* هولنــــدا *
العلم والشعار
هولندا احدى دول الاتحاد الاوروبي وصاحبة فكرة انشائه
هى أحدي دول أوربا الدائمة الخضرة
عضو بأتفاقية الشينجن
أكبر مدينة : أمستردام
تقع هولندا (أو "الأراضي المنخفضة"، بالهولندية: Nederland) في غرب أوروبا مطلةً على بحر الشمال. مملكة الأراضي المنخفضة هو الاسم الرسمي لهولندا. يأتي اسم هولندا من مقاطعتين فقط بالبلاد من أصل 12 يحملان هذا الاسم. يُشار عادةً باللغة العربية إلى الأراضي المنخفضة بهولندا. سُميت كذلك لأن حوالي نصف أراضيها تقع تحت مستوى سطح البحر، أيضاً كان أكثر من خمسي أراضي البلاد مغطاه بمياه البحر أو البحيرات. يحدها من الشرق ألمانيا ومن الجنوب بلجيكا ومن باقي الجهات بحر الشمال
العاصمة
امستردام
المساحة
تبلغ مساحة هولندا (40,844 كم)، وتنقسم إلى 12 مقاطعة. تحدها ألمانيا من الشرق، وبلجيكا من الجنوب ،وبحر الشمال من الغرب والشمال. تشغل أرضها القسم الغربي من السهل الأوروبي الشمالي حيث دلتوات أنهار الراينوماسوشيلدوفال وتتكون الأرض من سهول منبسطة، ولقد استقطع الهولنديون قسماً من الأراضي الساحلية على حساب البحر ،وذلك بإقامة السدود والحواجز، وحولت إلى أراضي زراعية. تم الحصول على مناطق كاملة كمقاطعة فليفولاند في هولندا من خلال ردم مياه البحر. حوالي خمس مساحة هولندا يتكون من الماء في شكل يحيرات وقنوات ،وحوالي نصف أرضها أقل من مستوي سطح البحر
السكان
تعد هولندا أحد أكثر دول العالم كثافةً بالسكان، حيث يبلغ عدد السكان حوالي 20 مليون نسمة بمساحة كاملة تبلغ حوالي 41 ألف كم، ناتجاً عن ذللك كثافة سكانية بلغ مقدارها عام 2003: 389 نسمة/كم مربع. هولندا من أكثر مناطق غربي أوروبا ازدحاماً بالسكان، بل من أكثف مناطق العالم، والهولنديون من أكثر غرب أوروبا تناسلا بخصوبة 1.7 مولود لكل امرأة (معدل كبير بالنسبة لأوروبا) وبلغ معدل النمو السكاني 0.45% وهاجر عدد كبير من سكان هولندا إلى العالم الجديد، ولقد هاجرت إليها أعداد كبيرة من الأيدي العاملة من الخارج وخاصة من المغرب وتركيا في الآونة الأخيرة. بلغ متوسط العمر أكثر من 79 عام بـ 82 عام للنساء و 76 عام للرجال. يعيش ثلثي الهولنديين في المدن وهي نسبة قليلة نسبة لأوروبا.العاصمة وأكبر مدينة هي أمستردام (793,000 نسمة في 2004)، أهم المدن الأخرى: روتردام (600,000 نسمة في 2004)، لاهاي (469,570 نسمة في 2003)، أوتريخت (265,000 نسمة في 2003) غرونينغن (179,400 نسمة في 2004)، أرنهايم (141,500 نسمة في 2003) وماسترخت (122,000 نسمة في 2003) وايندهوفن مقر شركة فيليپس للإلكترونيات.
الأنهار والبحيرات
يعتبر نهر " الراين Rhine " النهر الرئيسي للملكة الذي يتدفق من ألمانيا ولهذا النهر عدة أفرع ومنها " Waal - Nederrijn – Maas – Schelde " وتشكل هذه الأنهار مع تفريعات الدلتا العديد من الجزر ، ومن خلال قنواتها المائية وأنهارها تعطي مجال أوسع بدخول السفن التجارية إلى داخل أوروبا ، أما في الأجزاء الشمالية والغربية للملكة توجد العديد من البحيرات الصغيرة ومن أكبرها بحيرة " Ijsselmeer "
اللغة
الهولندية هي اللغة الرسمية في الدولة كلها، إلى جانب اللغة الفريزية التي تستعمل في مقاطعة فريزلند. أيضاً تُحكى الألمانية السفلى في الشمال الشرقي والألمانية الفصحى في الجنوب الشرقي من البلاد. هناك خطأ شائع بأن اللغة الهولندية (بالانجليزية: Dutch) هي نفسها اللغة الألمانية (بالألمانية: Deutsch)، ولكن هذا غير صحيح هم فقط متقاربتين لغوياً .
الديانة
أهم أديان المملكة هم الكاثوليكية (31%)، البروتستانتينية (21%) والإسلام (7%). معظم السكان الكاثوليك يقطنون المناطق الجنوبية بينما يعيش البروتستانت في الشمال .
الجامعات
أهم جامعات البلاد: جامعة ايراسموس في روتردام، جامعة ديلفت التقنية، معهد لاهاي للقانون الدولي وجامعة أمستردام و[جامعة انهولاند] التي لها فروع في معظم مدن البلاد وخصوصا مدينة روتردام ومدينة لاهاي أو Den Haag و Haarlem. يعتبر نظام التعليم لديهم من أكثر الأنظمة تطورا على مستوى العالم ومن أهم مميزاته الاستقلالية الكاملة التي تتمتع بها كل مدرسة إلى جانب حريتها في اختيار مناهجها ولكن ضمن ما تسمح به قوانين وزارة التربية لديهم، وتعتبر هولندا من الدول السباقة والرائدة في عملية توظيف التكنولوجيا في التعليم (ICT).
العملــــة
تعتبر عملة المملكة هي العملة الأوروبية " اليورو Euro "
أهم المدن
أمستردام Amsterdam
روتردام Rotterdam لاهـــاي The Hague أوترخت Utrecht
المناخ
المناخ في هولندا معتدل ورطب، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى وقوع البلاد تحت مستوى البحر. وفي الشتاء لا يكون البحر باردًا مثل الأرض. وفي الصيف لا يكون الطقس شديد الحرارة. ونتيجة لذلك تعمل الرياح الغربية التي تهب من البحر على تدفئة البلاد في الشتاء، وعلى تبريدها في الصيف. وبالإضافة إلى ذلك تعمل الرياح الآتية من البحر، والتي تحمل الرطوبة، على جعل السماء فوق البلاد ملبدة كثيرًا بالغيوم. وهذه الغيوم تحمي الأرض من حرارة الشمس. وتتراوح درجات الحرارة بين 16 إلى 18°م في الصيف. أما في الشتاء فترتفع قليلاً عن أقل من -1°م. ولا توجد في البلاد جبال تصد الريح، ولذا فليس هناك اختلافات كبيرة في الطقس بين منطقة وأخرى. والطرف الجنوبي الشرقي، وهو أكثر أجزاء هولندا ارتفاعًا، هو أيضًا أكثرها مطرًا، وتتلقى سنويًا في المتوسط أكثر من 860ملم من التساقط؛ أي أمطار وثلوج ذائبة وأشكال أخرى من الرطوبة. كما تسقط على إقليم جزر زيلاند، وكذلك بطول الحدود الهولندية الألمانية في الوسط، أمطار يبلغ متوسطها 690ملم. والصيف هو أكثر المواسم مطرًا، ولكن المياه الساقطة تتوزع بصورة مناسبة على مدار العام. وقد تسقط الأمطار لمدة وجيزة كل 30 دقيقة في بعض المناطق. وعواصف بحر الشمال أكثر شدة على المناطق الساحلية من هولندا. وقد دمرت هذه العواصف بعض السدود، وتسببت في فيضانات، نتجت عنها أحيانًا خسائر كبيرة في الأرواح. وتستقبل المناطق الشمالية والغربية معظم الضباب من البحر. ويزداد الضباب في الشتاء.
النقل والمواصلات
تملك هولندا شبكة ضخمة من الأنهار والقنوات الصالحة للملاحة. وتُعدّ الأنهار الرئيسية وكثير من القنوات ممرات مائية مهمة. وتستخدم السفن المحيطية أكبر هذه الممرات. وتحمل المراكب ذات المحركات في الممرات المائية الداخلية أكثر من نصف إجمالي البضائع في البلاد. كما تملك هولندا شبكة ممتازة من الطرق الممهدة. ولدى كل عائلة هولندية، تقريبًا، سيارة. كما تقدم السكك الحديدية المملوكة للدولة خدمات تتميز بالسرعة والانتظام.
الدراجات
ويركب معظم الهولنديين الدراجات. وعدد الدراجات يوازي تقريبًا عدد السكان في البلاد. وللدراجات ممرات مُنفصلة خاصة بها في جميع الأنحاء. كما تكثر الدراجات ذات المحركات، وتُسمى برومفيتسن، وروتردام هي أكثر الموانئ ازدحامًا بالعمل، بل هي واحدة من أكثرها ازدحامًا في العالم. حيث تُستخدم بوابة من وإلى كثير من دول أوروبا عن طريق نهر الراين الذي يُعد أكثر الممرات المائية الداخلية ازدحامًا في أوروبا، أما أمستردام، ثانية كبرى الموانئ الهولندية، فتربطها، ببحر الشمال، قناة بحر الشمال وهي واحدة من أعمق القنوات في العالم وأعرضها إذ تبلغ 15م عمقًا و160م عرضًا.
الموانى
ويقع الميناء الجوي الوطني الهولندي شيبول بالقرب من أمستردام.
المطارات
وهو من أكثر المطارات الأوروبية ازدحامًا بالعمل وللخطوط الجوية الملكية ك.ل.م مقر هناك ـ أنشئ في عام 1919م ـ وتُعدّ هذه الشركة من أقدم خطوط الطيران العاملة في العالم. وما زالت تعمل حتى اليوم.
