الجمهوريّة الإيطاليّة (بالإيطالية: Repubblica Italiana) هي دولة تقع جزئيًا في جنوب أوروبا في شبه الجزيرة الإيطالية وأيضًا على أكبر جزيرتين في البحر الأبيض المتوسط: صقلية وسردينيا. تشترك إيطاليا في الحدود الشمالية الألبية مع فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا. بينما يوجد داخل الأراضي الإيطالية دولتان مستقلتان هما مكتنفا سان مارينو ومدينة الفاتيكان، كما يوجد مكتنف كامبيوني ديتاليا في سويسرا. تغطي الأراضي الإيطالية مساحة 301,338 كم2 وتتأثر بمناخ موسمي معتدل. يسكن البلاد 60.2 مليون نسمة وهي سادس دولة من حيث عدد السكان في أوروبا، وتحل في المرتبة 23 بين الدول الأكثر سكانًا في العالم.
كانت الأراضي المعروفة اليوم باسم إيطاليا مهد الثقافات والشعوب الأوروبية مثل الإتروسكان والرومان. كما كانت العاصمة الإيطالية روما لقرون عديدة المركز السياسي للحضارة الغربية باعتبارها عاصمة للإمبراطورية الرومانية. بعد تراجع الإمبراطورية تعرضت إيطاليا لغزوات من قبل شعوب أجنبية من القبائل الجرمانية مثل القوط الشرقيين واللومبارديين وشعب النورمان في وقت لاحق والبيزنطيين وغيرها. وبعد عدة قرون أصبحت إيطاليا مهد النهضة [6] التي كانت حركة فكرية مثمرة جدًا أثبتت قدرتها على تشكيل مسار الفكر الأوروبي لاحقًا.
خلال أغلب تاريخ البلاد ما بعد الحقبة الرومانية، كانت إيطاليا مجزأة إلى العديد من الممالك ودول المدن (مثل مملكة سردينيا ومملكة الصقليتين ودوقية ميلانو)، ولكن البلاد توحدت في عام 1861 [7] بعد فترة مضطربة في تاريخها تعرف باسم "إعادة الولادة". من أواخر القرن التاسع عشر وخلال الحرب العالمية الأولى حتى الحرب العالمية الثانية تحولت إيطاليا إلى إمبراطورية استعمارية حيث امتد حكمها إلى ليبيا وإريتريا وقسم من الصومال وإثيوبيا وألبانيا ورودوس ودوديكانيسيا، وحصلت على امتياز في تيانجين في الصين.[8]
إيطاليا الحديثة جمهورية ديمقراطية. تصنف في المرتبة 18 عالميًا من بين الدول الأكثر تقدمًا، [9] كما صنفت حيث يحتل معدل جودة الحياة فيها إحدى المراكز العشرة الأولى في العالم.[10] تتمتع إيطاليا بمستوى معيشة عال جدًا، وهي ذات ناتج محلي إجمالي اسمي عال للفرد.[11][12] إيطاليا دولة عضو مؤسس في ما يعرف الآن بالاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي. كما أنها عضو في مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين. الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للبلاد هو السابع عالميًا بينما يحل الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية) في المرتبة العاشرة.[12] كما تمتلك خامس أكبر ميزانية حكومية في العالم.[13] هي أيضًا دولة عضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية ومجلس أوروبا واتحاد أوروبا الغربية. ميزانية الدفاع الإيطالية هي التاسعة عالميًا كما تساهم في خطة المشاركة النووية التابعة للناتو.
تلعب إيطاليا دورًا عسكريًا وثقافيًا ودبلوماسيًا بارزًا في أوروبا والعالم، كما تساهم في منظمات عالمية مثل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنتدى غلوكال [14] وكلية دفاع الناتو التي تقع مقراتها في روما. نفوذ البلاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي على الساحة الأوروبية جعلها قوة إقليمية كبرى جنبًا إلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا، [15][16][17][18][19] كما صنفت إيطاليا في دراسة حول قياس السلطة في المرتبة الحادية عشرة عالميًا.[20] مستوى التعليم العام في البلاد مرتفع والقوة العاملة وفيرة [21] وهي أمة معولمة [22] كما تمتلك سادس أفضل شهرة عالمية عام 2009 [23] وتحل في المرتبة التاسعة عشر من حيث متوسط الأعمار المتوقع.[24] كان نظام الرعاية الصحية يحتل المرتبة الثانية في العالم، خلال عام 2000، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية.[25][26] كانت إيطاليا خامس دولة من حيث عدد الزوار في عام 2007، مع ما يزيد على 43.7 مليون زائر دولي.[27] تزخر البلاد بتقاليد عريقة في مجال الفنون والعلوم والتكنولوجيا بما في ذلك أكبر عدد لمواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو (44).[28][29]
محتويات
- 1 أصل التسمية
- 2 التاريخ
- 2.1 عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة
- 2.2 العصور الوسطى
- 2.3 النهضة
- 2.4 الهيمنة الخارجية وعصر التنوير
- 2.5 توحيد إيطاليا والعهد الملكي
- 2.6 الجمهورية الإيطالية
- 3 الجغرافيا
- 3.1 التضاريس
- 3.2 النشاط البركاني
- 3.3 المناخ
- 3.4 الطبيعة
- 4 الحكومة والسياسة
- 4.1 القانون
- 5 العلاقات الخارجية
- 6 الجيش
- 6.1 القوة البرية
- 6.2 القوة البحرية
- 6.3 القوة الجوية
- 6.4 قوات الدرك
- 7 التقسيمات الإدارية
- 8 الديموغرافيا
- 8.1 السكان
- 8.2 المدن والمناطق الحضرية
- 8.2.1 تقديرات مستقلة للمناطق الحضرية
- 8.3 الهجرة
- 8.4 الشتات الإيطالي
- 8.5 الأقليات العرقية ولغات الأقليات المعترف بها
- 9 اللغة
- 9.1 اللغة الإيطالية
- 9.2 اللهجات واللغات الأخرى
- 10 الدين
- 10.1 المسيحية
- 10.1.1 الرومانية الكاثوليكية
- 10.1.2 الطوائف المسيحية الأخرى
- 10.2 الديانات الأخرى
- 11 الجريمة
- 12 الاقتصاد
- 12.1 السياحة
- 12.2 البنية التحتية
- 12.3 الصادرات
- 13 الخدمات العامة
- 13.1 الرعاية الصحية
- 13.2 التعليم
- 13.3 الاتصالات والإعلام
- 14 المجتمع
- 14.1 الطبقات الاجتماعية والحقوق
- 14.2 الحياة اليومية والترفيه
- 14.3 التقاليد وآداب المائدة
- 14.4 الأعياد والعطل الرسمية
- 15 البيئة
- 16 الثقافة
- 16.1 الفنون
- 16.1.1 العمارة
- 16.1.2 الفن المرئي
- 16.1.3 الأدب
- 16.1.4 المسرح
- 16.1.5 الموسيقى
- 16.1.6 السينما
- 16.2 العلوم والتقنية
- 16.3 الرياضة
- 16.4 الموضة
- 16.5 التصميم
- 16.6 المطبخ
- 17 التصنيفات الدولية
- 18 المراجع
- 19 وصلات خارجية
أصل التسمية
التسمية "إيطاليا" أصلها لاتيني "إيتاليا" (تلفظ [iˈtaːlja]). أما مصدر التسمية اللاتينية فهو غير مؤكد. وفقًا لأحد التفسيرات الأكثر شيوعًا فإن التسمية مستعارة من الإغريقية من الاسم الأوسكاني "فيتيليو" - Víteliú والتي تعني "أرض الماشية اليافعة" (باللاتينية: vitulus)، أو "عجل" (بالأومبرية: vitlo). كان الثور رمزًا لقبائل جنوب إيطاليا وكان يصور في كثير من الأحيان ناطحًا الذئب الروماني كرمز تحدي لحرية إيطاليا خلال الحروب السامنية.
أطلق الاسم إيطاليا في الأصل على جزء مما هو الآن جنوب إيطاليا، ووفقًا لأنطيوخس السيراكيوزي فهذا الجزء كان القسم الجنوبي من شبه جزيرة بروتيوم (كالابريا حاليًا). كانت تسمية اينوتريا مرادفة لإيطاليا آنذاك، كما انطبق الاسم على معظم لوكانيا. أطلق الإغريق اسم "إيطاليا" تدريجيًا على منطقة أوسع، ولكن التسمية لم تشمل كامل شبه الجزيرة حتى زمن الفتوحات الرومانية.
التاريخ
مقالة مفصلة: تاريخ إيطاليا
عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة
مقالات مفصلة: إيطاليا ما قبل التاريخ
روما القديمة
الامبراطور أغسطس الذي حكم من 16 يناير سنة 27 ق.م إلى 19 أغسطس سنة 14م.
