قد جمع الله سبحانه بيننا وبينكم في اسباب شتى وخصال عده , مما يؤكد الموده بين الاخوان ويجمع شمل الاصدقاء في جميع صلاح الدين والدنيا أيدكم ألله .
من تأملها وعرف حق عظيم ما انعم الله تعالى لديك , وفضل منته عليك , لما خصك الله به من العقل والفهم والتمييز , فمن احدى تلك الخصال والاسباب التي تؤكد الموده بين الاصدقاء : ملة الاسلام التي هي آكد الاسباب , لانه خير دين دان به المتألهون , وافضل طريق يسلكه الى الله القاصدون , وهو القدوه بدين نبينا محمد - صل الله عليه واله - وبعلم كتابه الذي جاء به مهيمنآ على كتب الأولين وسنة الشريعه التي أعدل سنه سنها المرسلون .
ومما يجمعنا وأياكم محبة نبينا - صل الله عليه واله - وأهل بيت نبيه الطاهرين - عليهم السلام - وولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب خير الوصيين - صلوات الله عليهم اجمعين - .
ومما يجمعنا وأياكم من الاخلاق الجميله , والأفعال الحميده , وحرية النفس وصفاء جوهرها , وهي تدعونا الى مكاتبتكم الى ما نرجوا منه النفع لكم ولنا فيما يستقبل من الأمر والله يؤيدنا وأياكم وجميع أخواننا حيث كانوا .
نحتفل هذه الايام المباركه بعيد الاعياد الا هو عيد الغدير . اليوم الذي نصب به علي بن ابي طالب - عليه السلام - ولي الله بعد رسول الله - صل الله عليه واله - ووصيه وخليفته من بعده .
يفرحنا احتفالات اخواننا بذلك بيوم الولايه (( من كنت مولاة فهذا علي مولاة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصرة اخذل من خذله وادر معه الحق حيثما دار.)) . اليس الاجدر بنا ان نضيف لاحتفالاتنا : حث نفسك بالاقتداء عمليآ في طريقته في دينه وأخلاقه , وان نعرف حقه وما يجب من حرمته في خلوتك وعلنك في مجلسك وفراغ قلبك وتصغي وتسمع لكل ما جاء في سيرته من قول وفعل من اعتقاده في أمر الدين والدنيا , وان تحاول ان تقتدى به على قدر استطاعتك ,
عسى ان يتغير حالنا وظروفنا وحياتنا من حال اسوء الى حال احسن . من احب اطاع ومن اطاع عمل . ومن عمل نال ثمرة عمله . اللهم ثبتنا على ولايته واعنى على ذلك .
والحمد لله رب العالمين