• 0


خوف من العقاب وأنظمة تعليم فاشلة..


انتهت شهور العطلة وأجواء الصيف المرحة، بما كان فيها من سهر ولعب ومرح ونزهات وفسح وتخلص من قيود المذاكرة والواجبات والامتحانات والالتزامات، ودقت أجراس العودة إلى المدارس، ليعود معها الانضباط والالتزام والمذاكرة وتحمل المسؤولية،

ومع العودة إلى المدارس يصاب كثير من الطلاب من مختلف المراحل الدراسية، باكتئاب ما بعد العطلة، فمعظمهم يتمنون لو أن الإجازة امتدت لشهورٍ أخرى، لذا قد يمتنع بعضهم عن الذهاب إلى المدرسة، وقد يتعلل البعض بحجج واهية كادعاء المرض مثلاً،

أما الصغار فإنهم يعبرون عن رفضهم الذهاب إلى المدرسة بالبكاء والصراخ، على أمل أن ترق قلوب آبائهم وأمهاتهم! من هنا نتساءل: لماذا يتضايق أبناؤنا وبناتنا عندما تنتهى الإجازة وتعود الدراسة؟ هل المشكلة في النظم التعليمية العقيمة في مدارسنا الحكومية أم للمعاملة غير التربوية من المعلمين للتلاميذ؟ ثم ما هو الحل المناسب لكي نقضي على اكتئاب ما بعد الإجازة؟






همّ إيقاظهم من النوم



في البداية تقول ليلى عادل «موظفة وأم «: «كنت أعاني مع أبنائي وهم صغار عندما كانت تنتهي الإجازة وتبدأ الدراسة، والمعاناة كانت تبدأ من محاولة إيقاظهم مبكراً، بعضهم كان يبكي رافضاً الذهاب إلى المدرسة والبعض الآخر كان يتصنّع النوم ولا يفيق إلا إذا سكبت الماء البارد على وجهه،

وعندما كنت أسأل أحدهم لماذا تبكي؟ كان يرد عليّ بأنه خائف من معلّمة العربي، لأنها قاسية وتضرب من يخطئ أمام زملائه بشكل يخجله.. وأذكر أيضاً أن ابني هذا كان يسألني لماذا تضربه المعلمة، أو ليس الضرب ممنوعاً في المدارس؟!







كلنا كنا نكتئب


تضيف «آية الحصري» جامعية: بصراحة كلنا كنا نكتئب عندما تنتهي الإجازة ويقترب موعد الدراسة،

وأتصور أنه شعور طبيعي لتلميذ يودّع الإجازة بكل ما كان فيها من انطلاق وحرية ولعب وترفيه وسهر وسفر ورحلات وعدم تحمل مسؤولية، ويعود مرة أخرى لعذاب المذاكرة والدروس الخصوصية والامتحانات الشفهية والتحريرية والنجاح والرسوب والثواب والعقاب،

ولكن هذه المشاعر السوداوية تتلاشى رويداً رويداً مع المرحلة الجامعية التي يتخلص فيها الطالب من القيود المدرسية والمعاملة غير الآدمية من بعض المدرسين، فالمرحلة الجامعية بها مزايا كثيرة أقلها أن الطلاب يعاملون بأسلوب فيه رقي شديد.










أمل تأجيل الدراسة


يقول أحمد أبوالعلا «طالب ثانوي»: بصراحة كلنا نتمنى أن تتأجل الدراسة، لأننا نكره المدرسة بسبب كثرة المواد وصعوبة المناهج الدراسية وسوء معاملة المدرسين لنا، خاصة أن مدارسنا مشتركة،

فمعظم المدرسين يتعمدون إهانتنا وإيذاءنا معنوياً أمام زميلاتنا، الأمر الذي يغضبنا ويجعلنا نكره المدرسة وأحياناً نتغيب عنها!








لم نعد نتنفس


يقول محمود محمد «طالب بالمرحلة الإعدادية»: كيف لا نكتئب عندما تنتهي الإجازة وتبدأ الدراسة ونعود إلى عذاب الذهاب إلى المدرسة ؟! فبعدها ندخل دوامة الدروس الخصوصية والواجبات المدرسية اليومية الثقيلة التي لا تدع لنا فرصة كي تنتفس!

وفي المدرسة نتقابل مع المدير الذى لا يعرف إلا السب والضرب والإهانة وكأننا في سجن وليس في مدرسة، نحن فعلاً نشعر وكأننا ذاهبون إلى السجن أو لمؤسسة عقابية وليس لمدرسة تعلمنا وتربينا!