِبتْ يدي بسواد ليلٍ
فذي دنيا كما المِزَقِ العِتاقِ
وأبصرُ في حناياه ضلوعي
فهيهات انتشاقاً من خناقِ
وكم سائلتُ قلبي عن هواهُ
وألحاظ العيونِ لفي إشتياقِ
كأن لم تُروَ من قبلِ احتراقٍ
فمن ذا يرتوي بعد احتراقِ
منقووووول