الدردشة والمسنجر: سلبيات وايجابيات (انترنت)


نسمع ونقرأ الكثير من القصص التي تقترب في بعض أجزائها من القصص الأسطورية لما يحدث للفتيات من خلال علاقات الإنترنت وغرف المحادثة وغيرها من الأمور السلبية الشيء الكثير، فما الذي يمكن أن تستفيده فتاة اليوم من عالم الإنترنت وتقنياته ، وهل أضافت الإنترنت جديدا لبنات اليوم ، وما هي أهم إيجابياته، وأهم سلبياته، وما هي الصورة المثلى للتعامل معه لتحصيل ما به من خير دونما الوقوع في منزلقاته؟ اليكم بعض سلبيات التعامل مع الإنترنت لتعميم الفائدة وتلاقح الأفكار وتوسيع الخبرات والتجارب حول هذا العالم الزاخر بكل فنون الحياة.




لا يلبث يتعرف عليها ويبني معها علاقة خاصة، يرسل إليها صوره ويعرفها على عائلته، ويكشف لها أسراره، وما إن يطلب منها صورتها حتى تختفي إلى غير رجعة لا تظهر ولا تتعرف عليه، ينسى الموضوع وبعد عدة أيام يقابله صديقه ويبدأ يكشف له جزءاً من الأسرار التي أخبرها لتلك الفتاة فيضحك قائلاً: إذا أنت هي؟! بسيطة سوف ترى، يعود إلى المسنجر بعد أن صنع اشتراكاً وهمياً ويبدأ يغازل صديقه ليرد له الصاع صاعين. ويطلب منه الزواج، وبعد أن تصل الأمور إلى ذروتها يكشف له المقلب.




مساكين هؤلاء المراهقين، يبحثون عن صديقتهم الوهمية ليقعوا في شراك المقالب. يجلس الشاب على المسنجر يغوص في عالم المشتركين، ويتبادل الأصدقاء الشباب العناوين للبنات، وكذلك البنات، تجلس الفتاة على المسنجر باسم وهمي يسمح لها أن تكشف كل عوراتها، ولم لا؟ طالماً أنها الفتاة الافتراضية التي لا يعرفها أحد ولا وجود لها، اسمها الحقيقي مها واسمها الافتراضي علا، وصديقها الافتراضي اسمه خالد، واسمه الحقيقي عادل، فلا عجب من انعدام الخجل، والحديث الصريح، وتذهب هي أو هو بحثاً عن صورة لملكة جمال تضعها على أنها هي، ويضع المغفل صورة ريكي مارتن ظناًّ منه أن المغفلة في الطرف الآخر سيلين ديون...

برنامج المسنجر أحدث ثورة في عالم التواصل عبر الانترنت، ففي البداية كان الطرف الأول يبحث عن الطرف الثاني من خلال الرسائل على البريد الالكتروني وبرامج الدردشة التي تعتمد على مواقع الانترنت، أما المسنجر والذي ظهر في مرحلة لاحقة فقد أصبح يُمكن الجميع من حفظ أصدقائهم على قائمة الاتصال بحيث يمكن محادثتهم في كل وقت. وأصبح استخدام الانترنت فقط لأغراض المسنجر والدردشة فهناك الكثير من الشباب ما إن يعود إلى البيت حتى يدخل إلى شبكة الانترنت ليرى إن كان أصدقاءه الذين ودّعهم لتوه قد دخلوا إلى النت، أو لعله يرى صديقاته الوهميات الافتراضيات أون لاين.

ويتسبب المسنجر والدردشة بالكثير من المشاكل العائلية، فالدردشة سبب رئيسي من أسباب إدمان الانترنت، وبالتالي الابتعاد عن التواصل مع العائلة داخل البيت، وأحيانا يكون سببال في اثارة الشك والريبة بين الأزواج، فالزوج يجلس على الانترنت لساعات طويلة يتحادث مع هذه وتلك على عين زوجته التي ما إن تقترب منه حتى يغير الشاشة ليغطي على الدردشة، فيثير الريبة والشك في نفس زوجته، حتى تحس أن البساط يُسحب من تحت قدميها ويشعل في نفسها نار الغيرة القاتلة. ويبتعد عنها ويهجرها ليلاً ساهراً يتنقل بين غرف الدردشة يبحث عن حب رخيص لا قيمة له، تاركاً زوجته تغوص في ليل الشك الرهيب.