أظهرت الحفريات في جميع أنحاء إيطاليا أن الإنسان الحديث استوطن هذه المنطقة في فترة العصر الحجري القديم، أي منذ حوالي 200,000 سنة مضت. في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد تأسست المستعمرات اليونانية على طول ساحل صقلية وعرف الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية باسم "ماغنا غراسيا" (باليونانية: Μεγάλη Ἑλλάς) أو اليونان الكبرى.
كانت روما القديمة في البداية مجتمعًا زراعيًا صغيرًا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، لكنها نمت على مر القرون لتصبح إمبراطورية هائلة تسيطر على كامل حوض البحر الأبيض المتوسط وبالتالي دمجت الحضارتين الإغريقية والرومانية في حضارة واحدة. كانت هذه الحضارة بالغة التأثير بالحضارات اللاحقة، حيث لا تزال بعض قوانينها وتنظيماتها الإدارية وفلسفتها وفنونها واضحة المعالم في نظيرتها المعاصرة الغربية بشكل خاص، وبالتالي فهي تشكل الأرضية التي تقوم عليها الحضارة الغربية.
خلال وجودها الذي دام 12 قرنًا، تحولت روما من مملكة إلى جمهورية وأخيرًا إلى دولة استبدادية، قبل أن تدخل في تراجع مطرد منذ القرن الثاني الميلادي، ثم تنقسم إلى شطرين عام 285م: الإمبراطورية الرومانية الغربية والإمبراطورية البيزنطية في الشرق. انهار الجزء الغربي تحت ضغط غارات القوط في نهاية المطاف، وترك شبه الجزيرة الإيطالية مقسمًا إلى ممالك صغيرة مستقلة ودول مدن متناحرة خلال القرون الأربعة عشر القادمة، فكان من نتيجة ذلك أن أصبح الشطر الشرقي الوريث الوحيد للتركة الرومانية.
العصور الوسطى
إيطاليا في العصور الوسطى
التاج الحديدي الذي ارتداه ملوك لومبارديا.
في القرن السادس الميلادي استعاد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول إيطاليا من القوط الشرقيين. لكن موجة الهجمات الجرمانية الجديدة التي شنها اللومبارديون حكمت على محاولاته لإعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية الغربية بالفشل، لكن بالمقابل أدت تداعيات فشله، في القرون الثلاث عشر المقبلة، لظهور دول قومية جديدة في الأراضي شمال جبال الألب، حيث كان المشهد السياسي الإيطالي خليطًا من الدول المدن المتناحرة والغزو الأجنبي والاستبداد المحلي.
لقرون عدة خلفت جستنيان قادت إكسرخسية رافينا جيوش خلفائه في إيطاليا وشكلت قوة متماسكة في الشؤون الإيطالية - قوية بما فيه الكفاية لمنع قوى أخرى مثل العرب والإمبراطورية الرومانية المقدسة والبابوية من إقامة مملكة موحدة في إيطاليا ولكنها أضعف من أن توحد المنطقة.
شبه الجزيرة الإيطالية في سنة 1494: مقسمة إلى عدد من الولايات والمدن الدول والإمارات.
سقطت الأراضي الإيطالية في النهاية تحت حكم الإمبراطوريات المجاورة بسبب تضارب المصالح والتنازع الداخلي ودامت كذلك حتى القرن التاسع عشر. شهدت المنطقة صعود السنيوريات والبلديات بسبب هذا الفراغ في السلطة، وفي ظل ظروف الفوضى التي سادت دول المدن الإيطالية في العصور الوسطى في كثير من الأحيان، تطلعت الشعوب إلى رجال تستعيد النظام وتنزع سلاح النخب المتصارعة. في أوقات الأزمات أو الفوضى، عرضت المدن سيادتها على أفراد نظر إليهم على أنهم أقوياء بما يكفي لإنقاذ الدولة وأبرزهم عائلة ديلا سكالا في فيرونا وفيسكونتي في ميلانو وميديشي في فلورنسا.
اشتهرت إيطاليا خلال هذه الفترة بالجمهوريات التجارية. حكمت هذه الدول المدن طبقة أوليغاركية من التجار ازدهرت في ظلها بوجود حرية نسبية النهضة الأكاديمية والفنية. كانت هناك أربع جمهوريات بحرية تقليدية في إيطاليا هي البندقية وجنوة وبيزا وأمالفي. كانت كل من البندقية وجنوة بوابتا أوروبا على التجارة مع الشرق حيث كانت الأولى تصدر الزجاج البندقي الشهير بينما كانت فلورنسا عاصمة تجارة الحرير والصوف والمجوهرات والأعمال المصرفية. ساهمت الجمهوريات البحرية بشكل كبير في الحملات الصليبية، مستفيدة من الفرص السياسية والتجارية الجديدة، والتي كان أبرزها حملة الاستيلاء على القسطنطينية وزارا التي مولتها البندقية.
خلال أواخر العصور الوسطى قسمت إيطاليا إلى ولايات ودول مدن أصغر حيث سيطرت مملكة نابولي على الجنوب، وجمهورية فلورنسا والولايات البابوية على المركز، وجنوة وميلانو في الشمال والغرب، والبندقية في الشرق.
النهضة
النهضة الإيطالية
لوحة مولد فينوس لبوتيتشيلي في أوفيزي في فلورنسا.
سمحت البنية السياسية الفريدة من نوعها في إيطاليا في أواخر العصور الوسطى والمناخ الاجتماعي الحيوي والتجارة المزدهرة بنمو ثقافي فريد. لم تستعد إيطاليا أبدًا وحدة ترابها كما كانت أيام الإمبراطورية الرومانية وظلت مقسمة طوال العصور الوسطى إلى دويلات مدن صغيرة حيث سيطرت مملكة نابولي على الجنوب، وجمهورية فلورنسا والولايات البابوية على وسط إيطاليا، وكان لكل من جنوة وميلانو الشمال والغرب، بينما كان الشرق من نصيب البندقية.
كانت إيطاليا في القرن الخامس عشر إحدى أكثر المناطق تحضرًا في أوروبا. يتفق معظم المؤرخون على أن الأفكار التي اتسم بها عصر النهضة والمدافعون الأوائل عنها وأنصارها تعود أصولهم إلى أواخر القرن الثالث عشر في فلورنسا أو ما حولها فضلًا عن غيرها من دول المدن المتنافسة. ظهرت خلاصة النهضة في كتابات دانتي أليغييري (1265-1321) وفرانشيسكو بترارك (1304-1374) وبوكاتشيو فضلًا عن لوحات الرسامين الكبار وبداية مع جيوتو دي بوندوني (1267-1337). كان عصر النهضة فترة مهمة للغاية في التاريخ الإيطالي وفي التاريخ الأوروبي، حيث ظهرت خلاله العديد من الإصلاحات السياسية والفلسفية والأدبية والثقافية والاجتماعية والدينية.
تمثال داوود من صنع ميكيلانجيلو، رمز لعصر النهضة الإيطالية (أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا).
سمي عصر النهضة بهذا الاسم لأنه كان "نهضة" من الأفكار التقليدية الكثيرة التي كانت قد دفنت منذ أمد بعيد في الفصول القديمة. يمكن للمرء أن يجادل بأن وقود هذه الولادة الجديدة كان إعادة اكتشاف النصوص القديمة التي كانت الحضارة الغربية قد "أضاعتها" تقريبًا، ولكن تم الحفاظ عليها في بعض المكتبات الرهبانية أو المكتبات الخاصة بالعائلات الحاكمة. بينما يجادل البعض الآخر بأن ترجمة النصوص اليونانية والعربية من العالم الإسلامي إلى اللاتينية في إيطاليا، هي ما ساهم في النهضة الإيطالية والأوروبية. أيًا كان السبب فإن معظم هذه المخطوطات كان إما في شبه الجزيرة الإيطالية أو في اليونان ونقلت إلى إيطاليا في القرون التي سبقت عصر النهضة من قبل الإيطاليين أنفسهم (من قبل التجار الذين سافروا بشكل منتظم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك اليونان) والروم البيزنطيين الذين فروا إلى إيطاليا هربًا من الزحف العثماني في القرن الخامس عشر وخاصة بعد سنة 1453 وسقوط القسطنطينية. هاجر هؤلاء البيزنطيون حاملين في بعض الأحيان مخطوطات ثمينة ومعارفهم (اليونانية واليونانية القديمة) وساهموا بشكل حاسم في النهضة الإيطالية أثناء تثبيت وجودهم في البلاد.
جاب باحثوا عصر النهضة مثل نيكولو دي نيكولي وبوجيو براشيوليني المكتبات بحثًا عن أعمال المؤلفين الكلاسيكيين مثل أفلاطون وشيشرون وفيتروفيوس، فانتشرت الأعمال القديمة اليونانية والهلنستية لكتاب مثل أفلاطون وأرسطو وإقليدس وبطليموس والعلماء المسلمين في العالم المسيحي ووفرت مواد فكرية جديدة للباحثين الأوروبيين.
