وقف الحب داخل القفص وحيدا
شاحبا وجهه شريدا ذهنه
لا يدري ماذا سيكون مصيره
وهو بين القضبان
تمر عليه الدقائق
وكأنها دهور طويلة
أنه ينتظر دخول العقل
قاضي هذه المحاكمة
ليحكم في الاتهام الذي وجهته له
قلوب العاشقين
كان من ضمن حضور هذه المحاكمة
الود وكان حزينا مهموما
والعشق الذي أعتلي الخوف ملامح وجهه
فلو حدث للحب أي مكروه
ستكون هذه هي النهاية بالنسبة له
أما الكراهية فقد اتت الي المحاكمة
يملؤها الحقد ويعلو وجهها الفرحة والشماتة
فاعدام الحب معناه أنتصارها
في معركتها الدائمة ضد الحب
دخل العقل الي القاعة
ووقف جميع الحضور أحتراما له
ثم جلس وتبعه الحضور في الجلوس
ثم قال
بصوت هادئ يملؤه الوقار
ليتقدم دفاع قلوب العاشقين
قالت القلوب
أنا ساتكلم بنفسي
سيدي العقل
أن هذا الحب قد تسبب
في دخول الهم والحزن ألينا
وفي حيرة وسهر أصحابنا
فكم أذاقهم ويلاته.. وطعم ناره
وكم أذاقنا الضني والألم
سيدي العقل الحكيم
لقد تسبب ضعفنا امامه
في ضياع أحلامنا
والحكم لك .. فأنقذنا بعدلك مما أصبحت عليه حالنا
سأل العقل الحب
ما رأيك في هذا الكلام
أهو صدق .. أم مجرد أوهام ؟؟
قال الحب
سيدي العقل الحكيم
أنني برئ مما وجه ألي
فأنا روح الحياة ولا يمكن تصور الحياة بدوني
وأنت أيها العقل تعلم
أن دوام الحال شيئا محال
فهل تريد هذه القلوب أن تعيش سعيدة دوما ؟
سيدي العقل
أن حدوث أي مكروه أو حزن للقلوب
فمما لا شك فيه انها المسئوله الاولى عنه
فهي من تختار من تحب
ولست انا
سيدي العقل الحكيم
ما عندي من كلمات قد سردته
ومع أحترامي وتوقيري لك أوجزته
فأحكم بحكمك
وانا علي أتم اليقين بعدلك
قال العقل
الحكم بعد المداولة
فساد المكان صمت وترقب
ولم يمر الكثير من الوقت
ألا وكان العقل بداخل القاعة مرة اخري
فقال
بعد ما سمعت ما قالته قلوب العاشقين
وما قاله الحب
وبعد أستشارتي للمشاعر والاحاسيس
جئتكم بما هو أت
أنت أيها الحب
فأن ما عاش فيه العاشقين
من حزن وهم وأسي
فليس لك أي ذنب فيه
وأنتي أيتها القلوب
أحسني أختيارك
ولا تسلمي هواك مرة أخري لمن لا يستحق
ولا تلقي باللوم علي من لا يستحق اللوم
وحكمي هو
برأة الحب مما وجه اليه