زوجان فرق بينهما “الموت” في تلعفر والتقيا بمخيم للنازحين بعد شهرين
نينوى –عراق برس-11تشرين اول/ اكتوبر : لم يصدق علي حسن قاسم (41 عاما) نفسه وهو يقف أمام زوجته، سميرة عباس، بعد شهرين من انقطاع الاتصال بينها، وظن كل منهما بأن الأخر قتل على يد عناصر “داعش” خلال مداهمة قضاء تلعفر، بمحافظة نينوي، شمالي العراق.
القصة بدأت في تلعفر التابع لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، عندما كان قاسم واثنان من أولاده في منزلهم، وتنامى إلى أسماعه دخول عناصر التنظيم الى القضاء، ففر مع ولديه تاركا وراءه زوجته وولده الثالث، مرتضى، اللذان كانا في بيت أهل الزوجة وقت الهجوم.
وقال قاسم “بعد هروبنا نزحت إلى كربلاء (وسط العراق) ولم أعرف مصير زوجتي وطفلي مرتضى وطرقت كل الأبواب”.
وأضاف “لم اترك سبيلا للسؤال عنهما وظننت أنهما قتلا على أيدى عناصر التنظيم”.
فيما كانت زوجته، في مخيم النهروان للنازحين ببغداد، على بعد 103 كيلومتر من زوجها، “طريحة الفراش ومكلومة لفقد قاسم، وانتابها ظن بأنه قتل وابنيها على أيدي عناصر التنظيم ، وبقيت على هذا الحال شهرين”.
وبعد محاولات كانت تبدو أحيانا عبثية، لظن قاسم أن زوجته قتلت، استطاع بعض أهالي تلعفر ممن يتنقلون بين كربلاء وبغداد، أن يحققوا الوصال بين الزوجين، بعد أن رأوا الزوجة في المخيم، فأبلغوا زوجها الذي انتقل وولده إليها في المخيم.
سميرة عباس قالت والدموع تنهمر على وجنتيها، “لا أصدق أني عثرت على زوجي.. الفرحة لا تسعني لأني مع زوجي وأطفالي الثلاثة”، مضيفة أن “العائلة استقرت في المخيم منذ أيام”.
وسيطر تنظم “داعش” في نهاية حزيران على قضاء تلعفر، ما أدى إلى نزوح عشرات العوائل إلى إقليم شمال العراق وبعض المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد، وقامت الحكومة العراقية بإيواء بعض تلك العوائل في المدارس والجوامع.
وبصفة عامة، يقدر عدد النازحين بعد احداث العاشر من حزيران بنحو مليون و700 ألف نازح، أغلبهم انتقلوا الى مدن شمال العراق.
ويقع قضاء تلعفر، الذي يعد أكبر أقضية العراق من حيث المساحة، في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 ألف نسمة معظمهم من التركمان .انتهى (1)