أنشودةُ المطرِ ومناديلٌ من شكوى
تفتِّشُ عن فجرٍ تاه في أعماقِ وطنٍ مأسورٍ
الريحُ الصفراءُ تخنقهُ
وفتيلُ الشمعةِ يضيقُ فيه مسارُ ضوءٍ
تُخفي ملامحهُ عتمةُ ليلٍ جبارٍ
تأسرني معهُ مدنُ السماءِ
تغلقُ أسوارَها والأبواب
وتتركُ الحكمَ لمشيئةِ القدرِ
مذهولةٌ أنا كيفَ يمكن لأرضٍ أن تحملَ
من خطيئةٍ وكتِفُها الأيسرُ مرهونةٌ بـ عذاباتِ البشرِ؟؟
فهل بـ اسمِ الإلهِ أم بـ اسمِ النبوةِ
انتهكَ الليلُ منازلَ الأيتامِ
وقتلَ كُل حلمٍ عانقَ مِدادَ الأقلامِ
هُنا ألوانٌ
تراءتْ للناظرينَ كفَّاً سخيةً
حملتْ شمسُ اللهِ المغتاظةَ وكُلَّ أمزجتها الغرائبية
وعلى مقربةٍ من دمعةٍ وإبتسامةٍ كسيرةٍ
ترامتْ أسطورتها كـذاكرةٍ من أُمسيةٍ منسيةٍ
وصدى من عطرها مُثقل بالذكرى
اسألكم أيها العابرونَ
ماصنعتْ بكم الأقدارُ وجسدُ الأرضِ خصبٌ
أزهرتْ على شواطئه
شفتانِ ومبسمٌ وطيفٌ من المرايا
أضواؤهُ المتلاشية في الفراغِ مُزدحمةٌ أنا بها
وكل إنكساراته مُنشغلة هي بـ خاطرهِ الموجوعِ
وكُل نقمته ورضاهُ وضفافُ غربتهِ
قُبْلةٌ محمومةٌ نبضها خوفٌ من مجهولِ
أهدابُ الليلِ تراقصتْ على إيقاعٍ من عمرٍ
أختصرتهُ الروحُ شهقةً بينَ كُل نبضةٍ ونبضةٍ
حينما فقدتْ الأملُ
وشاخَت بـ صدرِها كل تعويذاتِ المساءِ
بقيت عطراً وصدىً يئِنُ
لا للغيابِ لا للغيابِ
فـ مازالتْ هناكَ
بعضُ الأماني معلقةٌ بـ حبلِ الأنتظارِ
.
.
.
قلمي