اللهم صلِ على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
دروس تربوية من زيارة الأربعين
ممالاشك فيه اٍن ثورة الامام الحسين عليه السلام حوت الكثير من المبادىء والصور التربوية والاٍنسانية المهمة التي تصب في خدمة الفرد والمجتمع ، وهذة المبادىء التي بدونها لايمكن بحال من الأحول تحقيق الاهداف المنشودة للمجتمع الاسلامي ،
ويكفي في التدليل على هذة الحقيقة هو الزيارات التي يزار بها الامام الحسين عليه السلام كلها تؤكد على ان الانسان بدون هذة المبادى لن يحقق اهدافه ومما ينبغي ذكره اٍن الجوانب الخلقية والتربوية كانت في مقدمة المنهج التربوي للامام الحسين عليه السلام ، وانها تأتي كاحد الاهداف للثورة الحسينية المباركة ، وزيارة الاربعين هي احدى الزيارات التي فيها تناول للجوانب التربوية بعرض مثير يشد السامع ويلفت انتباهه وسوف احاول في هذة الصفحة ان اسلط الضوء على ثلاث جوانب من الجوانب التربوية في زيارة الاربعين ، على ان نتخد منها منهجاً لتربية هذا الجيل بتهذيب سلوك أفراده ، لنجعل من كل انسان حسين في الطبع والاخلاق والمنهج
اولاً- الدعوة الى الله
من الصور التربوية التي تناولتها زيارة الاربعين هي على المرء ان يكون صاحب دعوة الى ربة ، وعليه ان لايعتذر في الدعوة الى الله ، بالظرف الذي يمربه ، فهذا الامام الحسين عليه السلام قتل في سبيل ذلك لا لشي اٍلا لانه أبى تدنيس الرسالة الالهية وامة جده بالبيعة ليزيد ، قدم الامام مشهداً في الاستشهاد ليس له مثيل كله في سبيل الدعوة للايمان بالله والرسالة بالرغم من قساوة الظرف ، وحالة الظلم الذي عاشها اٍلا انه لم يتوان في رسم هذا النهج المقدس لأمة جده المصطفى ، جاء في الزيارة ( فجاهدهم فيك صابراً حتى سفك في طاعتك دمه واستبيح حريمه )
مااروع هذا التصوير حيث فيه تتجلى فيه صور الجاهد في الله وبذل النفس
والمال لاعلاء كلمة التوحيد واحياء دين جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، فلابد لكل رجل وامرأة ان يدعواالى الله ماامكنهم الى ذلك سبيلا بدون تواني او تقصير ، والدعوة هذة قد تكون بالخلق والسجية , قبل ان تكون بالاقوال واطلاق الكلمات
ثانياً- الوفاء بعهد الله
ان احترام العهود والمواثيق يمثل امراً اساسياً في الشخصية الايمانية ، حتى تلك الافراد التي فقدوا شياً من قيمهم فان للعهد والميثاق عندهم مكانة مهمة ، وهذا يعني على المرء ان يلتزم بمواثيثقه وعهوده ن وان يكون انساناً وفياً ومعى الوفاء هو اعطاء الحق وقبول الحق ، وللعهد كثير من النماذج ، كالنبوة والامامة والنذر والاوامر والنواهي الشرعية وكذلك الايمان وتبليغ الرسالة الاسلامية ، والامام الحسين عليه السلام وفى بعهد الله تعالى وتمسك به لانه على يقين بوعد الله و بما اعده الله له في الدنيا والاخرة / جاء في زيارة الاربعين ( واشهد انك وفيت بعهد الله )
والسوأل الذي يطرح بخصوص العهد الملقى على عاتق الانسان المؤمن سوا كان رجل او امرأة هو ماهو العهد الذي يجب عليه ان يلتزم به ؟
و الاجابة عن ذلك توضحه فقرات من زيارة الاربعين فقد جاء فيها ( اللهم اني أُشهدك اني وليٌ لمن والاه ، وعدوٌ لمن عاداه ) وجاء فيها ( أشهد انك من دعائم الدين واركان المسلمين ) وجاء فيها ( وقلبي لقلبكم سلمٌ وأمري لأمركم متبع ) ( ونصرتي لكم معدةٌ) وجاء فيها ( فمعكم معكم لامع عدوكم ) هذة الفقرات الشريفة كلها تحدد العهود التي يجب الالتزام بها وفاءً للحسين عليها السلام ، فالولاء للائمة والبرائة من اعدائهم والاعتقاد باصل ولايتهم والتسليم اليهم واتباعهم في الاقوال والافعال والاستمرار بالسير على نهجهم كل هذة عهود يجب الوفاء بها قلبياً وعملياً.
ثالثاً- الايمان بالوعد الالهي
من القواعد التربوية المهمة في المجتمع الحسيني قاعدة ( الايمان بالوعد الالهي) وهذة أساس لكثير من المنطلقات والفاعليات فان كل انسان اراد تحقيق امر لابد له من الاستعانه بمصدره والاعتقاد بانه سوف يساعده ويعينه ، فمن اراد النصر عليه ان يطلبه من مصدره ، ومصدر النصر ليس الا الله ولايمكن ان يأتي من المعدات العسكرية والمادية وهذا من أوليات الثقافة
القرآنية وقد اوضح القرآن ذلك في عديد من آلايات القرآنية ومنها قوله تعالى ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ اذا آمن
الانسان بهذة الحقيقة لن يلجأ الى غير الله في ابتغاء النصر ، وقد وعد الله تعالى المؤمنين بالنصر في حركتهم وقتالهم وعداً قاطعاً وانه سوف ينصرهم ، قال تعالى ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وهذة الثقافة بادية باجمل صورة في كربلاء
فقد جاء في زيارة الاربعين ( وأشهد ان الله منجز ما وعدك) وبالفعل تحقق هذا الوعد وانتصر الحسين على يزيد .
وليس مقياس النصر والهزيمة هو القتل وحرق البيوت وسلب الاموال وسبي النساء وانما المقياس استمرارية الدين وسلامته واستمرار النهج وتحقيق الهدف وهذا ماحققه الامام الحسين عليه السلام
والنموذج البارزلهذا الايمان هو شباب المقاومة الاسلامية الذين حققوا نصراً على اسرائيل بكل مالديها من عتداد واسلحة بفضل ايمان القيادة الكربلائية و اثبت للجميع ان النصر هو وعد من الله وهذا ماتحقق في لبنان ، كذلك في مجتمعنا نحتاج الى هذا الايمان ونحن نقوم بتبليغ الرسالة الاسلامية واقامة الفاعليات الاجتماعية نحتاج ان نؤمن بان الله معنا وهو ناصرنا امام على كل من يريد تدمير مجتمعنا وتشويه ابنائه.
________السلام على الشيب الخضيب... السلام على الخدّالتريب ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباء ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام عليك ياسيدي أباعبد الله الحسين
لعنة الله أمة شايعت وبايعت على قتلك
نسأل الله ان يرزقنا زيارة الحسين في يوم الاربعين وأن ينالنا شفاعتهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون
منقول