تقع مدينة أم قصر في جنوب البصرة والزبير وشرق خور عبد الله والفاو وتطل على ساحل خليج البصرة ، وهي منطقة نائية وبحرها متشعب الخلجان وعميق جدا يصلح لرسو البواخر الكبيرة ، كان يقصده البعض من صيادي الأسماك المحترفين وكان جلّهم من جماعة العتاب والظفير من مؤسسي أمارة الكويت الأوائل خاصة في أيام الربيع للنزهة وصيد الأسماك ، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية اتخذته السلطات الأمريكية ميناء للبواخر الكبيرة ، وذلك في سنة( 1942 م ) لنقل الذخائر والجنود والمعدات الحربية وانشأ على جانبيه الغربي رصيف وأوصل اليه فرع من سكة حديد البصرة ـ شعيبة ـ بغداد .
الميزة والموقع والحدود
وقد قدم هذا الخط خدمات كبيرة ومساعدات جسيمة بالنسبة للمحتلين اذ نقلت بواسطته الذخائر والمساعدات العسكرية والحربية التي أعارتها الحكومة الأمريكية الى الاتحاد السوفيتي وكان احد الأسباب التي ساعدت حكومة السوفيت في الانتصار على حكومة ألمانيا النازية والتوغل الى عاصمة هتلر ، وقد انشأ جسر خشبي على شط العرب مقابل المطار المدني بالمعقل لعبور القطار الى الحدود الإيرانية وسمي جسر هول نسبة الى المهندس الذي بناه وقد أوصل القطار الى طهران . . . كما بني أثناء الحرب العالمية الثانية الجسر الأحمر على نهر الخندق لنقل المعدات المحلية . . . وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت الحكومتان البريطانية و الأمريكية ببيع جميع ذخائر الحرب ومخلفاتها ومنها ميناء أم قصر . . . أما الأخشاب والركائز المثبتة في قعر البحر فقد بقيت على حالها دون رفعها ، وكذلك رفعت قضبان سكة الحديد منها وعادة هذه المنطقة الى سابق عهدها .
تعد مكانة أم قصر الاقتصادية والتجارية انعكاسا لمكانة البصرة المحلية والعالمية قديما وحديثا باعتبارها محطة ونقلة تجارية كانت فيما مضى ترسو على مينائها السفن الشراعية المحملة بالأموال والبضائع تنتقل من الهند عن طريقها الى الزبير ومنها الى بلاد الشام ثم يتم تحميلها من موانئ سوريا الى موانئ البحر المتوسط ثم بعد ذلك يتم نقلها الى موانئ مدينة البندقية والى ( فينيسيا ) حيث كانت البضائع والأموال القادمة من الهند والصين وجاوة وأفريقيا تأتي الى موانئ البصرة عن طريق التجار ومن ثم تنقل على ظهور الإبل الى بلاد الشام وأوربا .
الصابرية . . . الحجيجية . . . أم قصر الحالية
سميت أم قصر بالصابرية نسبة الى جماعة من الصوابر الذين كانوا يسكنون فيها، أو لأن ماءها كان مرا بطعم ثمرة الصبر،
فكان اسم المنطقة أولاً ( صبرية ) ثم حرّف الى صابرية . . . وطبيعة ارض أم قصر تتمي بارتفاعها عن مستوى سطح البحر لذا فهي آمنة من الفيضان
كما وان تربتها صالحة للزراعة علاوة على ذلك جودة صلاحيتها لمد الطرق والسكك الحديدية ، ومما تجدر الإشارة اليه ان الشيخ يوسف إبراهيم النجدي
هو الذي أسس فيها أول قصرين وذلك في النصف الأول . . .
مكانة ام قصر الاقتصادية
ويعتبر ميناء أم قصر حلقة وصل ما بين الهند والصين وما جاورها من البلدان ، وكان الشيخ احمد بن رزق هو من أشهر تجار البصرة الأوائل وأغنيائها كما قال عنه الشيخ عثمان بن سند في كتابه ( سبائك العسجد في أخبار احمد نجل رزق الأسعد ) في سنة ( 1315 هـ ) صفحة ( 318 ) على أيام والي البصرة فريق محسن باشا .