خلف الموت الأسود في عام 1348 بصماته في إيطاليا حيث قضى على ثلث السكان. رغم ذلك فإن التعافي من تلك الكارثة أدى إلى تنشيط المدن والتجارة والاقتصاد مما حفز إلى حد كبير المرحلة التالية من الإنسانية والنهضة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر عندما عادت إيطاليا مرة أخرى لتكون مركز الحضارة الغربية التي أثرت بقوة على الدول الأوروبية الأخرى بوجود بلاط إستي الملكي في فيرارا ودي ميديشي في فلورنسا.
أصبحت فلورنسا مركز عصر النهضة الإيطالية الرئيسي، حيث عمل العديد من الفنانين مثل ميكيلانجيلو وليوناردو دا فينشي وساندرو بوتيتشيلي في المدينة، كذلك ازدهر اقتصاد المدينة، ووفقًا للموسوعة البريطانية كانت فلورنسا بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر واحدة من أعظم مدن أوروبا ووصفت المتاحف والكنائس والقصور العديدة مثل قصري بيتي وأوفيزي بأنها أعمال فنية بحد ذاتها.
تأثرت روما أيضًا بشكل خاص بعصر النهضة. حيث غيرت هذه الفترة الإصلاحية من وجه المدينة بشكل كبير مع أعمال مثل بييتا لميكيلانجيلو وجدارية شقة بورجيا. وصلت روما ذروة روعتها تحت حكم البابا يوليوس الثاني (1503-1513) وخلفائه لاون العاشر وكليمنس السابع وكلاهما من عائلة ميديشي. خلال العشرين عامًا هذه، استحالت روما إحدى أكبر المراكز الفنية في العالم. أعيد بناء كاتدرائية القديس بطرس القديمة التي بناها الإمبراطور قسطنطين العظيم بشكل رئيسي من قبل ميكيلانجيلو، الذي أصبح أحد أكثر الرسامين شهرة في إيطاليا من خلال اللوحات الجدارية في الكنيسة النيكولينية وفيلا فارنيسينا وغرف رافائيل بالإضافة إلى العديد من اللوحات الشهيرة الأخرى. بدأ ميكيلانجيلو زخرفة سقف كنيسة سيستينا ونحت تمثال موسى الشهير لضريح يوليوس. خسرت روما في إطار هذه الحملة ولو جزئيًا طابعها الديني لتصبح على نحو متزايد مدينة النهضة الحقيقية بظهور عدد كبير من الأعياد الشعبية وسباقات الخيول والأحزاب والمكائد وحلقات الفجور. ازدهر اقتصادها بوجود العديد من المصرفيين التوسكان بما في ذلك أغوستينو شيجي الذي كان صديقًا لرافائيل وراعيًا للفنون. قبل وفاته المبكرة عزز رافائيل لأول مرة فكرة المحافظة على الآثار القديمة.
الهيمنة الخارجية وعصر التنوي
الحروب الإيطالية
خريطة تظهر حدود أوروبا الغربية بعد معاهدة أوترخت وراشتات.
بعد قرن من الزمان نجحت فيه الدول والإمارات الإيطالية في الحفاظ على استقلال نسبي وعلى توازن القوى في شبه الجزيرة، افتتح الملك الفرنسي شارل الثامن في 1494 سلسلة غزوات دامت حتى منتصف القرن السادس عشر حيث تنافست فرنسا وإسبانيا لحيازة هذا البلد. في نهاية المطاف هيمنت إسبانيا (معاهدة كاتو - كامبراسيس في سنة 1559 اعترفت بسيطرة الإسبان على دوقية ميلانو ومملكة نابولي) لما يقرب من قرنين على إيطاليا.
أدى التحالف المقدس بين إسبانيا هابسبورغ والكرسي الرسولي إلى اضطهاد منهجي لأي حركة بروتستانتية وكانت النتيجة بقاء إيطاليا دولة كاثوليكية بوجود بروتستانتي هامشي. خلال حكمها الطويل لإيطاليا نهبت الإمبراطورية الإسبانية البلاد بشكل منتظم وفرضت الضرائب الثقيلة. كما تدخلت في أمور الفاتيكان وأحكمت قبضتها على شؤونه. علاوة على ذلك كانت الإدارة الإسبانية بطيئة وغير فعالة ودامت آثارها الاجتماعية حتى العصر الحالي في جنوب إيطاليا، حيث كان الحكم الإسباني فعالًا.
خلال القرن الثامن عشر، كانت إيطاليا أحد المراكز الرئيسية للجولة الكبرى الأوروبية التي كان يقوم بها الأرستقراطيون الأجانب لزيارة الفن والثقافة الإيطالية.
خلفت النمسا إسبانيا في الهيمنة على إيطاليا بعد معاهدة أوترخت (1713) بعد أن حصلت على دولة ميلان ومملكة نابولي. أدت الهيمنة النمساوية وذلك بفضل التنوير الذي تبناه أباطرة هابسبورغ إلى تحسين الوضع إلى حد ما، فحصل الجزء الشمالي من إيطاليا الواقع تحت السيطرة المباشرة لفيينا على نشاط اقتصادي وتحفيز فكري، وأصبحت المدن الإيطالية الرئيسية مثل ميلانو وروما وتورينو والبندقية وفلورنسا ونابولي أرضًا خصبة للنقاش الفكري، حيث نشط العديد من الفلاسفة الطليان والشخصيات الأدبية في ذلك الوقت مثل سيزاري ميلانو، ماركيز بكاريا - بونسانا المعروف باسم سيزاري بيكاريا وأنطونيو جينوفيزي. كذلك ألغى ليوبولد الأول دوق توسكانا الكبير، والمعروف أيضًا باسم ليوبولد الثاني من الإمبراطورية الرومانية المقدسة عقوبة الإعدام والتعذيب في دوقية توسكانا.
كانت إيطاليا في القرن الثامن عشر محطة مهمة في الجولة الكبرى الأوروبية وهي الفترة التي جال فيها الأرستقراطيون الأجانب ومعظمهم من البريطانيين فرنسا وإيطاليا واليونان لزيارة وتقدير الفنون والثقافات والآثار في تلك البلاد. مع اكتشاف آثار بومباي وهركولانيوم عام 1748 وترميم المعالم الأثرية القديمة في روما جالت شخصيات مثل غوته وشيلي وكيتس وبايرون البلاد، وتحولت بعض المدن مثل روما والبندقية إلى مناطق جذب رئيسية، كما كانت كل من نابولي وفلورنسا وتورينو وصقلية وميلانو إلى حد ما، تحظى بشعبية كبيرة. قال كيتس عنها: "إن إيطاليا هي جنة المنافي".
أثارت الثورة الفرنسية والحروب النابليونية (1796-1815) أفكار المساواة والديمقراطية والقانون والقومية واعتنقها ودعمها العديدون في إيطاليا لاعتقادهم ببناء الوحدة الوطنية في إيطاليا، لكن هذه الوحدة الوطنية أو إنشاء إيطاليا الحديثة لم يتحقق حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ضرب الطاعون البلاد مرارًا وتكرارًا بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، واجتاح الوباء البلاد للمرة الأخيرة خلال سنة 1656 في نابولي. في شمال إيطاليا برز تقرير من عام 1767 بوجود مجاعة في 111 عامًا من أصل 316 سابقة وحصاد 16 موسم جيد. ارتفع تعداد سكان إيطاليا بين عاميّ 1700 و 1800 بحوالي نسبة الثلث إلى 18 مليون نسمة.
توحيد إيطاليا والعهد الملكي
- المملكة الإيطالية
- عملية التوحيد
- إيطاليا في الحرب العالمية الأولى
- الثانية
كان إنشاء مملكة إيطاليا نتيجة لجهود القوميين الإيطاليين والملكيين الموالين لعائلة سافوي لتأسيس مملكة متحدة تضم كامل شبه الجزيرة الإيطالية. اندلعت أولى الحروب ضد النمسا في سياق الثورات الليبرالية لسنة 1848، التي اجتاحت أوروبا لكنها انتهت بالفشل.
قاد جوزيبي غاريبالدي حملة التوحيد في جنوبي إيطاليا حيث كان يحظى بشعبية كبيرة في تلك المنطقة. بينما قادت حكومة النظام الملكي لمملكة سردينيا بيدمونت حركة التوحيد في الشمال الإيطالي بقيادة كاميلو بينزو، كونت كافور. نجحت المملكة في تحدي الإمبراطورية النمساوية في حرب الاستقلال الإيطالية الثانية بمساعدة من نابليون الثالث محررة في نهاية الحرب لومبارديا وفينيشيا. كانت تورينو عاصمة للدولة الحديثة ولكن في عام 1865 نقلت العاصمة إلى فلورنسا.
