05/10/2014 12:17
أكد الدكتور هشام محمد أبو العينين أستاذ ورئيس قسم القلب بكلية الطب بجامعة بنها ونائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، أن هبوط القلب يمثل واحدة من أهم المشكلات الصحية في مصر والعالم، حيث يعاني26 مليون شخص على مستوى العالم من هذا المرض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المرضي نتيجة زيادة عمر السكان.
وأوضح أبوالعينين خلال المؤتمر السنوي السادس لهبوط القلب الذي عقدته الجمعية المصرية لأمراض القلب، أن المرض يصيب 1 من كل 5 أشخاص حول العالم، كما كشف المؤتمر عن بارقة أمل وطفرة غير مسبوقة في علاج المرض بمشاركة أكثر من 400 طبيب من الأطباء المتخصصين في أمراض القلب.
وأضاف أن هبوط القلب مرض يضعف الجسم ومن الممكن أن يسبب الوفاة، وذلك لأن قلب المصاب بالمرض لا يستطيع ضخ كميات كافية من الدم حيث تضعف عضلة قلب المصاب أو تتصلب مع الوقت.
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بالقصر العيني، إن هبوط عضلة القلب مرض خطير وشرس، خاصةً أن معدلات الوفاة الناتجة عنه تفوق أخطر أنواع السرطان مثل، سرطان الثدي في السيدات وسرطان البروستاتا في الرجال، فحوالي 50% من مرضى هبوط القلب المقيمين في المستشفيات لتلقي العلاج معرضين للوفاة خلال 5 سنوات من تشخيصهم.
كما تزيد معدلات الوفاة بدخول المريض المستشفى كل مرة لتلقي العلاج، فعند خروجه من المستشفى بشهر يرتفع المعدل بنسبة 10% ليتضاعف إلى 20% بعد ستة أشهر، وتقفز تلك النسبة بعد خمس سنوات لتصل إلى 45%.
وأضاف عبد الحميد أنه تم الإعلان مؤخرا في العديد من مؤتمرات القلب الدولية عن علاجات حديثة تمثل طفرة غير مسبوقة في علاج هبوط القلب ولكنها لم تتوفر بعد في الأسواق، حيث أثبتت الدراسات أن تلك العلاجات قد حققت فوائدًا عديدة في غاية الأهمية على المستوى الإحصائي والإكلينيكي لمرضى هبوط القلب، ويشمل ذلك الحد من خطورة التعرض للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 20%، وانخفاض معدلات إقامة مرضى هبوط القلب بالمستشفى لتلقي العلاج بنسبة 21%، وتراجع خطورة التعرض لأسباب الوفاة عمومًا بنسبة 16% على جميع المستويات.
ومن جانبه، قال الدكتور عمر عواد أستاذ أمراض القلب، كلية الطب بجامعة عين شمس “قبل الإعلان عن الأدوية التي أشار إليها الدكتور مجدي عبد الحميد، والتي ستمثل طفرة في علاج هبوط القلب وستأتي كبارقة أمل لملايين المرضي، لم تكن هناك أدوية تحقق نسب الشفاء التي كنا نتمناها، والتي تحد من معدلات الوفاة المرتفعة الناجمة عن الإصابة بهبوط القلب”.
وأضاف عواد “ستعمل العلاجات الحديثة بطرق متعددة على الأنظمة الهرمونية العصبية للقلب، حيث تعزز دفاعات الجسم الطبيعية ضد هبوط القلب كما تعمل في نفس الوقت على منع المستقبلات التي تسبب آثاراً ضارة، وبالتالي تحسين جودة حياة المريض والحد من معدلات الوفاة “.
أما الدكتور محمد صبحي أستاذ أمراض القلب جامعة الإسكندرية، فقد ألقى الضوء على العبء الاقتصادي الثقيل الذي يفرضه مرض هبوط القلب، حيث يكلف العالم أكثر من 45 مليار دولار سنوياً.
وأوضح “جاءت نتائج أحدث دراسات هبوط القلب مؤكدة أنه يؤثر سلباً علي حياة المرضى بمعدلات تفوق الأمراض المزمنة الأخرى، وهبوط القلب له تأثير أساسي في المرضى، فهم يعانون في حياتهم اليومية نتيجة تزايد أعراض المرض إذ تصبح أكثر سوءًا مع الوقت، كما يزيد المرض من الأعباء التي يتحملها الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية للمرضى. وفي حالات هبوط القلب الحاد يجب وضع المريض على أجهزة تنفس صناعي باهظة الثمن مما يمثل عبء إضافي علي الدولة.
أعراض هبوط القلب
وأكد هشام محمد أبو العينين أن أعراض هبوط القلب تشمل صعوبة التنفس وتورم الساقين والقدمين، مما يضطر المريض إلى دخول المستشفى بصورة متكررة الأمر الذي ينعكس سلباً على قدرة الشخص على ممارسة الأنشطة اليومية.
كما شدد الدكتور هشام على أهمية تضافر الجهود الحكومية والمدنية لتحديد أسباب المرض واكتشاف حالات الإصابة به مبكرًا، وبالتالي تحسين الحالة الصحية للمريض وتقليل المضاعفات والحد من الوفيات الناتجة عن هذا المرض.
كما أشار الدكتور محمود حسنين أستاذ أمراض القلب بجامعة الإسكندرية إلى الدراسة التي قامت بها الجمعية المصرية لأمراض القلب بالتعاون مع الجمعية الأوربية لأمراض القلب، والتي شارك بها أكثر من 2145 مريض. وقد أثبتت نتائج الدراسة التي استمرت أكثر من عامين أن مرضى هبوط القلب المصريين يصيبهم المرض مبكرًا عن نظرائهم في الدول الاوربية بحوالي 10 -13 عام، وقد أجريت الدراسة في أكثر من 20 مركز طبي على مستوي الجمهورية.
وأضاف الدكتور محمود أن الدراسة قد أثبتت أيضاً أن من أهم أسباب هبوط القلب الإصابة بالذبحة الصدرية وقصور الشريان التاجي، وتشمل عوامل الإصابة الأخرى ارتفاع ضغط الدم والبول السكري وأمراض الصمامات وضعف عضلة القلب، كما يعد التدخين من عوامل الإصابة الرئيسية فحوالي 60% من مرضي هبوط القلب من المدخنين، بالإضافة إلى أن المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 1 إلى 2، ويجب إطلاق حملات توعية ووقاية للحد من معدلات الإصابة بالمرض.