في بيت أم سلمة
كانتالليلة ليلة أم سلمة، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيتها ليمضي ليلتههناك. وعندما أسدل الظلام سدوله وضرب السكون سرادقه على البيت، نهض النبي صلى اللهعليه وآله وسلم من فراشه دون أن تحس به أم سلمة، وانتحى زاوية من البيت، فلماانتبهت دهشت لعدم وجوده في الفراش، فداخلها ما يداخل النساء عادة، فهبت تطلبه فيجوانب البيت فألفته قائما في زاوية منه يدعو ويبكي ويقول:
اللهم لا تنزع منيصالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني فيسوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.
فأثرتفيها حالة الرسول تلك تأثيرا شديدا، فانفجرت باكية، فانتبه النبي صلى الله عليهوآله وسلم لبكائها، فذهب إليها وسألها: ما يبكيك؟
فأجابت: لم لا أبكي؟! أنتبالمكان الذي أنت به من الله ومع هذا تسأله أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا،فكيف بي؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم. يا أم سلمة، وما يؤمنني وقد وكلالله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان1.
*قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري، التعارف،ص59-60.