ترهّل الجلد بعد اتّباع حمية أو نظام غذائي ما مشكلة شائعة جدّاً، لدى الرجال والنساء على السواء. وإلى جانب العديد من العوامل الأخرى، مثل التبغ والتلوّث البيئي والتقدّم في العمر والتعرّض المفرط للشمس والعوامل الوراثية وتغيّر الهرمونات، يتعرّض الجلد إلى الترهّل بشكل سريع أو حادّ.
ما هي آليّات ترهّل الجلد بعد فقدان الوزن؟
يظهر ترهّل الجلد بعد فقدان الوزن في حالتين: إمّا أن يحدث بعد حمية اليويو (أي اتّباع حمية صارمة، ثمّ الانقطاع عنها لفترة، والعودة إليها ثانية وهكذا)، أو بعد الفقدان السريع للوزن (بعد الولادة مثلاً)، أو جرّاء تنحيف الجسم بعد اكتساب الكثير من الوزن. ويظهر ذلك على شكل تشقّقات جلديّة، ناتجة عن الإتّساع المفاجئ للألياف المرنة التي تتكوّن منها الأدمة. فالجلد، أكبر عضو في الجسم، يتباعد عن بعضه للحفاظ على دوره كغطاء للجسم. وبالتالي تكوّن التشقّقات الجلديّة والجلد الزائد نتيجة لفقدان الوزن السريع.
تقنيّات إعادة شدّ الجلد
هناك العديد من الأساليب المتاحة لشدّ الجلد، مثل تقنيّة الحقن تحت الجلد Mesolift، والتقشير، وشدّ الوجه بالخيوط، وحقن هيدروكسي أباتيت الكالسيوم Calcium Hydroxyapatite، والتردّدات الراديوية.
1- الشدّ بالحقن تحت الجلد Mesolift أو علاج الميزو Mesotherapy:
هو علاج لمكافحة الشيخوخة ينطوي على حقن الأدمة (الطبقة تحت البشرة) بمزيج مكوّن من الفيتامينات والأحماض الأمينيّة والمعادن والأنزيمات المساعِدة والأحماض النوويّة ومضادّات الأكسدة وحمض الهيالورونيك. كلّ هذه المواد ترطّب وتغذّي الأدمة لكي تنتج المزيد من الكولاجين، المسؤول عن شدّ الجلد.
النتائج: بشرة أكثر ترطيباً وتألّقاً، وبالتأكيد مشدودة أكثر. يمكن تطبيق هذا العلاج على مناطق الوجه، أو أعلى الصدر، أو الجزء الداخلي من الذراعين أو الفخذين، ويتطلّب عدّة جلسات.
2- حمض التريكلوروسيتيك Trichloroacetic Acid:
هو مادّة على شكل محلول سائل، تُستخدم منذ عشرات السنين، يضعها الطبيب على البشرة لإجراء عمليّات تقشير الجلد. يعمل التقشير السطحي بحمض التريكلوروسيتيك، من خلال تقشير الطبقات السطحية للبشرة، كمحفّز قويّ لخلايا الأدمة، التي تسمّى الأرومات الليفيّة، وهي المسؤولة المباشرة عن تصنيع الكولاجين والإيلاستين.
النتائج: بالإضافة إلى شدّ الجلد، يساعد حمض التريكلوروسيتيك على إزالة البقع البنّية والخطوط الرقيقة وتفتيح البشرة. يتمّ تطبيق هذا العلاج على الوجه والعنق وأعلى الصدر، ويمكن استخدامه كوقاية قبل البدء بنظام الحمية الغذائية. يجب إجراء عدّة جلسات، وغالباً ما يبلغ عددها أربعة، للحصول على أفضل نتيجة.
3- شدّ الوجه بخيوط الشدّ القابلة للانحلال:
تتكوّن هذه الخيوط من حمض البوليلاكتيك Polylactic Acid، ويتمّ الربط بينها من خلال مخاريط صغيرة تسمح بتثبيتها داخل الأنسجة تحت الجلد. يضع الطبيب هذه الخيوط تحت التخدير الموضعي بواسطة إبر دقيقة. يطبَّق هذا العلاج على الوجه والعنق، ولكنْ هناك دراسات لمعرفة إمكانيّة تطبيقه على مواضع أخرى، مثل الجزء الداخلي من الذراعين.
النتائج: التأثير المباشر هو شدّ الجلد عن طريق إعادة الهياكل التي هبطت بتأثير الجاذبيّة إلى مكانها. ولكنْ في مرحلة ثانية، يحفّز حمض البوليلاكتيك الخلايا الليفيّة في الأدمة، ما يساعد على استعادة الكولاجين المفقود شهراً بعد شهر. وبالتالي، يتمّ شدّ الجلد تدريجيّاً وطبيعياً. بشكل عام، تدوم هذه النتائج حتّى 18 شهراً.
4- هايدروكسي أباتيت الكالسيوم Calcium Hydroxyapatite:
هي مادّة موجودة في الجسم طبيعيّاً، على شكل بلّورات صغيرة، يتمّ تذويبها في جَلّ أساسه الماء. يُحقن الكالسيوم داخل الأنسجة السطحيّة بواسطة إبر أو أنابيب ناعمة. عندها، يتمّ امتصاص الجَلّ المائي بشكل تدريجي، في حين تقوم جزيئات الكالسيوم بتحفيز إنتاج الكولاجين من قبل الخلايا في الأدمة، من أجل شدّ الجلد. ويتمّ تطبيق هذا العلاج على الوجه، إلا أنّ بعض الأطبّاء يستخدمونه للكوعين والركبتين لشدّ هذه المناطق التي غالباً ما تترهّل أكثر.
النتائج: يدوم تأثير هذا العلاج عادةً من 12 إلى 18 شهراً، بحسب الشخص المعالَج.
5- التردّدات الراديويّة:
يتمّ بعث موجة من التردّدات الراديوية مهمّتها تسخين النسيج الجلدي بدرجة حرارة تصل إلى 43 درجة مئوية. يطبَّق هذا العلاج على الوجه وكلّ مناطق الجسم. يختلف عدد الجلسات اللازمة باختلاف الجهاز المستخدَم من قبل الطبيب (عادةً من جلسة إلى 6 جلسات).
النتائج: لهذا التسخين، الأكبر عند مستوى الأدمة، نتيجتان: الأولى، حيث تتعرّض أنسجة الكولاجين، تحت تأثير الحرارة، إلى التقلّص، ما يسمح بإعادة شدّ الجلد، وبالتالي تخفيف الترهّل؛ الثانية، على مستوى الأنسجة،
حيث يتمّ تصنيع الكولّاجين من قبل الخلايا الموجودة في الأدمة، التي يكون قد تمّ تحفيزها جرّاء الحرارة. وبالتالي تصبح الأدمة أكثر كثافة والجلد مشدوداً أكثر. تجدر الإشارة إلى أنّ التردّدات الراديويّة فعّالة أيضاً لمعالجة السيلوليت من نوع جلد البرتقال.
إرفاق الوسائل الطبّية بأسلوب حياة متوازن
من الأمور التي تساعد على إنجاح هذه الأساليب الطبّية التجميلية اتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام واستخدام مستحضرات العناية والحفاظ على التوازن الهرموني.