أما عن الأسماء المستعارة المستخدمة على المسنجر فهي تعبر عن شخصية وفلسفة حامل الاسم المستعار، فهناك من يسمى نفسه باسم إسلامي لأنه ذات توجه ديني، وهناك الفلسفي لأنه فصيح، وهناك العاطفي، وعلى قائمتي البريدية لفت انتباهي تنوع أصدقائي، فهناك من سمى نفسه "أنا عبد من عبيد الله" كناية عن أنه متدين، وهناك من وضع حديثاً نبوياً شريفاً يقول "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت"، وهذا الذي سمى نفسه " قاتلتي ترقص حافية القدمين"، و" يا قلبي خبي لا يبان عليا ويشوف حبيبي دموع عينيا"، وآخر سمى نفسه " يا مسلمي العالم اتحدوا"، وفي وقت سابق كتب أحد أصدقائي "وداعاً إلى الأيام التي كانت شبابي" نظراً لاقتراب موعد زواجه، أما صديقي المهندس المعماري فقد كتب " يؤمن كثيرون أن لدى المعماريين قدرات خلاقة تمكنهم من الخروج بإبداعات جديدة" ، وكتب أحدهم أو إحداهن "لو أننا مثل الأسامي... لا يغيرنا الزمان".

كثيرة تلك الأفكار التي تحويها الأسماء على المسنجر، فهناك من استخدم هذا الاسم ليروج لسلعة أو ينشر إعلانا فهناك من كتب "أنا في إجازة لمدة عشرين يوم" وآخر كتب أن رقم هاتفه النقال قد تغير ليصبح كذا وكذا"، وآخر استخدم اسم المسنجر للترويج لخدماته فأنا مثلاً أستخدم اسمي للإشارة إلى أنني مصمم مواقع انترنت . وآخر ليعبر عن مهنته فأحد أصدقائي هو مصور لوكالة صحفية كتب باسمه المستعار "عندما ترسم العدسة تاريخ الوطن"، والكثير الكثير من الأسماء الأخرى.

وحسبما ذكرت سابقاً فان كثيرا من الشباب يستخدمون الانترنت للتعارف والصداقة مع الجنس الآخر بحثاً عن حب يجمعه بفتاة أحلامه أو فتى أحلامها، ولكن وللأسف فالنتيجة حب وهمي لا يلبث أن يتلاشى وينتهي، وهناك من يستعمل المسنجر لأغراض أخرى شريفة فهو لا يتحدث إلا مع أصدقاءه وإخوانه، ولا ننكر فضل المسنجر في التواصل مع الأهل خاصة المغتربين منهم، فأخي يعيش في أستراليا ونحدثه بشكل شبه يومي على المسنجر، وأحياناً يصل الكاميرا ونصلها نحن من طرفنا ونشاهد بعضنا البعض فنطمئن ويطمئن، فضلاً عن المحادثة الجماعية التي نجتمع فيها مع أهلنا هنا وفي أستراليا ونتجاذب أطراف الحديث لساعات ونطمئن عليهم، حتى نمل منهم ونخرج من الدردشة وقد شبعنا لأسبوع قادم، كل ذلك بدون أي تكلفة تذكر مقارنة بالاتصال الدولي ذات التكلفة الباهظة.

ولهذه المحادثات مشاكل وسلبيات كثيره :
- ما ان يحادث الشاب الفتاه او العكس , حتى تسكب له تاريخ حياتها فاضحة كل اسرارها, مشاكلها وادق المعلومات عنها وعن عائلتها - والعكس- , فتُحّدث الفتاه الشاب وكأنه شخصا خبيرا في شؤون الدنيا وفك المشاكل المستعصيه وحلها, واحيانا كثيره يملئ الشاب رأس الفتاه بأفكار مغلوطه وينصحها باتخاذ موقفا يكون ابعد ما يكون عن مصلحتها الشخصيه وكأن هذا الموقف هو الحل المؤكد لجميع مشاكلها, فتتمسك الفتاه بأراء مغلوطه الامر الذي يسبب لها المزيد من المشاكل. ومما يزيد الامر خطورة هو استغلال الشاب لهذه المعلومات بشكل سلبي (معاكسات فعليه خارج النت, محاولات اغتصاب, سطو على المنزل, تهديد الاهل , ارغام الفتاه على فعل امور معينه لكي لا يفضحها . . . ).

