إنها بلاد الكرنفالات وعروس أمريكا الجنوبية.. ريو دى جانيرو العاصمة الأولى للبرازيل قبل إنشاء برازيليا واتخاذها عاصمة البلاد، وإحدى المدن الثلاث الكبرى على مستوى القارة بجانب ساو باولو البرازيلية و بوينس آيرس الأرجنتينية.
لا تقدم ريو دي جانيرو وجهاً واحداً أو وجهين للسياحة، بل هي مدينة متعددة الأوجه لما تتمتع به من تراث عريق وطبيعة خلابة واحتفالات ساحرة؛ فمن ناحية تحتضن مساحات واسعة من الغابات، وفيها يمكنك زيارة تمثال السيد المسيح الشهير، كما يمكنك الاستمتاع بشواطئها الجميلة خاصةً شواطئ كوباكابانا.على صعيد التراث تجد متحف البرازيل الوطني في متنزه “دا كوينتا بوا فيستا” والذي يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1818 م، ويهتم بالبحوث العلمية وعلوم النباتات والطيور، ويضم أنواع فريدة من النباتات والطيور التي قارب بعضها على الانقراض.ويُمكن للزائر أيضاً زيارة أحد أهم معالم “ريو”، تمثال السيد المسيح الذي شُيد بين عاميّ 1922 و1931 من القرن الماضي، ويقع التمثال الذي يصل ارتفاعه لنحو 39.6 متر على قمة جبل كوركوفادو، ويُمكن الذهاب إليه عن طريقالقطار الكهربائي ومن ثم ركوب طائرة هليكوبتر متوافرة لهذا الغرض وبالتالي إطلالة على أحد أعظم المنحوتات العالمية ورمز للبرازيل.ومن التراث والمتاحف إلى حديقة تجوكا الوطنية Tjuca National Park بوسط المدينة والتي تمتد على مساحة 8000 فدان من الغابات مكونة أحد أكبر الغابات في العالم وإحدى العجائب الطبيعية السبع الحديثة؛ حيث ستجد الطيور بأشكالها وكذلك الحيوانات البرية والبرمائية وستتعرف على الأجواء الإستوائية من خلال تلك الغابات والتي تعتبر كنزاً بالمدينة.وهواة الترفيه والاستمتاع فالمدينة هي صاحبة أكبر كرنفال في العالم “كرنفال ريو دي جانيرو”؛ حيث تبثه كافة القنوات والمحطات بشكل متواصل ويستمر لأربعة أيام دون انقطاع، ويُقام قبل الأربعاء الرمادي حيث موسم الصيام وغالباً ما يكون بين شهري مارس وأبريل من كل عام ففيه تجد الرقصات المتنوعة والألوان المبرقشة حيث تتنافس كافة المدارس المتخصصة في رقص السامبا فيما بينها لتقديم عروض مبتكرة ومبهرة، بجانب بعض نجوم العالم، كل هذا يجعل الكرنفال السنوي على قمة الاحتفالات العالمية حيث أنه رصيد لخبرات ترجع إلى العصر الروماني.ولأن الحديث عن البرازيل فلابد أن يأتي ذكر “الساحرة المستديرة”، فالبرازيل تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2014، وبالنسبة لريو دي جانيرو على وجه الخصوص فستستضيف دورة الألعاب الأولمبية في عام 2016 مما يجعل حومة البرازيل تبذل جهدا صكبيراً لإصلاح البنية التحتية وجعلها على أهلية تامة لاستقبال هذين الحدثين الكبيرين مما يضيف إلى روعة وجمال هذه المدينة لتكون بؤرة السياحة والترفيه.كل ما سبق لا يجب أن يُنسي زائر “ريو دي جانيرو” وجهها الخلاب من خلال شواطئ كوباكابانا وايبانيما؛ حيث متعة المياه نظراً لاعتدال المناخ هناك بعض الشئ ونعومة شواطئها ورمالها البيضاء. وكذلك زيارة حي سانتا تريزا للاستمتاع بإطلالة رائعة على المدينة، وفي المساء حي لآبا لتستمتع بالليل.أما قمة “جبل السكر” فتتيح رؤية أحد أروع الأماكن الطبيعية في العالم حينما تلتقي مياه البحر بالسماء أثناء رحلة بالتلفريك.إن زيارة ريو دى جانيرو تجربة فريدة تجمع بين سياحة التراث والترفيه.