وبعد مضي ما يقارب العشرين سنة أي من عام ( 1941 ـ 1961 م ) بوشر بإعادة بناء هذا الميناء مرة ثانية من قبل الحكومة العراقية على أسس فنية ثابتة وقد تم وضع حجر الأساس من قبل اللواء الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة في يوم الأحد من شهر شوال لثمان ليال خلون من سنة ( 1380 هـ ) الموافق 26 مارت 1960 في حفل حضره الوزراء ووفود من الدول الأخرى ووفود من الألوية العراقية آنذاك ، اضافة لممثلي الاعلام من صحف واذاعة وتلفزيون .
بعض معالم ام قصر العمرانية
بنيت في أم قصر عدة مؤسسات خدمية واجتماعية نجمل بعضها ومنها بناء دور للموظفين والأطباء وإنشاء مستشفى ومدارس للبنين والبنات ومركز للشرطة ، هذا بالإضافة الى تعبيد الطرق المتفرعة عن طريق ( بصرة ـ زبير ) المؤدية الى أم قصر .
هذه الخدمات استغرقت زمنا يمتد من فترة أواخر الستينات الى منتصف السبعينات ، وقد أصبحت البصرة ثاني مركز تجاري في العالم كما كانت البصرة من قبل عاصمة العراق الاقتصادية .
ام قصر والحزام الاخضر
بعد اتمام اضاءة الشارع الرئيس الموصل الى أرصفة الميناء إضاءة حديثة ، وتم كذلك غرس ثماني مئة شتلة شجر لتحيط بالمدينة من الواجهة الغربية للميناء كمرحلة أولى لإنشاء الحزام الأخضر حول مدينة أم قصر ، وقد تم أسكان ثلاثة آلاف وخمس مئة شخص في ميناء أم قصر بعد ان بني لهم ما يقارب السبع مئة دار بمعدل خمسة أشخاص لكل عائلة من العاملين في الميناء بواسطة الشركة الهندية .
وقد بنيت تلك المجمعات السكنية في ام قصر حسب ما ذكرته جريدة الثغر البصرية الصادرة بتاريخ 11 ربيع الثاني 1387 هـ / الموافق 19 تموز عام 1967 م .
معمل اسمنت ام قصر
معمل سمنت أم قصر هو أحد المعامل التابعة للشركة العامة للسمنت الجنوبية أنشئ هذا المعمل بالقرب من ميناء أم قصر في محافظة البصرة لأغراض التصدير عام 1972 وأدخل للعمل بشكل فعلي عام 1974 الا أن الحاجة المحلية المتزايدة لهذه المادة حالت دون تصديره الى خارج العراق والاكتفاء بتغطية الحاجة المحلية وخصوصا في المحافظات الجنوبية "البصرة ، العمارة ، الناصرية" .
الشركة العامة للحديد والصلب
موقع الشركة في منطقة خور الزبير على مسافة (45) كم جنوب مركز البصرة في مدينة أم قصر. تأسست الشركة وبالتعاون مع إحدى الشركات الفرنسية المقاولة في بداية السبعينات أدخلت مصانعها إلى العمل على مراحل خلال السنوات 1978 – 1980 وقد تعثر الإنتاج في هذه المعامل منذ بداياته وتوقف الإنتاج بسبب ظروف الحرب التي مر بها البلد من حربي الخليج الأولى و الثانية وانخفاض الإنتاج بصورة واضحة في السنوات اللاحقة بسبب الحصار الاقتصادي على العراق منذ 1990 . وفي عام 2003 توقفت الشركة بالكامل عن الإنتاج بسبب استهلاك معداتها وظروف السلب التي رافقت أحداث نيسان 2003 .
الكادر:
تحتوي الشركة على العديد من الكوادر الفنية المتخصصة في كافة مجالات الإنتاج والسيطرة والتخطيط والصيانة وقد اعتمدت الشركة ومنذ بداياتها على كوادرها الخاصة والتي تم تدريبهم في دول عالمية مثل المكسيك وفرنسا والجزائر وجمهورية مصر العربية ويبلغ الكادر الحالي اكثر من (5000) خمسة آلاف منتسب .
النظرة المستقبلية للشركة :
تؤمن الشركة ولكون معظم معداتها من جيل الستينات ونظرا للتطور العالمي السريع في مجال صناعات الحديد والصلب بضرورة إعادة التأهيل وأعمار الشركة عن طريق استبدال بعض الوحدات الإنتاجية بأخرى ذات تكنولوجيات حديثة وإنتاجيات عالية لغرض خفض الكلف وتحسين النوعية وتعد الشركة حاليا كافة الدراسات لإنجاز هذا المشروع والذي سوف يضمن زيادة الإنتاجية وعلى مراحل وصولا إلى إنتاج سنوي في حدود واحد مليون طن منتج تام الصنع.
