درر العراق

الاعلامية سرى كولدان · 8/October/2014

قبل حلول العام الدراسي الجديد بأكثر من اسبوع، بدأت معاناة العوائل العراقية التي تتكرر في كل عام جراء ارتفاع اسعار المستلزمات المدرسية والملابس والأحذية وجميع متطلبات الدوام، هذه الحمى ولدت حالة انذار قصوى، من الحيرة والقلق.
مؤشر وتيرة جشع التجار ارتفع بشكل واضح نهاية شهر رمضان المبارك واستمر في طغيانه حتى في بداية هذا العام الدراسي

ولاسيما في اول اسبوع منه، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما العمل؟ وكيف سيتصرف من له ثمانية اطفال ولا يمتلك وظيفة أو مورد معيشي ثابت؟، انها مشكلة ترهق كاهل العوائل العراقية..
ارتفاع اسعار المستلزمات والقرطاسية وارتفاع اجور النقل وهذه معاناة اخرى تشغل كاهل المواطن العراقي الذي عانى ومازال يعاني.
(القلعة) حاولت من خلال هذا التحقيق تسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال اراء عدد من اولياء أمور الطلبة الذين عبروا عن يأسهم من جشع التجار واصحاب المحال وصمت الحكومة.
معاناة كل عام
تقول السيدة أم علاء (35) عامأً، ربة بيت: ان أهم المشاكل التي تواجهنا مع بداية العام الدراسي الجديد والتي تتكرر في مثل هذا الوقت هي ارتفاع اسعار الملابس بصورة خيالية لاسيما متطلبات الدراسة من الحقائب المدرسية والملابس والأحذية، وان أصحاب المحال يرجعون ارتفاع الاسعار الى الاوضاع الأمنية في بعض البلدان من حيث استيراد المواد وارتفاع الدولار، وأنا غير مقتنعة بهذا الادعاء على الاطلاق، وتضيف ان سعر البدلة المدرسية اصبح لا يصدق ولا نستطيع شراء اكثر من بدلتين لبناتنا الاربعة بسبب امكانياتنا المادية المتدهورة التي لا تتمكن اصلاً من شراء المتطلبات المدرسية من احذية وحقائب وقرطاسية.
أما ام حسين/ موظفة فتقول: قبل حلول العام الدراسي الجديد أعدت العوائل العراقية ميزانية خاصة لشراء الملابس الجديدة والمستلزمات المدسية والقرطاسية، واضافت، أنا أم لخمسة اطفال لكني لم استطيع ارضاء اطفالي لعدم قدرتي أنا وزوجي على شراء هذه الملابس والمستلزمات الخاصة بالمدرسة لأن ذلك يحتاج الى مبلغ يسد احتياجات العائلة لفترة شهر، علماً أن رمضان والعيد لم يبقي لدينا مبلغ يكفي لشراء المستلزمات المدرسية، ونحن بذلك نناشد الحكومة عدم تكرار ارتفاع الاسعار بمثل هذا الوقت الذي يتزامن فيه رمضان والعيد والمدرسة وما هو الحل؟..
المواطن جاسم جميل/ متقاعد.. أكد ان ارتفاع اسعار المستلزمات المدرسية لاسيما الملابس والحقائب والأحذية أربك المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وجعلهم يتفرجون من بعيد على الجيوب المرتفعة وهم يشترون لأولادهم اجمل الثباب وأروع الملابس والأحذية، ونحن المتقاعدين ننظر الى البرلمان الذي يصدر قوانين بحق المتقاعدين الذين يستلمون رواتبهم كل ثلاثة أشهر والبعض شهرين وبهذه الفترة نقول متى نشتري لاولادنا ا لاحتياجات الخاصة بالمدرسة في ظل الظروف وارتفاع الاسعار في كل المواد الموجودة في الاسواق والله هو المعين.
السيدة ام صادق قالت: ان سوق القرطاسية شهدت خلال هذه الايام قبل بدء العام الدراسي الجديد اقبالاً لا نضير له من قبل العوائل العراقية التي لديها أولاد وبنات في سن المدرسة الابتدائية والمتوسطة، يقتنون حاجياتهم بطرق متفاوتة فمنهم من يساوم على السعر المرتفع ومنهم من يشتري فورأً ويعود الى البيت مسرعاً خوفاً من تجمعات الناس وامكانية استهدافهم من قبل الارهابيين.
وتقترح ام صادق، ان تقوم الحكومة بانشاء مجمعات تجارية في كل مدينة تبيع المنتوجات المحلية باسعار رمزية، حتى يتمكن المواطنون البسطاء من اصحاب الدخل المحدود من اقتناء ملابس تليق باولادهم وبناتهم، وردع التجار واصحاب المحال الذين اتخذوا من الطمع والجشع شعارين رئيسيين لعملهم.
آراء البائعين

ذكر جبار محمد/ صاحب محل لبيع الملابس المدرسية ان كمية البضائع التي يبيعها خلال الموسم الدراسي تعادل ما يبيعه خلال اشهر عديدة موضحاً: ان ارتفاع اسعار ملابس الاطفال الاجنبية مثلاً يختلف من حيث المناشئ ونوعية الاقمشة الحجم يقابله رخص اسعار الملابس المحلية التي تتراوح سعر القطعة منها بين (8-12) ألف دينار وحسب نوعية القماش، وعلى المواطن ان يختار ما يناسبه وفق امكانياته ومدخولاته المالية.
واشار هادي اسماعيل/ صاحب محل ملابس في سوق الشورجة (جملة ومفرد) الى وجود بضائع جيدة يختارها التجار المستوردة بعناية من المنشأ وهي ات اسعار يعتبرها المواطن البسيط غالية الثمن، اما البضائع المتوسطة الجودة فيكون ثمنها مقبولاً وأتمنى ان تعود الصناعة الوطنية التي ظلت لسنوات طويلة رمزاً من رموز الجودة، ويضيف ان ارتفاع اجور نقل البضائع يسهم بشكل كبير في ارتفاع السعر النهائي الذي يباع الى المستهلك وهذا ما يرهق العوائل التي تمتلك اكث من ثلاثة او اربعة ابناء في المدرسة.
الموظف حميد مجيد قال: ان الاشهر الماضية تختلف عن بقية الاشهر الذي صادف فيه شهر رمضان وقبل حلول شهر رمضان المبارك اعطت دوائر الدولة رواتب الى جميع موظفيها قبل نهاية الشهر بنصف الشهر فقد اثر سلباً على الوضع المادي بســبب شراء ملابس العيد وبعد ذلك استمرت الحالة الى قرب حلول بدء العام الدراسي الجديد فقد بدأت ملامح الارتفاع التدريجي في ضغط الدم والتي تتكرر الحالة في كل عام بمثل هذا الوقت من ارتفاع اسعار المستلزمات المدرسية وهذه الحمى ولدت حالة انذار لنا وحيرة وقلق واصبحت هذه الايام جيوبنا خالية وارتفاع الاسـعار قاتلة فأين يذهب المواطن وهو لايملك بعض النقود واليوم ننظر الى الشهر متى ينتهي حتى يفرح اولادنا والحمد لله.