احصائية تقريبية عن تجربة
للحد المتوسط من نفقات الشخص العادي بهولندا
يحتاج الشخص العادي لحوالي 800 او 900 يورو شهريا كي يستطيع تحمل نفقات المعيشة
ويتم انفاقهم على النحو التالي :-
- 300 : 350 يورو سكن لشخص واحد
- 250 يورو مستلزمات معيشة .. طعام وشراب وخلافه
- 150 يورو مواصلات وانتقالات
- 150 علاج _ ادوية _ حالات طارئة _ تنزه الخ الخ
- 50 يورو انترنت
تلك الاحصائية تقريبية وتختلف من شخص الى اخر
ويستطيع البعض الاستغناء عن بعض النفقات او تقليلها
واليكم صور عن احلي موسم في هولندا وهو موسم الور
والمهرجنات التي تقام علي مجسمات الفاكهه
هولندا ( بالهولندية:Nederland )
هي دولة تأسيسية تشكل الجزء الأوروبي من مملكة الأراضي المنخفضة (بالهولندية: Koninkrijk der Nederlanden) التي تتكون رسمياً من جزء أوروبي يضم اثنتي عشر مقاطعة ويقع شمال غرب أوروبا، وجزء كاريبي يتكون من ثلاث جزر في البحر الكاريبي. ويحد الجزء الأوروبي بحر الشمال من ناحيتي الشمال والغرب، وبلجيكا من الجنوب، وألمانيا من الشرق، ويشترك في حدوده البحرية[8] مع كل من بلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة. نظام الحكم في هولندا ديمقراطي برلماني، وعاصمتها الرسمية هي أمستردام في حين يقع مقر الملك والحكومة في لاهاي.[9]
تقع حوالي 20 ٪ من مساحة هولندا تحت مستوى سطح البحر في منطقة يقطنها حوالي 21% من إجمالي السكان،[10] بينما يقع نصف أراضيها في أقل من متر واحد فوق مستوى سطح البحر.[11] وهذه السمة الجغرافية هي التي أعطت للبلاد اسمها: الأراضي المنخفضة (بالهولندية Nederland). معظم الأراضي المنخفضة الواقعة تحت مستوى سطح البحر كانت بفعل الإنسان نتيجة عمليات استخراج للخث (وهو نوع من النباتات المتفحمة) التي كانت جائرة وعلى نطاق واسع امتدت لقرون مما أدى إلى إنخفاضها عن مستوى سطح البحر. واستمرت عملية استخراج الخث عن طريق التجريف حتى في المناطق المغمورة بالفيضانات. وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي بدأت عمليات استصلاح الأراضي البحرية، وتم الحفاظ على مساحات كبيرة من الأراضي المستصلحة من البحر الآن من خلال أنظمة تصريف للمياه بالسدود والقنوات ومحطات الضخ. وتتشكل معظم أراضي هولندا من مصبات ثلاثة أنهار أوروبية مهمة والتي تشكل مع أفرعها دلتا الراين - الماس - سخيلده. ومعظم مساحة البلاد مسطحة جداً باستثناء بضعة سفوح تلال منفردة في أقصى الجنوب الشرقي وسلسلة تلالية قليلة الإرتفاع في الأجزاء الوسطى.
وكانت هولندا من أوائل الدول التي لها برلمان منتخب، وهي عضو مؤسس في الإتحاد الأوروبي، ومجموعة العشرة، وحلف الناتو، ومنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، والإتحاد الإقتصادي الثلاثي بنلوكس. وتعتبر هولندا عاشر دولة في العالم لديها أعلى نسبة لدخل الفرد في العالم (عام 2011)، وتستضيف في أراضيها مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخمس محاكم دولية هي: محكمة التحكيم الدائمة ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والمحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتقع مقار المحاكم الأربع الأولى في لاهاي تماماً كما هو الحال بالنسبة لمقار وكالة الاستخبارات الجنائية التابعة للإتحاد الأوروبي يوروبول، ووكالة التعاون القضائي الأوروبي يوروجست، مما أطلق على المدينة اسم "عاصمة العالم القانونية".[12] ولهولندا إقتصاد مختلط قائم على السوق، وتحتل المرتبة 17 بين 177 دولة في مؤشر الحرية الاقتصادية.[13] وفي مايو / أيار 2011 تم تصنيف هولندا بأنها الدولة الأكثر سعادة بحسب البيانات التي نشرتها منظمة التعاون والتنمية.[14]
أصل التسمية
يُطلق اسم هولندا أيضاً على مقاطعتين بالبلاد من أصل 12 مقاطعة، وهما مقاطعة شمال هولندا (Noord-Holland) ومقاطعة جنوب هولندا (Zuid-Holland). يُشار عادةً باللغة العربية إلى الأراضي المنخفضة باسم هولندا. واللفظان هولاند Holland ونيدرلاند Nederland مترادفان في معناهما ويقصد بهما الأرض المنخفضة. وسُميت البلاد بهذا الاسم لأن حوالي نصف أراضيها يقع تحت مستوى سطح البحر، كما أن أكثر من خمسي أراضيها كان مغطى بمياه البحر أو المستنقعات. وكانت مقاطعة هولندا (والتي تشغلها الآن المقاطعات الشمالية والجنوبية من البلاد) قبل عدة قرون هي الأنشط والأقوى اقتصادياً بين كافة مقاطعات البلاد، وأكبرها مصدراً للتجارة الخارجية مع البلدان الأخرى. ولمّا كان معظم التجار الذين يتعامل معهم رصفائهم الأجانب هم من سكان المقاطعتين فقد حدا بالبعض أن يسميهم ب"الهولنديين"، فأصبح من الشائع والمقبول الإشارة إلى البلاد برمتها وإلى كافة ساكنيها بهذه التسمية، وبمرور الزمن اكتسب الاسمان -هولندا ونيدرلاند- قبولاً متوازياً، بالرغم من أن الاسم الرسمي (باللغة الهولندية) يظل بطبيعة الحال هو "نيدرلاند Nederland"، وتبقى التسمية (هولندا) صحيحة من الناحية الرسمية في الترجمة العربية.
ويلاحظ أن اسم هولندا في كثير من اللغات الأوروبية هو في الأصل ترجمة للفظ الهولندي Nederland، ففي اللغة الإنجليزية تعرف هولندا باسم the Netherlands وفي الألمانية Niederlande وفي الفرنسية Les Pays-Bas وفي الإسبانية Países Bajos ، وكلها تعني حرفياً الأرض المنخفضة. أما في اللغة العربية فلا يزال لفظ هولندا هو الشائع، وإن كانت عبارة "الأراضي المنخفضة" تستخدم أحياناً ككنية أو تعبير إطرائي لهولندا.
ويفرق الهولنديون بين اسمي Nederland -أي الأرض المنخفضة و Nederlanden أي الأراضي المنخفضة، ففي الحالة الأخيرة يستخدم الاسم في صيغة الجمع للدلالة على هولندا والجزر (المستعمرات السابقة) التابعة لها في البحر الكاريبي. وفي حالة صيغة المفرد يستخدم الاسم للإشارة إلى الجزء الأوروبي لمملكة هولندا، أي هولندا بدون مستعمراتها. في كل الأحوال فإن الاسم الرسمي باللغة الهولندية هو Koninkrijk der Nederlanden أي مملكة الأراضي المنخفضة.
الجغرافيا
لقطة بالأقمار الصناعية لهولندا.
هولندا (الجزء الأوروبي)
تقع المنطقة الأوروبية من المملكة الهولندية بين خطي عرض 50° و54° شمالاً، وخطي طول 3° و8°.
ويقسم البلد إلى قسمين رئيسيين ثلاثة أنهار كبيرة: الراين، وفرعه الرئيسي الفال، ونهر الميز والذي ينشأ في فرنسا. وقد عملت هذه الأنهار كحاجز طبيعي بين الإقطاعيات السابقة التي كانت في المناطق التي تمر عليها مما خلق فجوة ثقافية كما هو واضح في فرق اللهجات التي تميز شمال وجنوب هذه "الأنهار الكبيرة" (Grote Rivieren).
والجزء الجنوبي الغربي من هولندا هو دلتا النهر واثنين من أفرع نهر سخيلده (وهما: سخيلده الغربي وسخيلده الشرقي Westerschelde و Oosterschelde). وهناك فرع كبير واحد فقط لنهر الراين وهو نهر الآيسل يصب في بحيرة آيسل IJsselmeer (زاوديرزي Zuiderzee) سابقاً. هذا النهر يشكل أيضاً فجوة لغوية: الناس إلى الشرق من هذا النهر يتكلمون لهجات الساكسونية الهولندية الدنيا (باستثناء مقاطعة فريزلاند التي لها لغتها الخاصة).[15]
الفيضانات
تغير الساحل الهولندي إلى حد كبير على مر القرون نتيجة تدخل الإنسان والكوارث الطبيعية، وأبرز هذه التغيرات من حيث فقدان الأراضي كان عاصفة عام 1134م والتي نشأ عنها أرخبيل زيلند في جنوب غرب البلاد.
وفي 14 ديسمبر 1287م اجتاح فيضان سينت لوسيا (Sint-Luciavloed) هولندا وألمانيا مما أسفر عن مقتل أكثر من 50.000 شخص في واحد من أكثر الفيضانات تدميراً في التاريخ المسجل.[16] وقد دمر فيضان سينت إليزابيث 1421م وسوء الإدارة في أعقابها الأراضي التي كانت مستصلحة من البحر حديثاً، مستبدلاً إياها ب72 كيلومتراً مربعاً (28 ميل مربع) من سهول المد والجزر (غابات الديس Biesbosch) في وسط الجنوب. وتسبب طوفان بحر الشمال الضخم في أوائل فبراير 1953م في انهيار العديد من السدود في جنوب غرب هولندا، ولقى أكثر من 1.800 شخص مصرعهم غرقاً في الفيضانات. ووضعت الحكومة الهولندية في وقت لاحق برنامج واسع النطاق "أعمال الدلتا" لحماية البلاد من الفيضانات في المستقبل والذي تم إنجازه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد زادت شدة الكوارث بسبب التأثير البشري، فقد قام الناس بتجفيف المستنقعات العالية نسبياً لاستخدامها على أنها أراضٍ زراعية، وتسبب هذا التجفيف في ضغط خث التسميد وانخفاض مستوى سطح الأرض، حيث أنها تقلل من مستوى الماء للتعويض عن انخفاض مستوى سطح الأرض، مسبباً انضغاط الخث الموجود في التربة أكثر. وبسبب الفيضانات تعذرت الزراعة مما شجع التجارة الخارجية، والنتيجة التي ترتبت على ذلك أن انخرط الهولنديون في الشئون العالمية منذ أوائل القرن الرابع والخامس عشر الميلادي.[17] وبقت مشكلة الفيضانات غير قابلة للحل. أيضاً كان الخث يستخرج حتى القرن 19م وتجفيفه واستخدامه للحصول على الوقود مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
أرض مستصلحة من البحر بانخفاض 5.53 متر تحت مستوى سطح البحر.
وللوقاية من الفيضانات تم إتخاذ سلسلة من الدفاعات ضد الماء. ففي الألفية الأولى بعد الميلاد بنيت قرى وبيوت مزارع على تلال من صنع الإنسان تدعى (تريبس treps)، ومع الوقت تم ربط هذه (التربس) بعضها البعض بواسطة السدود. وفي القرن الثاني عشر الميلادي بدأت جهات حكومية محلية تسمى (مجالس المياه "hoogheemraadschappen/waterschappen") في الظهور كانت مهمتها الحفاظ على مستوى المياه وحماية المنطقة من الفيضانات؛ ومازالت هذه الوكالات موجودة حتى الآن. وبانخفاض مستوى سطح الأرض نمت السدود بحكم الضرورة وتم دمجها في نظام متكامل. وقبل القرن الثالث عشر بدأت طواحين الهواء تدخل حيز الاستخدام في ضخ المياه من المناطق تحت مستوى سطح البحر. وقد استخدمت طواحين الهواء في وقت لاحق لتجفيف البحيرات وخلق الأراضي المستصلحة الشهيرة. [بحاجة لمصدر]
وفي عام 1932م تم الانتهاء من معبر أفسلاوتدايك Afsluitdijk ("سد الإغلاق")، معرقلاً خليج زاوديرزي zuiderzee السابق (البحر الجنوبي) في بحر الشمال وبالتالي خلق بحيرة آيسل. وأصبح هذا المعبر جزءاً من أعمال زاوديرزي حيث تم في هذه الأعمال استصلاح أربعة من الأراضي من البحر بلغ مجموعها 2.500 كيلومتر مربع (965 ميل مربع).[18][19]
وهولندا واحدة من البلدان التي قد تعاني أكثر من غيرها من تغير المناخ. ليس فقط ارتفاع سطح البحر مشكلة ولكن قد يسبب عدم انتظام أنماط الطقس فيضان الأنهار.[20] [21] [22]
أعمال الدلتا
تقع أعمال الدلتا في محافظتي جنوب هولندا وزيلاند.
