الكويت - عبد الستار ناجي



منذ صدور رواية "دراكولا"، للروائي الأيرلندي مرام ستروكر برام عام 1897، والسينما وبقية الفنون تنهل منها، ضمن معالجات تذهب بعيداً في طروحاتها ومضامينها.



ويأتي فيلم "Dracula Untold" للمخرج غاري شور، ليرسخ مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" من خلال استعانة "فلاد" بقوى الظلام من أجل حماية عائلته ومملكته من الأشرار الذين يهاجمون بلاده.



قراءة ذكية لجوانب جديدة في الرواية الأصلية، حيث قصة أمير ترانسلفانيا "فلاد يسبس الثالث" من أجل الانضمام إلى جيوشه، والمحاربة معهم في الحروب التي يخوضها ويتوسع من خلالها ويهدد بها الممالك.



ومن أجل إنقاذ بلاده وابنه وأبناء بلاده، يقرر "فلاد يسبس الثالث" الرحيل إلى الجبال من أجل عقد صفقة مع شياطين الظلام وفي مقدمتهم "دراكولا"، ليتحول إلى شخصية أسطورية من مصاصي الدماء الذين لا يهزمون.




ونعود إلى ملابسات هذا الفيلم، الذي انطلق كمشروع عام 2007 مع المخرج ألبس بروياس، غير أن استوديوهات"Universal" ألغت المشروع، وتمت تسوية الأمر مع الجهات الموزعة، وصولاً إلى عام 2012 حين أسندت المهمة إلى المخرج الأيرلندي غاري شور، الذي قدم تجربة سينمائية عالية الجودة، وبمواصفات إنتاجية مذهلة، رفعت كلفة الإنتاج إلى100 مليون دولار أميركي.



وقد جسد "لوك إيفانز" شخصية "فلاد"، بعد أن ظل اسم "سام ورتينغتون" هو المرشح الأساسي لهذه الشخصية. وخضع "لوك" إلى عملية إنقاص الوزن وتطوير قدراته في التعامل مع التصوير من خلال "الشاشة الخضراء"، حيث صورت جميع المشاهد داخل الاستوديو، مع خلفيات متغيرة.



إلى ذلك، صورت مشاهد الفيلم الخارجية في أيرلندا الشمالية وعدد من الاستوديوهات في المملكة المتحدة. ويحوي الفيلم مزيجاً بين الرعب والخيال المظلم، وحرفية سينمائية عالية، في رسم المشاهد، وبالأخص مشاهد المعارك، ورحلة "فلاد" إلى الجبال، لعقد الاتفاق مع "دراكولا"، ليصبح جزءاً من سلالته التي لا تقهر لأنها تعيش على الدماء.






ويقف خلف نجاح هذا العمل، المخرج "غاري شور"، وهو فيلمه الروائي الأول، بعد سنوات من العمل في الإعلانات التجارية، وشارك في الفيلم عدد من النجوم، منهم لوك ايفانز وسارة غادون ودومينيك كوبر الذي جسد شخصية السلطان محمد الثاني.



يبقى أن نقول إن فيلم"Dracula Untold" يحاول بشكل أو بآخر أن يقدم شيئاً من الإسقاطات المعاصرة، لكن ضمن رموز بحاجة إلى كثير من التحليل، والتفسير والتبرير، كما هي علاقة "فلاد" والتحالف الذي عقده مع مصاص الدماء، ضمن مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".