جوزيبي غاريبالدي قائدًا لحملة الألف.
في عام 1866، صف فيكتور عمانوئيل الثاني مملكته في صف مملكة بروسيا خلال الحرب البروسية النمساوية وشن حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة والتي انضمت في نهايتها البندقية إلى المملكة. بحلول عام 1870 ومع تدهور موقف فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية تخلت فرنسا عن مواقعها في روما مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع الدولة البابوية من السيادة الفرنسية. تحقق توحيد إيطاليا أخيرًا بضم روما وبعد ذلك بوقت قصير تم نقل العاصمة الإيطالية من فلورنسا إلى روما. احتفظ بالنظام الملكي وأصبح نظام الحكم برلمانيًا يديره الليبراليون.
تطور شمال إيطاليا وتحول للصناعة والحداثة بينما بقي الجنوب والمناطق الزراعية في الشمال متخلفة وراكدة، مما اضطر الملايين من الناس إلى الهجرة إلى المثلث الصناعي الناشئ أو إلى خارج البلاد. عمم الدستور السرديني ساتوتو ألبرتينو المكتوب عام 1848 ليشمل المملكة بأكملها في عام 1861. ينص الدستور على الحريات الأساسية، ولكن القانون الانتخابي استثنى الفئات غير المالكة وغير المتعلمين من التصويت. في عام 1913 اعتمد الاقتراع العام للذكور. ازدادت قوة الحزب الاشتراكي الإيطالي مما شكل تحديًا للمنظمات الليبرالية التقليدية والمحافظة. بلغت ذروة الهجرة من إيطاليا عام 1913 عندما غادر البلاد 872598 شخص.
تحولت إيطاليا إلى قوة استعمارية في العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر حيث سيطرت على الصومال وإريتريا وليبيا ودوديكانيسيا. خلال الحرب العالمية الأولى التزمت إيطاليا في البداية الحياد ولكنها وقعت في عام 1915 اتفاقية لندن ودخلت كتلة الوفاق الثلاثي بناء على وعد بالحصول على ترينتو وترييستي واستريا ودالماسيا وأجزاء من الدولة العثمانية. فقدت إيطاليا خلال الحرب 600,000 من الإيطاليين وانهار الاقتصاد. بموجب معاهدة السلام في سان جيرمان حصلت إيطاليا فقط على مقاطعة بولسانو وترينتو وترييستي واستريا في انتصار وصفه العامة بأنه "مشوه".
طابع بريدي فاشي من سنة 1934 يروج لمعرض الفن الاستعماري.
أدت الاضطرابات التي أعقبت دمار الحرب العالمية الأولى إلى انتشار الفوضى مستوحاة من الثورة الروسية. أما القوى الليبرالية ولخوفها من ثورة اشتراكية في البلاد بدأت بتأييد الحزب الصغير حينها، وهو الحزب الوطني الفاشي بقيادة بينيتو موسوليني. في أكتوبر 1922 حاول الفاشيون تنفيذ انقلاب (مارسيا سو روما أو الزحف على روما) لكن الملك فيكتور عمانوئيل الثالث أمر الجيش بعدم التدخل وبدلًا من ذلك شكل تحالفًا مع موسوليني. على مدى السنوات القليلة المقبلة حظر موسوليني جميع الأحزاب السياسية قيد الحريات الشخصية وبالتالي تشكلت الدكتاتورية.
في عام 1935 غزا موسوليني إثيوبيا، فأدى ذلك إلى عزلة البلاد الدولية بالإضافة إلى عوامل أخرى مما أدى نهاية إلى انسحاب إيطاليا من عصبة الأمم. أبرم أول اتفاق مع ألمانيا النازية عام 1936 والثاني عام 1938. كما أيدت إيطاليا فرانكو بقوة في الحرب الأهلية الإسبانية. عارضت إيطاليا ضم أدولف هتلر للنمسا لكنها لم تحاول التدخل، لكنها أيدت ضم ألمانيا لإقليم سوديت.
في 7 أبريل سنة 1939 احتلت إيطاليا ألبانيا والتي كانت محمية إيطالية بحكم الأمر الواقع منذ عقود ودخلت الحرب العالمية الثانية في عام 1940 بعد أن شاركت في المراحل المتأخرة من معركة فرنسا. أراد موسوليني نصرًا سريعًا مثل بليتزكريغ الذي قام به هتلر في بولندا وفرنسا فقام بغزو اليونان في أكتوبر 1940 عن طريق ألبانيا لكنه اضطر للخضوع لهزيمة منكرة بعد بضعة أشهر. في الوقت نفسه وبعد أن نجحت إيطاليا في احتلال الصومال البريطاني في البداية فإنها شهدت هجومًا مضادًا من طرف التحالف فقدت به جميع ممتلكاتها في منطقة القرن الأفريقي. كما هزمت إيطاليا على يد القوات البريطانية في شمال أفريقيا ولم ينقذها شوى التدخل السريع من قبل فيلق أفريقيا الألماني بقيادة إرفين رومل.
اجتاحت جيوش الحلفاء إيطاليا في يونيو 1943 مما أدى إلى انهيار النظام الفاشي واعتقال موسوليني. استسلمت إيطاليا في سبتمبر من عام 1943، لكن البلاد بقيت ساحة معركة لبقية الحرب حيث تقدم الحلفاء من الجنوب بينما حافظ الموالون للنظام الفاشي والنازيون على قواعدهم في الشمال. أصبحت الصورة أكثر تعقيدًا مع نشاط حركة المقاومة الإيطالية. غادر النازيون البلاد يوم 25 أبريل 1945 وانحلت القوات الفاشية الإيطالية في نهاية المطاف. قتل ما يقرب من نصف مليون إيطالي (بما في ذلك المدنيين) بين يونيو 1940 ومايو 1945. شارك ما يقرب من 200,000 شخص في المقاومة بينما أعدم الألمان أو القوات الفاشية 70,000 إيطالي (من المقاومين والمدنيين) لعلاقتهم بالمقاومة.[41] كما توفي ما لا يقل عن 54,000 من أسرى الحرب الإيطاليين في الأسر السوفياتي.
الجمهورية الإيطالية
تاريخ الجمهورية الإيطالية
ألتشيدي دي غاسبيري أول رئيس وزراء إيطالي بعد الحرب العالمية الثانية.
في عام 1946، أجبر أومبرتو الثاني بن فيكتور عمانوئيل الثالث على التنازل عن العرش. أصبحت إيطاليا جمهورية بعد الاستفتاء الذي أجري في 2 يونيو 1946، وهو يوم يحتفل به منذ ذلك الحين كيوم الجمهورية. كانت هذه المناسبة أيضًا هي المرة الأولى في إيطاليا التي منحت فيها المرأة حق التصويت . تمت الموافقة على الدستور الجمهوري ودخل حيز التنفيذ في 1 يناير 1948. بموجب معاهدات باريس للسلام لعام 1947 عادت المنطقة الحدودية الشرقية ليوغوسلافيا وفي وقت لاحق تم تقسيم الأراضي الخالية من ترييستي بين الدولتين.
برزت مخاوف الناخبين الطليان من استيلاء الشيوعيين على السلطة في نتائج الانتخابات الأولى بعد الحرب في 18 أبريل سنة 1948 حيث نجح الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ألتشيدي دي غاسبيري في الانتخابات بنسبة 48% من الأصوات. أصبحت إيطاليا في خمسينيات القرن العشرين عضوًا في حلف شمال الأطلسي وتحالفت مع الولايات المتحدة. ساعدت خطة مارشال في إنعاش الاقتصاد الإيطالي الذي تمتع حتى الستينات بنمو اقتصادي مطرد فيما عرف باسم "المعجزة الاقتصادية". في عام 1957 كانت إيطاليا عضوًا مؤسسًا للمجموعة الاقتصادية الأوروبية والتي أصبحت الاتحاد الأوروبي في عام 1993.
منذ أواخر ستينات وحتى أواخر ثمانينات القرن العشرين، دخلت البلاد في أزمة اقتصادية صعبة وفي سنوات الرصاص، وهي فترة تميزت بانتشار الصراعات الاجتماعية والأعمال الإرهابية من قبل منظمات غير ممثلة في البرلمان. بلغت سنوات الرصاص ذروتها في اغتيال الزعيم الديمقراطي المسيحي ألدو مورو في عام 1978 لتصل "التسوية التاريخية" بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الشيوعي إلى نهايتها. في الثمانينات وللمرة الأولى منذ عام 1945 تشكلت حكومتان بقيادة رئيسين للوزراء لا ينتميان للحزب المسيحي الديمقراطي: هما الجمهوري جيوفاني سبادوليني والاشتراكي بتينو كراكسي بينما حافظ الحزب الديمقراطي المسيحي مع ذلك على كونه القوة الرئيسية الداعمة للحكومة. أصبح الحزب الاشتراكي بقيادة بتينو كراكسي أكثر انتقادًا للشيوعيين والاتحاد السوفيتي حيث نادى كراكسي نفسه لصالح نصب صواريخ بيرشينغ في إيطاليا من طرف إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وهي خطوة عارضها الشيوعيون بشدة.