بعد كارثة عام 1953م تم تشييد أعمال الدلتا، وهي مجموعة شاملة من الأعمال المدنية على جميع أنحاء الساحل الهولندي. بدأ هذا المشروع عام 1958م، واكتمل إلى حد كبير عام 1997م بالانتهاء من حاجز ميزلانتكيرينج Maeslantkering. ثم بدأت مشاريع جديدة بشكل دوري لتجديد هذه الأعمال. وكان الهدف الرئيسي لمشروع الدلتا الحد من خطر الفيضانات في جنوب هولندا وزيلند بأن تكون مرة واحدة كل 10.000 سنة (مقابل 1 كل 4000 عام لبقية البلاد). وقد تحقق ذلك من خلال رفع 3.000 كيلومتر (1.864 ميل) من السدود البحرية الخارجية و 10.000 كيلومتر (6.214 ميل) من السدود الداخلية وسدود النهر، وغلق مصبات الأنهار في مقاطعة زيلند. وأحياناً يظهر تقييم المخاطر الجديدة مشاكل تتطلب عمل تعزيزات إضافية للدلتا. وقد اعتبرت الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين أعمال الدلتا هذه واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم الحديث.[23]
ومن المتوقع أن ظاهرة الاحتباس الحراري في القرن 21 سوف يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر والذي على الرغم من الاعتقاد الشائع ربما لن يطغى على التدابير التي اتخذتها هولندا للسيطرة على الفيضانات. [بحاجة لمصدر] وعلى نحو أكثر تحديداً فإن هولندا هي البلد الوحيد في العالم الذي يستعد بنشاط لمجابهة ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر. وقد وضعت لجنة دلتا محايدة سياسياً خطة عمل للتعامل مع ارتفاع مستوى سطح البحر من 1.10 متر (3.6 قدم) وانخفاض ارتفاع الأرض في وقت واحد من 10 سم (3.9 بوصة). وتتوقع الخطة تعزيز الدفاعات الساحلية القائمة مثل السدود والكثبان مع 1.30 متر (4.3 قدم) من حماية إضافية للفيضانات. وظاهرة تغير المناخ لا تهدد هولندا من جانب البحر فقط ولكن يمكنها أيضاً أن تغير أنماط سقوط الأمطار وجريان الأنهار. ولحماية البلاد من فيضانات النهر فإنه يجري الآن بالفعل تنفيذ برنامج آخر يدعى خطة مساحة للنهر يمنح مساحة أكبر لتدفق الأنهار، ويحمي المناطق المأهولة البلدية، ويسمح بفيضانات دورية للأراضي التي لا يمكن الدفاع عنها. والعدد القليل من السكان الذين عاشوا في ما يسمى " المناطق ذات الفيضانات" تم نقلهم إلى مناطق مرتفعة، وتم رفع بعض من تلك الأرض إلى مستويات أعلى من الفيضانات المتوقعة.[24]
وحماية البلاد من الفيضانات هي أحد نتائج تغير المناخ. أحد النتائج الأخرى هو أن ضغط مياه البحر على المياه الجوفية سيزيد. [بحاجة لمصدر]، ونتيجة لذلك سوف تدفع المياه الجوفية العذبة أكثر إلى الداخل، مما يؤدي إلى مزيد من المياه الجوفية المالحة أو المياه المالحة في المقاطعات الساحلية. ونتيجة لهذا التغيير ستضطر بعض المناطق لتطبيق تحلية المياه على مياه الشرب على الرغم من وفرة واضحة من الماء العذب، وسوف تؤثر أيضاً على الزراعة، ويمكن للصوبات مواصلة إنتاجها إذا تعاملت مع مصادر المياه بشكل أكثر كفاءة (فهي بالفعل لا تعتمد على المياه الجوفية وبالتالي لن تصبح أكثر ملوحة) على الرغم من أنها سوف تحتاج إلى إدارة للطاقة والمياه أكثر كفاءة. والمزيد من دفع المياه قليلة الملوحة في البر سيسبب تغيرات في الحياة النباتية والحيوانية. [بحاجة لمصدر]
المناخ
اتجاه الريح السائد في هولندا هو جنوب غرب مما يسبب بمناخ محيطي معتدل، مع صيف بارد وشتاء معتدل. هذا هو الحال في الأماكن القريبة مباشرةً من الساحل الهولندي، والتي في بعض الأحيان تكون أكثر من 10 درجة مئوية (18 درجة فهرنهايت) أكثر دفئاً (في الشتاء) أو برودة (في الصيف) من الأماكن التي في (جنوب) شرق البلاد على وجه الخصوص.
وتستند الجداول التالية على قياسات متوسط حالة الطقس من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية KNMI في بلدية دي بيلت بأوترخت بين عامي 1981 و2010:
[أخف]البيانات المناخية لدي بيلت (متوسط 1981–2010)، كل مواقع معهد الأرصاد الجوية (الحدود القصوى 1901–2011)، أيام هطول الثلج: (متوسط 1971–2000) شهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي الدرجة القصوى °م (°ف) 17.2
(63)20.4
(68.7)25.6
(78.1)32.2
(90)35.6
(96.1)38.4
(101.1)37.1
(98.8)38.6
(101.5)35.2
(95.4)30.1
(86.2)21.1
(70)17.8
(64)38.6
(101.5)متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) 5.6
(42.1)6.4
(43.5)10.0
(50)14.0
(57.2)18.0
(64.4)20.4
(68.7)22.8
(73)22.6
(72.7)19.1
(66.4)14.6
(58.3)9.6
(49.3)6.1
(43)14.1
(57.4)المتوسط اليومي °م (°ف) 3.1
(37.6)3.3
(37.9)6.2
(43.2)9.2
(48.6)13.1
(55.6)15.6
(60.1)17.9
(64.2)17.5
(63.5)14.5
(58.1)10.7
(51.3)6.7
(44.1)3.7
(38.7)10.1
(50.2)متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) 0.3
(32.5)0.2
(32.4)2.3
(36.1)4.1
(39.4)7.8
(46)10.5
(50.9)12.8
(55)12.3
(54.1)9.9
(49.8)6.9
(44.4)3.6
(38.5)1.0
(33.8)6.0
(42.8)أدنى درجة حرارة °م (°ف) -27.4
(-17.3)-26.8
(-16.2)-20.7
(-5.3)-9.4
(15.1)-5.4
(22.3)-1.2
(29.8)0.7
(33.3)1.3
(34.3)-3.7
(25.3)-8.5
(16.7)-14.4
(6.1)-22.3
(-8.1)-27.4
(-17.3)الهطول مم (إنش) 69.6
(2.74)55.8
(2.197)66.8
(2.63)42.3
(1.665)61.9
(2.437)65.6
(2.583)81.1
(3.193)72.9
(2.87)78.1
(3.075)82.8
(3.26)79.8
(3.142)75.8
(2.984)832.5
(32.776)% مؤشر الرطوبة 87 84 81 75 75 76 77 79 84 86 89 89 82 متوسط أيام الهطول (≥ 0.1 mm) 17 14 17 13 14 14 14 14 15 16 18 17 184 متوسط الأيام المثلجة (≥ 0 cm) 6 6 4 2 0 – – – – 0 2 5 25 ساعات سطوع الشمس 62.3 85.7 121.6 173.6 207.2 193.9 206.0 187.7 138.3 112.9 63.0 49.3 1,601.5 Source: Knmi.nl[25]
فريزلاند
وإذن فالمناخ في هولندا معتدل ورطب، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى وقوع البلاد تحت مستوى البحر. وفي الشتاء لا يكون البحر باردًا مثل اليابسة، كما لا يكون الطقس في الصيف شديد الحرارة. ونتيجة لذلك تعمل الرياح الغربية التي تهب من جهة البحر على تدفئة جو البلاد في الشتاء، وعلى تبريده صيفاً، فضلاً عن ذلك تهب الرياح الآتية من البحر والمحملة بالرطوبة نحو الداخل مما يجعل السماء فوق البلاد ملبدة كثيرًا بالغيوم، وهي الغيوم التي تحد من ارتفاع درجة حرارة الشمس. وتتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 16 و 18°مئوية. أما في الشتاء فتهبط درجة الحرارة إلى أقل من 1 درجة مئوية تحت الصفر.
ولا توجد في البلاد أية جبال يمكن أن تحد من سرعة وقوة الرياح التي تهب نحوها، لذا فإنه ليس هناك اختلافات كبيرة في الطقس بين منطقة وأخرى. وويعتبر الطرف الجنوبي الشرقي من البلاد هو أكثر مناطق هولندا ارتفاعاً، وهو بذلك أكثرها أمطاراَ، ويبلغ متوسط تساقط الأمطار فيه ما يزيد عن 860 مليمتر سنوياً؛ إضافة إلى تساقطات الثلوج الذائبة وأشكال أخرى من الرطوبة. كما تسقط على إقليم جزر زيلند، وعلى المنطقة المحاذية للحدود الهولندية الألمانية في الوسط، أمطاراً يبلغ متوسطها 690 مليمتر. ويعتبر فصل الصيف أكثر المواسم أمطاراً، إلا أن كميات مياه الأمطار المتساقطة تتوزع بصورة مناسبة على مدار العام. وقد تهطل الأمطار لمدة قصيرة كل 30 دقيقة في بعض المناطق.
وتهب على هولندا عواصف بحر الشمال ولكنها أكثر شدة على المناطق الساحلية منها على السهول الداخلية. وقد دمرت هذه العواصف في السابق بعض السدود، وتسببت في حدوث فيضانات كبيرة، نتجت عنها خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، أما المناطق الشمالية والغربية فإنها تتسم بكثافة الضباب الآتي من البحر، خاصة في فصل الشتاء. عموماً ينتمي مناخ هولندا إلى مناخ غرب أوروبا.[25]
الغطاء النباتي
زهرة التيوليب بهولندا
لقد انحسرت رقعة الأراضي التي تغطيها النباتات الطبيعية في معظم مقاطعات هولندا، وذلك بسبب التوسع الزراعي، إلا أنه لا يزال هناك وجود لجزر من الغابات في النطاق الجنوبي والشرقي من البلاد. وتغطي الغابات 9% من المساحة الكلية للبلاد بينما تشكل المراعي 55% من المساحة الكلية والمسطحات المائية 18.41% من مساحة البلاد.