حوت ام قصر
لقد سبق وان دخل الى ميناء الفاو في عام ( 1880 ) حوت كبير الى مياه شط العرب في زمن الدولة العثمانية حتى وصل نهر دجلة .
ولكن الماء يحمله فأرسلت الحكومة العثمانية باخرة وعليها مدفع فأطلقت عليه عدة أطلاقات حتى مات وجاءت به الى البصرة / في قرية التنومة فبقي عدة أيام حتى تفسخ لحمه ؛ فأُرسل هيكله العظمي الى الهند / متحف بومبي الطبيعي سنة 1297 هـ /1916 م على أيام والي البصرة مظهر باشا . . .
وأما الحوت الثاني فقد دخل الى مياه أم قصر في أوائل شهر شباط عام ( 1967 م ) ولكنه كان ميتا وطافيا على المياه فسحبته باخرة الموانئ آنذاك ، الى رصيف ميناء أم قصر ولم يتمكنوا من اخراجه إلا بواسطة الرافعة فبقي على الرصيف عدة أيام ثم دفن بأمر لجنة فنية من قبل مديرية الآثار وبعد تفسخه اخذ هيكله العظمي ووضع في المتحف الطبيعي في البصرة .
وهذا الحوت الثاني الذي يدخل مياه البصرة كما أسلفنا على أيام متصرف البصرة علي نهاد مصطفى هذا حسب ما ذكره الشيخ عبد القادر باش عيان في كتابه مخطوطة تاريخ البصرة في الصفحات ( 166 و 170 ). . .
ام قصر والحروب الثلاث
( حرب الخليج الاولى -- حرب الخليج الثانية -- حرب غزو العراق 2003 )
أثناء حرب الخليج الأولى ازدادت أهمية ميناء ام قصر لان الحرب منعت العراق من استخدام موانئه الأخرى القريبة من اجواء المعارك وقد تعرض ام قصر إلى تهديد خطير عندما نجحت إيران في عام 1986 باحكام سيطرتها على شبه جزيرة الفاو التي كانت قريبة جدا من ميناء ام قصر الحيوي والرئيسي للملاحة في العراق ولكن ام قصر لم تقع في ايدي القوات الأيرانية أثناء حرب الخليج الأولى.
في حرب الخليج الثانية تعرضت ام قصر إلى قصف شديد مما أدى إلى شل الحركة فيها وبني في وسط المدينة الصغيرة سياج يفصل بين العراق والكويت وفقد العراق بذلك سيطرته على مدخل الميناء الذي كان تحت سيطرة الكويت.
في غزو العراق 2003 كانت ام قصر من أوائل المناطق التي شهدت هجوما عليها من قبل قوات التحالف حيث تم السيطرة عليها من قبل القوات البحرية البريطانية بعد قتال شرس مع الجيش العراقي دام عدة ايام.
بعض الصور من المدينة
ميناء ام قصر
ميناء ام قصر هو أكبرميناء عراقي يقع في محافظة البصرة في منطقة ام قصر بالقرب من الحدود العراقية الكويتية
تديره الشركة العامة لموانئ العراق و هو يعتبر من أهم موانئ العراق لعدم وجود ميناء رئيسي لتصدير النفط من العراق .
ان ميناء ام قصر كان ولا زال من أفضل الموانئ العراقية المسيطرة على قسم مهم الخليج العربي ولكنه يعاني حالياً تهميشاً من قبل السلطات
فهو غير مؤهل ويحتاج لكثير من العمل حتى يكون من الموانئ المهمة في منطقة الخليج ذاكراً ان الكثير من البواخر خلال السنة
ونحن نترجى ان يكون ضمن اولويات الحكومة المحلية هي اعمار البنى التحتية في البصرة
تأسيس ميناء ام قصر
وقد استقبله في المطار متصرف البصرة عبد الرزاق عبد الوهاب ومدير مصلحة الموانئ العراقية اللواء مزهر الشاوي وآمر موقع البصرة الزعيم عبد المجيد علي .
وربط الميناء بخط حديدي آت من اوروبا فاسطنبول مخترقا الاناضول فسوريا ثم يتصل بخط الموصل فبغداد ثم البصرة وينتهي بميناء ام قصروهكذا نرى التاريخ يعيد نفسه حيث تكون البصرة ثانية مركزا تجاريا كما كانت عليه من قبل .
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ,بحوث ومقالات