جولة داخل عروس العلم ''مكتبة الإسكندرية''
حين سًطرت كتب التاريخ، اختلف المؤرخون في اسناد صاحب فكرتها ومنشأها الأول، بين اليوناني ''ديمتريوس الفاليري'' أو بطليموس الأول أو الإسكندر الأكبر، وفي البحث وراء تاريخ الإنشاء لم ينصفها رقم، يًقال إنه تم تأسيسها في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، ويُقال قبل ثلاثة وعشرين قرنًا من الزمان، لتظل ''مكتبة الإسكندرية'' رغم ذلك إنصافًا للعلم وصرحًا ثقافيًا ينير البحر المتوسط، وتشكل قصة أحد أهم مكتبات العالم.
منذ عام 2002، شهدت مكتبة الإسكندرية التطوير الأخير لها، والذي تم بإشراف من مؤسسة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، ليتم إنشاء المبنى القائم لها الآن، بتصميم اتخذ من زهرة اللوتس نموذجًا بنائيًا من الخارج، لا تتوقف دلالته فقط على زهرة فرعونية شهيرة، أو منظر مبهر من الخارج، لكن التصميم يسمح بدخول الشمس لأحد عشر دور المكون منها المكتبة من الداخل، لتصبح أيضا نافذة تشرق لها الشمس، وتشرق هى بالعلم لمريديها.
اندهاشه تلاحقها لفظة ''واو'' من سائح أجنبي ارتسمت عند خطواته الاولى داخل المكتبة الجديدة، والتي تسمح لزائريها بمختلف الجنسيات بزيارتها والاطلاع على كل أركانها، بالإضافة إلى الالاف الكتب والمطبوعات المهداة إليها، ويساعد السائحين مكتب مخصص من المرشدين بداخل المكتبة.
من مثلث زجاجي مدبب إلى الأمام بمساحة بضع امتار، تسمح عروسة العلم بأن يطالع الزوار في الوهلة الأولى من خلال ذلك المثلث على كامل مستويات المكتبة، وكل غرفها التي تصل إلى عدة أمتار تحت سطح الأرض، أما في ردهة المكتبة تصطف الملصقات للتعريف بمحتوياتها، بجانب لافتات تصاحب الزوار عن محتوياتها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
على حائط كبير في بداية الجولة، يسطع على الزوار الأديب العالمي ''نجيب محفوظ'' بابتسامته المرسومة على الجدار، بجواره مجموعة من صور أبطاله في أعماله الدرامية، وصور لمنازل مصر القديمة في تلك الأعمال.
''البيلوجرافيا'' أسلوب جديد للبحث تعتمده مكتبة الإسكندرية، وهو مجموعة من الملفات الورقية برف كبير يجمع كل ملف المصادر البحثية الموجودة بالمكتبة في موضوع معين، مثلًا ملف بيلوجرافي عن ''يوسف السباعي'' يوحي كل أسماء مؤلفات ''السباعي'' أو عنه، بالإضافة إلى المنتجات السمعية والمرئية عنه، وهكذا عن كثير من الموضوعات البحثية تسهل على الباحثين عملية التنقيب عن المعلومات.
مجموعة من التماثيل والأعمال النحتية الرخامية، المهداة للمكتبة أو من الآثار المتواجدة بها، تتراص داخل أروقة بهوها الفخم، لتذكر زوار ومرتادي المكتبة بعبق التاريخ بين أروقتها الحديثة، مثل تمثال ''مفتاح الحياة'' للنحات المصري ''أحمد عبد الوهاب''.
تضم المكتبة أربعة متاحف، متحف للآثار وآخر للمخطوطات القيمة والنادرة، ومتحف السادات، وآخر لتاريخ العلوم، كما تحوي متحف ملحق بها وهو المتحف الروماني اليوناني الذي يضم بين أبوابه المقتنيات الرومانية الحديثة، منها لوحتان تم اكتشافهما أثناء عملية التنقيب عن الآثار في موقع المكتبة ذاتها، بحسب ''سامية رضوان'' مديرة المتحف، والذي يرتاده أيضًا مجموعة من الرحلات المدرسية بين الحين والآخر.
وبحسب إحصائيات حديثة، تستقبل مكتبة الإسكندرية حوالي مليون ونصف زائر سنويًا، إذ تعد أحد أكبر المزارات السياحية لكل رواد الإسكندرية من داخل وخارج مصر، في مختلف فصول العام، كما تضم 15 متحف منها متحف عن المخرج ''شادي عبد السلام'' ومتحف روائع الخط العربيـ ومتحف تاريخ الطباعة، والذي يحوي كل أدوات الطباعة منذ فجر التاريخ، بالإضافة إلى مركز المؤتمرات والذي يتسع للندوات والأحداث الثقافية بالمكتبة.
-----------------------------------------
الصور
صور مكتبة الاسكندرية
صور مكتبة الاسكندرية
صور مكتبة الاسكندرية
صور مكتبة الاسكندرية