من ناحية أخرى تشتهر هولندا بزهرة التيوليب، وتعتبر المنتج الرئيسي لهذه الزهرة في العالم، فهي تنتج حوالي 3 مليون بصلة سنوياً أغلبيتها للتصدير.[26]
البيئة
يوجد في هولندا حوالي 20 متنزهاً قومياً ومئات المحميات الطبيعية، ومعظمها مملوك للجنة حكومية تعرف باسم لجنة الغابات Staatsbosbeheer وجمعية المحافظة على المعالم الطبيعية بهولندا، Natuurmonumenten وتشمل البحيرات، والأراضي البور، والغابات والكثبان وغيرها. وتندرج هولندا من منظور علم توزيع النبات ضمن قائمة الأقاليم الأوروبية الأطلسية وأقاليم وسط أوروبا للمنطقة السيركومبوريالية داخل بالمملكة البوريالية Boreal Kingdom. ووفقاً للصندوق العالمي للطبيعة فإن أراضي هولندا تنتمي إلى مناطق المحيط الأطلسي البيئية ذات الغابات المختلطة. وشهد عام 1871م إزالة آخر الغابات الطبيعية الأصلية القديمة. أما اليوم فيتم زرع معظم الغابات وفق نظام الزراعات الأحادية لأشجار مثل الصنوبر البري وأشجار أخرى ليست أصلية يجري استيطانها في هولندا. وقد زرعت هذه الغابات في المروج والرمال المنجرفة بمنطقة (فيلوفه) Veluwe.
جزر الكاريبي
نظرة عامة لساحل بونير
تشكل الجزر الكاريبية الهولندية جزءاً من جزر الأنتيل الصغرى، ويقع ضمن مجموعة الجزر هذه:
- بونير: هي جزء من الجزر المسماة بجزر أي بي سي ضمن سلسلة جزر أنتيل ليوارد قبالة الساحل الفنزويلي. وجزر أنتيل ليوارد لها أصل بركاني ومرجاني مختلط.
- سابا
- سينت أوستاتيوس:
وكلاهما جزء من الجزر المعروفة باسم جزر أس أس أس، وتقع إلى الشرق من بورتوريكو والجزر العذراء، ورغم أنها تعتبر في اللغة الإنجليزية جزءاً من جغرافيا جزر أنتيل ليوارد إلا أنها في الفرنسية والإسبانية والهولندية والإنجليزية المنطوقة محلياً تعتبر جزءاً من جزر أنتيل ويندوارد. وهذه الأخيرة جزر أصلها بركاني وتلي، وبها جزء قليل من الأراضي الصالحة للزراعة. وأعلى نقطة فيها هي جبل سينيري البالغ إرتفاعه 887 متر (2،910 قدم) (ويشكل أيضاً أعلى نقطة في مملكة الأراضي المنخفضة ككل).
ويسود الجزر الكاريبية الهولندية مناخ إستوائي مع طقس حار على مدار السنة. وجزر ليوارد أكثر دفئاً وجفافاً من جزر ويندوارد. أما في الصيف فإن جزر ويندوارد تكون أحياناً معرضة للأعاصير.
التركيبة السكانية
جماهير هولندية تتشح باللون البرتقالي- رمز مملكة هولندا (إمارة أوراني) - أثناء الاحتفال بيوم الملكة في أمستردام.
سكان هولندا منذ 1900م وحتى 2000م
يقدر تعداد هولندا السكاني بحوالي 16.785.403 مليون نسمة حسب تقديرات 30 أبريل/ نيسان 2013.[27] وهي بذلك تعتبر واحدة من أكثر عشرة بلدان إكتظاظاً بالسكان في أوروبا، والدولة رقم 63 في قائمة الدول الأكثر عدداً من ناحية التعداد السكاني في العالم. وقد تضاعف عدد سكانها بين عامي 1900م و1950م من 5.1 إلى 10.0 مليون نسمة تقريباً، وفي الفترة ما بين عام 1950م وعام 2000م ازداد العدد بأكثر من 10.0 إلى 15.9 مليون شخص، ومع ذلك فإن معدل النمو السكاني هذا يعتبر أقل نسبة مما كان عليه في الخمسين سنة الماضية.[28] فمعدل النمو المقدر عام 2013م سجل نسبة 0.44 ٪.[29]
ويبلغ معدل الخصوبة في هولندا 1.78 طفل لكل امرأة (تقديرات 2013)[29]، وهي نسبة تعد مرتفعة مقارنةً بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى لكنها أقل من معدل 2.1 طفل لكل امرأة المطلوب للاستبدال الطبيعي للسكان. ومتوسط العمر المتوقع وسط السكان مرتفع في هولندا، وهو 83.21 سنة للفتيات حديثات الولادة، و78.93 للذكور ([29]). وتبلغ نسبة الهجرة في البلاد 1.99 لكل 1.000 نسمة سنوياً.[29]
ويشكل الهولنديون الأغلبية العظمى من سكان هولندا، وحسب تقديرات عام 2005 فإن 80.9 ٪ من السكان هم هولنديون منحدرون من السكان الأصليين و2.4٪ أندونيسيين، و2.4٪ ألمان، و2.2٪ أتراك، و2.0٪ سوريناميين، و1.9٪ مغاربة، و0.8٪ من جزر الأنتيل الهولندية ومن أروبا، و7.4٪ آخرون.[30] ويعتبر الهولنديون من الشعوب الأطول قامة في العالم حيث يبلغ متوسط الطول 1.81 متر للذكور و 1.67 متراً لدى الإناث (تقديرات 2009).[31] والناس في جنوب البلاد أقصر قامة من القاطنين في شمالها بحوالي 2 سنتيمتر.
ويقيم في هولندا العديد من المهاجرين الوافدين إليها، كما تهاجر منها أعداد كبيرة خاصةً من المنحدرين من أصل هولندي متجهين إلى دول اخرى من بينها كندا وأستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة. ووفقاً لتعداد الولايات المتحدة عام 2006 فإن أكثر من 5 ملايين من الأمريكيين يدعون أنهم كلياً أو جزئياً ينتمون إلى أصول هولندية.[32] وهناك ما يقرب من 3 ملايين أفريكان من ذوي الأصول الهولندية يعيشون في جنوب أفريقيا.[33] وفي عام 1940م كان هناك حوالي 290.000 من الأوروبيين والآسيو-أوروبيين يقيمون في إندونيسيا،[34] ولكن لم يبق منهم فيها إلا القليل منذ حصول البلاد على استقلالها.[35] ووفقاً لليوروستات وفي عام 2010م بلغ عدد الهولنديين المولودين في الخارج حوالي 1.8 مليون شخص، أي ما يعادل 11.1٪ من مجموع السكان، منهم 1.4 مليون (8.5٪) ولدوا خارج الاتحاد الأوروبي، و0428000 (2.6٪) ولدوا في دولة أخرى عضو بالاتحاد الأوروبي.[36]
وتعتبر منطقة الراندستاد الواقعة في غرب هولندا أكبر منطقة تجمع سكاني في البلاد، وتضم أكبر أربع مدن هولندية هي: أمستردام في مقاطعة شمال هولندا، وروتردام ولاهاي في مقاطعة جنوب هولندا، وأوترخت في مقاطعة أوترخت. ويبلغ عدد سكان الراندستاد 7 ملايين نسمة، وهي بذلك تعد سادس أكبر منطقة حضرية في أوروبا.
كثافة السكان في هولندا لكل حي اعتباراً من عام 2007 [37]الترتيب مدينة إقليم سكان (المناطق الحضرية) 1 أمستردام شمال هولندا 808,032 2 روتردام جنوب هولندا 616,042 3 لاهاي جنوب هولندا 508,634 4 أوترخت مقاطعة أوترخت 326,516 5 آيندهوفن شمال برابنت 220,836 6 تيلبورخ شمال برابنت 209,788 7 خرونينغن مقاطعة خرونينغن 198,123 8 ألميرا فليفولند 195,845 9 بريدا شمال برابنت 179,823 10 نايميخين خيلدرلند 167,613 11 إنسخيده أوفرآيسل 158,589 12 آبلدورن خيلدرلند 157,510 13 هارلم شمال هولندا 154,600 14 آرنم خيلدرلند 150,673 15 آمرسفورت مقاطعة أوترخت 150,608 16 زانستاد شمال هولندا 150,510 17 هارلمرمير شمال هولندا 144,231 18 سيرتوخيمبوس شمال برابنت 143,590 19 زوترمير جنوب هولندا 123,522 20 زفوله أوفرآيسل 122,878 2008 تقدير[38][39]
اللغة
- مقالة مفصلة: لغات هولندا
اللغة الرسمية في هولندا هي اللغة الهولندية (بالهولندية Nederlands) التي يتحدث بها الأغلبية العظمى من السكان. وهناك لغة أخرى رسمية في البلاد هي اللغة الفريزية التي تستخدم في مقاطعة فريزلاند (بالفريزية Fryslân) في شمال البلاد.[40] كما ويتحدث بها في معظم القرى في غرب مقاطعة خرونينجن المجاورة.