ماريو مونتي رئيس الوزراء الإيطالي الحالي.
واجهت إيطاليا بين عامي 1992 و 2009 تحديات كبيرة حيث نفر الناخبون من الشلل السياسي الماضي والديون الحكومية الهائلة والفساد واسع النطاق (التي تعرف مجتمعة باسم تانجيتوبولي "مدينة الرشا" والتي كشفتها ماني بوليتي "الأيدي النظيفة")، وطالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية وأخلاقية. شملت الفضائح جميع الأحزاب الكبرى ولا سيما تلك الموجودة في الائتلاف الحكومي: بين عامي 1992 و 1994 وقع الحزب الديمقراطي المسيحي في أزمة شديدة وتم حله وانقسم إلى عدة مجموعات بينما حل الحزب الاشتراكي وغيره من الأحزاب الصغيرة الحاكمة.
جلبت الانتخابات في عام 1994 القطب الإعلامي سيلفيو برلسكوني إلى رئاسة الوزراء. مع ذلك أجبر على التنحي في ديسمبر من ذلك العام عندما سحب حزب رابطة الشمال دعمه. في أبريل 1996 أظهرت نتائج الانتخابات الوطنية فوز تحالف يسار الوسط بقيادة رومانو برودي. أصبحت حكومة برودي الأولى ثالث أطول حكومة تبقى في السلطة قبل أن تخسر الثقة بفارق ضئيل مقداره ثلاثة أصوات في أكتوبر 1998. تشكلت حكومة جديدة بزعامة ماسيمو داليما ولكنه استقال في أبريل من عام 2000.
في عام 2001 نتج عن الانتخابات الوطنية فوز تحالف يمين الوسط بقيادة سيلفيو برلسكوني الذي أصبح رئيسًا للوزراء للمرة الثانية. بقي برلسكوني رئيسًا للوزراء لولاية كاملة مدتها خمس سنوات ولكن بحكومتين مختلفتين. أولاهما كانت بين عامي (2001-2005) وأصبحت الحكومة الأطول عمرًا في إيطاليا بعد الحرب. في ظل هذه الحكومة انضمت إيطاليا إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق. فاز يسار الوسط في الانتخابات التي جرت في عام 2006 مما سمح لبرودي بتشكيل حكومته الثانية، ولكنه استقال في أوائل عام 2008 بعد خسارته في اقتراع على الثقة في البرلمان. فاز برلسكوني في الانتخابات التي تلت ذلك في أبريل 2008 ليشكل الحكومة للمرة الثالثة، ليستقيل عقب سلسلة من الفضائح وانتقاد لأداء حكومته في ظل أزمة اقتصادية في البلاد في 12 نوفمبر 2011 وتخلفه حكومة تكنوقراط برئاسة ماريو مونتي في 16 نوفمبر 2011.
تقع إيطاليا في جنوب أوروبا وتضم شبه الجزيرة الإيطالية وعددًا من الجزر بما في ذلك أكبر اثنتين: صقلية وسردينيا. على الرغم من أن البلاد تشغل شبه الجزيرة الإيطالية وأغلب جنوب حوض جبال الألب فإن بعض الأراضي الإيطالية تتجاوز الحوض الأخير وبعض الجزر يقع خارج الجرف القاري الأوراسي، أما هذه الأراضي فهي بلديات: ليفينو وسيستو وتوبلاخ (جزئيًا) وإنيشن وتارفيزيو وشيوسافورتي وغراون إم فينشغاو (جزئيًا) وكلها جزء من حوض الدانوب. بينما يشكل وادي لاي جزءًا من حوض الراين كما تقع الجزيرة البلدية لامبيدوزا ولينوزا على الجرف القاري الأفريقي.
تبلغ مساحة البلاد الإجمالية 301,230 كم2 منها 294,020 كم2 من الأراضي و 7,210 كم2 من المياه. يبلغ طول السواحل الإيطالية بما في ذلك الجزر 7,600 كم على البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني والبحر التيراني (740 كم) ويبلغ طول الحدود مع فرنسا 488 كم والنمسا 430 كم وسلوفينيا 232 كم وسويسرا، بينما يصل طول الحدود مع سان مارينو إلى 39 كم و3.2 كم مع مدينة الفاتيكان وكلاهما مكتنف.
تشكل جبال الأبينيني العمود الفقري لشبه الجزيرة وتشكل جبال الألب الحدود الشمالية. يتدفق نهر بو، أطول أنهار البلاد، من جبال الألب على الحدود الغربية مع فرنسا ويعبر سهل بادان في طريقه إلى البحر الأدرياتيكي. أكبر خمس بحيرات في البلاد حسب الحجم هي: بحيرة غاردا (367.94 كم2) وبحيرة ماغيوري (212.51 كم2) وبحيرة كومو (145.9 كم2) وبحيرة تراسيمينو (124.29 كم2) وبحيرة بولزينا (113.55 كم2).
جبال الألب الإيطالية.
التقسيمات الإدارية
- قائمة أكبر 200 مدينة إيطالية
- أقاليمها
- مقاطعاتها
بوليا
بازيليكاتا
كالابريا
صقلية
موليزي
كامبانيا
أبروتسو
لاتسيو
أومبريا
ماركي
توسكانا
سردينيا
إميليا رومانيا
ليغوريا
بييمونتي
فريولي
فينيتسيا
جوليا
وادي أوستا
ترينتينو
ألتو أديجي
فينيتو
لومبارديا
البحر الأدرياتيكي
البحر الإيوني
البحر الأبيض المتوسط
البحر التيراني
البحر الليغوري
تقسم الدولة الإيطالية إدارياً إلى عشرين إقليم (بالإيطالية: Regioni؛ نقحرة: ريجوني) منها خمسة تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، حيث يسمح لها بنص تشريعات لتسيير أمور الإقليم الخاصة. تقسم الأقاليم العشرون إلى 110 مقاطعة (بالإيطالية: Province) و 8,100 بلدية. يسرد الجدول التالي جميع تلك الأقاليم بما فيها الخمسة ذاتية الحكم (ذات علامة * بجوارها).
الإقليم العاصمة مساحة (كم²) تعداد السكان أبروتسو لاكويلا 10,794 1,324,000 وادي أوستا* أوستا 3,263 126,000 بوليا باري 19,362 4,076,000 بازيليكاتا بوتنسا 9,992 591,000 كالابريا كاتنزارو 15,080 2,007,000 كامبانيا نابولي 13,595 5,811,000 إميليا رومانيا بولونيا 22,124 4,276,000 فريولي فينيتسيا جوليا* ترييستي 7,855 1,222,000 لاتسيو روما 17,207 5,561,000 ليغوريا جنوة 5,421 1,610,000 لومبارديا ميلانو 23,861 9,642,000 ماركي أنكونا 9,694 1,553,000 موليزي كامبوباسو 4,438 320,000 بييمونتي تورينو 25,399 4,401,000 سردينيا* كالياري 24,090 1,666,000 صقلية* باليرمو 25,708 5,030,000 توسكانا فلورنسا 22,997 3,677,000 ترينتينو ألتو أديجي* ترينتو 13,607 1,007,000 أومبريا بيروجيا 8,456 884,000 فينيتو البندقية 18,391 4,832,000
السكان
تعداد السكان بالآلاف بين عاميّ 1960 و 2006.
تجاوز تعداد سكان إيطاليا في نهاية عام 2008 ستين مليون نسمة. تعد إيطاليا رابع أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان وتحل في المرتبة 23 عالمياً. الكثافة السكانية في إيطاليا هي الخامسة في الاتحاد الأوروبي بمقدار 199.2 نسمة لكل كم2. تسجل أعلى كثافة في شمال إيطاليا كما أن ثلث البلاد يحتوي على ما يقرب من نصف مجموع السكان. بعد الحرب العالمية الثانية تمتعت إيطاليا بفترة طويلة من الازدهار الاقتصادي الأمر الذي تسبب في نزوح كثيف من الريف إلى المدن وفي نفس الوقت تحولت البلاد من بلد هجرة واسعة إلى بلد مستقبل للمهاجرين. استمر ارتفاع معدل الخصوبة حتى سبعينات القرن العشرين عندما سقطت البلاد دون معدلات الاستبدال بحيث أصبح خمس الإيطاليين يتخطون سن 65 عاماً اعتباراً من عام 2008.
