للأبداع صور كثيرة تجلت في المبدعين, و كل حسب مجاله و إبداعه فتارة يكون الأبداع ملكة ترسخت في صاحبها و تارة تكون تعلم تعلمها صاحبها و أتقن قواعدها
و ما رأيت الا الابداع في بعض الاصدقاء هنا فلأجل المبدعين و لكي نعرف ما هو الأبداع
لكم هذه الكلمات
الإبداع
تذكر في تحديد الإبداع، أو الإبداعية Creativity لدى الإنسان تعريفات متعددة في الدراسات النفسية والنقطة المشتركة بين هذه التعريفات الإشارة إلى «خاصة الإبداع» أو «القدرة على الإبداع»، وإلى وجودها لدى الأشخاص المبدعين بوجه خاص. وتكون هذه القدرة من مستويات متعددة، وتبدو في أشكال من السلوك المبدع، وفي مقدمة ما يشمله هذا السلوك: التأليف والتخطيط والاستنباط والاختراع.
فإذا وضع الإبداع موضع التحليل من حيث ما يشمله من نشاط مبدع أمكن القول إنه القدرة على حسن تفهم علاقات قديمة في خبرة الشخص، وتصور أو استنباط علاقات جديدة، والانتهاء من الاختيار والتمييز بين الإمكانات المتعددة إلى حلول مبتكرة وذات معنى لمسألة أو موضوع. ويحتمل في هذا الموضوع أن يكون فكرياً أو أن يكون متصلاً مباشرة بما هو مادي. من هذه الزاوية تبدو هذه القدرة في نوع الانفكاك في منظومات فكرية سابقة أخذت صيغة جديدة تنطوي على الأصالة وتوصف بالإبداع أو الابتكار.
الاهتمام بالإبداع:
إن المبرزين في مختلف ميادين الأعمال كانوا دوماً موضع تقدير الناس واهتمامهم. إلا أن دراسات غالتون Galton في إنكلترة عام 1869 كانت في مقدمة ما لفت أنظار العلماء إلى العباقرة والبحث في مكونات عبقريتهم. لم يحاول غالتون جدياً فهم العمليات العقلية الموجودة في إبداع العباقرة لأفكارهم الجديدة، بل اتجه بدراساته نحو محدِّدات الإبداع الوراثية.
ولقد اهتم ـ أكثر من اهتم ـ بدراسة الأسر التي أنتجت العباقرة وبصلات القربى فيها. ثم أصبحت دراساته من «كلاسيكيات» علم الوراثة وإن لم يتوصل إلى تعيين ماهية الإبداع وكيفية توارثه.
على أن دراسات علم النفس للذكاء والمتفوقين فيه [ر. الذكاء وقياسه]، والموهوبين منهم بوجه خاص، واستعمال طرائق علمية مبتكرة في ذلك، مثل التحليل العاملي، هي التي يسّرت لعلماء النفس في النصف الثاني من القرن العشرين فهم الإبداع وتحديد عوامله وروزه والاهتمام بالكشف عنه وتربيته.
ومن الممكن القول أن النصف الأول من القرن العشرين يتصف باهتمام خاص يتجه نحو الذكاء وروزه، وفهم طبيعته، وظهور روائز الذكاء الأولى وتطورها وانتشارها، في حين أن النصف الثاني منه يتصف بالاهتمام المتجه نحو الإبداع وروزه والمبدعين وتربيتهم بغية الوصول إلى مزيد من إنماء إبداعهم والإفادة من مواهبهم.
ويعدّ عام 1950 نقطة تحول في دراسة الإبداع وفهمه. والعوامل في ذلك كثيرة بينها آثار الحرب ودراسات الذكاء.
فقد استدعت الحرب العالمية الثانية بذل جهود عظيمة للاختراع والتجديد والابتكار في مختلف ميادين الحياة، ولاسيما ما اتصل منها بأدوات الحرب والقتال. وكان بين ما وقع في ذروة المخترعات القنبلة الذرية وما إليها من أسلحة الدمار الهائلة. وبعد انتهاء الحرب وحلول السلام بدأ عصر الفضاء، وذلك حين أطلق الروس قمرهم الصناعي الأول «سبوتنك» ثم تصاعد السباق بين الدولتين العظميين، ولحقت بهما دول أخرى، وظهرت الصواريخ وأشكال الحاسوب وتقنياته، وبرز تطور كبير وسريع في كل هذه المجالات. وكان مما لحق بذلك كله ازدياد الطلب على المبدعين والمخترعين والكاشفين، كما ازداد الإلحاح على علماء النفس والتربية للكشف عن المبدعين ومميزاتهم، ودراسة الإبداع وعوامله وتربيته، وتهيئة المبدعين للإفادة منهم في مختلف ميادين العلم والعمل وتقنياته.
هذه الحلقة الأولى من الابداع فللحديث بقية تأتي لاحقا بموضوع جديد.
شكرا