الكوت ميناء نهري مهم وأرضا كانت تكسوها الغابات وتظللها
البساتين
ذكر بعض المؤرخين بأن بلدة ما ذاريا القديمة كانت تقع فيموقع غير بعيد عن موقع مدينة الكوت الحالية وقد تكون الكوت من أصل بابلي ويدل على ذلك وجود مدينة من مدن البابليينتدعى(كوث) ورد ذكرها في التوراة (العهد القديم ) وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية الكوت التي ظهرت للوجود في حدود منتصف القرن السابع عشر للميلاد وكان نهر دجلة في موضعها يسمى (شط العمارة ) فسميت (كوت العمارة) وقيل ( كوت الأمارة ) نسبة إلى أمراء ربيعة الذين حلو في تلك المنطقة وقيل (كوت سبع)نسبة إلى سبع بن خميس لأنه شيد فيها قلعة من الآجر سنة 1812م.غير أنها أصبحت بلدة مشهورة سميت (الكوت) وقد أجمعت مصادر عديدة على أن الكوت كانت موجودة في زمن الوالي العثماني سليمان باشا الكبير الذي حكم بين عامي 1779-1802 ويتميز موضع مدينة الكوت بأنه:-
1-قريب من نقطة تحول نهر دجلة بين مجرييه الشرقي والغربي خلال عصور طويلة من التاريخ.
2- الموضع الذي يتفرع فيه نهر الغراف من نهر دجلة .
3- عبارة عن شبه جزيرة نهريه متجه إلى الشمال .
ومفهوم كلمة الكوت في جنوبي العراق هو ما يبنى لجماعة الفلاحين على حافة النهر أو ساحل البحر ليكون مأوى لهم وهي اقرب ما تكون لقلعة في ميناء أو مخزن أو مستودع وقد عرفت في بلادنا العربية مواضع عدة باسم الكوت ومنها الكويت وهي الكوت الصغير الذي نشا كمرفأ للسفن الشراعية الصغيرة المستعملة في عمليات الغوص للبحث عن اللؤلؤ – بنيت الكوت كميناء نهري يقع عند تفرع نهر الغراف من نهر دجله وكانت قبل ذلك أرضا تكسوها الغابات وكان للملاحة آنذاك أهمية كبيرة في نهر دجله وحتى السفن الكبيرة كانت تشاهد راسية في الكوت التي كانت محلاً لاستراحة الفلاحين والركاب وسوقا للتزود بالطعام والحاجيات ذلك أن موضعها قريب من منتصف المسافة بين البصرة وبغداد وكان هناك عامل آخر يساعد على نشوئها ونموها وهو العامل السياسي إذ أن مركز الحكومة لتلك المنطقة كان في زمن العثمانيين في ( بدرة ) وكانت الأخيرة كثيرة التعرض للغزوات لقربها من الحدود مع إيران فكان من الضروري البحث عن مكان آخر ليكون مركزا للإدارة الحكومية فكانت ( الكوت) وبنيت فيها عمارة حكومية أولا ثم توسعت وشيدت فيها قلعة وأحيطت بسور من الطين والآجر المفخور ( كان ارتفاعه مترين ) وكان للكوت جسر قديم ورد ذكره أول مرة عام 1762م وأنشأت فيها عدة جسور حربية في زمن الحرب العالمية الأولى حتى كان عام 1934 حيث تم الشروع ببناء سدة الكوت الشهيرة وكانت أول الجسور الحديثة التي شيدت في هذه المدينة- في عام 1822 م زار الكوت أحد السواح وكتب بأنها تتكون من مائة بيت وفي عام 1886م يصف الكوت سائح آخر فيقول بأنها بلده صغيرة كثيرة المساجد وسوقها صغير ويتميز بعرض المصوغات الفضية الجميلة.. وقد تعرضت الكوت بين شهر كانون الأول /1915م وشهر نيسان / 1916م لأطول حصار عسكري في التاريخ حتى ذلك الحين حيث عانى أهل المدينة الكثير جراء حصار الأتراك للجيش البريطاني فيها. وتتميز مدينة الكوت حاليا إضافة إلى وجود سدة الكوت التي لها وظيفة جمالية وسياحية إضافة إلى وظيفتها الأروائية بان نهر دجلة يخاصر ضفافها من ثلاث جهات ليحولها إلى شبه جزيرة نهرية وبوجود معمل النسيج والحياكة فيها وبوجود مراقد لأولياء الله الصالحين .
عدد النفوس الحضر المقدر لمدينة الكوت عام 2004 / بحدود
245000 نسمة.
الأماكن الأثرية والسياحية فيها منها
( سدة الكوت، غابة الكارضية، مدينة الألعاب، كورنيش شارع
الضفاف).
الأماكن الدينية / مرقد السيد نور في محلة الشرقية، ومرقد
السيد أبو الحسن في محلة الأنوار، وعدد من الجوامع
والحسينيات منقول