شهدت إيطاليا نمو معدل المواليد الخام في بداية القرن الحادي والعشرين (وخاصة في المناطق الشمالية) للمرة الأولى منذ سنوات عديدة على الرغم مما سبق بفضل الهجرة الجماعية أساساً خلال العقدين الماضيين . نما معدل الخصوبة الكلي بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية بفضل ارتفاع الولادات بين كل من النساء الإيطاليات والنساء المولودات في الخارج حيث قفز من 1.32 طفل لكل امرأة في سنة 2005 إلى 1.41 في عام 2008.
الرياضة في أيطاليه
1- كرة القدم :
أ- المنتخب الايطالي
منتخب إيطاليا لكرة القدم (بالإيطالية: La Nazionale di calcio dell’Italia) أو الأتزوري (بالإنجليزية: Azzurri) (بالإيطالية: azzurro) هو ممثل إيطاليا الرسمي في رياضة كرة القدم، وتقع إدارته على عاتق الاتحاد الإيطالي لكرة القدم الذي تأسس في 1898 و انضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1905. كانت أول مباراة دولية لإيطاليا في عام 1910 في مدينة ميلانو الإيطالية وفازت فيها إيطاليا على فرنسا بنتيجة 6 - 2. بنما كان أكبر فوز لها كان في عام 1948 على حساب منتخب الولايات المتحدة بنتيجة 9 - 0، كانت اقسى خسارة عام 1924 على يد منتخب هنغاريا بنتيجة 1 - 7. شاركت إيطاليا في جميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم باستثناء عامي 1930، 1958. يعتبر المنتخب الإيطالي أول منتخب أوروبي استطاع الفوز بلقب بطولة كأس عالم لكرة القدم، ففازت بها أربعة مرات كانت في أعوام (1934، 1938، 1982، 2006). بينما حلت وصيفاً عامي (1970، 1994)، و حلت في المركز الثالث في بطولة 1990.
لم يكن مشوار المنتخب الإيطالي في كأس الأمم الأوروبية حافلاً مثلما كان في بطولة كأس العالم لكرة القدم، فشاركت 8 مرات من أصل 16 بطولة. و فازت خلال مشاركتها بلقب وحيد كان في بطولة 1968، و احتلت الوصافة مرتين أعوام (2000، 2012). أما في مسابقة كأس العالم للقارات شاركت إيطاليا مرتين في 2009 و 2013، و احتلت المركز الثالث في نسخة كأس القارات 2013. المشاركة. أيضا شاركت إيطاليا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عدة مناسبات، حصدت خلال مشاركتها على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية 1936، و احتلت المركز الثالث مرتين في الألعاب الأولمبية الصيفية 1928, الألعاب الأولمبية الصيفية 2004.
انبعثت من المدرسة الإيطالية أسماء مثل جياني ريفيرا وفرانكو باريزي وجاشينتو فاكيتي قائد الفريق الحاصل على البطولة الأوربية الوحيدة عام 1968 وباولو روسي هداف كأس العالم 1982 وروبيرتو باجيو أفضل لاعب في العالم لعام 1993 ودينو زوف ووالتر زينغا وألساندرو ألتوبيلي وروبيرتو دونادوني ولويجي ريفا الهداف التاريخي في منتخب إيطاليا لكرة القدم وباولو مالديني، فيليبو إنزاغي،ألساندرو دل بييرو، ألساندرو نيستا، كريستيان فييري ،وفرانشيسكو توتي، و أندريا بيرلو ، وغيرهم الكثير. يدرب المنتخب حالياً المدرب أنطونيو كونتي.
ب -تاريخ الدوري الايطالي
الكالتشيو تاريخ عريق
الكالتشيو؛ كلمة لها أكثر من معنى؛ فهي ليست فقط كلمة في اللغة الايطالية تعنى كرة القدم؛ بل أيضا هي كلمة تحمل معاني تاريخية وقومية كبيرة؛ فالايطاليون أو على الأقل بعضهم مازال متمسكا بنظرية أن أصل كرة القدم من إيطاليا وليس من بريطانيا كما هو شائع؛ ويقولون أن " الكالتشيو" جاءت أصلا من" الكالتشو ستوريكا" وهى اللعبة الشعبية التي يعود تاريخها إلى قرون خلت ومازالت تمارس في إيطاليا حتى اليوم؛ لكن هذه اللعبة تلعب بشكل مختلف عن كرة القدم حيث تستخدم فيها الأيدي والأرجل معا ولها قوانينها الخاصة؛ لكن ما هو واضح أن كرة القدم بشكلها الحالي جاءت من بريطانيا وأن للإنكليز الفضل في نشرها إلى كل بقاع العالم بما فيها إيطاليا.
وصلت كرة القدم إلى شبة الجزيرة الايطالية في بداية القرن التاسع عشر وظلت لوقت طويل حكرا على البحارة وبعض العمال الإنكليز، ومع الوقت تعرف الإيطاليون عليها واخذوا يمارسونها إلى جانب الإنكليزالذين كان لهم الفضل في تأسيس عدد من الأندية الإيطالية العريقة منها فريق جنوى الذي كان يسمى في البداية بـ genoa cricket and football club. والمعروف تاريخيا أن موسيليني وخلال فترة حكمه في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي أرغم الكثير من الأندية الإيطالية على تغيير أسمائها الإنكليزية إلى أسماء إيطالية، فوجدنا مثلا الإنتر أصبح في وقت ما ambroziana – inter و جنوى وميلان وتورنتو وفرق كثيرة مازالت أسمائها برموز إنكليزية، لكن وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغيرت الأمور وعادت الأسماء تقريبا إلى ما كانت عليه.
كانت بداية بطولة الدوري الإيطالي مع تأسيس اتحاد الكرة في مارس 1898 برئاسة المهندس ماريو فيكارى وانضمت إلى الاتحاد أربعة أندية هي جنوى وتورينيزي وانترناسيونالي دى تورينو وجيمناستيك سوسايتي اوف تورينو، أي ثلاثة أندية من مدينة تورينو وناد واحد من جنوى، وأقيمت البطولة في مدينة تورينو في مايو 1898 وفى يوم واحد فقط، وفاز بها الفريق الزائر جنوى، كانت هناك أندية كثيرة في هذا الوقت، ولكنها فضلت عدم المشاركة بسبب خلافات مع الاتحاد الايطالي واختارت أن تشارك بدلا من ذلك في بطولات إقليمية محلية.
سيطر جنوى بعد ذلك على لقب الدوري لسنوات، ثم بدأنا نشهد مشاركة أندية كميلان واليوفى و الإنتر وأيضا انضمام أندية الجنوب كنابولي وغيرها بعد سنة 1913، ورغم أن فترة الحرب العالمية الأولى تسببت في إيقاف بطولة الدوري، إلا أن البطولة استمرت على شكل دوريات محلية في الشمال والجنوب، والمعروف أيضا أنه وحتى سنة 1929 كانت بطولة الدوري تجرى على شكل مجموعتين (شمال و جنوب)، ولكن هذا النظام تم إلغاؤه مع بداية موسم 1989-1930، و بدأ الاتحاد الإيطالي في تطبيق نظام البطولة الأساسي بـ18 فريقا، وهذا ما أدى إلى بداية الدوري الاحترافي الإيطالي بدرجته الأولى Serie A وأيضا الأقسام السفلى التي أدخلت عليها الكثير من التعديلات، أما كاس إيطاليا فانطلق سنة 1922 وسيطرت عليه بشكل عام أندية الشمال المتقدم، فيما أندية الجنوب لم تحقق إلا عددا قليلا من الكؤوس.
ورغم أن أندية جنوى وبروفرتشيلي سيطرت على معظم ألقاب دوري الهواة (1929-1898) إلا أن الأندية العريقة الكبرى كانت لها الكلمة الأولى في الدوري الاحترافي منذ 1929-1930 وحتى اليوم وهي بالتأكيد اليوفي وميلان والإنتر.
نجوم من ذهب
منذ بداية الدوري الاحترافي في سنة 1929 تألق الكثير من النجوم الإيطاليين والأجانب وتركوا ذكريات طيبة مازالت تحتفظ بها الذاكرة الإيطالية والعالمية أيضا، ولعل الأبرز على الإطلاق النجم الذي مازال الإيطاليون يحتفلون بذكراه جوسيبى ميازا، هذا المهاجم الفذ الذي لعب لأكبر الأندية الإيطالية بداية من الإنتر معظم المواسم ثم لبعض الوقت مع ميلان واليوفى وأتلانتا قبل أن يتحول إلى تدريب الإنتر.
وخلال الثلاثينيات حقق ميازا كل ما يحلم به أي مهاجم من ألقاب محلية وعالمية، فقد حقق لقب الهداف في الدوري مرتين (1936 و 1938) وأيضا السكوديتو مرتين مع الإنتر (عام 1930 وعام 1938) و كان أحد نجوم المنتخب الإيطالي الذي حقق لقبين في كأس العالم مرتين تكرارا، و برز في هذه الفترة الكثير من الأسماء كحارس اليوفي الشهير كومبى ومهاجمه بوريل وأيضا نجم روما غايتا وبرويتشيلى من بولينا وبوفى الميلاني وآخرون.
