7 آلاف كردية مسلحة، يؤلفن "وحدة حماية المرأة"، ينتشرن في مناطق كردية بسوريا، يحملن السلاح لحماية الأكراد من قوات بشار الأسد، ومن مسلحي داعش الذين يرتعبون من رؤية امرأة تحمل السلاح.
مروان شلالا/بيروت: يرى كردي أن تصميم تنظيم (داعش) على دخول مدينة كوباني سببه أن مقاتلي التنظيم المتطرف يرفضون أن ينكسروا امام كرديات حملن السلاح وقاتلنهم بريف حلب. ولربما كان هذا الرجل على حق، خصوصًا أن المقاتلات الكرديات في كوباني السورية، أو على تخوم كردستان العراق، أثبتن قدرتهن على الوقوف بثبات لصد هجوم داعش.
يتدربن كالرجال
وحدة حماية المرأة" مجموعة نسائية كردية مسلحة، تتألف من 7 آلاف امرأة، ينتشرن في مناطق كردية بسوريا، جلهن في ريعان الشباب، يحملن السلاح لحماية شعبهن الكردي من هجمات قوات النظام السوري ومسلحي داعش وجبهة النصرة.
وترتبط هذه المجموعة وثيقًا بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة تنظيمًا إرهابيًا، وتقف في خندق واحد مع قوات البشمركة الكردية في العراق، بوجه داعش الذي استولى سريعًا على مناطق عراقية وسورية واسعة، أعلن عليها قيام الخلافة.
لا تختلف تدريبات وحدة حماية المرأة عن تدريبات الرجال. يستيقظن في الرابعة فجرًا في مخيم للتدريب قريب من مدينة ديريك، داخل المنطقة الكردية في سوريا، منضبطات يؤدين التمارين الرياضية والعسكرية والقتالية، ويشاركن في الدروس النظرية على السلاح، قبل المشاركة في مناورات حية، كما يتلقين دروسًا تثقيفية حزبية، يقدمها عناصر في حزب العمال الكردستاني.
سلاح وتثقيف سياسي
السلاح الأساسي الذي يتدربن عليه هو السلاح الفردي الروسي المعروف باسم "كلاشينكوف"، ورامي القذائف الصاروخية "آر بي جي"، إلى جانب القنابل الفردية، وزرع الألغام والعبوات الناسفة. كما يخضعن لدورات صاعقة من أجل تنفيذ عمليات عسكرية خاصة، ودورات على الاسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة.
معظم المقاتلات الكرديات غير متزوجات، اخترن تكريس حياتهن للنضال في سبيل شعبهن، والانضباط والتدريب والتقشف والإحسان للآخرين، يرفعن شعار "هافار"، وهذه كلمة تعني "الصداقة" باللغة الكردية.
تتراوح أعمارهن بين 18 و24 عامًا، لكن ثمة مقاتلات في الثالثة عشرة، هربن من عائلاتهن وانضممن إلى الوحدة بسبب رغبتهن في القتال، خصوصًا اليوم بعدما يهدد داعش الوجود الكردي برمته في سوريا والعراق. وهن يتقبلن شظف العيش على الجبهة بكل طيبة خاطر، فيتناولن الكعك والجبن والشاي، ويتبرعن بما يأتيهن من غذاء للمدنيين.
يرتعب الدواعش منهن
تبث المقاتلات الكرديات الرعب في نفوس مسلحي داعش، إذ يعتقد هؤلاء أن قتلهم النساء يمنعهم من دخول الجنة. كما أكدت المقاتلة الكردية أنها قادرة على مجابهة الخوف، واستقبال الموت برحابة صدر. فخلال آب (أغسطس) الماضي، تم دفن 24 مقاتلة كردية، لقين حتفهن في معارك ضد داعش والنصرة في سوريا.
وفي معارك كوباني، تقول تقارير إن العشرات منهم سقطن بين قتيل وجريح، في معركة حرب شوارع ضد عناصر داعش. فالأنباء الواردة من جبهات القتال في كوباني تفيد بأن داعش يقتل الأسرى من القوات الكردية بشكل بشع بعد نفاد ذخيرتهم، وبعض المقاتلين الأكراد يقاومون حتى آخر طلقة، لينتحروا بها كي لا يقعوا أسرى بيد عناصر التنظيم. وهذا ما فعلته المقاتلة جيلان أوز آلب (19 عامًا)، التي فضلت الموت على أن تقع في أيدي عناصر التنظيم.
وجيلان قالت لأحد المراسلين قبل ايام من مقتلها: "يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل سلاحًا، بينما يصورون أنفسهم شجعانًا، فواحدة من نسائنا اشجع من 100 رجل من رجالهم".
كما اقتحمت قيادية في وحدات حماية المرأة تجمعًا لعناصر داعش عند الأطراف الشرقية لكوباني، واشتبكت معهم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها، قبل أن تفجر نفسها.
كاردينيا