بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
وقال تعالى
هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
و قالَ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وآله وسلَّمَ
مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة
وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ
وَ إنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ
حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ
كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ
وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَ إنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ
فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ
العمر أنفاسٌ لا تعــــود
السنين
الشهور
الأيام
الساعات
الدقائق
الثواني
تمضي ولا تنتظر أحداً
وكلٌّ منّا محاسبٌ على ما يفعل في تلك الأنفاس
قال الله تعالى
بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ *وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
وقال سبحانه
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً
فالعبد وإن أنكر، أو اعتذر عما عمله، فإنكاره واعتذاره
لا يفيدانه شيئا، لأنه يشهد عليه سمعه وبصره،
وجميع جوارحه بما كان يعمل، ولأن استعتابه قد ذهب وقته وزال نفعه
وما أكثر جهلنا يا إخوتي
كم منّا يعلم أركان
شروط
نواقض التوحيد ؟
كم منّا يعلم أركان
واجبات
مستحبات
شروط
نواقض الصلاة أو الوضوء
كم منّا وكم منّا ؟
كثيراً ما تواجهنا مسائل كثيرة لا نعرف حكمها
أوما صدمنا بأشياء كنّا نفعلها ومنذ الصغر وفي آخر المطاف
علمنا أنها لا تجوز
أوما صدمنا بعباداتٍ نظنّ أنها تقربنا من الله وفي آخر المطافِ
علمنا أنها بدعة مستحدثة
يحتاج الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب
لأنَّ الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين
وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه
وفعلاً الحاجة إلى العلم بعدد الأنفاس بل أشد
من حين يقوم الإنسان ويستيقط من نومه
إلى أن يعود إلى فراشه في آخر الليل
فإنَّ ما بين هذين الوقتين من الأحكام والمسائل
والآداب والمعاملات ما لا يحصيها إلا الله عز وجل
كم من سننٍ تمرُّ بالإنسان في يومه وليلته
كم من أحكامٍ يمر عليها ؟
وكم من مسائل يحتاجها ؟
وكم من أذكارٍ لابد منها ؟
ليتأمل الإنسان وينظرإلى هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يومه وليلته
كم من أحكام ومسائل يحتاج إليها؟
ولا يستغني عنها طرفة عين
لأن بها نجاته، وبها كماله وبها صلاحه
فالعلم هادٍ، وهو تركة الأنبياء وتراثهم ، وأهله
يعني أهل العلم عُصبتهم وورَّاثهم
وهو حياة القلوب، ونور البصائر
وشفاء الصدور، ورياض العقول ولذة الأرواح
وأنس المستوحش ودليل المتحيرين
وهو الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال والأحوال
والعلم هو الحاكم المفرِق بين الشك واليقين،والغي والرشاد،الهدى والضلال
بالعلم يُعرَف الله ويعبد،وبه يُذكَر ويُوحَد،وبه يُحمَد سبحانه ويُمجَد
وبه اهتدى إلى الله السالكون،ومن طريقه وصل إليه الواصلون
ومن باب العلم دخل عليه القاصدون
بالعلم تُعرف الشرائع والأحكام
وبه يتميز الحلال من الحرام ،وبه توصل الأرحام
وبه تُعرَف مراضي الحبيب، وبمعرفتها
أي المراضي ومتابعتها يوصل إليهم القريب
وكما قيل
طلب العلم مشروع عُمْر
لا يتوقف إلا بانخرام العمر بالموت
فلا بد أن يعوِّد الطالب نفسه على التوفيق
بين حاجات الدنيا وبين تكليفات الطلب
وهكذا كان النبي وأله والعلماء السالفون
منهم التاجر ومنهم الوالي ومنهم المتزوج بالواحدة
ومنهم المتزوج بالأربع
ومنهم صاحب العيال
فلم يشغلهم ذلك عن العلم والتعلّم
فعوّض ما فات
وانغمس في أبحاره
وليكن الإخلاص لله تعالى في طلبك العلم لـ يكون العمل صالحا
أن تنوِ بطلبك رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك
واغتنم وقتك وفراغك ونشاطك
وزمن عافيتك وشرخ شبابك
ونباهة خاطرك
وقلة شواغلك
قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة
اقرؤوا في طلب العلم
وهذا تذكير لنفسي المقصّرة
ولكم أحبتي في الله
لكم تحياتي وتقديري
تحياتي
الاء المدريدية