- يمكن للشخص ومن خلال حديثه على المسنجر ان يبعث لاصدقائه صوره الشخصييه, وفي اغلب الاحيان يستغل بعض الافراد هذه الصور بطرق غير سليمه , فمثلا يستقبل شابا صورة لفتاه اسمعها الكلام المعسول لكي تكشف له عن شخصيتها الحقيقيه وعن عنوانها ومعلومات عن جميع افراد عائلتها. . . , فيقوم هذا الشخص بارسال هذه الصوره الى جميع اصدقاءه ... او ان يقوم بتركيب وجه الفتاه على صور عاريه ومن ثم فضيحتها او تهديدها ... او ان ...

- احيانا يُستغل المسنجر للتنكيل, تشويه سمعة الاخرين ونشر الاشاعات. فمثلا تدخل فتاه- يملئ قلبها الحقد على ابنة الشيخ عمر او بنت صفها بسبب حسن اخلاقها وتفوقها بالمدرسه- الى الانترنت, فتبدأ تتحدث مع الشباب على انها الفتاه الاخرى فتنشر سمومها, وتبدأ تتصرف بطريقه خاطئه ومخالفه للعرف والعادات السليمه, لتسيئ لسمعة هذه البنت, فتنتشر الاشاعات في المجتمع وتنتهك اعراض الناس بالباطل. . .
- الجنس الألكتروني...الجنس عبر الانترنت ظاهرة تتفاقم في المجتمع العربي المحافظ الذي يجد بهذه الوسيلة منفذاً سهلا لممارسة الجنس , المسنجر وبطبيعة كونه محادثات لافراد محددين معينين , فإنه اسهل مكان للتعارف والحب الوهمي, او خداعات الحب, حيث تجلس الفتاة على المسنجر باسم وهمي يسمح لها أن تكشف كل عوراتها، فنرى ان الكثير من الشباب يملكون كميرات خاصه موصوله لحاسوبهم الشخصي . . . وبما ان هذه الحواسيب موجوده بشكل عام بغرفة الشاب او الفتاه , فان البعض يستغل هذه العزله عن اعين الناس ليقوم باجراء محادثات داعرة سواء كانت كتابية أو كلاما مباشرة مما يحقق لهم النشوة الجنسية الخيالية العارمة بطريقة غير شرعية, فنرى الشاب يقوم باغراء واغواء الفتاه (او العكس ) للقيام باعمال لا يرضاها لاهله ... فمثلاتحادث الفتاه الشاب بساعات متاخره من الليل بالصوت والصوره , وطبعا يشاهد الشاب الفتاه بملابس البيت او حتى النوم ... وبما ان هذا الشاب "يحب الفتاه " وهي تبادله نفس الشعور , فانه يبدا يحادثها عن مفاتنها وعن جمال كذا وكذا . . . ويطلب منها ان تكشف له عن الراس ليرى لون شعرها وعن الكتف ليرى لون بشرتها وعن وعن ... وفي حال رفضها فانه يهددها بأنه سيقوم بالانفصال عنها وتركها , او يبدا يقنعها بانه يحبها وانه يريد الزواج منها, وانها ستكون له . . . وفي اغلب الاحيان وبسبب توفر الظروف تستجيب الفتاه لضغوط الشاب لكي تبرهن له عن مدى حبها واخلاصها له , وانها ستفعل اي شيء لانها تحبه. . . وهكذا يستغل الكثيرون الفتيات لاشباع غرائزهم... وقسم من هؤلاء الشباب يقوم بتصوير الفتيات في هذه الحاله من "التعري" ومن ثم يبدأون يهدون الفتيات انه في حال عدم تكرار نفس الفعله فانهم سوف يفضحونهن , او يطلبون منهن اكثر من ذلك , فمثلا يطلب البعض من الفتاه انو تكون عاريه تماما والا ارسل الصور لاهلها , او حتى ان تقابله وجها لوجه او ان تمارس معه الجنس ليعطيها ما صوّره . . .

