Sunday, January, 08, 2011
ألمح الى رفض طلب بغداد اعتقال الهاشمي أو تسليمه
قضاء كردستان : القضية حساسة وتحتاج الى المزيد من الدراسة
طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي
تسلم مجلس القضاء في كردستان العراق مذكرة من مجلس القضاء الأعلى العراقي تطالبه بتنفيذ مذكرة القبض على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، إلا أن القضاء في كردستان ألمح إلى رفض تنفيذ هذه المذكرة.
___________________________________
المح مجلس قضاء إقليم كردستان العراق اليوم الى رفضه طلب وزارة الداخلية العراقية تنفيذ مذكرة الإعتقال الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى في بغداد ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهمة الإرهاب الامر الذي قد يؤزم العلاقات بين الطرفين .. فيما بحث رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي مع رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر الاستعدادات الجارية لانعقاد المؤتمر الوطني للقوى السياسية للتوصل الى حل للازمة التي تعصف بالعراق.
وقال المتحدث بأسم مجلس قضاء إقليم كردستان داديار حميد سليمان في مؤتمر صحافي بمبنى المجلس في اربيل (220 كم شمال بغداد) إن مجلس القضاء الإقليم سيعلن المزيد من التفاصيل عن القضية في وقت لاحق نظرا لحساسيتها . واشار الى ان مجلس قضاء كردستان تسلم اليوم مذكرة من مجلس القضاء الأعلى العراقي تطالبه بتنفيذ مذكرة القبض على الهاشمي ومنعه من السفرالى خارج البلاد .. واشار الى أنه سيبت بهذه القضية في وقت لاحق نظرا لحساسية الموقف. واضاف سليمان انه "نظرا لحساسية القضية فإننا لا نملك سوى هذا البيان وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا". واوضح ان هذا القرار سيخضع للاجراءات القانونية في اروقة مجلس القضاء الاعلى في كردستان.
وكانت وزارة الداخلية العراقية طالبت أمس السبت نظيرتها في إقليم كردستان بتسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي و14 من افراد حمايته الى القضاء تنفيذاً لمذكرات اعتقال صادرة بحقهم وفق قانون مكافحة الإرهاب. وقال مسؤول عراقي ان العراق طلب رسميا من سلطات إقليم كردستان تسليم نائب الرئيس العراقي و12 شخصا اخرين لمواجهة اتهامات بقيادة فرق قتل.
واصدرت الحكومة العراقية مذكرة اعتقال ضد نائب الرئيس العراقي والقيادي في الكتلة العراقية منتصف الشهر الماضي بعد بضعة أيام من انسحاب آخر جندي اميركي من العراق مما فجر ازمة سياسية تهدد بانفراط حكومة الشراكة الوطنية الهشة اصلا التي يرأسها نوري المالكي .
وجاء تحرك المالكي للقبض على الهاشمي متزامنا مع طلبه من مجلس النواب سحب الثقة عن نائبه القيادي في العراقية ايضا صالح المطلك .وتوجه الهاشمي الذي نفى الاتهامات الموجهة إليه إلى كردستان العراق بعد ان سعت الحكومة المركزية للقبض عليه حيث حل ضيفا على الرئيس العراقي جلال طالباني . وقال انه يرفض المثول امام القضاء في بعداد لانه لن يحصل على محاكمة عادلة .
وقال كمال وكيل وزارة الداخلية العراقي ان على السلطات الاقليمية في كردستان الاستجابة للطلب بحكم التعاون الدائم في هذا المجال لكنه اشار الى ان الحكومة المركزية لا تملك الحق في ارسال قوات امنية للقبض على الهاشمي في كردستان التي تملك جيشها وشرطتها المنفصلين عن الحكومة المركزية. واضاف الاقليم له وضعية خاصة لأن له قواته الامنية الخاصة نص عليها الدستور العراقي. فلا يمكن للاكراد ان يدخلوا لاعتقال مشتبه بهم في العراق كما لا يمكن للحكومة المركزية اعتقال مطلوبين في كردستان .. واوضح ان هذه المسألة سياسية ويجب حلها من خلال التعاون المشترك بين القادة
السياسيين .
وتفاقمت الخلافات بين المالكي وشركائه في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اثر اقامة هذه الدعوى على الهاشمي بتهمة "قيادة فرق موت"، وكذلك مطالبته بحجب الثقة عن نائبه صالح المطلك اثر اتهامه للمالكي ب"الدكتاتورية" و"الانفراد" ما دعا ممثلي العراقية لمقاطعة جلسات الحكومة ومجلس النواب . واعطى المالكي لوزراء العراقية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء اجازة مفتوحة بدلا من اقالتهم كما كان صرح في وقت سابق.
وتعد مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الهاشمي السبب الرئيسي وراء مقاطعة العراقية لجلسات البرلمان واجتماعات الحكومة. بدوره ينفي الهاشمي التهم الموجهة اليه بدعم الارهاب ويطالب بنقل محاكمته الى كردستان الامر الذي تعارضه بغداد.
طالباني يعود الى بغداد والنجيفي يبحث مع كوبلر الازمة السياسية
ومن المنتظر يعود الرئيس جلال طالباني إلى بغداد الأسبوع الحالي لبدء لقاءات مع قادة القوى السياسية لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد حيث أكد في تصريحات صحافية أنه تم تشكيلُ لجنة تحضيرية اتفقت على عقد الاجتماع الوطني للقوى السياسية الممثلة في مجلس النواب وفي خارجه في بغداد باعتبارها عاصمة العراق .
وأشار طالباني الذي يوجد في السليمانية (330 كم شمال بغداد) بسبب الام في ساقه إلى أن المؤتمر الوطني المزمع عقده في بغداد، حصل على توافق محلي ودولي وبضمانة الجامعة العربية.ومن جهته بحث رئيس مجلس النواب العراقي اسامة عبدالعزيز النجيفي مع رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر اخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية.
واكد كوبلر امله في ان تتجاوز القوى العراقية الخلافات السياسية باسرع وقت ممكن "ولابد من ايجاد مخارج لهذه الازمات في قادم الايام". وشدد على "اهمية عقد المؤتمر الوطني الموسع الذي دعا لانعقاده الطالباني مبديا استعداد الامم المتحدة في طرح المزيد من المشورة والنصح وابداء المساعدة اللازمة لانجاح هذا المؤتمر .
من جانبه شدد النجيفي على ان المؤتمر الوطني هو جزء من الحل وليس الحل كله فلابد من اكمال المسيرة بانجازات جوهرية عديدة في الفترات المتعاقبة من خلال خلق اجواء وارضية مناسبة وملائمة لانجاحه مع الاخذ بجميع الملفات الوطنية العالقة. واكد على ضرورة دعم الامم المتحدة حول اخراج العراق من الفصل السابع والسعي بشكل فعال وجدي لانهاء هذا الملف.
وطالب النجيفي المنظمة الدولية مساعدة العراق في اكمال التحولات الديمقراطية التي لم تكتمل صورتها بعد نتيجة للتعثرات المتعاقبة. واشار الى ان موقع العراق الجغرافي السياسي سيؤثر على السلم العالمي في حالة الاختلال والتأزم فعلى الجميع تدارك خطورة ذلك والتعاطي بأيجابية وبشكل جاد ومثمر لتجاوز وتخطي هذا الوضع الخطير.
ايلاف