وتوجد داخل اللغة الهولندية عدة لهجات ذات أصول ساكسونية (بالهولندية Nedersaksisch) تستخدم كلغة تخاطب في جزء كبير من شمال البلاد وشرقها، مثل اللهجة التفنتية في منطقة تفنته، والدرنتية في مقاطعة درينته، وهما لهجتان معترف بهما من قبل الدولة باعتبارهما من اللغات الإقليمية وفقاً للميثاق الأوروبي للغات الإقليمية ولغات الأقليات، فضلاً عن لغات أخرى فرانكونية ميز-راينية في جنوب شرق مقاطعة ليمبورخ والمعروفة باسم اللغة الليمبورغية[41] أما في أقاليم المملكة الهولندية في أعالي البحار (المستعمرات السابقة) فنجد أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في جزيرتي سابا وسينت أوستاتيوس اللتان تتمتعان بوضعية بلدية خاصة في إطار المملكة الهولندية، في حين تعتبر البابيامينتو التي يتحدث بها على نطاق واسع بتلك الجزر هي لغة رسمية في البلدية الخاصة بونير. وقد تم الاعتراف باللغة اليديشية واللغة الرومنية عام 1996 كلغات غير إقليمية.[42]
وهناك تقليد عام متبع في هولندا هو تعليم النشء لغات أجنبية إلى جانب اللغة الهولندية وبالتحديد اللغات : الإنجليزية والفرنسية والألمانية ضمن المنهج الدراسي العام، ولذلك نجد أن حوالي 70 ٪ من مجموع السكان لديهم معرفة جيدة باللغة الإنجليزية محادثة، وحوالي 59 ٪ باللغة الألمانية و 19 ٪ باللغة الفرنسية. ويبدأ الأطفال في تلقي دورات اللغة الإنجليزية في مدارس مرحلة الأساس عند بلوغهم سن التاسعة تقريباً. وتعتبر اللغة الإنجليزية مادة تدريس إلزامية في جميع مدارس المرحلة الثانوية.[43] وفي معظم المدارس المتوسطة الصغرى (vmbo) لا بد من دراسة لغة أجنبية أخرى إضافية من اللغات الحديثة وذلك خلال العامين الأولين. وفي المستويات العليا بالمدارس الثانوية (التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الثانوي العام العالي) يتم تدريس لغتين إضافيتين من اللغات الأجنبية الحديثة كمادة دراسية إلزامية خلال السنوات الثلاث الأولى. فقط خلال السنوات الثلاث الماضية كانت هناك لغة أجنبية واحدة تدرس كمادة إلزامية في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي. اللغات العادية الحديثة التي تدرس في المدارس الهولندية هي اللغة الفرنسية واللغة الألمانية، وإن كان من الممكن للمدارس القيام بإستبدال واحدة من هذه اللغات الحديثة بلغة أخرى كاللغة التركية والإسبانية والعربية أو الروسية.[44] بالإضافة إلى ذلك تقوم المدارس في مقاطعة فريزلاند بتدريس اللغة الفريزية وإعداد الامتحانات بها بينما تدرس المدارس في جميع أنحاء البلاد اللغتين القديمتين اليونانية واللاتينية، وتعد الامتحانات بهما في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
الديانة
معبد بلاهاي، هولندا (LDS)
تعتبر هولندا واحدة من البلدان الأكثر علمانية في أوروبا الغربية، مع أقل من 20٪ من السكان يزورون الكنيسة بانتظام [45] وحوالي 5.6 في المئة من الكاثوليك يذهبون إلى الكنيسة بانتظام.[46] ووفقاً لأحدث استطلاع ليوروباروميتر 2010،[47] فإن 28٪ من المواطنين الهولنديين أجابوا بأنهم "يعتقدون بوجود الله"، في حين أجاب 39٪ أنهم "يعتقدون أن هناك نوعاً من الروح أو قوة الحياة"، و30٪ أنهم " لا يعتقدون أن هناك أي نوع من الروح، الله، أو قوة حياة". وحالياً تعتبر الرومانية الكاثوليكية هي الديانة الأكثر إنتشاراً في هولندا - حوالي أربعة ملايين أتباع مسجلين مما يشكل 24٪ من سكان هولندا عام 2011م.[48] تليها الكنيسة البروتستانتية في هولندا حوالي 16٪ من السكان.[49] وقد تشكلت هذه الكنيسة عام 2004م عن طريق دمج اثنين من الفروع الرئيسية للكالفينية: الكنيسة البروتستانتية الهولندية (التي تمثل ما يقرب من 8.5٪ من السكان) ، والكنائس البروتستانتية في هولندا (3.7٪ من السكان)، والكنيسة اللوثرية الأصغر. أما الكنائس البروتستانتية الأخرى سواء الكالفينية الأرثوذكسية أوالكنائس الليبرالية فإنهما لم يندمجا في الكنيسة البروتستانتية الهولندية. وهذه الكنائس تمثل حوالي 6٪ من السكان. وحسب إحصائية لعام 1947 نجد أن 44.3٪ من السكان انتمى إلى الطوائف البروتستانتية، 38.7٪ انتمى إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بينما 17.1٪ لم ينتموا إلى أي طائفة.[50]
أما الديانات الأخرى ففي عام 2006 كان هناك 850،000 مسلم (5٪ من إجمالي سكان هولندا).[51] وحوالي ما يقدر بنحو 250،000 بوذي ونجد أن الأفراد الذين يشعرون بأنهم منجذبون إلى هذه الديانة عادةً هولنديي العرق إلى حد كبير. إلى جانب هذا هناك ما يقرب من 200،000 هندوسي، ومعظمهم من الأصل الهندو سورينامي. أما السيخ فهم أقلية دينية أخرى في هولندا، والذي يبلغ عددهم حوالي 12،000، وعادة يتواجدوا في أمستردام أو ما حولها. وهناك خمسة سنتمون لطائفة غوردوارا في هولندا. وقد قدرت جمعية محفوظات (أرشيف) البيانات الدينية (اعتماداً على الموسوعة المسيحية العالمية) وجود بعض البهائيين بحوالي 6،400 عام 2005.[52]
وعلى الرغم من أن محرقة الهولوكوست أثرت تأثيراً عميقاً في المجتمع اليهودي (حيث قتل حوالي 75٪ من أعضائه البالغ عددهم 140.000 في ذلك الوقت.[53]) فقد تمكن من إعادة بناء حياة يهودية نابضة بالحياة والحيوية ل حوالي 45.000 من الأعضاء الحاليين. وقبل الحرب العالمية الثانية كان حوالي 10٪ من سكان أمستردام يهود.[54]
وقد تم ضمان حرية التعليم من خلال الدستور الهولندي منذ عام 1917م، و يتم تمويل المدارس التي تديرها الجماعات الدينية (وخاصة الكاثوليكية والبروتستانتية) من قبل الحكومة، على أن تلتزم جميع المدارس بتلبية معايير الجودة الصارمة.
وقد أسس ثلاثة من الأحزاب السياسية في البرلمان الهولندي (الإتحاد المسيحي CU، وحزب النداء الديمقراطي المسيحي CDA، والحزب السياسي الإصلاحي SGP) سياستهم على المعتقد المسيحي بدرجات متفاوتة، على الرغم من أن هولندا دولة علمانية، وفي بعض البلديات حيث الأحزاب المسيحية بها هي الأغلبية يتم فتح اجتماعات المجلس بالصلاة.
وتعطي البلديات بشكل عام موظفي الخدمة المدنية يوم عطلة في الأعياد الدينية المسيحية مثل عيد الفصح وصعود يسوع.[55]
التعليم
- مقالة مفصلة: التعليم في هولندا
التعليم في هولندا إلزامي للأطفال من سن 4 إلى 16 عام، وإلزامي بشكل جزئي من 16 إلى 18 عام. وعادة ما يذهب كل الأطفال في هولندا أولاً إلى المدارس الابتدائية، وتسمى مدارس الأساس، من سن 4-12 عام. وتضم المدرسة الإبتدائية ثمان درجات، الدراسة في أولها اختيارية تتوقف على اختبار القدرات وتوصية معلم الصف الثامن ورأي آباء التلاميذ أو أولياء الأمر، ويتم اختيار واحد من التيارات الرئيسية الثلاثة من التعليم الثانوي (بعد الانتهاء من تيار معين، يستطيع التلميذ أن يستمر عاماً إضافياً من التيار التالي). وتنقسم مراحل التعليم الهولندي إلى الأقسام التالية:
- المدارس
ينقسم نظام التعليم الهولندي إلى الأقسام التالية:-[56]
- تعليم مرحلة الأساس (مدارس ابتدائية) (bo - Basis Onderwijs)
- تعليم المرحلة الثانوية (vo - Voortgezet Onderwijs)
- التعليم المهني وتعليم الكبار (bve - Beroepsonderwijs en Volwasseneneducatie)
- التعليم المهني العالي (معاهد عليا) (hbo - Hoger Beroeps Onderwijs)
- التعليم الأكاديمي العلمي (جامعات) (wo - Wetenschappelijk Onderwijs)
- الجامعات
أهم جامعات البلاد: جامعة لايدن في بلدة لايدن القريبة من لاهاي، وجامعة إراسموس في روتردام، وجامعة دلفت للتكنولوجيا في بلدة دلفت القريبة من لاهاي، وجامعة ماستريخت في مدينة ماستريخت، وجامعة خورنينغن، وجامعة أمستردام، وجامعة أمستردام الحرة، وجامعة أوتريخت، والجامعة الكاثوليكية في نايميخن، وجامعة فاخينينجن الزراعية في مدينة فاخينينجن.
ويعتبر نظام التعليم الهولندي من أكثر الأنظمة تطوراً على مستوى العالم، ومن أهم مميزاته الإستقلالية الكاملة التي تتمتع بها كل مدرسة إلى جانب حريتها في اختيار مناهجها ولكن ضمن ما تسمح به قوانين وزارة التربية، وتعتبر هولندا من الدول السباقة والرائدة في عملية توظيف التكنولوجيا في التعليم.
التاريخ
هابسبورغ هولندا (1519-1581)
الحياة اليومية خلال العصر الذهبي الهولندي بريشة الرسام يان ستين.
ويليام الأول، أمير أورانج، ويسمى أيضاً فيليم دي زفايخر (ويليام الصامت)، القيادي في هولندا خلال الثورة الهولندية.
معركة الأربع أيام، 1-4 يونيو 1666، خلال الحرب الأنجلو هولندية الثانية
كانت المنطقة المعروفة حالياً باسم هولندا تشكل جزءاً من مجموعة السبعة عشر مقاطعة بالأراضي المنخفضة، وتخضع لحكم ملك أسبانيا وحاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة شارل الخامس، وكانت تشمل أيضاً معظم مناطق مملكة بلجيكا، ودوقية لوكسمبورغ الحاليتين، وبعض الأراضي في فرنسا وألمانيا.
وفي عام 1568م اشتعلت حرباً عرفت لاحقاً بحرب الثمانين عاماً بين مقاطعات الأراضي المنخفضة وملك أسبانيا، وفي عام 1579م تكوّن إتحاد من سبعة عشر مقاطعة تقع في النصف الشمالي من الأراضي المنخفضة عرف باتحاد أوترخت، وهي معاهدة تم إبرامها بغرض تعزيز التعاون بين تلك المقاطعات في دفاعها ضد الجيوش الأسبانية.[57] ويعتبر اتحاد أوترخت الأساس الذي قامت عليه مملكة هولندا الحديثة. وفي عام 1581م اعتمدت المقاطعات الشمالية قانون التبرؤ، وهو بمثابة إعلان لاستقلالها وتم بموجبه عزل الملك فيليب الثاني ملك أسبانيا رسمياً عن حكم المقاطعات وتبرؤها منه كحامل للقب الملك فيها.[58]
وقد تعاطفت ملكة إنجلترا إليزابيث الأولى مع نضال الهولنديين ضد الأسبان، وأبرمت معهم معاهدة عام 1585م وعدت بموجبها بإرسال مقاتلين إنجليز إلى هولندا لمساعدة الهولنديين في حربهم مع الأسبان.[59] وفي ديسمبر/ كانون الأول 1585م تم بالفعل إرسال 7،600 جندي إنجليزي إلى هولندا بقيادة روبرت دادلي أول إيرل بمدينة لستر. وعلى الرغم من كبر حجم الجيش الذي أرسل من انجلترا إلى هولندا بمعايير ذلك الوقت إلا أنه لم يكن ذو فائدة حقيقية لدعم التمرد الهولندي ضد أسبانيا.[60]
وعاد روبرت دادلي إلى هولندا مرة أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 1586م مع جيش آخر أكبر، إلا أن هذا الآخر أيضاً لم يكن له أي تأثير يذكر في ترجيح كفة التمرد[61] ذلك لأن فيليب الثاني ابن الملك تشارلز الخامس لم يكن مستعداً للتخلي بسهولة عن المقاطعات الهولندية، فاستمرت الحرب حتى سنة 1648م، عندما اعترفت أسبانيا أخيراً في عهد الملك فيليب الرابع باستقلال المقاطعات السبع الشمالية الغربية وذلك بمقتضى معاهدة سلام مونستر. وأصبحت أجزاء من المقاطعات الجنوبية بمثابة مستعمرات من حيث الواقع لإمبراطورية الجمهورية التجارية الجديدة.
