السينما الإيرانية تقتحم الساحة الثقافية التشيكية
الياس توما من براغ :
ستشهد الساحة الثقافية التشيكية بدءا من الأربعاء القادم حدثا نادرا وهو اقتحام السينما الإيرانية لها عبر 16 فيلما من نوعية جيدة وذلك لأول مرة في تاريخ تشيكيا.
الأفلام التي ستعرض في إطار المرجان الأول للسينما الإيرانية في براغ على مدى خمسة أيام ستشكل مناسبة هامة يطلع من خلالها متابعي الإبداع السينمائي في تشيكيا على إنتاج السينما الإيرانية في السنوات الأخيرة ولاسيما على أفضل ما أبدعته من أفلام حصل بعضها على جوائز وتقدير العديد من المهرجانات السينمائية الدولية.
وقد سبق لإيران أن شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية التي أقيمت في تشيكيا على خلاف معظم الدول العربية التي تغيب عنها بشكل شبه تام غير أن هذه التظاهرة الثقافية ستكون الأكبر والأكثر تنوعا وبالتالي يمكن لها أن تنجح في تقديم إيران بصورة ايجابية للمواطنين التشيك على خلاف الصورة التي تقدمها لهم وسائل إعلام بلادهم اليمينية التي لا تتحدث عن إيران إلا ضمن منظور القوى الغربية ولاسيما الأمريكية المحافظة.
الهدف الرئيسي من مهرجان الأفلام الإيرانية حسب المنظم الرئيسي له "كافح دانيشماند" هو تعريف الجمهور التشيكي بالإنتاج السينمائي الإيراني المعاصر الذي أصبح بالامكان الإطلاع عليه قي مختلف دول العالم بعد أن لفتت السينما الإيرانية إليها الأنظار وحصلت على الإعجاب.
ورأى أن هذه التظاهرة ستكون أول عرض شامل للسينما الإيرانية في تشيكيا وبالتالي ستقرب ليس فقط الإبداع الفني الإيراني من التشيك وإنما أيضا ستجعلهم يتعرفون من خلالها أيضا على حياة الإيرانيين وخصائص ثقافتهم العريقة.
الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية سبق لمعظمها أن نال الإعجاب في إيران وفي عروض العديد من المهرجانات السينمائية الدولية كمهرجانات برلين وكان والبندقية وموسكو ولذلك ينتظر أن تنال إعجاب المشاهدين التشيك.
وستغرض الأفلام ضمن ثلاثة تصنيفات الأول يحمل اسم " النساء في السينما الإيرانية " وفي إطاره سيتم عرض عدة أفلام سبق لها أن حصلت على جوائز منحت إما للبطلات اللواتي لعبن الدور الرئيسي فيها أو لمخرجاتها من النساء أما التصنيف الثاني فسيكون للأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والتي ينتظر من خلالها أن يتم تقديم أكثر المعلومات حداثة عن المواضيع مثار النقاش والجدل في المجتمع الإيراني مثل الإدمان على المخدرات والتقاليد الدينية والمشاكل الاجتماعية وتوسيع الحريات
وعلى عكس التصنيفين الأوليين ينتظر أن يحظى بالاهتمام الأكبر التصنيف الثالث للأفلام وهو الأفلام الروائية الطويلة حيث سيتم في إطار هذا التصنيف تقديم أعمال مهمة لمخرجين ومخرجان إيرانيين مشهورين مثل اصفر فرهادي الذي اخرج فيلم " انفصال نادر عن سيمين " وفيلم "بهذه البساطة" للمخرج رضا مير كريمي وفيلم "شيرين" للمخرج عباس كبار رستمي وفيلم "الميلانة" للمخرج رخشان بني اعتماد وفيلم "الجيران" للمخرجة شاليزة عارف بور.....
ويقول النقاد التشيك المتابعين للسينما الإيرانية أنهم يتوقعون أن يجذب المتفرجين التشيك بالشكل الأكبر فيلم انفصال نادر عن سيمين للمخرج اصفر فرهادي الذي أنتج العام الماضي.
ويتحدث الفيلم عن قصة زوجين يقفان أمام قرار صعب وهو إما التوجه إلى خارج إيران حيث تعيش ابنتهما التي ينتظرها هناك مستقبلا أفضل أو البقاء في إيران والاهتمام بوالد الزوج الذي يعاني من مرض الالزهايمر كما يزداد الأمر تدهورا عندما يستأجران ممرضة شابة للعناية به.
وكان هذا الفيلم قد حصل على العديد من الجوائز خلال مشاركته في مختلف المهرجانات من أهمها جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم عرض في مهرجان برلين كما يعتبر من أكثر الأفلام ترشيحا الآن للحصول على جوائز الاوسكار وغلوبوس.
عن : ایلاف