المفردات الفارسية والتركية في اللهجة العراقية
تعرض العراق وبحكم جواره الجغرافي لاحتلالات فارسية وتركية عقب سقوط بغداد عام 1258م وقد تاثر المجتمع البغدادي ببعض المفردات الفارسية والتركية وعلى سبيل المثال يُعبر عن المبلغ الزهيد بقولهم "بلاش" وهي مفردة أيضاً واردة من الشرق حيث مفردة "بالش" التي تعني عند أهالي "منغوليا" عملة نقدية انتشرت أيام "جنكيزخان"، أما "بخشيش" فتعني الهبة والعطاء بالفارسية، وكذلك كلمة خور" التي تعني طيب العود، و"بولاد" المعربة إلى فولاذ وتعني الحديد الصلب، "بوستان" التي ينطقها العرب "بستان" وهي معربة من الفارسية حيث تعني كلمة "بو" الرائحة، و"ستان" تدل على المكان، وكذلك كلمة "بندق" التي تعني بالفارسية ثمرة البندق، واصطلاحاً تدل على كريات صغيرة من الطين المشوي توضع وسط وتر قوس لرميها إلى مكان بعيد، ثم أطلقت على كريات الرصاص التي تطلقها البنادق، أما مصطلح "برداية" التي يطلقها بعض كبار السن لدينا على الستارة، فهي عائدة إلى أصلها الفارسي حيث "برده" بمعنى ستارة و"بردة دار" بمعنى المُمسك بالستارة وهو الحاجب، كما أن مصطلح "البقشة" عائد إلى أصله في اللغة التركية "بقجة"، ويقصد بها "الصرة" أو قطعة من القماش التي تحفظ بها الثياب والأموال، وكذلك مفردة "بصمة" ذات الأصل التركي التي تعني الضغط والطبع.
أما "رزنامه" ففارسية من "روز" بمعنى اليوم، كما أنها نوع من الورد، و"نامه" بمعنى السجل، في حين وردت كلمة "البطاقة" من اليونان ويقصد بها الورقة الصغيرة، وكان الباعة في العصر العباسي يضعونها على معروضاتهم من ملابس وأقمشة ونحوها، ويكتبون في كل بطاقة سعر القطعة المعروضة، كما كان الأمراء في العصر الملوكي يستخدمونها في المراسلات الصغيرة عبر الحمام الزاجل، و"دفتر" وتعني باللغة الألمانية السجل، أما "الدبوس" ففارسية وتعني الإبرة الصغيرة، أما مفردة "برنامج" فهي معربة من "برنامه" بالفارسية وتعني الجدول والمخطط لمشروعات الأعمال لاسيما إذا احتوت هذه البرامج على عدة بنود، والبنود مجموع "بند" وهو مصطلح فارسي أيضاً يعني الربط أو القيد واصطلاحاً يدل على العلم والفقرة، أما كلمة "فهرس" فهي تدل على قائمة المواضيع في آخر الكتاب.
أما مفردتا "بوجي" و"كبوت" فهما تركيتان الأولى تعني آلة من آلات الحدادة، كما يقال إنها بربرية الأصل، في حين كانت الثانية مفردة عثمانية يُقصد بها المعطف ويرتديها الجنود العثمانيون في الأيام المطيرة لتغطيهم عن المطر، وربما أطلقت العامة على غطاء مقدمة السيارة مصطلح "كبوت" من قبيل هذا التعبير، وكذلك مفردة "شمبر" التي تعني بالتركية الإطار وهو ما يستخدمها العامة لدينا في عجلات السيارة وجمعها "شنابر"، أما "الطبنجة" فهو مصطلح هزلي تردده العامة في زمننا هذا على الشخص الضعيف وأصله فارسي مأخوذ من مسمى إحدى الأسلحة العتيقة، كما هي مفردة "تنبل" التي تعني بالفارسية الكسول، و"شلة" تعني جماعة ويقصد بها من عددهم فوق الأربعين، على أن كلمة "بهلوان" تعني البطل الشجاع، أما الرجل "البلطجي" فهو حامل الفأس مأخوذة من "بالطة" وتعني باللغة التركية الفأس و"جي" علامة النسب في اللغة التركية، وقد أطلقت هذه اللفظة على حراس القصر السلطاني في الدولة العثمانية، وقد عرف اصطلاحاً بما في الشارع المصري بما يوازي معنى الزعران، والزعر لفظة عربية منتشرة في بلاد الشام، كما يسميهم أهل العراق سابقاً بالشطار، وهم صنف من الجند مهمتهم السير في مواكب أركان الدولة في العهد العثماني، أما في العصر العباسي فقد أُطلق على فئة الخارجين عن النظام بخريجي السجون كما يطلق عليهم "العيّارون" و"السرسرية"، وقد أسهب المؤرخون في شرح أفعال هذه الفئة إبان الحرب التي ثارت بين الخليفة الأمين وأخيه المأمون في نهاية القرن الهجري الثاني.