الجمهورية الهولندية (1581-1795)
المناظر الطبيعية في فصل الشتاء مع المتزلجين حوالي عام 1625م
ساحة الدام في أمستردام عام 1656 م
بعد إعلان استقلالها قامت مقاطعات هولندا: زيلند، وخرونينجن، وفريزلاند، وأوتريخت، وأوفرايسل، وخيلدرلند بتشكيل إتحاد كونفيدرالي، وكانت هذه المقاطعات جميعها تتمتع قبل ذلك بالحكم الذاتي حيث كان لكل منها حكومتها ومجلس طبقات Staten-Generaal (برلمان) المقاطعة الخاصين بها، واختارت لاهاي مقراً لمجلس طبقات الأمة العام (البرلمان الإتحادي)، والحكومة الكونفدرالية، وتألف كل منهما من ممثلين عن كل من المحافظات السبع. وكانت منطقة درينته ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي تتكون أساساً من أراضي فقيرة من الخث جزءاً من الجمهورية أيضاً، ورغم أن درينته لم تعتبر واحدة من المقاطعات حيث كان لها سيادتها الخاصة بها إلا أن حاكمها كان يتم تعيينه من قبل مجلس طبقات الأمة الإتحادي.
علاوة على ذلك قامت الجمهورية خلال حرب الثمانين عاماً بإحتلال عدد مما يسمى بالأراضي العمومية والتي كانت تخضع مباشرة لإشراف مجلس طبقات الأمة العام، ولم يكن لديها بنية أساسية حكومية خاصة بها ولا ممثلين لها في المجلس، وكان سكانها أساساً ينتمون إلى طائفة الروم الكاثوليك، وقد كانت هذه الأراضي تستخدم كمنطقة عازلة بين الجمهورية ومقاطعات الأراضي المنخفضة الجنوبية (en). [بحاجة لمصدر]
وقد نمت الإمبراطورية الهولندية لتصبح واحدة من القوى الاقتصادية والملاحة البحرية الكبرى في القرن السابع عشر، ففي العصر الذهبي الهولندي تم إنشاء مستعمرات ومراكز تجارية تابعة لها في جميع أنحاء العالم، وبدأ الاستيطان الهولندي في قارة أمريكا الشمالية مع تأسيس مدينة نيو أمستردام في الجزء الجنوبي من مانهاتن بمدينة نيويورك الحالية عام 1614م. وفي قارة أفريقيا استقر الهولنديون في مستعمرة الكاب بجنوب أفريقيا الحالية عام 1652م. وبحلول عام 1650م أصبحت هولندا تملك أسطولاً تجاريا كبيراً يتكون من 16،000 سفينة.[62] وارتفع عدد سكانها من حوالي 1.5 مليون إلى ما يقارب المليوني نسمة.[63]
من أجل قائمة كاملة للإقطاعيات التي شكلت الإمبراطورية الهولندية، انظر تطور الإمبراطورية الهولندية.
ويرى العديد من المؤرخين الإقتصاديين أن هولندا هي أول دولة رأسمالية في العالم، وفي أوائل العصر الحديث لأوروبا كانت أمستردام أغنى مدينة تجارية مع وجود أول بورصة تعمل بدوام كامل في أوروبا. وأدت ابتكار ات التجار فيها إلى إنشاء صناديق التأمين وصناديق التقاعد وظواهر أخرى تجارية مثل ظاهرة ما يعرف بدورة الإزدهار والكساد، وحدوث أول فقاعة تضخم في أسعار الأصول في العالم، والجائحة الإقتصادية المعروفة ببهوس الخزامي التي حدثت في القرن السابع عشر في الفترة ما بين ما بين 1635م و1637م. ووفقاً للمؤرخ موراي سايل فإن أول عملية تغطية بيع مكشوف أو ما يعرف إصطلاحاً بغارة الدب التجارية حدثت في هولندا من قبل تاجر شركة الهند الشرقية الهولندية إسحاق لومير الذي أجبر من خلالها سوق الأوراق المالية على تخفيض أسعار الأسهم بنسبة الإغراق وإعادة شرائها بسعر مخفض.[64] إلا أن الجمهورية الهولندية أصيبت بحالة من التدهور العام في أواخر القرن الثامن عشر لعدة عوامل أهمها المنافسة الإقتصادية مع إنجلترا والصراع السياسي الطويل بين الفصيلين الرئيسيين في المجتمع الهولندي: الجمهوريون ( بالهولندية Staatsgezinden) والملكيون (بالهولندية Prinsgezinden) أو الأورانجيين (نسبة إلى أمير الأورانج) كما يطلق عليهم أحياناً. [بحاجة لمصدر]
وفي القرن السابع عشر تم إنشاء مستعمرات المزارع الواسعة من قبل الهولنديين والإنجليز على ضفاف العديد من الأنهار في السهول الخصبة في غيانا. وكانت أول مستعمرة جرى توثيقها في غيانا تقع على طول نهر سورينام، وتسمى خور مارشال نسبة إلى مارشال إنجليزي.[65] ثم وقد دبّ الخلاف وطرأت المنازعات بين الهولنديين والإنجليزيين. وعام 1667م قرر الهولنديون الحفاظ على مستعمرة سورينام بأي ثمن بعيداً عن الإنجليز، ونجم عن ذلك إبرام معاهدة بريدا التي ترك بموجبها الهولنديون نقطة نيو أمستردام، وهي موقع تجاري صغير في أمريكا الشمالية، ويعرف الآن باسم مدينة نيويورك. [بحاجة لمصدر]
التأثير الفرنسي (1795-1814)
في 19 يناير عام 1795م بعد يوم واحد من فرار الحاكم العام وليام الخامس أمير أورانيا إلى إنجلترا أُعلنت الجمهورية الباتافية محولة هولندا دولة مركزية. ومنذ عام 1795م إلى عام 1806م حولت جمهورية باتافيا هولندا إلى جمهورية على غرار الجمهورية الفرنسية.
وخلال أعوام 1806-1810م تم تأسيس المملكة الهولندية على يد نابليون بونابرت كمملكة شكلية يحكمها شقيقه لويس بونابرت من أجل السيطرة هولندا بشكل أكثر فعالية . وقد استخدم اسم المحافظة الرائدة (هولندا) للبلد كله، وقد غطت مملكة هولندا منطقة ما يعرف في وقتنا الحاضر باسم هولندا، باستثناء ليمبورغ وأجزاء من زيلاند والذين كانا ضمن الأراضي الفرنسية. وفي عام 1807م أضيفت إلى هذه المملكة شرق فريزيا البروسية ويفير. وفي عام 1809م بعد فشل الغزو البريطاني كان على هولندا تسليم جميع أراضي جنوب نهر الراين إلى فرنسا.
لم يكن الملك لويس بونابرت عند حسن ظن نابليون - حيث حاول أن يخدم المصالح الهولندية بدلاً من مصالح أخيه، وسمح للتجارة مع البريطانيين على الرغم من الحصار القاري وحتى حاول أن يتعلم اللغة الهولندية - فقد اضطر إلى التنازل عن العرش في 1 تموز 1810م. وخلفه ابنه البالغ من العمر خمس سنوات نابليون لويس بونابرت الذي حكم البلاد تحت اسم لويس الثاني لعشرة أيام فقط حيث تجاهل نابليون انضمام ابن أخيه الصغير للعرش، وأرسل جيشاً لغزو البلاد وحل مملكة هولندا، ثم أصبحت هولندا جزءاً من الإمبراطورية الفرنسية.
وقد ظلت هولندا جزءاً من الإمبراطورية الفرنسية حتى خريف عام 1813م عندما هُزِم نابليون في معركة لايبزش وأُجبِر على سحب قواته من البلاد.
المملكة الهولندية (1815-1940)
خريطة الإمبراطورية الاستعمارية الهولندية. الأخضر الفاتح: الأراضي التي تديرها أو مصدرها الأراضي التي تديرها شركة الهند الشرقية الهولندية؛ الأخضر الداكن: شركة الهند الغربية الهولندية، الأصفر: الأراضي التي احتلت في وقت لاحق خلال القرن 19.
عاد وليام فريدريك ابن الحاكم الأعلى السابق إلى هولندا عام 1813م بناء على دعوة من الحكومة المؤقتة التي تشكلت بعد انسحاب الفرنسيين، على الرغم من أنها تكونت في معظمها من نفس الرجال الذين طردوا والده قبل 18 عاماً، وقد وافق جميع الأطراف أن وليام كان الخيار الوحيد لرئاسة أي حكومة جديدة. وفي 6 ديسمبر أعلن نفسه الأمير المهيمن على هولندا. ويوم 16 مارس عام 1815م رفع الأمير سلطان هولندا لوضع مملكة، وأعلن نفسه وليام الأول (فيليم الأول باللغة الهولندية).
في عام 1815م قام مؤتمر فيينا بتشكيل مملكة الأراضي المنخفضة المتحدة وذلك بإضافة جنوب هولندا إلى الشمال من أجل إنشاء دولة قوية على الحدود الشمالية من فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، أصبح ويليام دوق لوكسمبورج (en) بالوراثة. وقد أعطى مؤتمر فيينا لوكسمبورغ لويليام كملكية شخصية في مقابل ممتلكاته الألمانية: ناساو - ديلينبيورخ (en)، زيغن، هادامار (en)، ودييز (en).
وقد كان جنوب هولندا قبلاً منفصلاً ثقافياً عن الشمال منذ 1581م، ثم تمردوا ضد محاولة فيليم لخلق ثقافة واحدة. وقد ثار الجنوب وحصل على استقلاله عام 1830م ومن ثم تكونت بلجيكا، بينما قطع الاتحاد الشخصي بين لوكسمبورغ وهولندا عام 1890م عندما توفي وليام الثالث دون أن يترك ورثة من الذكور على قيد الحياة، وقد منع قوانين اعتلاء العرش صعود ابنته الملكة فيلهلمينا من أن تصبح الدوقة المقبلة، لذا فقد انتقل عرش لوكسمبورغ من عائلة أوراني - ناساو إلى عائلة ناساو - فيلبيورخ، وهي فرع صغير من عائلة ناساو.
وقد كانت مستعمرة كيب أكبر مستوطنة هولندية في الخارج والتي تأسست من قبل يان فان ريبيك (en) نيابة عن شركة الهند الشرقية الهولندية في كيب تاون (بالهولندية: Kaapstad) عام 1652م. وقد رضخ أمير أورانج للاحتلال البريطاني والسيطرة على مستعمرة كيب عام 1788م. على أية حال فقد امتلكت هولندا عدة مستعمرات هولندية أخرى لكن إقامة الهولنديون بها كانت محدودة، ومن أبرز هذه المستعمرات الهند الشرقية الهولندية (الآن إندونيسيا) ومستعمرة سورينام (الآن سورينام ). وفي البداية كانت هذه "المستعمرات" تدار من قبل شركة الهند الشرقية الهولندية وشركة الهند الغربية الهولندية وكلاهما مؤسسات قطاع خاص جماعي، وبعد ثلاثة قرون وقعت هذه الشركات في ورطة مالية، وأخذت الأراضي التي تعمل عليها من قبل الحكومة الهولندية (عام 1791م و1815م على التوالي)، وعندئذ فقط أصبحت مستعمرات رسمية.