- يستغل البعض هذه المحادثات للكلام عن مواضيع لا يصح الحديث بها وتكون باغلب الاحيان منافيه للشرع والعادات والتقاليد والخلق السليم , فطالماً أنها الفتاة التي لا يعرفها أحد ولا وجود لها، واسمها الحقيقي مها واسمها الافتراضي علا، ، فلا عجب من انعدام الخجل، والحديث الصريح, فيستغل الكثيرون المسنجر للحديث في مواضيع لا يجوز الحديث بها, ويستغل البعض جيل المراهقه عند الطرف الاخر سواء كان شابا او فتاه , ليقوم باشباع غرائزه الهدامه, فيتحدث مع الفتاه عن الجنس, او عن افلام مخله بالاداب قام بمشاهدتها , او ان تروي له الفتاه امر مشينا حصل معها , او اي موضوع اخر لا يجوز الحديث به, وما يزيد الامر خطورة ان كلا الطرفيين يقوم بارسال صور, افلام, قصص تكون في اغلب الاحيان جنسيه او ذات طابع جنسي لكي يجد ذريعة للحديث في هذه الامور , وطبعا كل هذا يحصل دون رقيب فالحاسوب موجود في غرفة الشاب او الفتاه , والغرفه مقفله .... وللأسف فإن هناك مخاطر عديدة من ممارسة هذا الزنا العقلي مع الهواء لأنه شهوة محرمة قد تؤدي للزنا الفعلي أو الاغتصاب أو السقوط في المعصية أو الزواج العرفي أو السري أو الإدمان على الاستمناء...

- في كثير من الاحيان يستغل الاشخاص البالغين -الذين تصل اعمارهم احيانا الى ما فوق 40 سنة- الاطفال المراهقين وصغار السن من ناحية جنسيه , فيدّعى الشخص انه طفل بعمر 20 سنه مثلا ويبدا يحادث الاطفال عن امور جنسيه ...

- الانترنت مكان "جيد" لفساد الاخلاق , فنلاحظ انه مليئ بالمغريات والامور التى تُـخرج الفرد عن خلقه السليم , فمثلا دخل عمر لموقع اسلامي ليستمع للقرآن , وفي اثناء مكوثه بهذا الموقع الاسلامي , ظهر له شباك صغير وما ان ضغط عليه او حاول اغلاقه , حتى ظهر له موقع جنسي مليئ بصور فتيات عاريات وصور جنسيه اخرى . . . فحاول اغلاق هذا الموقع حتى ظهر له المزيد من هذه المواقع , لنرى انه في نهاية المطاف استسلم وقام بالابحار بهذة المواقع, فينسى الغايه التي من اجلها دخل للانترنت ويقضي ساعات وساعات بهذه المواقع ليكتشف عالما من الانحراف والفساد الاخلاقي الذي لم يكن يفكر به في حياته العاديه ولم يعهده من قبل, وفي اغلب الاحيان يدمن الفرد على هذه المواقع , ولا تقف الامور عند هذا الحد بل ويبدا يبحث عن طرق لتجربة هذه الامور التي يشاهدها والتي تصور له ان كل شي ممكن وكل شيء مسموح , فيبدأ ينعدم الحياء عند الشباب والفتيات, الامر الذي يُـصّـور الزنى والانحراف انه امر طبيعي وهذا يؤدي الى خراب المجتمع ....

- المسنجر قد يضر بصحة الانسان, فمستخدم الانترنت والمسنجر يجلس امام شاشة الحاسوب لأوقات طويلة وهذا بالتالي يؤثر على العينين تاثيرا بالغا ويسبب الآما في الظهر ومفاصل اليد .

- لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية, العائليه, الماليه, التحصيليه وصداقاتهم الحقيقيه وقد يصل الاسراف باستعمال الانترنت حد الادمان .
مــــرفق في نهاية المقال بعض المعلومات عن ادمان الانترنت.

ولهذه المحادثات ايجابيات كثيره ايضا :
اما فيما يتعلق بإيجابيات الانترنت فهي انه نستطيع معرفة اهم الأخبار في العالم ، والحصول على الكثير من المعلومات التي قد نبحث عنها لتغطية موضوع ما أو من اجل الاستفادة منها في عمل مشروع بحث أو تحضير رسالة جامعية او غير ذلك والتخفيف من الوقت والتقليل من الجهد لإنجاز مهمات البحث عن المعلومات حول السلع أو الترويج للمبيعات وغيرها من الموضوعات ويتيح امكانية النشر الإلكتروني والنشر الفوري للمعلومات مع امكانية تغطية الأخبار بصورة فورية وتسهيل خدمات عدة مثل البريد الإلكتروني وامكانية تحول اللغات وغيرها من الإيجابيات الأخرى التي يصعب ذكرها في هذه الوريقات .
ومن الجوانب الايجابية لاستخدام المسنجر, استخدامه في وصل موظفي الشركات مع بعضهم البعض، فالكثير من الشركات باتت تعتمد في التواصل في ما بين مكاتبها وموظفيها على تقنية المسنجر، خاصة إن كان لهذه الشركة مكاتب متفرقة في أماكن مختلفة، فاستخدام الانترنت مجاني مقارنة مع تكاليف الاتصال الهاتفي المباشر، فضلاً عن أن إمكانية إرسال الملفات والمراسلات بين الفروع ستصبح أسرع وفورية من تقنية الفاكس مثلاً.