ولكن النجم الكبير الذي خطف الأضواء من الجميع بعد ميازا كان فالنتينو ماتزولا الذي سيطر على حقبة الأربعينات مع فريق تورينو، وحقق خمسة ألقاب، منها أربعة متتالية، هذا إضافة إلى لقب الهداف لموسم واحد. كان ماتزولا نجم النجوم في ذلك الوقت، ولولا ظروف الحرب العالمية الثانية التي تسببت في إيقاف بطولة كأس العالم لكان له شأن مع المنتخب الإيطالي، لكن مأساة تورينو وإيطاليا عموما جاءت في سنة 1949 حيث توفى ماتزولا إثر سقوط طائرة كانت تقله مع فريق تورينو.
أما في الخمسينيات فكانت ظاهرة السويدى ومهاجم ميلان غونارنوردال الذي يحمل الرقم القياسي حتى الآن في عدد مرات الفوز بلقب الهداف و البالغة خمسة (50-51-53-54-55) وأيضا في جعبته لقب السكوديتو مرتين مع ميلان، ويعتبر نوردال أحد أبرز المهاجمين في تاريخ الدوري الايطالي وميلان على الخصوص، ولم يتوقف تألقه على إيطاليا فقط، بل سطع نجمة عالميا وأولمبيا وكان هداف أولمبياد عام 1948 بسبعة أهداف وقاد منتخب بلاده السويد لتحقيق ذهبية تلك الدورة.
القادة الكبار
برز الكثير من النجوم الكبار الذين امتلكوا صفات قيادية داخل فرقهم واستطاعوا أن يحققوا الكثير من الإنجازات المحلية والعالمية، وخاصة بعد فترة السبعينات، ومن بين هؤلاء الدولي الفرنسي ميشيل بلاتيني الذي حقق مسيرة مع اليوفي في النصف الأول من الثمانينات، وكان من أبرز نجوم تلك الفترة سواء على المستوى الإيطالي أو الأوروبي أو العالمي، وكان بلاتيني مهندس وسط ممتازا ولاعبا يمتلك صفات قيادية وهو ما أهله لقيادة اليوفي للتربع على عرش الكرة الإيطالية والعالمية لسنوات.
ولا ننسى كذلك النجم والحارس العملاق دينوزوف الذي يعد من أكبر المعمرين في الدوري الإيطالي وصاحب الألقاب الكثيرة سواء مع فريقه اليوفى أو مع المنتخب الإيطالي، وحرس دينوزوف مرمى اليوفى ابتداء من سنة 1972 وحتى سنة 1983، وحقق له الكثير من الألقاب (السكوديتو خمس مرات وكأس إيطاليا مرتين) إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي سنة 1977، وأيضا هو صاحب الرقم القياسي في الشباك النظيفة لمدة 1142 دقيقة من سبتمبر 1972 وحتى يونيو 1974، وهو كابتن المنتخب الإيطالي الذي حقق لقب كأس العالم سنة 1982، وقبل ذلك حقق مع المنتخب بطولة أوروبا قبل 14 سنة أي في سنة 1968.
وتألق أيضا العديد من النجوم منذ الثمانينات، منهم الأرجنتينى مارادونا مع نابولي ولاعبون كبار كباريزي وبيرغومي والموهوب دونادوني والهولنديون الثلاثة فان باستن وريكارد وخوليت والكثير من النجوم الذين ساهموا في تطور الكرة الايطالية وشهرتها العالمية.
أما في تسعينات القرن الماضي فلاشك أن النجم الذي خطف كل الأضواء وسكن في قلوب عشاق المستديرة ليس فقط في إيطاليا، بل في العالم كله فهو الفنان والمهندس روبيرتو باجيو، هذا اللاعب الذي بدأ مسيرته مع فريق فيتشانزا المتواضع سنة 1981 ثم انتقل إلى فيورنتينا بعد ذلك بأربع سنوات، وفى سنة 1990 انتقل إلى اليوفي في أضخم صفقة في وقتها بلغت 19 مليون دولار، ومع السيدة العجوز برز اسم باجيو كأحد أبرز مهندسي خط الوسط ذوى النزعات الهجومية والتهديفية، فكان قائدا سواء في فريقه أو في المنتخب، ورغم أنه لم يحقق السكوديتو مع اليوفى إلا في آخر موسم له مع هذا الفريق سنة 1994، وبعد اليوفى حقق باجيو ثانى سكوديتو في تاريخه مع ميلان سنة 1996، ثم انتقل إلى بولونيا والإنتر وأخيرا بريشيا، ورغم أن سجله خال تقريبا من الألقاب الكثيرة، إلا أنه اعتبر أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الايطالية والعالمية أيضا، حيث اختير أفضل لاعب في العالم وفي أوروبا سنة 1993.
أيضا لا ننسى عددا من اللاعبين أمثال سينيورى وزولا وفيالى وماسارو ولاعبين آخرين حققوا الكثير من الإنجازات لكبار الأندية الإيطالية، ومعهم كذلك نجوم أجانب أمثال ماتيوس وكلينسمان ورونالدو وسيدوروف وزيدان وباتيستوتا وفيرون و جورج ويا ومايكل لاودروب وبروزينسكى، ونجوم كثيرون مازال بعضهم يمارس الكرة حتى اليوم وبعضهم اعتزل، والبقية انتقلوا إلى دوريات أخرى كالنجم العالمي الفرنسي زين الدين زيدان الذي انتقل من اليوفى إلى الريال وزميله في الريال أيضا رونالدو الذي جاء من الإنتر بعد مسيرة غير موفقة أمضى جلها في المعالجة من إصابة في الركبة, والأوكرانى شيفتشينكو الذي انتقل إلى تشلسي مؤخراً.
واليوم مازال يتألق في الدوري الإيطالي الكثير من نجوم الكرة العالمية رغم أنه خسر الكثير منهم لحساب دوريات أوروبية أخرى، خاصة الدوري الإنكليزي الممتاز والليغا الإسبانية، ومن بين المتألقين حاليا في الكالتشو ديل بييرو الذي رفض ترك اليوفنتوس بعد إقصائه عن صفوف الدرجة الأولى إلى جانب وحارس المرمى العملاق جي جي بوفون وأيضاً الفرنسي دافيد تريزيغيه اللذين فضلا البقاء مع فريق السيدة العجوز, وفرانشيسكو وتوتى والبرازيلى كاكا, وفيليبو إنزاغى ونيستا وتولدو, بالإضافة إلى نجوم جدد برزوا في الفترة الأخيرة وخصوصاً في نهائيات كأس العالم التي جرت في ألمانيا وفازت بها إيطاليا للمرة الرابعة في تاريخها بقيادة الكابتن الرائع فابيو كانافارو, ومن هؤلاء النجوم لوكا توني وألبيرتو جيلاردينو وياكوينتا وغيرهم.
يذكر أن الكالتشيو سوف يفقد جزءاً هاماً من جاذبيته ورونقه وذلك بسبب القرارات الصارمة التي أخذت بحق فريق البيانكونيري "كما يلقب اليوفنتوس" بعد حادثة التلاعب بالنتائج الأخيرة التي جرت والتي اثبت ضلوع يوفنتوس فيها بالإضافة إلى كل من ميلان وريجينا وسمبدوريا وفيورنتينا ولاتزيو, لكن العقوبة الأقوى والأهم كانت من نصيب يوفنتوس الذي أنزل إلى الدرجة الثانية (Serie B) وحسم 17 نقطة من رصيده إضافة إلى تجريده من لقبه كبطل للدوري في الموسمين السابقين.