وخلال الفترة الاستعمارية كانت هولندا متورطة بشدة في تجارة الرقيق، فقد اعتمد مزارعوا هولندا على العبيد الأفارقة لزراعة البن والكاكاو وقصب السكر والقطن على طول الأنهار. وكانت معاملة العبيد من قبل مالكوهم سيئة جداً حتى أنهم إضطروا للفرار من المزارع، ثم ألغي الرق من هولندا في غيانا الهولندية وكوراساو والتبعيات عام 1863م، ولكن لم يطلق سراح العبيد بشكل كامل إلا عام 1873م بعد فترة انتقالية مدتها 10 سنوات إلزامية وهي الوقت الذي كان مطلوباً منهم العمل في المزارع بالحد الأدنى من الأجور ودون تعذيب. وما إن نال العبيد حريتهم حتى تركوا مجال الزراعة بالكامل حيث عانوا لعدة أجيال وانتقلوا إلى مدينة باراماريبو. وكل عام يتم إحياء هذه الذكرى أثناء يوم تحرير العبيد 1 يوليو كيتي كوتي (en).
وخلال القرن 19 الميلادي كانت هولندا بطيئة في مواكبة الثورة الصناعية مقارنةً بالدول المجاورة وذلك بسبب التعقيدات الكبيرة المتعلقة بتحديث البنية التحتية التي تتألف إلى حد كبير من المجاري المائية، وما كانت تعتمد عليه الصناعة في هولندا بشكل كبير من طاقة الرياح.
والرغم من أن هولندا ظلت محايدة خلال الحرب العالمية الأولى إلا أنها تورطت بشكل كبير في الحرب.[66] وقد كان القائد العام الألماني ألفريد فون شيلفن الذي كان رئيس أركان حرب ألمانيا (en) ينوي غزو هولندا أثناء تقدمه نحو فرنسا في خطة شليفن الأصلية، على أنه حدث تغييراً على يد خليفته هيلموت فون مولتكه الأصغر وذلك حتى يحافظ على الحياد الهولندي. ومع الوقت أثبت الحياد الهولندي ضرورته لبقاء ألمانيا إلى أن تم الحصار من قبل البحرية الملكية البريطانية عام 1916م عندما تعذر تصدير البضائع عبر هولندا. ومع ذلك ظل الهولنديون قادرين على الاستمرار في البقاء على الحياد خلال الحرب باستخدام الدبلوماسية ومهارتهم التجارية.[66]
الحرب العالمية الثانية (1940-1945)
روتردام بعد الغارات الجوية الألمانية عام 1940م
اعتزمت هولندا البقاء على الحياد خلال الحرب العالمية الثانية رغم أنها وضعت خطط طوارئ تنطوي على تأهب جيوش بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة في حالة العدوان الألماني، ورغم هذا الحياد غزت ألمانيا النازية هولندا يوم 10 مايو 1940م كجزء من حملتهم ضد قوات الحلفاء. وقد حاولت القوات الفرنسية في الجنوب والسفن البريطانية في الغرب المساعدة لكنها انسحبت سريعاً وأخلت سبيل العديد من المدنيين الألمان وعدة آلاف من أسرى الحرب من أقسام النخبة الألمانية الجوية.
وتم غزو البلاد في خمسة أيام، وبعد فقط (ولكن ليس بسبب) قصف روتردام (en) استسلم الجيش الهولندي في 14 مايو 1940م، رغم أن قوات من الهولنديين والفرنسيين احتجزوا الجزء الغربي من زيلاند لبعض الوقت بعد الاستسلام. ومملكة على هذا النحو واصلت الحرب على الامبراطورية الاستعمارية مقيمة حكومة المنفى (en) في لندن.
وخلال فترة الاحتلال جمع أكثر من 100.000 من اليهود الهولنديين ليتم نقلهم إلى معسكرات الإبادة النازية الألمانية في ألمانيا[67]، وبولندا المحتلة (en) وتشيكوسلوفاكيا المحتلة (en)، ولم ينج من هذه المعسكرات إلا عدد قليل من اليهود الهولنديين. وتم تجنيد العمال منهم للقيام بأعمال السخرة في المصانع الألمانية، وقُتل مدنيون إنتقاماً من هجماتهم على الجنود الألمان، و نُهب الريف كي يتم توفير الأغذية للجنود الألمان في هولندا وللشحن إلى ألمانيا. ورغم أنه كان هناك الآلاف من الهولنديين الذين خاطروا بحياتهم لإخفاء اليهود من الألمان كما روى في قصة مكان للاختباء (en) لمؤلفها كوري تين بوم (en) و"القلب لديه أسباب" لمؤلفها مارك كليمبنر (en) ،[68] إلا أنه كان هناك أيضاً هولنديون تعاونوا مع قوات الاحتلال في مطاردة اليهود المختبئين.[69]
المقاومة الهولندية مع أعضاء من قوات الوحدة 101 أيربورن في آيندهوفن خلال عملية ماركت جاردن سبتمبر 1944م.
وقد انضم الفاشيون المحليون ومعادو البلاشفة إلى منظمة فافن إس إس قسم المتطوعون الهولنديون (en)، وشاركوا في القتال على الجبهة الشرقية وكذلك وحدات أخرى، وخففت القيود العنصرية إلى حد أن تم تجنيد حتى الآسيويين من وحدات جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا).[70] وقد كان المتعاونون السياسيون أعضاء في الحركة الإشتراكية القومية بهولندا (en) الفاشية، وهذه الحركة كانت الحزب السياسي الشرعي الوحيد في هولندا المحتلة.
وفي 8 ديسمبر عام 1941م أعلنت هولندا الحرب على اليابان.[71] ومن ثم فقدت حكومة المنفى السيطرة على معقل مستعمراتها الرئيسية: هولندا جزر الهند الشرقية (إندونيسيا) لصالح القوات اليابانية في مارس 1942م. وقد حاربت القوات الأمريكية البريطانية الهولندية الأسترالية (en) بضراوة في بعض الحالات (en) ولكنها هزمت في النهاية. وأثناء الاحتلال الياباني لإندونيسيا (en) ، وقد استخدم المعتقلون اليابانيون المدنيين الهولنديين والهولنديين الإندونيسيين (en) (وهم الأوربيوآسيون من أصل هزلندي أو إندونيسي) على حد سواء باعتبارهم عمال سخرة (en)، سواء في إندونيسيا أو البلدان المجاورة.[72]
الحشود خلال تحرير آيندهوفن، سبتمبر 1944م.
وقد ذكر الصليب الأحمر الهولندي وفاة 14.800 من المدنيين الأوروبيين من أصل 80.000 من المعتقلين والأسرى في الحجز الياباني.[73] وذكر تقرير للأمم المتحدة في وقت لاحق أن 4 ملايين شخص لقوا حتفهم في إندونيسيا نتيجة المجاعة والسخرة (المعروفة باسم روموشا (en)) خلال الاحتلال الياباني.[74] وقد هرب بعض الأفراد العسكريين إلى أستراليا ودول الحلفاء الأخرى ومنها استأنفوا الحرب ضد اليابان. بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب الأوروبية شن الهولنديون حرباً استعمارية ضد الجمهورية الجديدة في إندونيسيا.
وقد فرت الأميرة يوليانا ملكة هولندا الابنة الوحيدة للملكة فيلهلمينا ووريثة العرش إلى أوتاوا كندا مع ابنتيها: بياتريكس والأميرة إيرينه خلال الحرب. وأثناء إقامة الأميرة يوليانا في كندا تم التحضير لولادة طفلتها الثالثة لضمان الجنسية الهولندية لهذه الطفلة الملكية وذلك بأن أقر البرلمان الكندي قانوناً خاصاً معلناً جناح الأميرة يوليانا مستشفى أوتاوا سيفيك "خارج الحدود".
وفي 19 كانون الثاني عام 1943م ولدت الأميرة مارغريت، وبعد يوم من ولادتها رفع العلم الهولندي على برج السلام (en)، وكانت هذه هي المرة الوحيدة في التاريخ أن لوح علماً أجنبياً فوق مباني البرلمان في كندا (en). وفي 1944-1945م كان أول جيش كندي (en) الذي شمل القوات الكندية والبريطانية والبولندية مسئولاً عن تحرير جزء كبير من هولندا[75] من الاحتلال الألماني. و"الصيف الكندي" الفرح الذي تلا التحرير أكد على روابط الصداقة العميقة وطويلة الأمد بين هولندا و كندا[76] (انظر العلاقات بين كندا وهولندا (en)). وعام 1949م احتلت القوات الهولندية (en) مساحة 69 كيلومتراً مربعاً (27 ميل مربع) من المنطقة البريطانية في ألمانيا المحتلة، بما في ذلك إيلتين (en) وسيلفكانت (en). وفي ذلك الوقت كان يقطن هذه المناطق ما يقرب من 10.000 شخص، وبموجب اتفاقية بين هولندا وألمانيا التي وقعت 8 أبريل 1960م في لاهاي عادت الأراضي إلى ألمانيا في 1 أغسطس 1963م، باستثناء تلة صغيرة (حوالي 3 كم²) تسمى "داوفيلسبيرخ Duivelsberg" قامت هولندا بضمها إليها.
تاريخ ما بعد الحرب (1945 - حتى الآن)
هولندا عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي.
ازدهر الاقتصاد في هولندا بعد الحرب تاركة وراءها عصر الحياد وقامت باكتساب علاقات أوثق مع الدول المجاورة. وقامت الحكومة بتشجيع الهجرة للحد من الكثافة السكانية مما دفع بحوالي 500.000 شخص هولندي إلى مغادرة البلاد بعد الحرب.[77] وكانت هولندا واحدة من الأعضاء المؤسسين للبنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ)، وكانت هولندا من بين الاثني عشر عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المؤسسين، وكان من بين الأعضاء المؤسسين الستة للجماعة الأوروبية للفحم والصلب التي تتطورت بعد ذلك لتكون إلى السوق الأوروبية المشتركة والاتحاد الأوروبي في وقت لاحق.
في عام 1954م تم تعديل الهيكل السياسي لمملكة هولندا عندما وقعت الملكة يوليانا ميثاق المملكة الهولندية، وبذلك أصبحت المستعمرات الهولندية سورينام وكوراساو والتبعيات جزءاً لا يتجزأ من المملكة وكدول تأسيسية سورينام (المملكة الهولندية) (en) وجزر الأنتيل الهولندية. في نفس الوقت الدولة الأوروبية التي كانت معروفة وقتها باسم المملكة الهولندية أصبحت الدولة التأسيسية "هولندا" داخل المملكة التي توسعت الآن على أساس المساواة مع الدول التأسيسية الأخرى. وجاءت فكرة المملكة الهولندية من الرغبة في إعادة النظر في العلاقات بين هولندا ومستعمراتها (وخاصة جزر الهند الشرقية الهولندية، الآن إندونيسيا). وكان الضغط الدولي لتنفيذ إنهاء الاستعمار حافز مهم لهذا الإصلاح. وقبل الانتهاء من الإصلاح أعلنت إندونيسيا استقلالها في شهر أغسطس عام 1945م، والتي تم الاعتراف بها عام 1949م، وبالتالي لم تكن أبداً جزءاً من المملكة.
