ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ، ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺣﺮﺹ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺣﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ. ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺃﻣﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺎﺕ، ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﻢ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﻟﻪ.
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ، ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ.
ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﻐﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺃﻫﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ:
* ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ: ﺩﺍﺋﻤﺎً "ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻭﻻً" ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ
ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﺃﻭ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻗﺒﻠﻪ، ﺇﻣﺮﺃﺓ. ﻭﺗﺤﺒﺬ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎﻫﻲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺑﻬﻦ.
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ: ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺪﻓﻊ
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﺖ ﺫﻟﻚ. ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً، ﻣﺎ ﻳﺤﺒﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﻊ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻣﺮﺃﺓ. ﻭﻟﻜﻦ، ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﺗﺤﺒﺬ ﻓﻜﺮﺓ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ. ﻭﺗﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺩﻗﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ. ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﺧﺬ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ.
* ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ: ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ. ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﺇﺫ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ: "ﺇﺫﺍ ﻗﻤﺖ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻹﻣﺮﺃﺓ ﺑﺤﺪﺓ، ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﻼﺣﻈﻨﻲ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺳﺘﺮﺍﻧﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ." ﻭﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ. ﻭﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻬﻴﻨﺎً، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻧﻬﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩﺩﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ. ﻭﺗﺮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻄﻴﻔﺎً، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻦ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺒﻘﻪ ﺃﻳﻀﺎً.
* ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ: ﺿﻊ ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﺑﺎﻹﻧﺰﻋﺎﺝ.
* ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ: ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻟﺪﻯ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺪﻯ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ. ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ،
* ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ: ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺇﺫ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﻌﻨﻒ، ﻟﻀﺮﺏ ﺭﺟﻼً ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﻐﺎﺯﻟﺘﻬﺎ، ﻋﻤﻼً ﺑﻄﻮﻟﻴﺎً ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ ﺫﻛﻮﺭﻳﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ.