أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى أن أكثر ما يغيظ الزوجة هو تحول زوجها لكائن صامت،
لا يتفاعل مع ما يصدر عنها من مشاعر مختلفة، من غضب وقهر واستياء واكتئاب وغيرها،
لأي سبب كان.. فتعتقد الزوجة أن رد فعل زوجها الصامت، هو نوع من الاستخفاف بها.
لكن دراسات أخرى أنصفت الزوج، فقالت بأن صمتهم عادة لا ينم عن استخفاف بزوجاتهم أو عدم اكتراث بما يقال ويصدر عنهن،
لكنه رد فعل طبيعي منهم لرغبة إنسانية بداخلهم كي لا يتطور النقاش،
ليصل لجدال ومراء وينتهي بفورة غضب رجالية، غير معروفة تبعاتها ونتائجها.
انفعال الزوجة ورد فعل الزوج
حين يتجنب الزوج الرد بمثل ما يصدر عن زوجته، خاصة حين يجدها منفعلة جداً، فإنه - كما يعتقد الزوج -
لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة أولاً، ومن ثم يمكن أن تسوء الأمور أكثر فأكثر ثانياً، وتهتز ثالثاً، مؤسسة الزواج
نتيجة إطلاق كل طرف لمشاعره وانفعالاته لتصل إلى أقصى حد ممكن.. وبالتالي لا بد في مثل هذه المواقف
أن يكون هناك طرف أقدر على ضبط نفسه والتحكم بمشاعره، والرجل بحكم تكوينه غالباً هو ذاك الطرف.
الحكمة مطلوبة
الأمور أوسع مما نتصور، والتعاطي الإيجابي مع مشكلات الحياة المتنوعة بصور عديدة مثالية أفضل
من النقاش الساخن المنفعل حولها وعليها، وأفضل بكثير من احتقار كل طرف لذات الآخر،
بالسب أو التجريح أو الإهانة، مهما يكن الموضوع كبيراً وساخناً.
إن الحكمة تسود حين الهدوء والرقي في التعامل والتعاطي مع المشكلات، وتغيب في حالات الغضب والتهور،
ومن المؤكد دوماً أن الحالة الأولى محمودة، فيما الثانية خاسرة مذمومة لا ريب، والتجارب تُعلم المرء الكثير الكثير.