وقد كان عقدي 1960 و 1970 وقتاً لتغيير إجتماعي وثقافي الكبير، مثل عدم الفصل المجتمعي للطوائف السياسية وهو مصطلح يصف إنحلال الانقسامات القديمة السياسية والدينية. ورفض الشباب والطلاب على وجه الخصوص الأعراف التقليدية وطالبوا بالتغيير في مسائل مثل حقوق المرأة، والعلاقات الجنسية الإنسانية، ونزع السلاح والقضايا البيئية.
وفي 10 أكتوبر 2010م تم حل جزر الأنتيل الهولندية. وعقدت الاستفتاءات في كل جزيرة من جزر الأنتيل الهولندية بين يونيو 2000م وأبريل 2005م لتحديد وضعها المستقبلي، ونتيجة لذلك كان على جزر بونير، سينت أوستاتيوس وسابا (جزر بي إي أس) أن توثق علاقاتها مع هولندا، مما أدى هذا إلى إدماج هذه الجزر الثلاث في هولندا كبلديات خاصة إبان فسخ جزر الأنتيل الهولندية. وتعرف هذه البلديات الخاصة مجتمعة بالجزر الكاريبية الهولندية.
الميراث الإستعماري
نيو أمستردام كما ظهرت عام 1664م، أصبحت تحت الحكم البريطاني مثل نيو يورك
من استغلال شركة الهند الشرقية الهولندية في القرن 17م إلى الإستعمار في القرن 19م واصلت ممتلكات الإمبراطورية الهولندية في التوسع و الوصول إلى أقصى حد من خلال تأسيس هيمنة جزر الهند الشرقية الهولندية في أوائل القرن 20. وجزر الهند الشرقية الهولندية التي أصبحت فيما بعد في العصر الحديث إندونيسيا كانت واحدة من المستعمرات الأوروبية الأكثر قيمة في العالم، وأهم مستعمرة لهولندا.[78] قد ترك أكثر من 350 عام من التراث المشترك علامة ثقافية مهمة على هولندا.
في العصر الذهبي الهولندي من القرن 17م تحضرت هولندا إلى حد كبير ، ومعظم هذا التحضر مول من إيرادات شركات الاحتكارات الآسيوية. واستند المركز الاجتماعي على دخل التجار مما أدى إلى تراجع الإقطاع و غير بشكل كبير ديناميات المجتمع الهولندي. وعندما أنشئت العائلة المالكة الهولندية عام 1815م جاء الكثير من ثروتها من تجارة المستعمرات.[79]
وقد تطورت جامعات مثل الجامعة الملكية ليدن التي تأسست في القرن 16م وأصبحت أحد مراكز المعرفة الرائدة في مجال دراسات جنوب شرق آسيا وإندونيسيا.[80] وقد أنجبت جامعة ليدن بعض من الأكاديميين البارزين مثل سنوك هرخرونيه، ومازال لديها أكاديميين متخصصين في اللغات والثقافات الإندونيسية. جامعة ليدن وخاصةً المعهد الملكي الهولندي لدراسات جنوب شرق أسيا والكاريبي (en) هي مؤسسات تعليمية وعلمية التي لهذا اليوم لديها إهتمام فكري وتاريخي مشترك بالدراسات الإندونيسية. ويوجد بهولندا مؤسسات علمية أخرى مثل متحف المناطق الإستوائية (en) بأمستردام وهو متحف أنثروبولوجي ويحوي مجموعات ضخمة من الفن الإندونيسي والثقافة والاثنوغرافيا والأنثروبولوجيا .
طبيب أوروبي يطعّم مريضة إندونيسية.
تتم المحافظة على تقاليد الجيش الملكي لجزر الهند الشرقية الهولندية (en) على يد فوج فان هوتز (en) من الجيش الملكي الهولندي الحديث. متحف برونبيك (en)، وهو المنزل السابق لجنود الجيش الملكي لجزر الهند الشرقية الهولندية المتقاعدين، الموجود في آرنم حتى يومنا هذا.
ومازال الأدب الهولندي يحوي قسماً يسمى أدب جزر الهند الهولندية (en)، ويتضمن مؤلفين وكتاب كبار من أمثال مثل لويس كويبيروس (en) مؤلف كتاب "القوة الخفية" وقد اتخذ من الحقبة الاستعمارية مصدراً مهماً لإلهامه.[81] وأحد روائع الأدب الهولندي كتاب ماكس هافلار (en) الذي كتبه مولتاتولي عام 1860م.[82]
وغالبية الهولنديين الذين أعيدوا إلى هولندا بعد وأثناء الثورة الإندونيسية الهندية كانوا من الشعب الإندونيسي (en) (أوراسيين). وقد نمت هذه الفئة من السكان الأوراسيين التي كانت كبيرة نسبياً على مدى 400 سنة وصنفت بموجب القانون الاستعماري على أنها تنتمي إلى الأوساط القانونية الأوروبية.[83] ويشار إليهم في اللغة الهولندية أنهم (Indische Nederlanders) أو الهولنديون الإندونيسيون (وإختصاراً (الإندوأوروبيون)).[84]
ويعتبر هؤلاء الإندوأوربيين حالياً أكبر مجموعة المولودين في الخارج في هولندا بما في ذلك أحفاد الجيل الثاني. وعام 2008م سجل مكتب الإحصاء الهولندي [85] حوالي 387.000 إندوأوربي من الجيل الأول والثاني يعيشون في هولندا.[86] وعلى الرغم من إنصهارهم بالكامل في المجتمع الهولندي إلا أنهم كأقلية عرقية رئيسية في هولندا لعبوا دوراً محورياً في إدخال عناصر الثقافة الاندونيسية في الثقافة السائدة الهولندية.
عملياً كل مدينة في هولندا سيكون بها "توكو" (محل إندونيسي هولندي) أو مطعم إندونيسي[87] وأسواق ليلية (بالإندونيسية والماليزية: باسار مالام) يتم تنظيمها على مدار السنة. وأصبحت العديد من الأطباق والمواد الغذائية الإندونيسية شائعة في هولندا. فعلى سبيل المثال منضدة الأرز (en) وهو مفهوم طهي من الفترة الإستعمارية، وتحظى أطباق مثل نازي جورينج وساتاي (en) بشعبية كبيرة في هولندا.[88]
السياسة والحكومة
فيليم ألكسندر أصبح ملك هولندا يوم 30 أبريل 2013.
كانت هولندا ملكية دستورية منذ 1815م وديمقراطية برلمانية منذ عام 1848م. وتوصف هولندا كدولة توافقية (en). وتتميز السياسة والحكم الهولندية بمحاولة تحقيق إجماع واسع حول القضايا الهامة، سواء داخل المجتمع السياسي والإجتماعي ككل. وفي عام 2010م صنفت مجلة ذي إيكونومست هولندا الدولة رقم 10 من الأكثر ديمقراطية في العالم.
والملك هو رأس الدولة، وهو في الوقت الحاضر الملك ويليم ألكسندر. ودستورياً هذا المركز له صلاحيات محدودة، فالعاهل الملكي يمكن أن يمارس بعض التأثير أثناء تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يمثلون حكماً محايداً بين الأحزاب السياسية. بالإضافة إلى ذلك فإن الملك (حيث أن "الملكة" لقب ليس له أهمية دستورية) له الحق أن يتم إطلاعه على مجريات الأمور ومشاورته، وبناء على قوة علاقات الملك مع الوزراء يمكن أن يكون له تأثيراً أبعد من السلطة التي يمنحها الدستور.
وفي الممارسة العملية يتم تشكيل السلطة التنفيذية من قبل مجلس تداول الوزراء الهولندي وهو المجلس التداولي للحكومة الهولندية. ويتكون مجلس الوزراء عادة من 13 إلى 16 وزير وعدد من متفاوت من مساعدي الوزراء (en). وواحد من ثلاثة وزراء هم وزراء بدون حقيبة وزارية . ويعتبر رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة والذي غالباً ما يكون زعيم أكبر حزب في الائتلاف. ورئيس الوزراء هو أول النظراء (en) دون أن يكون له صلاحيات صريحة تتجاوز تلك التي للوزراء الآخرين. وقد أصبح مارك روته رئيس الوزراء منذ أكتوبر عام 2010م؛ قد رئيس الوزراء هو زعيم أكبر حزب بشكل مستمر منذ عام 1973م.
مجمع بيننهوف، حيث يلتقي مجلسي الشعب والشيوخ.
ومجلس الوزراء مسئول (en) أمام البرلمان ذو المجلسين والبرلمان والذي لديه أيضا سلطات تشريعية. وينتخب ال150 عضو مجلس النواب ، والمجلس الأدنى بانتخابات مباشرة، والتي تقام كل أربع سنوات أو بعد سقوط الحكومة (على سبيل المثال: عندما يقدم أحد المجالس إقتراحاً بحجب الثقة فإن مجلس الوزراء يقدم استقالته للملك)، ويقوم البرلمان الإقليمي (en) بالإنتخاب مباشرة كل أربع سنوات أيضاً. ويقوم أعضاء مجالس المقاطعات بانتخاب 75 عضواً لمجلس الشيوخ والمجلس الأعلى، والذي لديه القدرة أن يرفض القوانين لكنه لا يقترحها أو يعدلها.
يتم التشاور مع كل من النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل (en) مسبقاً في رسم سياسات المجالات المالية والإقتصادية والاجتماعية. وهم يجتمعون بانتظام مع الحكومة في المجلس الاجتماعي والاقتصادي (en). وهذه الهيئة تنصح الحكومة ولا يمكن تجاهل مشورتها بسهولة.
وهولندا لديها تقليداً طويلاً من التسامح الاجتماعي، ففي القرن 18م حين كانت الكنيسة البروتستانتية الهولندية دين الدولة كان هناك تعايشاً وتسامحاً إجتماعياً مع الكاثوليكية والأشكال الأخرى من البروتستانتية مثل المعمدانيين و اللوثريين واليهودية. وفي أواخر القرن 19م تحول هذا التقليد الهولندي من التسامح الديني تتحول إلى نظام إنقسام طوائف المجتمع والذي فيه تعايشت الجماعات الدينية بشكل منفصل و تفاعلت فقط على مستوى الحكومة، وهذا التقليد من التسامح الديني أثر على سياسات العدالة الجنائية الهولندية (en) مثل المخدرات الترفيهية (en) والدعارة وحقوق المثليين (en) والقتل الرحيم والإجهاض والتي هي من بين أكثر البلاد تحرراً في العالم.
المراجع
عرب نيوز
ALarab
holland