أشيليوس - شوان / مختصر التعمق وحورات أخرى
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد لأصدقائي أن يموتوا كي أتفرغ لأعدائي. وأنت، ماذا عنك ؟
- لا شيء. فقط بنطال جديد ومستعمرة من البن وعطلة طويلة وشخص يحك لي ساقي.
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد نعامة.
- هل لديك أسباب وجيهة ؟
- لا، لا، الإنسان ليس بحاجة إلى أسباب وجيهة كي يقتني نعامة. إنهُ يقتنيها لأنها نعامة. هذا كاف.
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد تعذيبك نفسيا وجسديا.
- لماذا ؟!
- لأني أحب سماع أصوات الناس وهي تطلب الصفح مني.
- حسنا، لماذا لا تقتلني ؟
- لا لا. القتل شيء مريع.
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد ضرب سائق الباص بعقب بندقية. وأنت، ماذا عنك ؟
- أريد أن أخبر سائق الباص أنك تريد ضربه بعقب البندقية.
- لكننا أصدقاء. هذا لا يجوز.
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد حرق هذه المدينة.
- لماذا ؟!
- أنا أحب منظر النيران وهي كل مكان.
- لماذا ؟!
- النار لا تعرف التردد. إنها تفعل ما تريد فعله تماما.
- أخبرني ماذا تريد ؟
- أريد الإنتحار.
- لماذا لا تذهب الآن وتنتحر ؟
- من الوقاحة أن أنتحر وأنا في منتصف كلامي معك، ثمّ، النعاس الشديد يغلبني.
- حسنا، هل تعرف ما هو أجمل شيء في هذه الحياة ؟
- النوم والإنتحار.
أشيلوس - شوان وحوارات أخرى
- كيف حالك ؟
- إنني بخير.
- هذا م يقوله الجميع.
- كيف حالك ؟
- إنني حزين.
- هذا جيد.
- كيف حالك ؟
- أنا مصاب بالسرطان ماذا تتوقع سيكون حالي ؟
- لا أدري فأنا لست مصاب بالسرطان.
- فلننتقل إلى موضوع آخر غير كيف حالك.
- مثل ماذا ؟ كيف حالي أنا ؟!
- أحمق. فلنتجاوز حالتنا الصحية والنفسية.
- حسنا. ماذا لديك ؟
- ماذا تعني ؟
- أعني م هو الموضوع الذي يشغل عقلك هذي الأيام ؟
- الحب يا رفيقي، الحب.
- لا لا الحب حدث مضجر ثم شخص بمستوى تخلفك غير مؤهل للحديث عن الحب.
- لكنني لست متخلفا. لا أفهم لماذا تحب ايذاء الآخرين هكذا.
- لأن أغلبية الناس لا تستحم كثيرًا.
- أنت إما إنسان متحامل أو غبي أو مشوش.
- لو أمعنت في التفكير قليلا ستجد أن من المستحيل أن أكون إنسانا غبيا، فأنا أقرأ في الشهر الواحد أربعة كتب سميكة. أحيانا خمسة، كم أنا شجاع.
- م فهمته منك حتى الآن أنني أحمق ومتخلف وأن الحب مضجر و القراءة شجاعة ؟!
- نعم، تماما وأقصد أيضا أنك غبي.
هوامش
العالم ضجر يريد التنفيس عما ألمّ به , نحن نريده أن يكبت كما نحن نكبته بداخلنا , في النهاية كلانا سينفجر , أحدنا سيتألم على الآخر والآخرسيكونُ كبش الفداء.
لم أفصح عن شيء بعد
أقف جوار هذا اليوم، في ليالي الصيف هذه، في يوم أرشي التاريخ بأن ينساه، وأكتب إليكِ... أرفع فمي نحو السماء، وأستخرج الكلمات من جلباب الغيوم السوداء، وجذوري محروقة الأطراف، حبيبتي، بالمناسبة، أشعر أنني على مقربة من عيد ميلادي الواحد والثمانين. لقد وصلت من بعدكِ إلى الدرك الأسفل من الحزن. أزخرف النصوص بالجماجم والشتائم. أنا سوداوي. أنا لعين. أنا في الدرك الأسفل من الفردوس المفقود، أريد صوتكِ الآن كي أقطعه مثل كعكة عيد الميلاد، أريدكِ خلف المرآة حين أقف أمامها محاولا رفع السكينة، أريدكِ في المطبخ حين لا أجد الحليب الذي أشربه، أريدكِ في البلكونة حين أخرج بعد منتصف الليل كي أشرب، أدخن، وأبكي، أريد أن أضع هذا المنفى ورأسي، وذلك الوطن، بين ذراعيكِ ونبكي، ونبكي سويًا. آه، لو أنكِ تجلسين أمامي على هذه الطاولة كي أنزل للأسفل، أمسك ركبتيكِ وأبكي أكثر من مرة
ولو لمرة
ولو لمرة
ولو لمرة
((منقول))