انطلقت بنا تلك السيارة كأننا في وهم او حلم لن ينتهي وكان برفقتي اثنان من الموقوفين استطعت بعد عناء ان اتعرف عليهم وهم اثنان من اصدقاء الدراسة الاعداديه عرفت انهم مبعوثون الى الامن العامة عرفت حينها ان وجهتنا الى الامن العامة انزلونا الى ممر ضيق جدا "تتوزع عليه غرف ضيقه حشروني في احدها وهنا بدأت معاناة من نوع مختلف جدا "الزنازين كلها بقياس واحد وهي متران طولا"واثنان عرضا" وفي زاويتها المرافق الصحيه ليس هذا المهم انما ما يفوق التصور ان العدد كان بمعدل ثلاثين الى خمس وثلاثين وكان تقسيم العدد كما يلي عشره ينامون لمدة ساعتين وعشر واقفين على رؤوسهم بقدم واحده والاخرى على الحائط وخمس على جدار المرافق الصحية القصير نوعما وخمس الى سبعه يفترشون المرافق بعد تنظيفه وفرشه ببطانيات عسكريه وكان نظام التسلسل هو النظام الفاعل في هذا الظرف العشرة النيام يستيقظون وينام الذين فوق رؤوسهم وينزل الذين على السياج ليحلوا محل الواقفين ويخرج اولئك من المرافق ليصعدوا فوق المرافق وكنا وقتها نتعرف على كل اخبار القادمين الجدد عن شفرة مورس متفق عليها بين الزنازين الزنازين الجانبيه بخطوط على الحائط والسفلى عبر انابيب الماء حرف الالف ضربه والباء ضربتان وهكذا الهاء خط الواو خط وضربه ....الخ ما اراحني حقأ اني كنت اشاهد أساتذة جامعيين واطباء واناس من الطبقة المثقفة العالية جدا" حتى اني لااعرف معنى شهادتهم في ذلك الوقت احدها حيرتني هي دكتوراه السنيه ونطق لا اعرف ماتعني هذه الشهادة كان صاحبها الدكتور من امرح الناس والطفهم والاخرى دكتوراه مختبرات وكثير من الشهادات الاخرى كنت حينها اتسأل ان عمر شهادة احدهم بقدر عمري وكان اشد الحالات عند اصابة احد الاخوان بحالة اسهال فنضطر الى افساح المجال له واذا حل وقت الصلاة فنصلي خمسه وبعدنا خمسه الى انتهاء عددنا الكلي ونجلس بنفس العدد للطعام أي خمسه خمسه التقيت بأحد الاخوان وكان يدعى(..)
على هذه الحالة وهو صائم ثلاث سنوات متتاليه وكانت لاحد اخواننا من الاطباء عدة طبيه كامله على ما اذكر مشرط وابره صنعها من عظام الطعام الذي يأتوننا به كانت هذه العده سببأ" في عذابه عندما وجدوها عنده لأننا وفي هذا الظرف يخرجوننا من الزنازين يفتشون عن الممنوعات ولا ادري من اين تأتي الممنوعات عرفت انها خطه خبيثة لكسر وتحطيم نفسيات المعتقلين وكان اذا جاء وقت الحلاقة فكنا نتمنى انها اخر حلاقه لمقدار العذاب الذي نشاهده والتعذيب الوحشي الذي يدمى اجسادنا كانت هذه الزنازين بباب حديدي في منتصفه فتحه لها باب لا إدخال واخراج اواني الطعام وكانت هناك مفرغه في اعلى زاوية الزنزانة كانت هناك ساعه في احدى الزنزانات نعرف منها وقت الصلاة عبر شفرة المورس الانفة الذكر قطعت عنا في احد المرات الكهرباء وكانت النتيجة ما يقارب الثلاثين ضحيه عرفنا بعدها ان المفرغة هي سبب بقاءنا على الحياة عند غلق الباب الحديدي اما الامراض وانواعها فهي من النوع الغير معروفه
لا أريد الإطالة لان التفاصيل متشعبه وكثيره وفي كل صباح هناك من يغادر للمحكمة وهناك من يأتي من كل محافظات العراق ونسمع بحالات الاعدام الكثير اخيرأ جاء دوري في ذلك الصباح نودي باسمي واسماء عديده من مختلف المحافظات وقالوا لنا محكمه ارتبكت حينها بعدها اسلمت امري الى الله ودعت زنزانات الامن العامه بعد ان قضيت فيها ثلاثة اشهر ونصف اقتادوني الى محكمة الثورة حينها شاهدت الاقفاص الصاجيه وقد تربع على سدة القضاء احد الانجاس عرفت اسمه فيما بعد كان مسلم الجبوري وبجانبه ضباط برتب عسكريه (الحال هذه لطالب لم يدخل مركز شرطه في حياته يقتاد الى اعلى سلطه قانونيه حينها )لالجرم انما هوس القتل والدمار واستباحة كل الاشياء سألني هل وكلت محاميأ"والسوال اشد غرابه من ا لجواب أي محامي هذا الذي يتكلم عنه ؟
فقلت له كلا فقال وكلت لك الدولة المحامي فلان الادعاء العام طالب بأنزال اشد العقوبات بي فقال لي الحاكم تكلم هل انت مجرم ام بري فأخذت اسرد له حكاية الإفادة الملفقة وكيف اخذت مني بالقوة الانه استوقفني بكلمه لن انساها ماحييت (عميل ابن العميل)عرفت ان الحاكم قد حزم امره ولافائده من الكلام معه اما محامي الدفاع فطالب بانزال اشد العقوبات والترفق بي لصغر سني انتهت مهزلة المحكمة واقتادوني الى قاعه خارج المحكمة بانتظار قرار الحكم هناك شاهدت مجموعه من الاخوات ايضا ينتظرن الحكم اقبلت علي احدهما بصمون وبداخلها قطع جبن اوغير ذلك لا أتذكر وسيكاير واخذت تشد من عزيمتنا نحن الجالسين بانتظار قرار الحكم حينها حان وقت صلاة الظهر فتوضينا لا داء الصلاة فنهرنا الحراس الا اننا صلينا غير معيرنهم انتباهنا وقضيت الصلاة وسط تهليل وتكبير والصلاة على محمد واله نودي باسماء مجموعة اخوان ولم ينزلوا الينا ونودي باسماء وجبه اخرى ولم ينزلوا الينا عرفت بعدها ان الذي لم ينزل الى القاعه كانت عقوبته الاعدام ويا للهول فلان اعدام وفلان اعدام اصدقاء شاركوني محنة الامن العامه والاّن يساق بهم الى الموت ونودي باسمي واحسست حينها بان نتائج المرحلة الإعدادية كانت اكبر هما" من نداء محكمة الثورة نادوا باسمي وتسلقت السلم الى مواجهة مصيري المحتوم
رد مع اقتباس
