لقد سئمت من زوجتى
مللتها وجعلتنى أكرهها وأكره ذلك اليوم الذى عرفتها فيه
ولولا أولادى وألا يعيشوا بين ابوين منفصلين فيتشتتون لطلقتها
نطق بهذه الكلمات صديقى الذى كان فى فرط إنفعاله
وحاولت أن أهدىء من روعه وأتدخل فى الأمر لعل الله أن يصلح ذات بينهما
فسألته
إهدإ فقط وإروِ لى على ألا تروى إلا المعقول
فليس كل مابين الزوجين متاح الحديث فيه ولو كانت مشكله كبيره
نظر إلى مستنكرا وبإستغراب فأجبته قبل أن ينطق
تذكر قول الله تعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن
واللباس يعنى الستر ستر العورات وكلنا عورات
فلا تفضح من أنت ستر لها حتى وإن كنت ستتركها
نظر إلى متأملا لحظه ثم تنهد تنهيده طويله تنم عن غضب يملأ نفسه
ثم قال
حسنا سأروى لك المتاح فقط
تزوجنا منذ مايقرب من تسعه أعوام
وأنت تعلم أن كل بيت زوجيه لابد وأن تقابله بعض العقبات
فى بدايه تكوينه ...وبمرور الوقت تختفى تلك العقبات وتظهر مسؤوليات
تكبر كلما كبر الأولاد
سكت صديقى منتظرا منى تعليق ولكنى أطلت السكوت فإستطرد قائلا
كلما حدثت مشكله ما تعايرنى بأننا قضينا سنوات عمرنا التسع فى شدائد
لقد مرت الشدائد والحمد لله والآن من الطبيعى أن نحمل هم المسؤوليه و....
وهنا قاطعته قائلا
وهل تعتقد أنت أن هم المسؤوليه هذا بسيط
من قُربى لك ولحياتك أعلم أن زوجتك هى التى تحمل هم الأمور الماديه
إختصارا هى وزيره الماليه فى البيت أليس كذلك ... لم أنتظر منه جوابا فأكملت
كل عملك ومسؤوليتك أنت تنتهى عندما تذهب لعملك ثم تأتى البيت متسائلا عن الغداء
وعن الأولاد ثم تغفو وتستيقظ لتلهو مع أطفالك ثم تنام وهكذا ...هذا كل ماتفعله
وأنت بذلك تظن أنك أديت دورك على الوجه الأكمل
بأنك سلمتها راتبك كله ثم تأخذ منها مصاريف شخصيه لك
قال لى مستنكرا
إنى أفعل مالايفعله الكثيرون .. أعلم أزواجا كثيرون لا يعطون زوجاتهم من المال إلا بقدر
ومع ذلك زوجاتهم لا تستطيع التحدث ولا تستنكر ولا ولا
قلت له
ومن أدراك فكل الأزواج لا يشكون مثلك .. ثم أنت إرتضيت هذا مثنيا على حسن صنيعها معك
وحسن تدبيرها لأموالك وتحفظها لك مدخرات لمستقبل لا يعلمه إلا الله متفاديه ماحدث بالماضى
أبعد كل هذا تستنكر عليها ألا تضيق حملا بالمسؤوليه
أنت لا هم لك غير عملك
وأما هى
فهمومها عملها وبيتك وطعامك وأولادك وتدبير أمورك الماديه
حبا فيك وأن تجحد ذلك فلا تريد هى أن تحملك فوق طاقتك
حبا فيك تتظاهر بالإقتناع وبالرضا كى لا تجعلك تعمل عملا إضافيا
حبا فيك لا همها إلا مظهرك أنت وأولادك وهى فكل من ينظر إليكم يثنى عليك أنت
مع إنها صاحبه الفضل فى ذلك
ثم بعد كل هذا تستنكر أنت عليها أن تمل .. أن تفوح ببعض الكلمات تنفس عما بداخلها
هل جلست يوما بجانبها وسألتها ماسر ذلك الشرود وتلك الحيره فى عينيها
هلا قلت لها يوما أشركينى فى همك أحمله عنك أو عالاقل تخفف عنها أو أضعف الإيمان
تشعرها بالرضا والشكر والامتنان لما تفعله من أجلك
لا يوجد عندك غير الاستنكار وانها ناكره الجميل وأنها تضجر من حياتها معك
دائم الشكوى أنت لأهلها مُظهرا أنك الحمل الوديع وأنك تتحمل إبنتهم وأنت لاتعرف
أنك ترتكب أكبر جُرم فى حياتك
نطق متوترا
أى جُرم ذلك الذى تتحدث عنه
نظرت لساعتى وقلت له مودعا آسف لدى بيت وزوجه ينتظرونى .. ألقاك قريبا لنكمل حديثنا
غمم صاحبى ببعض الكلمات غير المفهومه أما أنا فقلت
صديقى هذا يجهل الكثير والكثير عن النساء
وللحديث بقيه مع صديقى