هناك أسباب كثيرة تساهم في ايجاد سلوكيات اتكالية لدى المرء وهذه السلوكيات لا تظهر في يوم وليلة وإنما تنشأ منذ الصغر وتؤثر على المرء بشكل سلبي وعلى شخصيته وما نود الحديث عنه وتناوله في هذه المادة الأسباب التي تساهم في ايجاد هذه السلوكيات الاتكالية والتي تظهر بصورة جلية عند الكثير من الشباب وحول هذا الموضوع التقينا بعدد من الشباب الذين أدلوا بدلوهم حوله .هيا العلي
ظاهرة سلبية
الشاب أيمن 20 سنة قال تعد الاتكالية من الظواهر السلبية التي تؤثر على الشباب وعلى أدائهم فتضعفه وتشله فتجدهم غير قادرين على انجاز مهامهم ويعتمدون على غيرهم ويعيشون أجواء من الخمول والكسل ويكون حس المسؤولية لديهم معدوماً وهؤلاء الأشخاص لا يطورون أنفسهم ولا يقومون بأية مبادرة عملية يثبتوا من خلالها ذاتهم ويعتمدون بشكل مستمر على الآخرين بتأمين احتياجاتهم وحل مشاكلهم ويتهربون من تحمل المسؤولية ويشكلون عبئاً على الآخرين .
كانوا على قدر الثقة
الشابة ديما 20 سنة قالت: برأيي ليس جميع الشباب هم اتكاليون ومن الخطأ أن تنظر إلى جميع شباب اليوم بهذه النظرة بأنه جيل غير قادر على تحمل المسؤولية ومثلما يوجد شباب اتكالي أيضاً يوجد شباب مثابر طموح واثق من نفسه وأثبت نفسه في كثير من المهام في قدرته على تنفيذ الأعمال الموكلة له ، وأنا أعرف شباباً اعتمدوا على أنفسهم في تأمين مصروفهم الدراسي ولم يعتمدوا على أهلهم في أخذ مصروفهم وكانوا على قدر الثقة الموكلة لهم واستطاعوا النجاح وتحقيق نتائج تستحق التقدير .
مرحلة الشباب
الشاب مهند 21 سنة قال في مرحلة الشباب يكون المرء بأوج شبابه وفي هذه المرحلة على الشباب أن يثبتوا ذاتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية والقيام بالأعباء الملقاة عليهم . وبرأيي أن الأهل هم الذين يغرسون في نفوس أبنائهم حس المسؤولية والاعتماد على الذات من خلال تكليفهم بأعمال وهذا سيعطيهم ثقة واستقلالية أما الأهل الذين يقومون بتوفير كل شيء لأبنائهم منذ الصغر فإنهم يعتادون على ذلك وهذا سيؤثر عليهم ويخلق منهم أشخاصاً اتكاليين لذلك يجب أن يكون هناك وعي من قبل الاهل لهذا الأمر وضرورة إشعار الأبناء منذ صغرهم بالمسؤولية وحثهم عليها.الحصول على كل شيء دون تعبفيما اشتكت السيدة أم فادي من اتكالية ابنها واعتماده عليها اعتماداً كلياً فقالت لقد اعتاد ابني منذ صغره الحصول على كل شيء بدون تعب وقد اعتاد على هذا الوضع فهو لا يقوم بأداء واجباته المدرسية بمفرده وحتى القيام بشؤونه الخاصة مثل ترتيب غرفته أو تعليق ثيابه وأي عمل أطلب منه القيام به فإنه يختلق الأعذار لكي يتهرب من مسؤولياته.
التهرب من المسؤولية
أما السيد أبو عصام 50 سنة قال: يختلف جيل اليوم عن جيلنا القديم فهذا الجيل اتكالي بطبعه ويتكل على الآخرين بالقيام بواجباته ولا يعرف معنى المسؤولية وهمه الوحيد الانصراف نحو التسلية والأمور السطحية الفارغة المضمون ، فهو اعتاد الحصول على كل شيء دون بذل أي جهد أو تعب وهذا طبعاً سيؤثر عليهم خلال مسيرة حياتهم وسينعكس عليهم بشكل سلبي ، فأي مسؤولية تواجههم في حياتهم العملية ستجدهم فورياً يطلبون من الآخرين القيام بها ويتكلون عليهم في تنفيذها ونجدهم غير قادرين على إبداء رأيهم أو اتخاذ قرارات تخص حياتهم وهذا يعكس ضعف شخصيتهم ، فهم اعتادوا على الكسل واللامبالاة والتهرب من المسؤولية.
سلوكيات اتكالية
تشير الدراسات إلى أن سبب ظهور السلوكيات الاتكالية يعود إلى الاهتمام الزائد من قبل الأهل والتنشئة الاجتماعية الخاطئة لهم منذ الطفولة مما يجعل منهم شخصية اتكالية تعتمد على الآخرين في تنفيذ الأعمال وتسييرها حتى لو كانت بسيطة ولا تستحق جهداً أو تفكيرا كبيراً , كما أن الشعور بالغرور والاستعلاء على الآخرين والانتقاص من جهدهم في العمل وعدم وجود الحب لذلك الشخص أي انه يفتقد الحب لأنه لا يشعر به وعدم إحساسه بروح الجماعة ومسؤولية العمل الجماعي والشخصية الاتكالية تشعر بعدم القدرة على القيام بالعمل وتحمل الأعباء والمسؤوليات بسبب الخوف الذي يسيطر على هذه الشخصية كونها لم تعتد على العمل والاستقلالية والمبادرة والشخصية الاتكالية تشكل عبئاً على المجتمع وعلى بيئة العمل وتسبب عدم رضا في التعامل معها وتعمل على إيجاد نوع من أنواع التذمر والتهرب من العمل وقد تؤثر سلباً على روح الجماعة والانجاز والعطاء وإن الاتكالية مرض اجتماعي وسلوكي خطير كونها تؤدي إلى الكسل والخمول واللامبالاة والتهرب من المسؤولية وعدم المشاركة في المناسبات العائلية والاجتماعية والأنانية والتمركز حول الذات والإلحاح على الأهل في طلب المصروف والمبالغة في الإنفاق والتبذير وشراء الملابس واللجوء إلى المساعدة المستمرة من الوالدين في انجاز أمورهم الخاصة وإن علاج الاتكالية تنبع من الأسرة والتي يقع عليها تدريب الأبناء وتشجيعهم على تحمل المسؤولية في كل مرحلة عمرية بما يناسبها وتنمية حس المسؤولية لديهم وإشراكهم في الأعمال المنزلية المتعددة والاعتماد عليهم ومنحهم الفرصة للتجربة.