درر العراق

رجل كل العصور · 8/October/2014

حياته :
ولد عبد السلام في قرية جهانج بمقاطعة لاهور بالپنجاب والتي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الهند، والده كان رجلاً بسيطاً يعمل كاتباً في مكتب مفتش المدارس إلا أنه كان حريصا كل الحرص على تعليم أبنائه منذ الصغر، فتنقل محمد في مراحل التعليم حتى وصل إلى سن الرابعة عشرة حيث التحق بالجامعة الحكومية في "لاهور"، وظهر نبوغه المبكر في الرياضيات محطماً كل الأرقام القياسية في امتحانات القبول، وحاصدا لجوائز التفوق في جميع مراحل التعليم، تخرج في الجامعة عام 1944، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات من "جامعة لاهور" بالبنجاب بعد سنتين في عام 1946.
منح عبد السلام منحة إلى جامعة كمبريدج بإنگلترة، فلقد اختير قبله طالب هندي آخر يدرس مادة الأدب الإنگليزي. في كلية سانت جون لفت عبد السلام الأنظار إليه حينما حصل في سنتين على دبلومتين في الرياضة المتقدمة والفيزياء، وحصل على المركز الأول. سافر عبد السلام إلى معهد الدراسات المتقدمة في پرنستون في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في صحبه ماثويث، وهناك في 2 مايو 1951 عمل على انتخابه زميلاً للأبحاث العلمية في كلية سانت جون. ومن هنا بدأ يلمع نجمه دولياً، وأخذت أبحاثه تحتل مكاناً بين أبحاث العلماء المتميزين. التأثير الأكبر على عبد السلام في بداية حياته كان من المعلم پول ديراك.

نظرياته:
فام عبد السلام بتطوير نظرية لتوحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، بل وجزم بإمكانية توحيد القوى النووية القوية مع القوى الثلاث الأخرى.
واهتم أيضا بالنظرية الكمية، التي تصف سلوك المادة بجسيماتها الأولية والطاقة في الكون. وقام بدراسات عديدة على الجسيمات الأولية مثل الإلكترون (ذو الشحنة السالبة) والبروتون (ذو الشحنة الموجبة) والنيوترون (المتعادل) والتي تتواجد في الذرة. واهتم بجزيء "نيوترنيو" الذي لم يسجل له العلماء شحنه أو كتله (أو ربما تكون ضعيفة جداً) وثبت تأثره بالقوى النووية الضعيفة التى تستطيع التغيير من شكله. فكان عبد السلام أول من وصل إلى أن هذا الجزيء يدور في اتجاه عكس عقارب الساعة، مما أوضح نقاطاً كانت غائبة في فهم نظرية القوى النووية الضعيفة وتأثيراتها. وكان يرى أن ديراك أعظم علماء القرن؛ حيث قام بتطوير علم ميكانيكا الكم النسبية ليصف به حركة الجسيمات الدقيقة ذات السرعات العالية. وتوصل إلى معادلة سميت باسمه، وعند تطبيقها على جسيم الإلكترون تنبأ بوجود جسيم آخر له نفس كتلة الإلكترون، ولكن ذو شحنة موجبة وهو البوزتيرون الذي اكتشفه كارل أندرسون بعد ذلك في عام 1932.

الحياة الوظيفية و العلمية للفروفيسور عبد السلام محمد حسين :

عضو هيأة التدريس بجامعة لاهور 1952م.
رئيس قسم الرياضيات في جامعة البنجاب.
محاضر بجامعة اكسفورد عام 1954م.
حصل على وظيفة بروفيسور عام 1957م في الفزياء النظرية في الكلية الملكية بلندن وبقي فيها حتى تقاعده.
عام 1946م اصبح مديرا للمركز الدولي للدراسات الفزيائية النظرية في تريستا في ايطاليا حتى نهاية سنة 1993م .
عضو في لجنة الطاقة الذرية الباكستانية.
مستشار علمي لرؤساء الدولة حتى عام 1974م .
اول رئيس لاكاديمية العلم الثالث العلمية التي انشأها.
نال جائزة نوبل عام 1979م نظير اعماه العلمية في ادماج القوانين التي تحكم القوى الكهرومغناطيسية المعرفة مع قوانين القوى النووية الضعيفة المسؤولة على توليد الضوء والحرارة في النجوم, عبر نظرية موحدة تعرف بالنظرية الكهروضعيفة, وعلى مدى التاريخ العلمي الطويل لهذا العالم فانا لانستطيع ان نحصي انجازاته العلمية السابقة لاعماله الخاصة بجائزة نوبل. وبذلك فان هذا العالم يلحق بمجموعة من علماء العالم مثل البريطاني اسحاق نيوتن والفرنسي كولوم والالماني اينشتاين والايطالي فيرمي وغيرهم, وعالمنا البروفيسور عبد السلام محمد حسين, شاركوا في خدمة الانسانية من خلال نظرياتهم في علم الفزياء.