الموسم البطل الهداف فريق الهداف عدد الأهداف 1931 يوفنتوس فولك روما 29 1932 يوفنتوس بيترونى فيورنتينا 25 1933 يوفنتوس سكيافو بولونيا 25 1934 يوفنتوس بوريل يوفنتوس 29 1935 يوفنتوس بوريل يوفنتوس 23 1936 بولونيا ميازا روما 28 1937 بولونيا بيولا الإنتر 25 1938 الإنتر ميازا لاتسيو 21 1939 بولونيا بوفى الإنتر 20 بوريتشيلى بولونيا 19 1940 الإنتر بوفى ميلان 19 1941 بولونيا بوريتشيلى بولونيا 24 1942 روما بوفى ميلان 22 1943 تورينو بيولا لاتسيو 22 1946 تورينو كاستيليونى تورينو 21 1947 تورينو فلانتينو مازولا تورينو 13 1948 تورينو بونيبرتى يوفنتوس 29 1949 تورينو نايرز الإنتر 27 1950 يوفنتوس نوردال ميلان 26 1951 ميلان نوردال ميلان 35 1952 يوفنتوس هانسن يوفنتوس 34 1953 الإنتر نوردال ميلان 30 1954 الإنتر نوردال ميلان 26 1955 ميلان نوردال ميلان 23 1956 فيورنتينا بيفاتيلى بولونيا 27 1957 ميلان داكوستا روما 29 1958 يوفنتوس تشارلز يوفنتوس 22 1959 ميلان انجيليلو الإنتر 28 1960 يوفنتوس سيفورى يوفنتوس 33 1961 يوفنتوس براينتى سامبدوريا 27 1962 ميلان ألتافينى ميلان 27 ميلانى فيورنتينا 22 1963 الإنتر مانفريدينى روما 22 نيلسون الإنتر 19
الموسم البطل الهداف فريق الهداف عدد الأهداف 1931 يوفنتوس فولك روما 29 1932 يوفنتوس بيترونى فيورنتينا 25 1933 يوفنتوس سكيافو بولونيا 25 1934 يوفنتوس بوريل يوفنتوس 29 1935 يوفنتوس بوريل يوفنتوس 23 1936 بولونيا ميازا روما 28 1937 بولونيا بيولا الإنتر 25 1938 الإنتر ميازا لاتسيو 21 1939 بولونيا بوفى الإنتر 20 بوريتشيلى بولونيا 19 1940 الإنتر بوفى ميلان 19 1941 بولونيا بوريتشيلى بولونيا 24 1942 روما بوفى ميلان 22 1943 تورينو بيولا لاتسيو 22 1946 تورينو كاستيليونى تورينو 21 1947 تورينو فلانتينو مازولا تورينو 13 1948 تورينو بونيبرتى يوفنتوس 29 1949 تورينو نايرز الإنتر 27 1950 يوفنتوس نوردال ميلان 26 1951 ميلان نوردال ميلان 35 1952 يوفنتوس هانسن يوفنتوس 34 1953 الإنتر نوردال ميلان 30 1954 الإنتر نوردال ميلان 26 1955 ميلان نوردال ميلان 23 1956 فيورنتينا بيفاتيلى بولونيا 27 1957 ميلان داكوستا روما 29 1958 يوفنتوس تشارلز يوفنتوس 22 1959 ميلان انجيليلو الإنتر 28 1960 يوفنتوس سيفورى يوفنتوس 33 1961 يوفنتوس براينتى سامبدوريا 27 1962 ميلان ألتافينى ميلان 27 ميلانى فيورنتينا 22 1963 الإنتر مانفريدينى روما 22 نيلسون الإنتر 19
المدن الايطاليه
1- روما
روما أو رومية (بالإيطالية: Roma) هي عاصمة إيطالياوالبلدية والمدينة الكبرى في البلاد والأكثر سكانًا مع أكثر من 2.7 مليون نسمة منتشرين على 1,285.3 كم2. تقع المدينة في الجزء المركزي الغربي من شبه الجزيرة الإيطالية، على نهر التيبر في إقليم لاتسيو الإيطالي.
يمتد تاريخ روما على ألفين وخمسمائة عام. كانت المدينة عاصمة المملكة الرومانية وتعتبر إحدى أماكن ولادة الحضارة الغربيةوالجمهورية الرومانيةوالإمبراطورية الرومانية التي كانت القوة المهيمنة في أوروبا الغربية والأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 700 سنة منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي. منذ القرن الأول الميلادي وروما مقر للبابوية وبعد نهاية الهيمنة البيزنطية في القرن الثامن، أصبحت عاصمة الدولة البابوية والتي استمرت حتى عام 1870. في عام 1871، أصبحت روما عاصمة لمملكة إيطاليا، ومن ثم عاصمة الجمهورية الإيطالية عام 1946.
بعد العصور الوسطى، حكم روما الباباوات مثل ألكسندر السادسوليو العاشر والذين حولوا المدينة إلى واحدة من المراكز الرئيسية لعصر النهضة الإيطالية إلى جانب فلورنسا. بنيت كاتدرائية القديس بطرس الحالية وزينت كنيسة سيستينا على يدي ميكيلانجيلو. أقام مشاهير الفنانين والمهندسين المعماريين مثل برامانتيوبرنينيورافاييل لبعض الوقت في روما، وساهموا في نهضتها وعمارتها الباروكية.
صنفت روما بواسطة شبكة بحث المدن العالمية والعولمة في عام 2010 مدينة عالمية بدرجة بيتا +، فضلًا عن كونها المدينة 28 من حيث الأهمية العالمية. في عام 2007، كانت روما المدينة الحادية عشرة الأكثر زيارة في العالم، والثالثة الأكثر زيارة في الاتحاد الأوروبي وأكثر المدن جاذبية سياحية في إيطاليا.المدينة واحدة من أنجح "العلامات" الأوروبية سواء من حيث السمعة أو الأصول. يقع مركز المدينة التاريخي على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. أما الآثار والمتاحف مثل متحف الفاتيكانوالكولوسيوم فهي من بين أكثر 50 وجهة سياحية زيارة في العالم (تستقبل متاحف الفاتيكان 4.2 مليون سائح والكولوسيوم 4 ملايين سائح سنويًا). استضافت روما دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960 وتسعى حاليًا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020.
2- مدينة البندقيه :-
البندقية (بالإيطالية Venezia،أو بلغة أهل البندقية"فينيجيا"، بالألمانية Venedig) مدينةبشمالإيطاليا وهي عاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة فينيسيا. تعد مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث المساحة وعدد السكان.يقدر عدد سكانها 271 الف نسمة.تتكون المدينة من جزئين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوى على بحيرة تحمل نفس الاسم) وميسترى والمنطقة اليابسة .ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة "جمهورية فينيسيا" وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكى. نظرا لتراثها الحضارى والفني ,ومنطقة البحيرات التي بها ,تعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج.
موقع البندقية في إيطاليا
المدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور وتطل المدينة على البحر الأدرياتيكي. تعتبر المدينة من أهم المدن الإيطالية ومن أكثر المدن جمالاً في إيطاليا لما تتمتع به من مبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا وقنواتها المائية المتعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم. المركز التاريخي للمدينة يقع على مساحة لأربعة كيلو مترات من اليابسة على 118 جزيرة من منطقة الفينيتو الشاطئية.المنظر الفريد من نوعه والكنوز الفنية الموجودة تجعل منها مدينة مميزة في العالم.تجتازها أكثر من 150 قناة.
تنقسم البندقية إلى 6 مقاطعات وهي بالليرينو وبادوا وروفيجو وفينيسيا وفيرونا وفيسنزا.
كانت البندقية تتمتع بحكم ذاتي أثناء العصور الوسطى وما بعد ذلك وكانت تسمى جمهورية البندقية أو Republic Of Venice وتعد من أهم مرافئ أوروبا تجاريا أثناء الحملات الصليبية وتتمتع بقوة بحرية هائلة.
البندقية
خلال الحملة الصليبية الرابعة التي دعا لها البابا أنوسنت الثالث في عام 1189 قام حاكم البندقية الدوق انريكو داندولو صفقة مع الصليبين فوافق على تدبير سفن لهم إذا هم ساعدوا البنادقة في احتلال بلدة زارا في إقليم دالماشيا فقبل الصليبيون وتم الاستيلاء على زارا وفي عام 1202 عاد الدوج لاستغلال الصليبين لتحقيق أغراضه فبدلا من نقلهم إلى القدس اتجه بسفنهم إلى القسطنطينية حيث كان الإمبراطور ايزاك انجليوس قد خلع عن العرش لأنه كان يشجع تجارة البندقية مع الشرق وقد نجح الدوج انريكو داندولو في إعادة الإمبراطور إلى العرش بيد أن ثورة عنيفة لم تلبث أن نشبت في المدينة لقي فيها انجليوس مصرعه.
و قد نجح داندولو في الاستيلاء على أفضل المواقع التجارية للبندقية فبعد احتلاله أهم الجزر في بحر إيجة وسيطرته على مضيق البوسفورومضيق الدردنيل جعل جمهورية البندقية واحدة من أقوى الدول بأسا في أوروبا.
المصادر:-
- ^ Neergaard، Lauran (2000). "United States Spends Most on Health, But France No. 1 In Treatment". Connecticut Coalition for Universal Health Care. اطلع عليه بتاريخ 2 May 2010.
- ^"World Health Organization Assesses the World's Health Systems". World Health Organization (WHO). 2000. اطلع عليه بتاريخ 2 May 2010.
- ^"Tourism Highlights" (pdf). United Nations World Tourism Organization (UNWTO). 2008. صفحة 5. اطلع عليه بتاريخ 30 April 2010.
- ^ In Italy Online (1993-2010). "UNESCO World Heritage Sites". Los Angeles: Words in Pictures, Inc. اطلع عليه بتاريخ 29 April 2010.
- ^ Briney، Amanda (18 August 2009). "World Heritage Sites: Nearly 900 UNESCO World Heritage Sites around the World". about.com. اطلع عليه بتاريخ 29 April 2010.