ومن الجوانب الايجابية الأخرى أن يقوم صاحب المسنجر بإنشاء تجارة على المسنجر من خلال الترويج لخدماته من خدمات الكترونية وتسويقية على المسنجر، ويمكن القول أن المسنجر يساهم في دول العالم المتقدم في التجارة الالكترونية بشكل جيد، فالكثير من الشركات تستقبل تعليقات الزبائن وتقدم لهم المساعدة الفنية والتقنية مباشرة من خلال هذا البرنامج.

ومن الجوانب الايجابية الاخرى الاستمرار في التواصل مع الزملاء والأصدقاء المسافرين حول العالم، فهو يحفظ صداقتنا من النسيان والذوبان، ويبقينا على تواصل معهم نعرف أخبارهم ونشاركهم أخبارنا.


كما يمكن استغلال الدردشة والمسنجر للترويج للقضية الفلسطينية التي أغفلها الإعلام وأظهرنا بمظهر آخر عكسي، فقد كرّست الدعاية الإعلامية الغربية مفهوم أننا شعب إرهابي يعشق الدماء وأننا مجموعة من الجهلة رعاة الغنم، لا نستحق أن نحكم أنفسنا بأنفسنا، والكل يعلم أن النوافذ الإعلامية العالمية لا تفتح لنا المجال لكي نطل على العالم بحقيقتنا وأننا شعب مظلوم محتل ومسلوب الأرض، وبالتالي فان الانترنت وبمساحتها الواسعة تشكل ميداناً لكشف الحقيقة والزيف الإعلامي الغربي تجاهنا، وبات بالإمكان التحدث إلى الغرب خاصة أن الانترنت في الغرب تحتل المرتبة الأولى في مجال تلقي المعلومات في الوقت الحالي. ومن هنا يمكن التعرف إلى الكثير من الشباب الغربي وتحويلهم إلى مؤيدين للقضية الفلسطينية، بل واطلاعهم على الحقيقة من منظورنا الخاص، ودعوتهم لزيارة فلسطين للتعرف على أهلها عن قرب. وهذا أحد الاستخدامات الايجابية الأخرى للمسنجر والدردشة الالكترونية.

إن الانترنت يحمل لنا الكثير من الفوائد والخدمات، وتنعدم الجوانب السلبية مع وعي المستخدم، ففي المجال الطبي مثلاً لها اسهام في تبادل المعلومات والخبرات والبحوث، ويمكن الاطلاع علي كل ما هو جديد في العالم للاسهام في تقدم الطب خاصة ومجالات العلوم المختلفة عامة .
وتحتوي الشبكة على العديد من المواقع الزاخرة بالعلوم والبحوث، والدوريات العلمية. كما أن الشبكة توفر للطالب الجامعي مردوداً علمياً كبيراً، أما ما يثار حول عدم الفائدة من الانترنت فهذا يجانب الحقيقة لأن التقدم العلمي المذهل يحتاج إلى ثقافة ووعي ولا شك أن من يبحث عن التسلية وحسب . . يفتقد ذلك.
ويُسال السؤال لماذا استغل شبابنا وفتياتنا التقنية والانترنت في الدردشة غير المفيدة والبالتوك وتوافه الأمور والبحث عن الصور والمواقع المحجوبة؟ برأيي إن المجتمع يتحمل هذه القضية فنحن نرى شبابنا يعيش إجازته الصيفية في السابق (النوم في النهار والسهر في الليل ومشاهدة القنوات الفضائية والسفر والمعاكسات أو على أقل تقدير تضييع الأوقات بغير المفيد) فأصبحت هذه الأشياء قديمة فتوجه الشباب إلى قنوات جديدة لتفريغ الطاقات كالدردشة والبالتوك وتصفح المواقع السيئة، فهذه القضية تحتاج إلى تعب ودراسة وبذل أموال واحتساب وجهد من جميع الجهات - حكومية وأهلية - لإيجاد الحلول المناسبة والفعالة لملء فراغ شبابنا في التعامل الإيجابي مع الحاسب الآلي بكافة طرق التعامل معه وخاصة في العطل الصيفية. فالمطلوب إعطاء الوجه الإيجابي والحسنللانترنت، فالانترنت فيها ايجابيات كثيرة فيمكن للإنسان أن يتسوق ويتعلم ويتثقف ويتواصل مع الناس صوتياً وكتابياً.

