إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الْهَدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم- وشرَّ الأمورِ مُحْدثاتها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
فإنَّ الله -عزّ وجل- قال في محكم التنزيل: (ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ)، وقال: (وإنَّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون).
وفي حديث معاذ بن جبل –رضي الله عنه- الذي رواه الترمذي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذ بلسانه وقال لمعاذ: "كفّ عليك هذا". فقال معاذ: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ فقال: "ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟"!
فيا إخواني وأخواتي الأفاضل:
إنَّ الترفُّعَ والإعراضَ عن الكلام والجدال في الأمور التي لا تُغني ولا تُسْمن من جوع؛ لمن كمال العقول وعلو الهمم، والإنسان الناجح السوي لا يلتفت لمثل هذه السفاسف والخزعبلات، بل عليه أنْ يرفع من نفسه ومن همّته بالعمل الجاد الذي يُقربّه إلى ربه ورحمته، ويباعده من الشيطان وكيده، وأنْ يكون صبوراً، حليماً، عفوّاً عند المقدرة، معرضاً عن كثرة الكلام والثرثرة، وعن كل سفيه وجاهل وأحمق، مع الحذر من زلات اللسان، وما أدراك ما زلات اللسان.
منقول