السومرية نيوز/ البصرة
وقع اختيار عدد من الشباب في محافظة البصرة على جسر حديدي قديم ليكون جسراً للحب على غرار تجارب مشابهة في دول أوربية منها فرنسا وايطاليا وألمانيا، وتعهد المبادرون بتقديم مئات الأقفال مجاناً للعشاق والمحبين لحثهم على كتابة أسمائهم عليها وإلقاء مفاتيحها في نهر يتصل بشط العرب بعد تعليق الأقفال على سياج الجسر الذي توقعوا أن يكتظ بآلاف الأقفال في المستقبل القريب.
وقال أحد أصحاب المبادرة الناشط المدني علي السلمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "كتابة أسماء العشاق على أقفال وتعليقها على أسيجة جسور معينة وإلقاء مفاتيحها هي ليست فكرة جديدة، لكنها تطبق للمرة الأولى في العراق"، مبينا أن "المبادرة التي يتبناها مجموعة من الناشطين الشباب تهدف الى إشاعة ثقافة الحب والتسامح ونبذ الحقد والكراهية".
ولفت السلمي الى أن "المبادرين وقع اختيارهم على جسر قديم على نهر الخورة المتفرع من شط العرب ليكون (جسر الحب)، بعد أن كان الجسر بلا اسم منذ تشييده قبل عشرات السنين، وقاموا بطلاء الجسر على نفقتهم الخاصة، كما ثبتوا ألواح معدنية عليه لتعليق الأقفال عليها بسهولة"، مضيفاً أن "أصحاب الحملة قاموا بشراء 300 قفل لتوزيعها مجاناً على المحبين والعشاق اعتباراً من يوم غد، كما تبرع بعض الأشخاص بعشرات الأقفال دعماً منهم للمبادرة".
وأكد السلمي أن "المبادرة لاقت إهتماماً كبيراً وترحيباً واسعاً بين أوساط الشباب حتى قبل أن يحين موعدها، ولا نستبعد أن يمتلئ سياج الجسر بآلاف الأقفال بعد أشهر"، معتبراً أن "أكبر الأقفال حجماً وأثقلها وزناً سيكون من نصيب الشهداء الذي ضحوا بحياتهم في سبيل تحرير العراق من دنس الإرهاب، كما يمكن لأي شخص أن يكتب اسم زوجته أو أمه أو شقيقته على قفل ويعلقه على الجسر ويتخلص من مفاتحه الى الأبد في نهر الخورة".
وبحسب الإعلامي علي يساس فإن "أصحاب المبادرة يطمحون الى خطوة لاحقة بموجبها يتم نقل التجربة الى محافظات أخرى بالتعاون مع أصدقاء لهم في تلك المحافظات"، معتبراً في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المشروع عندما طرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي جوبه باعتراضات كثيرة ومراهنات على فشله، لكن ذلك لم يقلل من عزيمة أصحاب المبادرة".
بدوره، قال مدير مركز النجاح لتنمية مهارات الشباب الناشط المدني عصام الربيعي لـ"السومرية نيوز"، إن "نجاح التجربة يعتمد بالدرجة الأولى على مدى تقبلها من قبل المجتمع، وهناك مؤشرات إيجابية واضحة بهذا الصدد"، موضحاً أن "أعضاء المركز أبدوا إعجابهم بالمبادرة، وسوف يحاولون دعمها لغرض إنجاحها من خلال الترويج لها بين أوساط الشباب".
وأشار الربيعي الى أن "المبادرة تحتاج الى مساعدة حكومية تتمثل بالحفاظ على نظافة الجسر والضفاف القريبة منه"، مضيفاً أن "الجسر ليس من المستبعد أن يكتسب بمرور الزمن أهمية سياحية كبيرة على مستوى المحافظة، خاصة وانه من الجسور القديمة، كما أن موقعه المميز يؤهله ليكون معلماً سياحياً باعتباره يربط بين الكورنيش الجديد والقديم".
يذكر أن البصرة كانت مركزاً سياحياً إقليمياً حتى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، إلا أن الحروب المتعاقبة وتفاقم الإهمال بعد عام 2003 تسببا بانهيار القطاع السياحي فيها بشكل تام، وباتت معظم المنشآت السياحية والترفيهية في المحافظة عبارة عن أطلال وخرائب ومساحات مباحة بالمجان للباحثين عن السكن العشوائي.
ومن أبرز المواقع التي طالها الخراب جزيرة السندباد السياحية في شط العرب، ومتحف التاريخ الطبيعي في كورنيش العشار، وغابات الأثل في منطقة البرجسية، وميدان سباق الخيول في الزبير، وفيما تعول الحكومة على الاستثمار في إيجاد منشآت ترفيهية وسياحية، يرى معظم البصريين أن الحكومة المحلية مقصرة في هذا المجال.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3119072