سلاح ذو حدين
ان الانترنت سلاح ذو حدين, اذ يعتمد ذلك على طريقة استخدام الشخص لهذه التقنية, فمن اراد الاستفادة سيستفيد ومن اراد العكس سيخسر وقته وجهده ولن يجني من هذه التكنولوجيا شيئا سوى الغث فقط , ان الاستفادة كبيرة وكل من يستخدم الانترنت يعرف ما يحصل عليه من معلومات واسعة في شتى المجالات, ولكن المهم هو كيفية استغلال هذه الشبكة في المفيد لا ان يقوم الشخص فقط بالتحدث عبر الشبكة وقضاء اوقات طويلة دون فائدة تذكر , فلكل شيء في هذه الحياة ايجابيات وسلبيات ولكن يعتمد علينا في اخذ الجيد وترك السيء.

ويبقى السؤال هو :"إلى متى سيظل شبابنا غارقاً في تفاهات الانترنت وسلبياتها مبتعداً عن الايجابيات والاستخدام الحسن، فالانترنت سلاح ذو حدين وللأسف فشبابنا لا يهمهم إلا الجانب الرديء والمستنفذ لوقتهم الثمين.

طرق للحد من سلبيات الانترنت والمسنجر:
1. الطلب من شركة الانترنت اقفال جميع مواقع الجنس ومواقع التى تشجع العنف والعنصريه.
2. وضع الحاسوب بمكان مكشوف وتحت انظار الاهل , فمثلا ان يوضع الحاسوب في غرفة مشاهدة التلفزيون. واذا تعذر هذا الامر ان يكون باب غرفة الشاب او الفتاه مفتوحا عند ابحارها بالانترنت .
3. ان يحدد الاهل ساعات تواجد ابنهم بشبكة الانترنت فمثلا منع ابنهم الابحار بالانترنت بعد الساعه العاشره ليلا (في الساعات المتاخره من الليل ينتشر الاشخاص المرضي والذين يبحثون عن محادثات جنسيه).
4. ان يسمح الاهل لابنائهم الابحار بالانترنت حتى ساعتين باليوم, لكي يبقى لديهم متسع من الوقت للدراسه, الاهل واصدقائهم الحقيقيين, ولكي يمارسوا النشاطات الرياضيه والاجتماعيه المختلفه.
5. تركيب برامج تمنع الابحار لمواقع جنسيه , وبرامج التي تسجل جميع المواقع التي زارها الابن خلال تواجده بالانترنت ليقوم الاهل بتفقد هذه المواقع لاحقا.
6. تعلم الاهل تقنيات الانترنت (دورات حاسوب) لكي يفهموا ما هو الانترنت,سلبياته وكيفية الاستفاده منه.
7. متابعة جميع محادثات الابناء بالانترنت عن طريق متابعة ارشيف المكالمات التي قام الابن او البنت باجراءها.
8. تنبيه وتذكير الابناء على ضرورة عدم كشف هويتهم الحقيقيه بالانترنت , او ارسال اي صور لاي شخص مهما كان بهذه الشبكه العنكبوتيه.

إدمان الانترنت
حسب نتائج الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر مجالات استخدام المدمنين للإنترنت هي كالتالي:

