بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المناسبة: عيد الغدير
التاريخ: 18 ذو الحجة
يعتبر عيد الغدير عيد الله الأكبر يوم إكمال الدين وتمام النعمة حيث قال الله تعالى:﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا..﴾(1)
المؤاخاة يوم الغدير:
العنوان الرئيسي لهذا اليوم هو: المؤاخاة، وقد وردت للمؤاخاة صيغة خاصة في هذا اليوم تدلّ على عمق العلاقة التي يريدها الله تعالى بين إخوان الولاية وهي كما ذكرها المحقّق النوري أن يضع المؤمن يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه
المؤمن ويقول: " وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليه السلام على أنّي إن كنت من أهل الجنّة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنّة لا أدخلها إلاّ وأنت معي" ثمّ يقول له أخوه المؤمن: " قبلت"(2) .
ولا يخفى ما للأخوة من آثار في شدّ أواصر الوحدة في المجتمع الإسلامي وتحقيق مضمون قوله تعالى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (3)
من هنا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من جدّد أخاً في الإسلام بنى الله له برجاً في الجنّة"(4) .
وورد عن الإمام الصادق عليه السلام: " من لم يرغب في الاستكثار من الإخوان ابتلي بالخسران"(5) .
العلاقة بين الأخوة:
وعن كيفيّة العلاقة بين الإخوان أوضح أهل البيت عليهم السلام
الكثير من التفاصيل نذكر منها:
ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: " يحتاج الإخوة فيما بينهم إلى ثلاثة أشياء...التناصف والتراحم ونفي الحسد"(6) .
وعن الإمام الصادق عليه السلام: " المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه، ولا يغشّه ولا يعده عدة فيخلفه"(7) .
وعن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: " خير إخوانك من أعانك على طاعة الله وصدّك عن معاصيه وأمرك برضاه".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: " خير إخوانك من سارع إلى الخير وجذبك إليه، وأمرك بالبرّ وأعانك عليه".
وعنه عليه السلام: " خير إخوانك من دلّك على هدى وأكسبك تقىً وصدّك عن اتباع هوى"(8) .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: " شرّ الناس من لا يعفو عن الهفوة ولا يستر عن العورة" .
ــ---------------
1-المائدة:3.
1- النوري – الميرزا – مستدرك الوسائل – ج 6 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام – ص 279
2- الحجرات:10
3- الريشهري – محمد – ميزان الحكمة – ج1 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام-39
4- الريشهري – محمد – ميزان الحكمة – ج1 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام- 39
5- النمازي الشهرودي – الشيخ علي-مستدرك سفينة البحار – ج 1 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام - ص 71
6- العلامة المجلسي – بحار الانوار- ج 71 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 268
7- الريشهري – محمد – ميزان الحكمة – ج1 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام– ص 46
8- السيد البروجردي – جامع احاديث الشيعة -ج 16 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام –ص 188