ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺑﺤﻨﻮ, ﻭﻋﺎﻧﻖ ﺟﺒﺎﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺔ
, ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﻣﺘﻮﺣﺪﺍً ﻣﻊ ﺻﻘﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ, ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻳﻬﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻌﺶ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ, ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺣﻴﻦ, ﻭﻋﺒﻖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻤﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻷﺧﻀﺮ, ﻭﻳﺤﺮﺱ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﺷﻈﻴﺔ ﺟﻨﺪﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻘﺪﺍً ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﺤﺴﺐ, ﺑﻞ ﺭﻣﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺪﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻟﻠﻜﺮﺩ ﻭﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ.. ﻭﻫﻠﻠﺖ ﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻴﺔ, ﻣﻦ (ﺗﻜﺮﻳﺖ) ﻳﻠﻬﺚ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ, ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻨﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﺍﻕ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻟﻠﻮﻳﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ, ﻭﻟﺮﻳﺘﺸﺎﺭﻗﻠﺐ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻔﺘﻚ, ﺃﺟﻞ ﻳﺎ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻘﻴﺖ ﺭﻭﺍﺑﻲ ﺣﻄﻴﻦ ﺑﻨﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻼﺩﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺟﻮﺩﻱ, ﻣﺘﻴﻦ, ﺳﻔﻴﻦ.
ﻳﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻱ, ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺗﻲ, ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺡ ﻣﺜﻠﻚ ﺑﺄﺭﻗﻰﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻌﺒﻘﺔ ﺑﺒﺎﻗﺎﺕ ﻭﺭﺩ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻔﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﻼ ﻣﺼﻄﻔﻰ) – (ﺷﻌﺐ ﺩﻋﺎﺋﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﺟﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺗﺘﺤﻄﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﻄﻢ).
ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻭﻣﻠﻬﻤﺎ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﺸﻲ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻗﺼﺎﺋﺪﻙ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﻟﻢ ﺷﻌﺒﻚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﺜﻠﻨﺎ, ﻭﺃﻟﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ, ﻭﺻﺪﻕ, ﻭﺻﺮﺍﺣﺔ, ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺭﻯ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ, ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺃﻳﺔ ﻧﻮﺍﺯﻉ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ, ﻭﻧﺤﺘﺮﻡ, ﻭﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ؟!
... ﻭﻫﺬﻩ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻳﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻟﻨﻐﺮﺩﻫﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻈﻠّﺎﻡ ﻛﻔﻰ ... ﻛﻔﻰ :
ﻣﻌﻜﻢ
ﻣﻌﻜﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻮ ﻃﺎﺭﺕ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
ﻣﻌﻜﻢ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻤﺸﻲ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ
ﻣﻌﻜﻢ ﻋﺒﻴﺮ ﺍﻷﺭﺽ
ﻣﻦ ﺧﺼﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻧﺎ ... ﺃﻣﻲ ... ﺃﺑﻲ
ﻭﺯﻳﺘﻮﻧﻲ ﻭﻋﻄﺮ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ
ﻣﻌﻜﻢ ﻋﻮﺍﻃﻔﻨﺎ ... ﻗﺼﺎﺋﺪﻧﺎ
ﺟﻨﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ
ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺳﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺃﺻﻔﺎﺩ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻣﺎ ﻣﺰﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺇﻥ ﻧﻀﺎﻝ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﻧﻀﺎﻟﻲ
ﺍ ﻓﺮّ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺎﺭﺱ ﺷﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻲ ﺣﺒﺎﻟﻲ
ﺗﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ !
ﻫﻞ ﻓﺮّ ﻣﻬﺮﻙ ﻳﺎ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻫﻞ ﻫﻮﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﻕ
ﻫﻞ ﺻﺎﺭ ﺳﻴﻔﻚ ﺻﺎﺭ ﻣﺎﺭﻕ؟
ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻳﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ:
ﻟﻨﺎ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﺰﺭﺍﻉ ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ:
ﻟﻨﺎ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
ﻟﻨﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
ﻟﻨﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻓﻠﺘﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻣﺮّﻱ ﺇﺫﺍً ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ
ﻣﺮّﻱ ﻳﺎ ﻋﺮﻭﺑﺔ
ﻫﺬﺍ ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻫﻼ ﺗﺒﺼﺮﻳﻦ؟
ﻟﻦ ﺗﺒﺼﺮﻱ
ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺗﻨﻈﺮﻳﻦ
ﻳﺎ ﺃﻣﺘﻲ ﻫﺎﺟﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺃﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻳﺴﺘﺒﺎﺡ ﺍﻟﺪﻡ ﺗﺤﻜﻤﻚ ﺍﻟﻨﻌﺎﻝ
ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻤﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺃﺧﺲّ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻳﻄﻌﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺷﻄﺂﻥ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ
ﻳﺎ ﺃﻣﺘﻲ
ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺍﺀ
ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻃﺎﺑﻮﺭﻫﻢ
ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺍﺀ
ﺃﻟﻘﻲ ﻟﻤﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺃﺧﺲّ ﻣﺎﻋﺮﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺃﻟﻘﻲ ﻋﺪﻭﻙ ﻳﺎ ﻋﺮﻭﺑﺔ !
ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻓﻠﺘﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻠﺘﺤﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ .. ﻳﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﻭﺣﻘﻮﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻮﺳﻤﻬﺎ ﺟﺮﺍﺡ
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻭﻫﻤﺲ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﺒﺎﺡ
ﺇﻻ ﺩﻡ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻧﻔﻂ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﻳﻦ
ﻣﺼﺒﺎﺡ ﻋﺎﺭﻫﻢ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻳﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ
ﻫﺪﺃﺕ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﻼﺡ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ
ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻷﻣﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻞّ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ
ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺡ
ﺇﻻ ﺩﻡ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ
ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺣﺒﺮ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ ﺩﻡٌ
ﺇﻧﺎ ﺃﺑﺪﻧﺎﻫﻢ ﻭﺗﻌﺘﺰ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭﺗﺒﺴﻢ
ﺇﻧﺎ ﺯﺭﻋﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ
ﻟﺤﺪﺍً ﻋﺎﺭﻳﺎً ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻟﺤﺪ
ﺇﻧﺎ ﺯﺭﻋﻨﺎﻫﺎ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﻻ ﺗﻌﺪ
ﻳﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻭﻣﺨﺪﻋﻚ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ
ﻣﻠﻘﻰً ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺳﻴﺪﻙ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ
ﻭﺩﻣﺎﺀ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺗﻐﺮﻕ ﺳﺎﻓﺤﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﻤﺄﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ
ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﻳﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ
ﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪﻭﻥ
ﻣﺼﺒﺎﺣﻬﻢ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ
ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻛﻒّ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ.
ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1965