1. حجرات الحوارات الحية (chat rooms) حيث يقوم الناس بالتعرف على أصدقاء جدد، ويقضون أوقاتاً طويلة في الثرثرة مع هؤلاء الأصدقاء عن مشاكلهم الشخصية أو عن الأمور العامة، أو في كثير من الأحيان يكون الحوار عن الجنس، . وقد يقوم الشخصببناء علاقة غرامية عبر الأثير، وقد تستغرق تلك العلاقة شهوراً، ومن ثم تنتهى حتى يبدأ الفرد ببناء علاقه وهميه اخرى.
2. مجال آخر يسرف فيه المدمنون ألا وهو مواقع الجنس على الانترنت التي تعرض الصور الفاضحة.. وللأسف فإن العرب لم يسلموا من استخدام تلك المواقع.
3. ألعاب الإنترنت التي تماثل ألعاب الفيديو.
4. نوادي النقاش حيث يقوم كل نادٍ أو مجموعة بتبني قضية معينة أو هواية معينة، ويتم عمل مقالات وحوارات بين المشتركين حول تلك القضية أو الهواية.
5. عمليات البحث على الإنترنت حيث يحتوي الإنترنت على كم هائل من المعلومات، وقد يستهوي ذلك نوعية معينة من العقول التي لا تشبع من الرغبة في الحصول على كل ما تقدر عليه من معلومات في مختلف مجالات الحياة.
ما الذي يجعل الإنترنت مسببًا للإدمان لبعض الناس؟
لدى مدمني الإنترنت بصفة عامة قابلية لتكوين ارتباط عاطفي مع أصدقاء الإنترنت والأنشطة التي يقومون بها داخل شاشات الكمبيوتر، يتمتع هؤلاء بخدمات الإنترنت التي تتيح لهم مقابلة الناس وتكوين علاقات اجتماعية وتبادل الآراء مع أناس جدد، توفر تلك المجتمعات المعتبرة وسيلة للهروب من الواقع، وللبحث عن طريقة لتحقيق احتياجات نفسية وعاطفية غير محققة في الواقع. كما أن مستخدم تلك الخدمات يقدر أن يُخبئ اسمه وسنه ومهنته وشكله وردود فعله أثناء استخدامه لتلك الخدمات، وبالتالي يستغل بعض مستخدمي الإنترنت -خاصة الذين يحسون منهم بالوحدة - تلك الميزة في التعبير عن أدق أسرارهم الشخصية ورغباتهم المدفونة ومشاعرهم المكبوتة مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.. ولكن حين يصطدم الشخص بمدى محدودية الاعتماد على مجتمع لا يملك وجهًا لتحقيق الحب والاهتمام اللذين لا يتحققان إلا في الحياة الحقيقية، يتعرض مدمن الإنترنت إلى خيبة أمل وألم حقيقيين.

يُـلاحظ أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا لاستخدام الإنترنت؛ بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد من استخدامه له بشكل كبير، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت. بيدو أن بعض الناس تطول معهم المرحلة الأولى حيث لا يتخطاها إلا بعد وقت أطول مما يحتاج إليه أغلب الناس. حسب بعض الدراسات فإن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب حالات الاكتئاب والشخصيات القلقة… وهؤلاء الذين يتماثلون للشفاء من حالات إدمان سابقة. إذ يعترف الكثير من مدمني الإنترنت أنهم كانوا مدمنين سابقين للسجائر أو الخمور أو الأكل، كما أن الناس الذين يعانون من الملل (كربات البيوت مثلاً) أو الوحدة أو التخوف من تكوين علاقات اجتماعية أو الإحساس الزائد بالنفس لديهم قابلية أكبر لإدمان الإنترنت حيث يوفر الإنترنت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات اجتماعية بالرغم من وحدتهم في الواقع. يقول العلماء: إن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضًا عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت.
ما هي آثار الإدمان السلبية؟
* مشاكل صحية: يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن مما يؤثر على أدائه في عمله أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome).
* مشاكل أسرية: يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول وأطول عليه في اضطراب حياته الأسرية حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه. وبسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية من خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن أرامل الإنترنت. ويعترف 53% من مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشاكل، وذلك طبقًا للدراسة التي نشرتها كيمبرلي يونج في مؤتمر مؤسسات علماء النفس الأمريكيين المنعقد عام 1997.
* مشاكل في العمل: بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله. ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل.
* مشاكل أكاديمية: بيّن الاستطلاع الذي نشره أ.بربر عام 1997 في مجلة USA Today تحت عنوان: "تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت" أن 86% من المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس. وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج -السابقة الذكر- أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين للإنترنت اعترفوا بانخفاض مستوى درجاتهم وغيابهم عن حصصهم المقررة بالمدرسة، ومع أن الإنترنت يعتبر وسيلة بحث مثالية فإن الكثير من طلاب المدارس يستخدمونه لأسباب أخرى كالبحث في مواقع لا تمت لدراستهم بصلة أو كالثرثرة في حجرات الحوارات الحية أو كاستخدام ألعاب الإنترنت.