تقع في فنزويلا شلالات يُطلق عليها شلالات آنجل أو Angel Falls، وتعتبر الأعلى في العالم؛ حيث يهبط الماء من ارتفاع 979 متراً (أي ما يقارب الكيلو متر) وهي بذلك أعلى من شلالات نياجرا الشهيرة في كندا 15 مرة.تهبط مياه شلالات آنجل من قمة جبال Auyantepui mountain المغطاة باللون الأخضر لتغذي نهر كيرب Kerep. وتقع الجبال ضمن مرتفعات Guayana في حديقة كانيما الوطنية في فنزويلا Canamia National Park المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو.ولاختيار اسم Angel للشلالات قصة؛ فقد كان أول من رآها الطيار الأمريكي Jimmie Angel حينما كان يحلق فوق هذه المنطقة بطائرته ورآها دون أن يتعمد ذلك يوم 16 نوفمبر 1933م، شعر وقتها بأنها تتميز عن غيرها من شلالات العالم التي شاهدها أثناء رحلاته. ولكن الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز أعلن عن عزمه تغيير الاسم إلى اسم باللغة المحلية الفنزويلية، قائلاً أن المعالم الشهيرة في البلاد والتي تكون سفيرة لها في كل دول العالم ينبغي أن تحمل لغة السكان الأصليين لتلك البلد، وقال تشافيز بأن هذه الشلالات كانت ملكاً لنا وموجودة في أرضنا قبل أن يراها الطيار الأمريكي، لكنه عدل عن تغيير الاسم لاحقاً.مرة أخرى أراد الطيار الأمريكي Angel التحليق فوق نفس المكان ولكن هذه المرة اصطحب معه زوجته وثلاثة من أصدقائه وأرادوا الهبوط حول المكان ليروه عن قرب، ولكن الظروف الجوية حالت دون ذلك حيث تحطمت عجلات الطائرة حينما هبط مرغماً في أحد المستنقعات القريبة من الشلال، واضطروا للمشي 11 يوماً داخل الغابات للوصول لأقرب قرية مأهولة بالسكان، وبعد هذه الحادثة انتشر الخبر المثير ومعه انتشر اسم الشلال، وتم الإعلان بأنه أطول شلالات العالم في 1949 عندما ذهبت لجنة علمية وحددت ارتفاعه بشكل دقيق، أما طائرة Angel ظلت في مكانها لمدة 33 عاماً إلى أن انتشلتها طائرة هيليوكوبتر وتم ترميمها في متحف الطيران بمدينة Maracay والآن تم وضعها في مطار سيوداد بوليفار في فنزويلا.حاول العديد من الهواة والغامرين تسلق قمة جبل Auyantepui الذي يهبط منه الماء، وفشلت محاولات عديدة بدأت منذ سنة 1968 وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية سواء صيفاً أو شتاءً، ولكن نجح بعضهم لاحقاً واستغرقوا تسعة أيام لإتمام مهمتهم بنجاح. وساهمت كل تلك المحاولات في الدعاية للشلالات حتى أصبحت بمرور السنوات أكثر شهرة وأكثر جذباً للسياح، واليوم هي من أبرز الأماكن السياحية في فنزويلا ومن ضمن أفضل خمسة أماكن للمغامرات فيها، يزورها آلاف السياح سنوياً بين يونيو وديسمبر حيث يتم عمل رحلات للتخييم بهذا المكان وسط الغابات الكثيفة والأنهار، أما من ديسمبر وحتى مارس يسمونه في فنزويلا موسم الجفاف ولا يُنصح بزيارة الشلال في هذا الوقت.وتقع حديقة كانيما الوطنية جنوب غرب فنزويلا على مساحة 30 ألف كيلومتراً مربعاً مما يجعلها الأولى في فنزويلا والسادسة على العالم من حيث المساحة، ففيها أنهار تخترق الغابات لا حصر لها، بالإضافة لعدد كبير من الشلالات والأشجار والبحيرات والسافانا التي تشكل في مجموعها بحراً أخضر اللون، ويتم توفير زيارات جوية عديدة لهذا المكان الرائع حيث يتم التعرف على تراث فنزويلا الغير معروف لعدد كبير من سكان العالم، بجانب رؤية حيوانات ونباتات يندر وجودها في أي منطقة أخرى،